صنعاء تشن عمليات هجومية ضد سقناً امريكية واسرائيلية في خليح عدن والمحيط الهندي        صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم      
    تحقيقات. /
الثورة المصرية المضادة تثير انقسام الشارع اليمني
توكل تهاجم إخوان مصر والمتوكل يتوقع انعكاساتها.. واليدومي يصفهم بالمراهقين

03/07/2013 17:58:31


 
تقرير / رشيد الحداد
أثارت الثورة المصرية المضادة جدلاً في الشارع اليمني وعلى جميع المستويات، ففي الوقت الذي أفردت لها وسائل إعلام تابعة للنظام السابق ومحسوبة عليه هامشاً واسعاً غطت عدد كبير من وسائل إعلام أهلية مناهضة لحكومة الوفاق الوطني التي يتهم التجمع اليمني للإصلاح "إخوان اليمن" بتسييرها والتحكم بقراراتها لصالحه، وما زاد الجدل إثارة مشاركة عدد من قيادات النظام اليمني السابق، منهم القيادي في المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني ونجل شقيق الرئيس اليمني الأسبق يحيى محمد عبدالله صالح وأمين عام حزب الشعب الموالي لصالح صلاح الصيادي وعدد من القيادات التابعة للنظام السابق.
وفيما أثار حضور نجل صالح ردود أفعال شديدة على شبكة التواصل الاجتماعي وعلى المواقع الإخبارية، التي قالت: إن فلول اليمن يساندون فلول مصر، انتقد المئات من اليمنيين المؤيدين لنظام الرئيس المصري الحالي محمد مرسي موقف القيادية بالتجمع اليمني للإصلاح توكل كرمان، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2011م، التي هاجمت حركة اخوان مصر والرئيس المصري، وقالت اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان: "لو كانت حركة الإخوان في مصر حركة ديمقراطية لأطاحت بمكتب الإرشاد ومعهم الرئيس مرسي لفشلهم الذريع في إقامة تحالفات وتشبيكات وشراكات واسعة".
وأضافت كرمان: أنه "بفعل هذا الفشل تعاني الدولة المصرية وحركة الإخوان معاً من عزلة مطلقة مما سيتسبب في حدوث كارثة محققة لمصر وللحركة معاً.. إن لم يحدث شيئاً ينقذ الموقف".!
ودعت بضرورة التوافق بين القوى السياسية في مصر حتى لا تصل الامور الى ما وصلت اليه من تظاهرات تطالب بتنحي الرئيس المصري محمد مرسي.
وقالت كرمان على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) "قبل عام من اليوم طالبنا بضرورة التوافق في مصر لإدارة المرحلة الانتقالية والتشارك في بناء قواعد الديمقراطية وإنجاز مؤسساتها، محذرين من عواقب وخيمة على الدولة والمجتمع في مصر في حال المضي بإدارة البلاد بدون توافق وبدون الشراكة".
وأضافت: "اليوم وبعد أن أصبحت التحذيرات حقائق تعيشها مصر وشعبها.. لا يزال كثيرون ممن انتقدوا دعوتنا السابقة في غيهم يعمهون، يرفضون التوافق ويتنكرون للشراكة، فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا".
واعتبرت ان من يصف كل المصريين غير الإخوان بأنهم ليسوا مدنيين ولا ديمقراطيين إنسانا متعصبًا، لا يقدم فكرًا مستنيرًا ولا وجهة نظر معتبرة.
وقالت: "الشرعية الثورية في ميدان التحرير هي أقوى وأعظم من أي شرعية"..
ولقيت تصريحات كرمان سخطًا من قبل المحسوبين على تيار "الإخوان المسلمين" الذي تنتمي اليه أصلاً باعتبارها عضو مجلس شورى "المكتب السياسي" لحزب الإصلاح الإسلامي.
وفي أول رد على كرمان بعث النائب البرلماني عن التجمع اليمني للإصلاح شوقي القاضي رداً "مطالباً إياها بقليل من الدِّقَّة والإنصاف والموضوعية، فالمعركة - حد قوله -أكبر من هذه (المثالية) التي تتوهمينها، وخصوم الإخوان في مصر ليسوا مدنيين ولا ديمقراطيين، كما يُقال لكِ، بل وأغلب قياداتهم لا يملكون أجندات مصرية، ولو فكَّرتِ قليلاً بتحالفاتهم المشبوهة مع فلول نظام المخلوع ومع أنظمة وقفت ضد ثورات الربيع العربي لما كتبتِ سطورك ـ البريئة ـ تلك.
وأضاف في رده: إن حقيقة المعركة هي بين مشاريع (الارتهان) السياسي والاقتصادي والثقافي، وبين المشروع (الوطني) المتنامي بعد الربيع العربي، الذي يؤسس لنهضة اقتصادية وسياسية ذاتية للأمة، والذي يمثل جزءاً منه مرسي والإخوان والمكونات الوطنية.
ولهذا كانت أول مليونية لخلع الرئيس مرسي في أغسطس 2012، أي بعد شهرين فقط من انتخابه، فهل من الديمقراطية أن يقَيَّم نظام خلال شهرين؟، وأن يُخلعَ أول رئيس مدني منتخب منذ أن خلق الله مصر الحبيبة؟!
واختتم رده بالقول: "إنَّ التقييم العلمي والموضوعي للفشل أو النجاح يحتاج منك إلى إحاطة بالمعلومات الصحيحة لنظام الرئيس مرسي وحكومته، وهو ما تفتقرين إليه وتحتاجين له، ورحم الله من قال خيراً فغنم أو سكتَ فسلِم".
يحيى صالح يزعج الجميع
وفي سياق متصل قالت إحدى كبريات الصحف المصرية: إن الناشطة والكاتبة الصحفية اليمنية الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عبرت عن استيائها وحزنها من استقبال "ثوار" في مصر ليحيى صالح نجل شقيق الرئيس اليمني المخلوع ورئيس أركان الأمن المركزي السابق، في ميدان التحرير.
ووضعت صحيفة "أخبار اليوم" المصرية في خبرها على موقعها الالكتروني بشبكة الانترنت دائرة حمراء على وجه يحيى صالح الذي قالت: ان كرمان وصفته، عبر حسابها الشخصي على موقع "الفيسبوك"، باللص والبلطجي وقاتل الشباب في اليمن والمطلوب للعدالة.
كما تم تداول صور لنجل شقيق صالح يحيى صالح والتي أثارت ردود افعال غاضبة وعملت على اعادة نظر الكثير مما يحدث في مصر كون يحيى أحد فلول اليمن.
الإخوان فشلوا فشلًا ذريعًا
وفي السياق ذاته واصلت الناشطة اليمنية توكل عبدالسلام كرمان هجومها على جماعة الإخوان المسلمين في مصر وإسقاط مرشدهم العام، مشيرة إلى أنهم فشلوا فشلا ذريعا في إدارة شئون الدولة.
وقالت كرمان - في صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أدعو إخوان مصر إلى سرعة اقالة المرشد العام ومكتب الإرشاد لفشلهم الذريع في ادارة الحركة والدولة في مصر بناء على الشراكة والتوافق"، معتبرة أن ذلك سيجنب حركة الاخوان والبلاد "مصر" مزيدا من الانهيار والفشل، وكانت كرمان - الحائزة على جائزة نوبل - اشادت في منشور لها - يوم الأحد - بحشود التظاهرات التي خرجت تطالب بإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي.
وقالت توكل كرمان: "من ميدان التحرير الى كل ميادين الثورة في مصر مشاهد الثائرين اليوم تعيد إلى الذاكرة مشاهد الحشود الثورية ليلة سقوط مبارك، نعرف ريح الثورة ونشتم عبقها جيدا، ليسوا فلولًا ولا ثورة مضادة"، وأضافت: "صفوة القول: إن يوم 30 يونيو فصل عظيم من فصول ثورة يناير العظيمة، وامتداد لها، وجزء اصيل منها، وعلى الرئيس مرسي وحكومته وجماعته ان يظهروا الاحترام والتقدير لجموع الثائرين، فالاحترام هو الشرط الأول لحيازة الثقة، والتي بدورها أساس متين لتحقيق التوافق والشراكة.
وزادت توكل كرمان بالقول: "من الجنون الاستمرار في ارتكاب الخطأ الفادح بالقول: إنهم فلول ومتآمرين، هذا امتهان لكرامة الثوار، والتي هي كل ما يمتلكون وأغلى ما يملكون، ومن جهة أخرى يعطي دليلًا قطعيًّا بأن الرئيس وجماعته مشروع استبدادي خالص إن خلا لهم الجو، وكلا الحالتين تذكي الثورة ويعجل بالرحيل".
المتوكل: الوضع سينعكس على اليمن
وفي تصريح صحفي أكد القيادي في تكتل أحزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد عبدالملك المتوكل انعكاس الوضع المصري على الأوضاع في اليمن.
وقال المتوكل: "القوى المختلفة في مصر هي نفسها القوى في اليمن (الإسلامية والعلمانية) والصراع بين الطرفين الموجود في مصر موجود أيضاً في اليمن، وبالتالي من الطبيعي أن تمتد النتائج في مصر إلى اليمن".
وعن أسباب الثورة في مصر على نظام الإخوان المسلمين في حين لم يمر سوى عام واحد على توليهم السلطة، قال المتوكل: "بناء الدولة عمل حضاري، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه القوى التي تتولى المسئولية في هذه المرحلة في مصر أو في اليمن، قوى حضارية وقادرة على استلهام معاني الديمقراطية في الحكم وترجمتها عملياً أم لا؟!".. مشيراً إلى أن سياسات الاستحواذ على الحكم وإقصاء الآخر لابد أنها قد فعلت فعلها في الشارع المصري، وينبغي على القوى الحاكمة اليوم في اليمن الاستفادة والاتعاظ.
وأضاف: "أذكر أنني كلمت عبدالوهاب الآنسي - أمين عام حزب الإصلاح - وقلت له: إذا أنتم متصورون أن بإمكانكم الحكم منفردين، فأنتم مخطئون". لافتاً إلى أنه بات من المستحيل في اليمن لفئة معينة أن تستفرد بالحكم في ظل ظهور قوى جديدة وحية، وبدون الديمقراطية والقبول بالآخر لن يكون بمقدور أية قوى سياسية معينة البقاء في الحكم.
اليدومي.. مراهقون سياسيون لم يستوعبوا التغيير
رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي وصف الثوار في مصر وأنصارهم في عموم الوطن العربي المطالبين بإسقاط الرئيس المصري محمد مرسي ونظام حكم الإخوان، بالمراهقين السياسيين، وقال اليدومي: إن "شمس الحرية أشرقت على الأمة الإسلامية، ولن يتمكن أحد من البشر أن يحجبها بغربال، محذراً مما أسماها بـ"المراهقة السياسية"، التي قال: "إن أبرز علاماتها عوج في التفكير ورعونة في التعامل مع الآخر"، ولفت اليدومي إلى أن "هذا النوع من المراهقين لم يستوعب المتغيرات على الساحة الإسلامية، ولم يستطع أن يتعامل مع الواقع كما هو، ولم يعِ سُنَّة التداول بين الناس، ولم يدرك ويعترف بأن الأيام دول".
سلّام.. نتمنى أن يُلهم شباب مصر شباب اليمن
المحامي هائل سلام اشار على حائطه في الفيس بوك الى ان جماعة الإخوان في مصر اعلنت انها لن ترشح أحدًا من جهتها لانتخابات الرئاسة، واعتبر ذلك مجرد مناورة سياسية لحمل الحمقى، المنافسين، على القبول بإجراء انتخابات رئاسية قبل التوافق على الدستور كعقد اجتماعي، على النحو المأمول، ولم يقل أي من قادة ما اسمي لاحقا بجبهة الإنقاذ، ما كان ينبغي أن يقال: (ليست المسألة ان ترشحوا او لا ترشحوا من جهتكم ياجماعة الإخوان. المسألة، كل المسألة، أن نتفق - جميعًا - على تحديد قواعد عقد اجتماعي، يحدد بوضوح قواعد اللعبة الديمقراطية قبل الانتخابات، وليرشح بعدها من يرشح. وليكسب بعدها من يكسب). بل، على العكس، هللوا لهذا الإعلان وابتهجوا طمعا، بأنه يخلي لهم الطريق.
وأضاف.. لعبت الجماعة دور الجشع المحتال، فيما تماهى هؤلاء بالطماعين الاغبياء. عند الانتخابات تساقطت الأقنعة، انكشفت الوجوه، وانهارت الثقة وتلاشت. فدخل (رفاق الثورة) في منافسة حادة، هددتهم جميعا بالسقوط، لاحتمال خسارتهم جميعا، بفوز احمد شفيق.
ولما فاز مرسي، بما يشبه المعجزة، تذكر قادة جبهة الانقاذ، ضرورة التوافق على دستور، قبل الانتخابات، ولكن الوقت كان قد فات. فيما راحت الجماعة تستقوي بسلطات الرئيس وصلاحياته لتمرير دستورها، غير التوافقي. وتوالت المشكلات، تناذرت، وتفاقمت.
وأشار الى ان الجميع قد وقعوا ضحية لمحتال خارجي اكبر، احتمال وارد، وتمنى ان يتمكن شباب الثورة المصرية من إزاحة الجميع، الجشعين المحتالين، والطماعين الأغبياء. ليفتحوا بذلك الطريق لثورات حقيقية، تنتصر للقيم النبيلة، والغايات الانسانية الكبرى، ولا تقامر بمصالح شعوبها، من اجل مصالح سياسية ضيقة. نتمنى أن يلهم شباب مصر شاب الثورة في اليمن.
المؤتمر يُعلن تأييده
وفي الوقت الذي خرج أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أطاحت به ثورة شبابية الى التحرير في مساء الأحد لتأييد شباب مصر، أشاد قطاع الشئون السياسية والعلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي العام بموقف القوات المسلحة المصرية وحرصها على حقن دماء الشعب المصري الشقيق، وعدم انزلاق مصر إلى أتون العنف والفوضى.
واعتبر القطاع السياسي في المؤتمر الشعبي العام - في بيان له- البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بخصوص ما تشهده مصر - حاليًّا - من ثورة شعبية - مطالبة برحيل نظام الإخوان المسلمين - يعكس حقيقة عقلانية ووطنية مؤسسة الجيش المصرية باعتبارها الحامي الأول لأمن مصر شعباً وأرضاً، وتجسيدها الانحياز إلى إرادة الشعب المصري المطالب بالتغيير والثائر على نظام الإخوان المسلمين الذي كادت الدولة المصرية، التي يمتد عمرها لأكثر من 7 آلاف عام أن تنقرض في ظل حكمه.
وقال البيان: إن انحياز القوات المسلحة المصرية إلى جانب إرادة شعب مصر هو التجسيد الحقيقي لمعاني الوطنية ولحقيقة كون الجيش المصري كان ولا يزال خط الدفاع الأول، ليس عن مصر وشعبها فقط؛ وعبّر البيان عن تأييده لمطالب الشعب المصري الشقيق الذي خرج في ساحات وميادين مصر مطالِباً برحيل نظام الإخوان المسلمين الذي أوصل مصر إلى هذه الأوضاع بفشله في إدارة الدولة وإصراره العجيب على أخونة الدولة وإقصاء الآخرين، وسعيه لتدمير مؤسسات الدولة المصرية الراسخة عبر محاولة إحلال كوادره وعناصره التي لا تملك أية خبرة في تلك المؤسسات وبصورة عكست شعوراً لدى تلك الجماعة أن بإمكانها أن تلغي إرادة الشعب المصري.
وتمنى على جماعة الإخوان المسلمين ألا تكون سبباً في تدمير مصر وتدمير نفسها، وأن تحذر من غضب الشعوب عليها بعد أن أثبتت فشلها الذريع وتنقذ نفسها بعيداً عن العناد وشهوة السلطة..




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign