يا طاهري أجب وحدّث يا رداع كيف استحال الصبح في الآفاق داج كيف وانهزم الشعاع؟ وتهاوت الأيام والأحلام واصطخب الضياع ـ ماذا هنا؟ لهب وأدخنة وأشلاء كثيرة وأمام إعصار الأسى أمٌّ تنادي باسم ابنتها الصغيرة تجثو على يدها وتبحث في الرماد ولم تجد غير الأصابع والضفيرة وهناك والد طفلة كفّاه تحتضن الفراغ ويرتمي فوق المساطر والكراريس الممزقة الحسيرة ويلملم الأشلاء يلثمها بمقلته الضريرة ودفاتر حجب الدخان بياضها والأفق ألْيَلَ قبل أن تلج الشموس إلى فضاءات الظهيرة ماذا جرى؟ ـ يا باص قل في رحلة الموت الأخيرة - يا من زرعت الموت في طرقاتهن أما لديك كالآباء طفلة؟ أولم تقف يومًا أمام البيت منتشيًا بمشيتها وطبعت فوق جبينها الأخّاذ قبلة؟ ووقفت تنتظر الإياب إيابها ووددت لو أنّ النجوم قلائدا في جيدها وودت لو فستانها الشفاف من وهج الأهلّة من أي كهف جئت قل من أي ملة ـ يا ويح قلبي آآآه يا وجع الحياة على الصغار يا حسرة الأيام حتمًا ستمضغنا البلادة والقفار؟ ماذا تبقى يا زمان سوى وجع يرادفه انكسار؟