الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
مصير اليمن في اللجان التسع.. هل يجتاز المتحاورون التباين فيما بينهم

03/04/2013 09:06:22


 
استطلاع / امجد خشافة
بدأ الحوار الوطني بتشكيل اللجان التسع، بعد أن احتدم جدلاً واسعاَ حول صيغتها والممثلين لكل لجنة بين أعضاء المتحاورين، ولأن كل لجنة احتوت على شخصيات مختلفة التوجهات ومتعددة الرؤى فقد زاد من حدة الحساسية والتحفظ على بعضهم البعض لا سيما في لجنتي القضية الجنوبية وصعدة، إذ ليس من الممكن -حسب المحتجين- أن يشارك ممن وقفوا مع الحرب في صعدة، أو وقوفهم مع خيار حل القضية الجنوبية ومشاركتهم لحرب 94م، وكل هذه التباينات يشكك أصحاب تلك القضيتين بجدية الأطراف المختلفة معهم في اللجان في حل مشاكلهم، أما بقية القضايا التي تشكلت من أجلها بقية اللجان فإنها ستجري بشكلها الطبيعي وعلى رقابة الخبراء الذين سيستمعون لوجهات النظر المختلفة ثم يتم تقديم صيغة توافقية لجميع.
الكاتب الصحفي نبيل الصوفي لا يعتقد أن هناك فوارق في اللجان كبيرة في الاشخاص من حيث المبدأ وأن كلها خبرات وسيكون حسب الصوفي " عبارة عن ملاحظات حول المشاريع التي سيقدمها الخبراء الدوليون في القضايا محل النقاش. أو أن اللجان ستكون عبارة عن مادة للاستطلاع لدى الخبراء، سيسمعون للنقاشات ثم يقدمون بعدها صياغات توافقية.
إلا أن في قضيتي صعدة والجنوب هي المشكلة لأنهما كما قال الصوفي ذات مهام تفاوضية وليس حوارية، مع ذلك لا المجتمع الدولي، ولا رئيس الدولة ولا الأطراف السياسية الأخرى مقرة بهذه الصيغة، هذه قضايا، لن يكون حلها بهذه الطريقة، لأن المجموع سيتناقشون حول المستقبل، بل حل الماضي وقضاياه.
وبعكس ما يعتقد أن الحل بيد الأطراف الممثلة للحوثيين، في صعدة، أو للحراك في الجنوب، فإن الحل والمشكلة لدى الأطراف الأخرى، والتي لا يتحقق فيها أي إجماع، حول الحلول، الإصلاح سيتهم المؤتمر والمؤتمر سيقول بل الإصلاح، وحتى حين يتحدث عبدربه منصور عن وثيقة العهد وعن حرب 94 وما بعدها، فإنه يتحدث ليس كطرف يتحمل مسؤوليته ويقدم أنموذجا للآخرين، أني أنا أتحمل هذا الحد من المسؤولية، بل أيضا ينافس الجميع في إلقاء التهم على الآخرين.
أو أن هناك منحى تسابقياً، كل واحد بدلاً من الاعتراف بالمشكلة يقدم حلولاً للمستقبل يعتقد انها ترضي المعترضين على الماضي.
لكن ثمة خطورة في حال حشر الأطراف السياسية المختلفة لقضيتي الجنوب وصعدة في مسار واحد بمعنى أن الحوثيين ومن سيرفض الحلول من الجنوبيين، سيتم اعتبارهم عملاء لإيران، وهذه خطورة لا أدري لماذا تُدفع اليمن إليها.
وقضية الحوثيين، ليست في مسؤولية عبدالله صعتر ولا في مسؤولية صادق الأحمر، كما ان قضية الجنوب ليست في علي محسن ولا علي عبدالله صالح..
هي بحاجة لأطراف مستعدة للاعتراف بالمشكلات من كل الأطراف، ومن ثم لا يعتبر حلاً إلا ما تراضى عليه الجميع، وإلا عاد الناس للشعب للتصويت على ما يُختلف عليه.
لجان مفخخة
في المقابل يرى علي البخيتي -عضو في لجنة الحوار- أن الأشخاص الذين تم ترشيحهم للجنة صعدة ستسعى إلى إفشال أية صيغة لحل القضية، فيقول: "باعتقادي أن مراكز القوى التقليدية للنظام وبعد فشلها في دفع أنصار الله " الحوثيين " لمغادرة الحوار عبر افتعال بعض المشاكل مع شبابهم في ساحة التغيير، والتي أدت إلى استشهاد عبدالغني الحمزي ومن ثم محاولة اغتيال عبدالواحد أبو رأس، أحد ممثليهم في الحوار، والذي أدى إلى استشهاد ثلاثة من مرافقيه في عملية إعدام ميدانية أمام أعين الأجهزة الأمنية المكلفة بحمايتهم, فإن تلك القوى لجأت إلى عملية تفخيخ فريق صعدة ببعض الأسماء المشاركة في مؤتمر الصالة الرياضية المغلقة، لعلمها أن تلك الأسماء ونتيجة لارتباطاتها مع السعودية ومصالحها في استمرار التوتر في صعدة وما جاورها فإنها ستسعى إلى إفشال أية صيغة لحل تلك القضية، لتستمر حنفية الدعم السعودي وتجارة الحرب والسلاح في السيلان إلى جيوبهم".
ويضيف البخيتي: "لقد تلقى ممثلو "أنصار الله" وعوداً من تلك القوى السياسية بأنهم لن يرشحوا لفريق صعدة أسماء قد تُسبب توتراً داخل الفريق المكلف أساساً بمعالجة القضية الخاصة بالطرف الذي قام النظام بست حروب ضده، وليس مخصصاً لمعالجة قضية شركاء النظام في تلك الحروب وان كان الحل النهائي للقضية سيشملهم بالطبع على اعتبار أنهم مغرر بهم أو أطراف دفع بها النظام وورطها في الحرب بحيلة أو بأخرى".
ويعتقد البخيتي وهو عضو ممثل في قائمة الحوثيين في الحوار " أن إصرار تلك القوى السياسية على تلك الأسماء معناه إفشال فريق صعدة منذ البداية، وبالتالي فإن الحوار بمجمله سيكون فارغاً من مضمونه الحقيقي, خصوصاً إذا ما ترافق ذلك مع استمرار غياب أو تغييب أطراف مهمة في الحراك الجنوبي، ومعنى ذلك أن الحوار سيكون بين شركاء حكومة الوفاق مضافاً إليهم الطرف الجنوبي الموالي للرئيس هادي على أمل توسيع قاعدة النظام قليلاً".
القبول بالآخر
الاختلاف الحاصل في اللجان مفروض، ولأنه أصبح كذلك فلا بد -حسب محمد العمراني- أن يتقبل كل منهم الآخر، والاختلاف يولد رؤية متزنة لحل القضايا التي كلفت من أجلها اللجان، ولذلك يقول العمراني الكاتب الصحفي "شخصيا لديّ تحفظات على مؤتمر الحوار الوطني برمته لكن إذا تجاوزنا هذه التحفظات فلكل مقام مقال وتحدثنا عن القوائم التي رشحت للجان المختلفة والتي انبثقت عن المؤتمر فطالما أن الجميع دخلوا الحوار الوطني وقرروا فتح صفحة جديدة وبداية عهد جديد فيجب على الجميع التعايش والقبول بالآخر وهذه الاعتراضات والتهديدات بتعليق العضوية بمؤتمر الحوار من قبل بعض المكونات بسبب تحفظهم على وجود أشخاص في القائمة التي تهمهم أرى أنها تنافي القبول بالآخر والتعايش بين أبناء الوطن الواحد نحن لسنا في برنامج ما يطلبه المستمعون ولو أن كل شخص أو مكون في مؤتمر الحوار يريد حل قضيته بأشخاص يرتئيهم هو وعلى مزاجه فلن نصل لحلول.. وجود أشخاص لا يتبنون الانفصال في قائمة القضية الجنوبية أمر صحي حتى تتلاقح الرؤى".
وليس كل أبناء الجنوب يؤيدون الانفصال أو الفيدرالية، ولذلك يقول العمراني: "وحتى يقدم الجميع حلولا تراعي مطالب كل الناس فليس كل أبناء الجنوب يؤيدون الانفصال أو الفيدرالية ولو كل الأشخاص في قائمة القضية الجنوبية هم من الذين يتبنون خيار الانفصال فإنهم سيعملون على ترسيخ الخيار والقناعات التي يتبنونها، وهنا سيخرج الحل بشكل يرضي فئة دون أخرى.
أما بالنسبة للجنة المشكلة لحل قضية صعدة فيعتقد "العمراني" أن الحوثيين لن يرضوا إلا على أعضائهم أو من يتبنى فكرتهم وبخصوص وجود شخصيات وقفت مع الدولة في حرب صعدة فيقول العمراني " هذا أمر طبيعي فالحوثيون كانوا وما زالوا مليشيات مسلحة متمردة وخارجة على النظام والقانون وجعل كل قائمة المرشحين لحل قضية صعدة من الحوثيين وحلفائهم مهزلة كبرى لأنهم سيدرسون القضية ويخرجون بمقررات تعزز تمرد الحوثي وتنتزع له امتيازات على حساب غيره من أبناء صعدة ، وطالما ان الحوثيين دخلوا الحوار الوطني وجلسوا مع الجميع في قاعة واحدة ومع بقية إخوانهم من أبناء اليمن فيجب عليهم القبول بالآخر والتعايش معه وفتح صفحة جديدة تنهي تمردهم وتعيد أسلحتهم للدولة وتعيد صعدة والمديريات التي يسيطرون عليها للدولة اليمنية شأنهم شأن بقية أبناء اليمن.
ويتفق محمد طاهر أنعم مع العمراني في أهمية وجود التنوع، إذ ليس من الممكن أن تجتمع أطراف متقاربة في الرؤى والمشاريع لأن هذا سيكون محكوم النتائج مسبقاَ، ولذلك يقول أنعم عضو الحوار الوطني: "إن القوائم التي تم ترشيحها لحل اللجان تمثل التنوع والتعدد الموجود في المجتمع اليمني، وهذه الطريقة هي الوحيدة الناجحة من أجل الحوار وحل القضايا، فمن غير الممكن والمعقول أن تجتمع أطراف متقاربة في الرؤى والمشاريع، حيث سيصير حوارا محكوم النتائج مسبقا، وهذا أمر لا نتيجة له".. ويختتم أنعم بقوله: "وجود الشخصيات المختلفة أمر جيد في الحوار واللجان، ودليل صحة ومغادرة لمربع الحرب، وإذا صلحت النوايا، وعمل الجميع من أجل اليمن، وغلبوا المصالح الوطنية على المصالح الحزبية والجماعاتية والجهوية فإن الحل قادم بإذن الله تعالى من هذا المؤتمر ومخرجاته".
في الأخير يبدو أن اللجان التسع ستواجه مشكلات ليس على حل القضايا فحسب، ولكن في آلية التواصل في مجال العمل لاسيما وأن التنفيذ سيكون ميدانيا لبعض اللجان، وحتى تجتاز لجنتا الجنوب وصعدة مشكلة القضيتين لابد أن تذوب القطيعة الحاصلة بين الأعضاء أولا والتنازل في جانب المطالبة ببعض الحقوق حتى يتم تسوية القضيتين توافقياَ وليس لطرف دون آخر.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign