الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    الاخبار /
الثورة المصرية تثير انقسامًا سياسيًّا في الشارع اليمني ومخاوف من اندلاع ثورة

03/07/2013 08:14:45


 
الوسط - رشيد الحداد
أحدثت الثورة المصرية المضادة انقسامًا سياسيًّا حادًّا في الساحة اليمنية، حيث انقسم شركاء الوفاق إلى مؤيد للمظاهرات التي تقودها المعارضة المصرية ضد حكم الرئيس المصري محمد مرسي ومناهض لها، ففي حين أيد تلك المطالب برحيل مرسي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أطاحت ثورة شبابية شعبية عام 2011م، ناهضها التجمع اليمني للإصلاح - فرع الإخوان المسلمين في اليمن - حيث وصف رئيس حزب الإصلاح محمد اليومي الثورة المصرية المضادة بالمراهقة السياسية.. وقال اليدومي: إن "شمس الحرية أشرقت على الأمة الإسلامية، ولن يتمكن أحد من البشر أن يحجبها بغربال، محذّرًا مما أسماها بـ"المراهقة السياسية"، التي قال: "إن أبرز علاماتها عوج في التفكير ورعونة في التعامل مع الآخر"، ولفت اليدومي إلى أن "هذا النوع من المراهقين لم يستوعب المتغيرات على الساحة الإسلامية، ولم يستطع أن يتعامل مع الواقع كما هو، ولم يعِ سُنَّة التداول بين الناس، ولم يدرك ويعترف بأن الأيام دول".
وفيما هاجمت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان الرئيس المصري مرسي وطالبته بالرحيل، دعا الشيخ عبدالمجيد الزنداني ـ عضو الهيئة العليا للإصلاح - الشعب المصري إلى الالتفاف حول الرئيس محمد مرسي ودعمه في هذا الوقت، وقال بيان صادر عن مكتب الشيخ عبدالمجيد الزنداني - تلقى "الخبر" نسخة منه - إن الرئيس محمد مرسي هو الرئيس الشرعي المنتخب لجمهورية مصر العربية.
وفيما لم يُبدِ الدكتور ياسين سعيد نعمان - أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني - موقفًا واضحًا حيال الثورة المصرية، بل وصف ما يحدث في مصر بالتطور الطبيعي الناتج عن انعدام مكون وإطار جامع للقوى الثورية، مؤكداً "أن ما يحدث من حشد وحشد مضاد سواء في مصر أو غيرها إنما يعكس حقيقة أن المؤسسات التقليدية التي كان يعول عليها في إيصال هذه النخبة أو تلك إلى الحكم قد أخذت تتراجع إلى الخلف وتسلم بأن دورها يكمن في حماية قرار الشعب.
وأشار نعمان إلى مصر كانت تحتاج إلى شراكة وطنية بين القوى الثورية قبل أن تشارك في الانتخابات، ووصف ما يحدث في مصر هو إرهاق للدولة وثورة لا تحكمها أسس توافق عليها الناس.
وقال نعمان - في منشور له على الفس بوك: "إن مصر بعد ثورة 25 فبراير، تمامًا مثلما هو حال بقية بلدان الثورات, كانت تحتاج إلى مثل هذا العقد الاجتماعي قبل الذهاب إلى انتخابات تنافسية بالشكل الذي تم، فالأقلية والأغلبية دون أسس متفق عليها لطبيعة الدولة التي تتنافس على حكمها لا تعني أكثر من استقواء بأدوات مخادعة لإرهاق دولة لا تحكمها أي أسس توافق عليها الناس، وصاروا مستعدين للدفاع عنها في كل الظروف.
ودعا نعمان المصريين للعودة إلى طاولة الحوار لتقرير العقد الاجتماعي لدولتهم التي ثاروا من أجل بنائها، وتكوين كتلة ثورية لهذا الغرض والتخلي عن كسر بعضها البعض لأنه لا يمكن لقوة بمفردها أن تمضي مخلفة وراءها ملايين المحتجين.
وفي ظل تصاعد الدعوات إلى قيام ثورة مضادة مماثلة للثورة المصرية تطيح بحكومة الوفاق التي تتهم بالفشل، هاجم عضو مجلس النواب أحمد سيف حاشد الرئاسة والحكومة اليمنية، قائلاً: "إنها شاخت وتتموضع، وإنها ستجد نفسها في مأزق شبيه بمأزق مرسي في جمهورية مصر العربية الحالي، وأن هناك ثورة جديدة ستخلق في اليمن للإطاحة بالجميع، واتهم العضو البرلماني حاشد - في تصريح خاص لوكالة "خبر" للأنباء الحكومة بالفساد والفشل والقضاء بعدم الاستقلالية والضعف ومجلس النواب بالعجز.. لافتًا إلى أن منظومة الحكم في البلاد لم تعد تستطيع تلبية طلبات الحاضر والمستقبل.
وذكر بأن الرئاسة والحكومة اليمنية سيحاولان مراجعة أخطائهم، لكن سيكون الوقت قد فاتهم لأن المستبد لا يؤمن بالمراجعة إلا بعد فوات الأوان.
القيادي في تكتل أحزاب اللقاء المشترك الدكتور محمد عبدالملك المتوكل أشار إلى أن القوى المختلفة في مصر هي نفسها القوى في اليمن (الإسلامية والعلمانية)، والصراع بين الطرفين الموجود في مصر موجود - أيضًا - في اليمن، وبالتالي من الطبيعي أن تمتد النتائج في مصر إلى اليمن".
وعن أسباب الثورة في مصر عزا المتوكل قيامها إلى سياسات الاستحواذ على الحكم وإقصاء الآخر كانت سببًا لإثارة الشارع المصري، ودعا القوى الحاكمة في اليمن الاستفادة والاتعاظ.
وباسم القطاع الطلابي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بأمانة العاصمة عبر التنظيم الناصري عن تأييده للثورة المصرية يوم أمس، وحيّا بيان صادر باسم القطاع الطلابي شباب وشعب مصر العظيم في مختلف ميادين وساحات الثورة، الذين قرروا أن يستعيدوا ألق ثورة 25 يناير ومشروع ثورة 23 يوليو 1952م، وهم يرفعون شعارات الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة.
وأكد القطاع الطلابي أن ما يحدث في مصر سيلقي بظلاله على مختلف الساحات العربية من المحيط إلى الخليج، خاصة في ظل استمرار نفس سياسات الإقصاء وإلغاء الآخر والاستئثار والتفرد التي تنتهجها القوى المتخلفة، وهي تعمل على الاستحواذ على السلطة وتلغي شركاء الثورة والميدان وتكشف حقيقة أنها كانت على الدوام باحثة عن السلطة لا أكثر وغير مؤمنة بالثورة ولا بأهداف وطموحات الشعوب في إحداث التغيير الجذري وبناء دولة الشراكة والمواطنة المتساوية.
وحذر البيان من تكرار ذلك في اليمن، وأكد تمسكه بمبدأ الشراكة باعتباره السبيل الوحيد لتجنب العودة إلى الوراء في مسيرة ثورتنا المباركة.
وخاطب البيان مؤيدي الرئيس المصري بالقول: "نؤكد لمن يتحدث عن الشرعية التي أتت به إلى سدة الحكم أنه كان الأجدر به أن يكون حارسًا أمينًا لهذه الشرعية، ويحقق مبدأ المواطنة المتساوية في الحرية والعدالة الاجتماعية والدفاع عن السيادة الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي للمجتمع، وكان يجب عليه أن يعيد مصر إلى دورها الريادي في الأمة العربية والإسلامية والعالم الثالث والمجتمع الدولي، وأن لا تتحول إلى تابع وتدار من الخارج".
وفي ظل احتدام الجدل حول ما يجري في الشارع المصري تصاعدت المخاوف من اندلاع ثورة مضادة في الشارع اليمني، وحذّر ناشطين عبر "الفيس بوك" من قيام ثورة جديدة قد يتخذها النظام السابق رافعة جديدة للعودة إلى السلطة، ودعوا حكومة الوفاق إلى الاتعاظ مما يجري في مصر لإجراء إصلاحات جديدة والترفع عن إدارة البلاد بعقلية المحاصصة والتقاسم
.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign