الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
إدارة بنك التسليف الزراعي تُعلن وفاة مشروع "الصالح" للحد من البطالة دون شهادة.. وتُشرد موظفيه

19/11/2014 17:10:00


 
استطلاع - رشيد الحداد
منذ ثلاثة أسابيع وأكثر من 100 متعاقد من متعاقدي "كاك بنك" (مكاتب شباب) يتظاهرون أمام بنك التسليف التعاوني الزراعي في شارع الزبيري للمطالبة بتثبيتهم أسوة بالآخرين، إلا أن أصواتهم التي بحت دون ان تصل إلى مسمع الإدارة التي سبق لها أن وعدت بتلبية مطالبهم، ومن ثم أخلفت وتنصلت دون سبب، واستمرت في التجاهل، دفعت بالمتعاقدين للتصعيد والمطالبة بحقوقهم المشروعة أسوة بالمئات ممن تم توظيفهم خلال الفترة الماضية من خارج البنك.
"الوسط" في نزولها الميداني إلى البنك، والتقت المتعاقدين الغاضبين، الذين اتهموا إدارة البنك بتسريحهم من أعمالهم دون أن يكون هناك سبب.. مؤكدين أن مشروع "مكاتب شباب" لم يمت ولم يفشل، وإنما أُفشل من قِبل إدارة البنك.. إلى التفاصيل:
بعد تسع سنوات من ميلاد أهم مشاريع البنك الزراعي أعلنت إدارة البنك الجديدة تصفية المشروع وتسريح العاملين فيه وتصفيته، وهو ما تسبب بحرمان 127 متعاقدًا في مكاتب شباب من أعمالهم وحولهم الى عاطلين عن العمل، وأن كان للقضية أكثر من بُعد، إلا أن قضية المتعاقدين المشروعة قد كشفت - أيضاً - عن انهيار أهم مشاريع البنك الذي وجد كمشروع رئيس من مشاريع البنك الأخرى عام 2005 م، وعقب الانتخابات الرئاسية التي تمت في الـ 20 من سبتمبر في عام 2006م أعلن عنه باسم مشروع الصالح للحد من البطالة، وهو ما عُرف حتى إفشال المشروع والاستغناء عن العاملين فيه.
المشروع كان يهدف إلى إنشاء 5000 مكتب من مكاتب شباب، ويستهدف 15 ألف شاب للعمل في تلك المكاتب التي كانت تمثّل فروعًا صغيرة للبنك الذي لم يملك في العام 2006م سوى ثلاثة فروع فقط، ونجحت مكاتب شباب في الترويج للبنك وتقديم مختلف خدماته ابتداءً من العاصمة صنعاء، ومن ثمة توقف في المحافظات.. مشيرين إلى أنهم في سبيل تحقيق أهداف المشروع عملوا كنقاط متحركة، مخاطرين بأنفسهم، وتحملوا مسئولية أموال البنك التي كان البنك يصرفها لهم كعُهد مالية لتبادلهم إدارة البنك الجديدة بالاستغناء الغير مبرر، ويأتي من تسلقوا على ظهورهم بالتعالي عليهم والتنكر لدورهم وجهودهم التي كانت الباكورة الأولى في تسويق البنك وخدماته.
وإن كان هناك فرق بين الفشل والإفشال فإن مشروع شباب لم يفشل ولم يفلس؛ لأنه يعتمد على ما تقدم من خدمات بنكية وخدمات أخرى كسداد فواتير الكهرباء والهاتف وغيرها، ويتم الاعتماد على العمولة التي يتم توزيعها وفق نِسب متفق عليها، أي أن المشروع لم يفشل اقتصادياً، وإنما أُفشل عنوة دونما مبرر أو إعلان من قِبل إدارة البنك الجديدة، التي لم تعلن عن إفشال شركة "إيتي" للتقنية، التي كانت تابعة للبنك وإحدى الشركات التابعة لها، وإنما تم تصفية رأس مالها وتحويلها إلى إدارة تابعة للبنك خلال العام الماضي.
الإدارة تنكرت
إدارة البنك، التي تعاملت باستعلاء مع موظفين عملوا مع البنك لثمان سنوات، قالت في إحدى التصريحات الصحفية: إن المشروع لم يكن تابعًا للبنك، إلا أن الموظفين أكدوا - بالدليل القاطع - أن مشروع ومكاتب شباب أحد مشاريع البنك، وأن الإدارة تنصلت عن أي وعود قطعتها لأكثر من 100 موظف من موظفي البنك، وحاولت استخدام القوة ضدهم عبر شرطة المجمع الصناعي الذي اعتقل عددًا من المعتصمين وزج بهم في السجن 12 يومًا، ومن ثمة أفرجت عنهم النيابة العامة بعد أن تبين أن سجنهم غير قانوني.
اعتصام مفتوح
تحت حرارة الشمس وصقيع البرد القارس يستمر 127 متعاقدًا من متعاقدي مكاتب شباب التابع لبنك التسليف التعاوني الزراعي بالاستمرار في اعتصامهم المفتوح دون تراجع، رافضين أي إملاءات ما لم يتم تحقيق مطالبهم في تثبيتهم أسوة بزملائهم الآخرين في المشاريع الأخرى التي كانت تابعة للبنك، البعض منهم ما يزال في عمر الشباب، إلا أن آخرين تجاوزت أعمارهم الأربعين عامًا، في كل صباح يرفعون شعارات منددة بتجاهل مطالبهم، ويطالبون من إدارة البنك تحقيق تلك المطالب المشروعة، وكل من يمر من شارع الزبيري يشاهد أولئك الموظفين وهم يرفعون الشعارات المطلبية.
جمعة الوفاء بالوعد
الجمعة الماضية أحيى المعتصمون أمام البنك جمعة أطلقوا عليها جمعة "الوفاء بالوعد"، وطالبوا من خلالها إدارة البنك بالاستجابة لمطالبهم وتنفيذ وعودها بتثبيتهم.
ويتهم الموظفون إدارة البنك بالتهرب من التزاماتها.. مشيرين إلى أنهم تلقوا وعودًا من قِبل رئيس مجلس إدارة البنك منصور القعيطي بتسوية أوضاعهم، إلا أنه تنصل عن التزاماته وخلف وعوده التي قطعها للجنة المشكلة من الاتحاد العام لعمال اليمن.
وأشاروا إلى أن تجاهل قيادة البنك أحرم 120 أسرة من مصادر دخلها وحول 120 موظفًا من موظفي مكاتب شباب من عاملين بذلوا جهودًا كبيرة في التسويق للبنك وخدماته خلال السنوات الثمان الماضية.. معتبرين تسريحهم من أعمالهم مخالفة للقانون والشرع.
وديعة مكاتب شباب اختفت
يتحدث متعاقدو البنك المعتصمون عن إخفاء الوديعة المسجلة باسم مكاتب شباب، والتي هي - حد قولهم - ملك للبنك، والبالغ 200 مليون ريال، ويطالبون بصرف مستحقاتهم المتأخرة لمدة أربعة أشهر، وأكد المعتصمون أنهم لن يعودوا إلى منازلهم قبل تنفيذ مطالبهم مهما حاولت إدارة البنك ممارسة أي ضغوطات أو أي انتهاكات بحقهم.
وأكد المعتصمون أنهم كانوا يصرفون شهريًّا 2 مليار ريال لعملاء البنك عبر مكاتبهم، ناهيك عن خدمات أخرى كانوا يقدمونها بأجور زهيدة دون أية بدلات أو امتيازات، وأشاروا الى ان البنك استغل حاجتهم للعمل، وامتص أهم سنوات عمرهم، وتسعى إدارة مكاتب شباب في البنك الى تحويل الإدارة الخاصة بمكاتب شباب الى منظمة مجتمع مجني للتهرب من الوفاء بالتزاماتها تجاههم.
توظيف 700 في البنك
من خلال نزولنا الميداني والالتقاء بالمعتصمين من متعاقدي البنك امام الفرع الرئيس، الواقع بجانب وزارة الشباب والرياضة بشارع الزبيري يؤكدون بأن لا تراجع عن حقهم في التثبيت؛ سيما وأن مجلس إدارة البنك وظف ما يقارب الـ 700 موظف خلال العامين الأخيرين، بينما يتم الاستغناء عنهم بكل برود على الرغم من أنهم شباب جامعيون ومؤهلون، ويمتلكون خبرات تراكمية جراء العمل في تقديم خدماته على مدى السنوات الماضية.
الحبابي نحن باكورة عمل البنك
أحمد الحبابي - أحد المتعاقدين المعتصمين أمام "كاك بنك" أكد لـ"الوسط" انه يعمل في مكاتب شباب منذ بداية تأسيس المشروع عام 2005م.. يقول أحمد: كنت اعمل في مكتب شباب بشارع مازدا بالعاصمة منذ تسع سنوات، وعملنا على النزول الى اربع جهات حكومية وإقناعها بالتعاقد مع البنك، كما تم اقناع الناس بالإيداع في البنك، ومن ثمة كان الناس يودعون عبر مكاتب شباب.. وأضاف: قمنا بقطع استمارات فتح حساب، وكذلك توزيع البطائق، ومن ثمة صرف مرتبات المعلمين.. وأشار الى ان مكتب شباب الذي كان يعمل فيه قدم خدمات كبرى للبنك وللمواطنين من خلال سداد فواتير الكهرباء والهاتف والانترنت والحوالات السريعة.. وقال الحبابي: يعلم العاملون القدامى في البنك ان البنك لم يكن لديه سوى ثلاثة فروع، ومن خلال 180 مكتبًا من مكاتب شباب استطاع ان يوصل خدماته الى أرجاء العاصمة.
وحول الأسباب التي أدت الى استغناء إدارة البنك عن مكاتب شباب قال الحبابي: ارتفع أعداد فروع البنك، وتم إدخال خدمة الصراف الآلي فتم الاستغناء دون مبرر.. مؤكدًا أن مكاتب شباب لم تكن فاشلة أو غير ذي جدوى اقتصادية.
معياد: الإدارة وعدت لمرتين وخلفت الوعد
علي معياد - مكتب شباب السبعين جوار مستشفى الزهراء - يقول لـ"الوسط": بعد ان ادركنا ان البنك يريد التخلص من مكاتب شباب تحركنا الى اتحاد نقابات عمال اليمن للنظر الى ما نتعرض له من استبعاد وإقصاء، وتم مقابلة قيادة الاتحاد التي وجهت وفدًا للتحرك الى مقابلة رئيس مجلس إدارة البنك، وبالفعل تم مقابلة منصور القعيطي، وقال معياد: إن وفد الاتحاد ابلغ رئيس البنك ان استخدام الشباب كعمالة غير منظمة محرم دولياً واليمن موافقة على تجريم استخدام هذا النوع من العمالة، وعبّر عن استغرابه ان يمارس بنك حكومي ذلك في حق العاملين.
وأضاف: أن البنك وعد وفد اتحاد عمال اليمن لحل قضية المتعاقدين خلال شهر، إلا أن المدة المحددة طالت، ودون حلول، مما دفع بالمتعاقدين الى نصب خيمة امام البنك، وهو ما دفع رئيس مجلس الادارة الى طلب إزالة الخيمة، ووعد لجنة مشكلة من المتعاقدين مرة أخرى بتثبيتهم، وطلب مهلة انتهت في تاريخ 30 أكتوبر.. وأفاد أن المتعاقدين تفاجأوا بسفر رئيس مجلس الإدارة إلى واشنطن في نفس تاريخ الموعد، متجاهلا مطالب المتعاقدين، ومن ثم تنكره وتجاهله لمطالبهم، ولوعده لهم مما دفعهم إلى التصعيد.
السماوي تعرضنا لضغوطات في السجن
محمد أحمد السماوي - مكتب الخط الدائري - رقم 544 - أحد المتعاقدين الذين اعتقلتهم الشرطة، وتم سجنهم لمدة 12 يوما على خلفية مطالبهم بالتثبيت في البنك كشف للوسط عن تعرضه وزميل آخر له لضغوطات داخل سجن شرطة المجمع الصناعي خلال فترة حبسة بطريقة غير قانونية ومن اهم الضغوطات عدم إحالته إلى النيابة، واشتراط الإفراج عنه وزميله مقابل الالتزام برفع المخيم من أمام البنك، وقال: إن البنك استعان بالشرطة لتفريق اعتصامهم السلمي، وتم اعتقاله هو وزميل آخر له خارج القانون، كما كشف عن اشتراط مدير أمن الأمانة الإفراج عن المتعاقدين المعتقلين من قبل الشرطة رفع المخيم مقابل الإفراج أيضاً.. وأشار السماوي إلى أنه تلقى إغراءات واتهامات من قبل أحد عناصر اللجان الشعبية التابعة للحوثيين، والتي تقوم بحماية البنك منذ 21 سبتمبر، ومن تلك الضغوطات تلقيه اتهام من قبل ما يسمى أبو عبدالرحمن الذي وجّه للمعتقلين اتهامات بالعمالة للخارج.. وأضاف: قال لنا أبو عبدالرحمن الحوثي: إن أردتم أن تخرجوا فوضوني لأحل بينكم المشكلة، ومن ثمة عرض على المعتقلين التوظيف دون زملائهم، إلا أنهم رفضوا العرض - حد وصفه.
ويشارك السماوي رجائي معياد - أحد المتعاقدين الذين تعرضوا للاعتقال بسبب الاعتصام المطلبي، كما تحدث آدم عبدالله الصبري - أحد المتعاقدين المعتصمين - عمّا تعرضوا له وعن تجاهل إدارة البنك.
أحمد الكينعي - أحد المتعاقدين المعتصمين - اكد ان البنك كان مستفيدًا من مكاتب شباب، ولم يكن هناك أي خسائر عليه.. مشيرا الى ان البنك يحصل على عمولتهم، وقال: كان لنا من العمولة خلال السنوات الأولى من المشروع 8 في الألف، ومن ثمة تم خصم 3 في الألف لثلاثة متنفذين داخل البنك فقط.
أما احمد القديمي، الذي كان يعمل في مكتب شباب، في المطار، فيستغرب تجاهل وتنكّر إدارة البنك لمطالبهم ولوعودها، وأشار الى ان المتعاقدين منتظرين لما قال إنها وساطة شُكّلت من قبل جماعة انصار الله للتدخل وإلزام البنك بتنفيذ مطالبهم.
5 آلاف مكتب و15 ألف فرصة عمل
قبل 7 سنوات قال بشار المؤيد ـ المدير التنفيذي لمشروع الصالح للحد من البطالة: ان مشروع مكاتب (شباب) هو أحد برامج مشروع "الصالح" للحد من البطالة، التابع لبنك الزراعي، والذي يسعى البنك من خلاله الى توفير فرص عمل لآلاف الشباب من خريجي الجامعات، وذلك بإقامة حوالى خمسة آلاف مكتب شباب في عموم محافظات الجمهورية، وكخطوة تجريبية تم افتتاح 100 مكتب (شباب) في أمانة العاصمة، وذلك بمعدل (15 ـ 20)، منها سداد فواتير الكهرباء والماء والهاتف وصرف مرتبات الجهات المتعاقدة مع بنك التسليف التعاوني الزراعي باستخدام بطاقة الصرف الآلي (كاك بنك).
وبدأت مكاتب (شباب) الموجودة في امانة العاصمة، منذ شهر يناير 2007م، تتولى عملية صرف مرتبات المعلمين والمعلمات وموظفي التربية والتعليم في أمانة العاصمة، والحمد لله تسير هذه العملية حتى الآن بنجاح تام، وصرف رواتب المعلمين والمعلمات وموظفي التربية والتعليم بأمانة العاصمة عبر مكاتب (شباب) باستخدام البطاقة الآلية (كاك بنك) تتم بشكل طيب، ونحن في إدارة المشروع ومن خلال نزولنا الميداني واطلاعنا عن قرب لسير هذه العملية وجدنا أن هناك ارتياحًا كبيرًا لدى الكثير ممن التقيناهم من المعلمين والمعلمات الذين أبدوا سعادتهم الكبيرة لاستلامهم رواتبهم عبر مكاتب (شباب)، مشيدين بهذه الخطوة العملية والحضارية التي وفرت لهم الكثير من الجهد والعناء والوقت في استلام رواتبهم وبإمكانهم النزول الى الميدان والتعرف عن قرب على آراء وانطباعات المعلمين والمعلمات عن هذه العملية، وكيف تسير.
وكان الهدف أن يتم استيعاب 5 آلاف فرصة عمل للشباب في المرحلة الأولى، ومن ثمة الانتقال الى المرحلتين الأخيرتين لاستيعاب 15 ألف شاب.
وقال حينها، في عام 2007م: إن عدد مكاتب (شباب) الموجودة (100) مكتب، وتوقع حينها أن يصل عددها مع نهاية شهر مارس 2007م إلى (179) مكتبًا، ومن ثم سيتم الانتقال إلى افتتاح المكاتب في المحافظات، وفي نفس العام تم افتتاح عدد من المكاتب في محافظة ذمار، وتحديدًا في مديريتي جبل الشرق وجهران، وكانت التوقعات أن يصل إجمالي المكاتب حتى نهاية العام 2007م بعدد ألف مكتب في كافة المديريات الواقعة في عواصم المحافظات.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign