فيما فشلت السلطات الحكومية في محافظة الحديدة في حماية حقوق وممتلكات المواطن التهامي من النهب والسلب التي قامت مافيا الأراضي في المحافظة بنهبها في ممارسة ذات البطش بحقهم، فبعد غياب دام سنوات ظهرت الدولة في محافظة الحديدة بأسوأ صورة مساء الخميس الماضي فقتلت وجرحت واعتقلت وروعت الآمنين في منازلهم، ليس لجرم فعلوا سوى قيامهم بمهام وطنية في حين غياب الدولة بكل مؤسساتها صباح الخميس الأسود.
الحراك التهامي اعتبر ما حدث محاولة بائسة لكسر إرادة الإنسان التهامي ووأد قضيته العادلة.. "الوسط" اقتربت من مأساة أبناء تهامة وبحثت الحقيقة التي تجاهلتها وسائل الإعلام الأخرى.. فإلى التفاصيل:
الـ8 صباحا من يوم الخميس الماضي كان الصيادون التقليديون في مدينة الحديدة على موعد مفاجئ لم يُحدّد سابقا، حيث شاهد بعض الصيادين اقتراب ثلاثة لينشات مصرية على بعد 3 أميال فقط من شاطئ محافظة الحديدة تمارس الجرف والتدمير بنهم شديد دون أي مخاوف، وهو ما اعتبره الصيادون تحدياً غير مسبوق لهم، ولمصادر أرزاقهم، كون البحر مصدر رزقهم الوحيد، ولكن المهمة لم تكن مهمة الدفاع عن البحر أو عن تلك المصادر التي دمرتها سفن الاصطياد الحديثة بل كانت مهمة الدفاع عن ثروة شعب وعن سيادة وطن، وقبل أن يتدخل البحارة شخصيا للذود عن الوطن في شاطئ البحر بساعات أبلغوا كل الجهات الأمنية والبحرية وخفر السواحل وجهات أخرى كونها المعنية بالدفاع عن الوطن إلا أن تلك الجهات لم تستجب ولم تكترث لنداءات الصيادين، في حين استمرت السفن البحرية المصرية بجرف الثروة السمكية ولم تلذ بالفرار.
بعد ذلك تولى الصيادون المهمة وجمعوا ما يقارب الـ10 من زملاء مهنة الصيد وذهبوا باتجاه اللينشات الثلاثة إلا أن اثنين من اللينشات فرت حال اقتراب زوارق الصيد التقليدي منهم، وبقي لينش مصري يحمل اسم النجمة الذهبية وحال التخاطب مع البحارة في النجمة الذهبية كان الرد بعدم اكتراث، وهو ما دفع الصيادون للتسلق إلى السفينة وسط إطلاق نار من قبل البحارة المصريين بواسطة مسدس، فتم الرد عليه وتمكن البحارة اليمنيون من الوصول إلى السفينة وعقب ذلك لم يستخدموا العنف بل أمروا قبطان السفينة بالتحرك إلى ميناء الاصطياد والتخاطب مع السلطات اليمنية. وبعد رسو النجمة الذهبية في الميناء تفاجأ الصيادون بوجود أربعة خزانات، كل خزان يحتوي على أطنان من الأسماك في حين أن الصياد التقليدي يقضي أكثر من 48 ساعة في عرض البحر ويعود دون أن يصطاد ما يوفر عيش يومه بسب الدمار الهائل الذي خلفته سفن الاصطياد الحديثة التي تقضي على الشُّعب المرجانية وتدمر البيئة البحرية.
المواطنون الذين كانوا يشاهدون من منطقة العقلة اللينشات الثلاثة وغيرهم من أبناء عدد من الأحياء السكنية القريبة من ميناء الاصطياد والذين قلما يستهلكون الأسماك كانوا على موعد غير محسوب أيضا، فحالما أوصل الصيادون التقليديون السفينة الجارفة تم توزيع حمولة الأسماك التي جرفتها على المواطنين مجانا فتم توزيع الصيد على الجميع ولم يعرض للبيع كما ادعت بعض الجهات، وفي نفس الوقت لم يتعرض طاقم السفينة المصري المكون من أربعة بحارة لأي أذى بل تم التحفظ عليه في بوابة الميناء.
ما الذي حدث؟
عقب الانتهاء من توزيع ما يقارب الـ8 أطنان من الصيد على أهالي المدينة مجانا بعثت السلطات المصرية بلاغا إلى الداخلية اليمنية تطالبها بالإفراج عن القارب والبحارة، فتم التدخل السريع ليس بالتفاوض مع الصيادين التقليديين وإنما بالقوة المفرطة.
يقول أحد قادة الحراك التهامي -والذي طلب منا التحفظ على اسمه بعد أخذ التصريح منه- إن الصيادين الثمانية تفاجأوا الساعة الرابعة عصرا من يوم الخميس الدامي بقدوم لينشين حربيين عليهما رشاشات 12/7، وقبل الاقتراب من ميناء الاصطياد أطلقت نيران رشاشاتها باتجاه الميناء بصورة استفزازية ثم عادت.
إلا أنه أشار إلى أن تلك الزوارق الحربية بعثت برسالة مفادها لا تحاور إلا بالرصاص مع أبناء تهامة، وهو ما كان يرتب له من قبل الأمين العام للمجالس المحلية ومدير الأمن وقائد النجدة والشرطة العسكرية ومدير الاستخبارات والأمن المركزي في الحديدة الذين اجتمعوا عصر الخميس، وأقر تشكيل حملة عسكرية مشكلة من مختلف التشكيلات العسكرية ومدججة بمختلف الأسلحة لمداهمة حي اليمن والكورنيش والحوك.. يقول (ف.ج)- أحد قادة الحراك التهامي الميدانيين: لم يكن هناك أي مطلب من قبل الصيادين سوى تسليم القارب والبحارة المصريين لرئيس نيابة الأموال العامة في الحديدة فقط، فالصيادون لم يكونوا قراصنة وإنما دفعتهم غيرتهم على وطنهم إلى القبض على سفينة جرف مخالفة للقانون تعدت الممنوع.
الساعة الخامسة من مساء الخميس داهم 50 طقما عسكريا حارة اليمن والكورنيش والحوك وحاصرت مداخل الأحياء ومخارجها، وحال وصولها باشرت باستخدام القوة المفرطة حيث استخدمت الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل الغازية السامة بصورة عشوائية وحولت تلك الأحياء إلى ساحات حرب يخوضها طرف واحد فقط، كون أهالي تلك الأحياء مواطنين بسطاء لا يؤمنون بالسلاح ولا يفضلون استخدامه ولكن العشرات من الأسر وجدت نفسها أهدافاً مستورة تقيها جدران منازلها من الرصاص الحي.
وبالتأكد من كل من تواصلت معهم "الوسط" استمر استخدام القوة ضد أبناء حارة اليمن، خمس ساعات تقريبا ونجم عن إفراط الدولة في استخدام قوتها ضد مواطنين عزل أكثر من 40 جريحاً وأصيبت عشرات الأسر بحالات إغماء من شدة إطلاق مسيلات الدموع على المنازل، ووفق شهود عيان فإن قوات الأمن المركزي اعتقلت عددا من الشباب من المستشفيات في تلك الليلة الحالكة بسواد حكومة الوفاق في مدينة الحديدة، وعلى الرغم من أن الخسائر البشرية لم تكن كبيرة إلا أن الحصار الذي فرضته الحملة العسكرية تسبب بوفاة الشاب عبدالسلام هندي 18 عاما من أبناء حارة اليمن إثر إصابته برصاصة رشاش 12/7 بالكتف وجراء الحصار نزف حتى فارق الحياة كما تم تسجيل حالتي إجهاض لنساء حوامل من شدة الهجوم الذي نفذته الحملة العسكرية في حارة اليمن وارتفع عدد الجرحى إلى 80 جريحا بعد انسحاب الحملة، كون الجرحى لم يستطيعوا الوصول إلى المستشفيات.
الساعة الحادية عشرة مساء انتفضت مدينة الحديدة لنصرة أهالي حارة اليمن فهب شباب الحديدة من حارة الشام والكورنيش والشحارية والحوك وأحياء أخرى إلى حارة اليمن وتحرك الشباب باتجاه قسم الشرطة الذي يتواجد فيه 8 معتقلين من الشباب الذين تم اعتقالهم من المستشفيات، وحال وصول الشباب الغاضبين أمام القسم توقفوا وبعثوا بمندوبين عنهم للتفاوض مع القسم بشأن الإفراج عن المعتقلين فقوبلت المطالب بالرفض والسخرية، وهو ما دفع الشباب إلى اقتحام السجن وسلب الأسلحة التي أطلقت النار منها عليهم، وتم إحراق القسم من قبل الشباب الغاضبين بعد الساعة الحادية عشرة ليلا بعد أن تم إطلاق سراح الشباب المعتقلين.
وظلت حالة التوتر حتى صباح اليوم التالي في تلك الأحياء وفي صباح الجمعة كان غضب الشباب على أشده، حيث تم افتتاح الجمعة بإحراق باص يحمل رقماً حكومياً حاول سائقه دهس أحد الشباب الغاضبين على مقتل الشاب عبدالسلام الهندي وشاب آخر برصاص الدولة.
وبعد تشييع أول شهيد للحراك التهامي اتجهت مظاهرة غاضبة شارك فيها الآلاف إلى أمام البحث الجنائي وتوقفت المسيرة أمام مبنى البحث الجنائي للتفاوض حول إطلاق سراح (5) معتقلين إلا أن الرد كان بالرصاص وليس بالكلام، فكان الرد من قبل المتظاهرين إما إطلاق سراح المعتقلين أو اقتحام البحث وإحراقه إلا أنه أفرج عن المعتقلين الخمسة خلال دقائق.
اللجنة الأمنية في المحافظة أعلنت حالة استنفار قصوى في المدينة ونصبت عددا من نقاط التفتيش ومنعت المئات من أنصار الحراك التهامي الجمعة من الوصول إلى أمام القلعة التي يتخذ منها الحراك التهامي ساحة لنضاله في استعادة كرامة وحقوق الإنسان التهامي.
وما زاد الأوضاع توترا في الحديدة استرخاص دماء ابناء تهامة وممارسة التنكيل والترهيب بحقهم من قبل دولة فشلت في حمايتهم من مافيا الأراضي ونهابة الأوطان وتحولت إلى حامٍ أمين لهم.
أنصار الحراك التهامي توعّدوا بالتصعيد حتى إقالة حسن الهيج -الأمين العام للمجالس المحلية- ومدير الأمن وقائد الأمن المركزي وقائد النجدة ومدير المخابرات، وأمهلوا السلطات المحلية 48 ساعة لتسليم القتلة، وإلا فإن أي عسكري يرتدي زياً عسكرياً دمه مهدور.
وفي حين قيل بأن الحراك التهامي قاوم الدولة في حي اليمن والأحياء الأخرى أكد مصدر في الحراك التهامي بأن ما قيل على لسان الأمن من أن الحراك قاوم بأسلحة متوسطة يُعدُّ افتراء، وأكد أن الحراك التهامي لا يستغرب مثل تلك الهمجية التي نفذت على أبناء حي اليمن والأحياء الأخرى، والتي كان يراد بها قمع الحراك التهامي ووأده، مؤكدا بأن ما قيل عن مقتل احد رجال الأمن محاولة يائسة من تجريم المجني عليه، وأن الحراك التهامي ليس في حارة اليمن والحوك والكورنيش بل في كل مديريات الحديدة، وأكد أن الحراك التهامي ولد من جديد يوم الخميس الماضي ولن يموت أو يهدأ حتى يتم استعادة كافة حقوق أبنائه المسلوبة.
واعتبر المصدر ما حدث يوم الخميس وخلال الأيام الماضية لأبناء تهامة يدل على أن ثمة نوايا مبيّتة لسحق ما تبقى من كرامة من قبل حكومة الثورة التي تكيل الرصاص لأبناء تهامة في الحديدة وتتفاوض وتكيل المال لمخربي الكهرباء ومفجري أنابيب النفط، وهو ما يُعد دليلا على أن السلطة السابقة والحالية تتعامل مع أبناء تهامة كمواطنين من الدرجة العاشرة.
مؤكدا بأن الحراك التهامي حراك سلمي سيحافظ على سلميته ولو كره الخاسئون، وعبر عن سخريته من بعض الأطراف السياسية والحزبية التي تحاول تشويه سمعته والزج به في أتون صراعاتها.. فهناك من يتهم الحراك التهامي بأنه من نوع من قبل بلاطجة النظام السابق وآخر يتهم الحوثية بالوقوف خلفه.. واختتم قوله بالإشارة إلى أن الحراك التهامي لا مع هذا ولا مع ذاك بل حراك حقوقي وطني من أجل استعادة كرامة الإنسان التهامي المسحوقة.
"جيهان" التهامية
مساء الخميس تداولت المواقع الإخبارية خبر إلقاء القبض على سفينة إيرانية تحمل اسم "جيهان2" ونقلت نفس المواقع الخبر عن موقع الداخلية اليمنية، ولكن ما حدث أن الداخلية تلقت تقريراً من السلطات الأمنية في الحديدة تفيد إلقاء القبض على سفينة إيرانية من قبل الحراك التهامي، كان التقرير كيديا -كما يقول المهندس عبدالرحمن بهيدر- رئيس تكتل أبناء تهامة.. حيث أكد أن السلطات الأمنية قالوا: إن السفينة إيرانية اسمها "جيهان2" وتم تضليل القيادة السياسية بالقول: إن السفينة قادمة من إيران وعلى متنها أسلحة إيرانية.
ووصف ما حدث الخميس الماضي بالهجمة الهمجية ضد أناس خرجوا يذودون عن رزقهم نتيجة القرارات الحكومية الجائرة وعبر اتفاقياتها مع شركات أجنبية لجرف البحر مما أدى إلى تصحّر البحر، فكان لزاما على أبناء تهامة الذين يعمل منهم 70% في البحر لوقف هذه المهزلة.
وعلى الرغم من إبلاغ رئيس مجلس الوزراء بالأمر عند انعقاد مجلس الوزراء في الحديدة إلا أنه لم يول الأمر أي اهتمام.
القوارب المحتجزة لدى السلطات الاريترية منذ العام 2006م - ديسمبر 2012م
- إجمالي القوارب المحتجزة (851) قارباً.
- إجمالي قيمة القوارب ومعداتها ومحركاتها (1.645.071.915) ريالاً.
- إجمالي الصيادين المتضررين والعاطلين عن العمل بسبب حجز القوارب (7930) صياداً.
- عدد أفراد الأسر التي يعولها الصيادون المتضررون (39650) فردا.
- الصياد القتيل/ عبدالله أحمد صالح قيرم بتاريخ 20/6/2010م.
- عدد الصيادين المسجونين في معسكر قدم + مرسى فاطمة (مصوع) من تاريخ 29/7/2012م (292) صيادا، حكمت السلطات الاريترية على ثلاثة منهم بالأعمال الشاقة، ويتواجد المعتقلون في معسكر قدم (مرسى فاطمة) الاريتري.
- مناطق الاحتجاز (مصوع، تيعو، عد، بر أسولي، عصب) بالنسبة للقوارب. 290 صياداً في معتقل أريتري
ما يزيد عن 800 قارب صيد تم احتجازها من قبل القوات البحرية الاريترية منذ 2006م حتى نهاية 2012م، لم يعد أي قارب منها إلى أصحابه، إضافة إلى عدد من المعتقلين في السجون الاريترية.. "الوسط" وقفت أمام الأسباب الحقيقية لارتفاع الظاهرة وكانت النتيجة الاعتقال والمصادرة وتعذيب الصيادين اليمنيين من أبناء تهامة والتنكيل بهم.. حول ذلك تحدث الأستاذ/ محمد عوض أمين عام الاتحاد السمكي، والذي أشار إلى أن مأساة الصيادين اليمنيين من أبناء تهامة من قبل الجانب الاريتري نتيجة عدم وجود اتفاقيات تؤمّن نشاط الصيادين بين الجانب اليمني ودول الجوار، وأكد أن تدمير البيئة البحرية في السواحل اليمنية نتيجة التصاريح الرسمية التي منحتها الحكومة اليمنية لسفن الصيد الصناعي التي دمرت الشُعب المرجانية وتسببت بهجرة الأسماك إلى المياه المجاورة.. وطالب عوض حكومة الوفاق الوطني بسرعة وقف التصاريح الرسمية لسفن الصيد الاصطناعي لمدة عشر سنوات، وبعد ذلك يتم دراسة المخزون السمكي واتخاذ القرارات المناسبة.
وأكد أن الجانب الأريتري يرفض الحكم المتفق عليه بين الجانب اليمني والاريتري حول الصيد في المياه المشتركة في ظل صمت الجانب الحكومي.
رئيس جمعية أصدقاء البيئة طارق أحمد علي سعيد أكد لـ"الوسط" بأن الجرف الجائر من قبل سفن الاصطياد الصناعي دمر الثروة السمكية وقضى على أرزاق الصيادين التقليديين حيث تسببت شباك النزول التي تقوم بالاصطياد الجائر بتدمير البيئة الأساسية للأسماك الممثلة بالشعب المرجانية التي تعيش فيها الأسماك وتتغذى تحت ظلها، وبسبب تدمير البيئة الأساسية لتواجد الأسماك رحلت باتجاه الرياح إلى القرن الافريقي والمياه الاريترية التي توجد فيها ميدي أو البيئة المناسبة للتغذية، وهو ما سبب هجرة الأسماك إلى السواحل الاريترية ومن ثم ذهاب الصيادين اليمنيين إلى الاصطياد فيها فيقعون في شراك القوات الاريترية.
عضو مجلس النواب منصور واصل أكد أن هناك عددا من الصيادين المحتجزين لدى السلطات الاريترية تجاهلت معاناتهم الحكومة، وكل ما قامت به من أجل إطلاق سراحهم ليس سوى إرسال فاكس من قبل وزارة الخارجية، وأشار إلى أن القضية التهامية قضية إنسان هُمّش وتم إقصاؤه من أدنى الحقوق أكان من الوظيفة العامة، أو من الخدمات العامة بالإضافة إلى نهب أرضه واستباحة حقوقه وسحق آدميته، وكشف النائب البرلماني واصل أنه عوقب بسبب مناهضته لأعمال النهب والسلب الجائر لأراضي تهامة من قبل مافيا الأراضي، وأكد أنه تعرض للنهب والسلب والاعتداء عليه من قبل مجهولين بعد إثارة قضية نهب الأراضي من قبله كنائب برلماني.
مسلسل نهب الأراضي مستمر
عمرو احمد الاهدل مدير منظمة تهامة أكد أن نهب أراضي الحديدة مازال مستمراً حتى اللحظة ولم تتوقف مافيا الأراضي عن سلب حقوق وأملاك أبناء تهامة حتى اليوم.. مشيراً إلى أن مسلسل نهب أراضي من قبل عصابات النهب لاتزال مستمرة.. وأكد أن اللواء العاشر حرس جمهوري تحول إلى لواء ناهب لأراضي جميشة في زمن حكومة الثورة، وسط تجاهل السلطات المحلية، وأشار إلى أن اللواء الذي تم استقدامه من باجل إلى الحديدة للتدريب في مدرسة التدريب خرج لاغتصاب أراضي المواطنين مستخدماً إمكانات الدولة للقمع والإرهاب، وأشار الاهدل إلى أن عناصر من اللواء العاشر حرس جمهوري سحلوا رجلاً مسناً عمره يتجاوز الـ 60 عاماً في منطقة جميشة بصورة تدل على وحشية من قاموا بتلك الجريمة الشنعاء تحت غطاء الدولة.
نهب وتدمير قرية المنظر
شحنات متتالية من العنف ضد الانسان التهامي البسيط افرغتها سلطة الوفاق الوطني ضد ابناء الحديدة في الفترة الأخيرة، فحكومة الوفاق التي عقدت اجتماعاً استثنائياً في الحديدة فبراير الماضي، حيث وجهت السلطات الامنية والعسكرية باستعادة أراضي حرم مطار الحديدة التي تقاسمها ناهبو الجوية، إلا أن توجيه الوفاق لم يطل النهابة ذات البزات العسكرية بل هاجمت أرتال من قوات الأمن والجيش والدفاع مصحوبة بعدد من طائرات الهيلوكبتر الأطراف الشمالية من قرية "منظر" بمدينة الحديدة, بحجة وقوعها ضمن أرض تابعة لحرم المطار..
وباشرت عشرات الأطقم بمحاصرة مداخل القرية ومنعت الدخول إليها، وفي نفس الوقت توغلت العشرات من أطقم الدفاع الجوي والشرطة العسكرية والأمن العام والنجدة إلى داخل القرية لحماية الجرافات التي استخدمت لهدم الأجزاء الشمالية للقرية بينما توزع عددٌ منها على الشريط الساحلي المحاذي للقرية، وقام أفرادها بحجز الصيادين العائدين من البحر، وأجبرت الساكنين فيها على الخروج من منازلهم، ومن ثم قامت بعملية تدمير المنازل بالجرافات دون أدنى اكتراث بمصير عشرات الأسر التي شردت من منازلها بقوة الدولة، وفي حين أقرت اللجنة الأمنية العليا في المحافظة إزالة ما سمي بالاستحداثات في حرم ميناء الحديدة الجوي في قرية منظر أبقت الحال دون تغيير تجاه ما قامت به القوات الجوية من استحداث بالقرب من مدرج الميناء وداخل أسواره إلى حين تنظر وزارة الدفاع بشأنه تنفيذاً لتوجيهات حكومة الوفاق.
وبعد أن شردت عشرات الأسر وتحولت منازلها الى ركام طالب مدير عام مديرية الحوك المجلس المحلي بالمحافظة إيقاف بناء الجدار العازل غير الشرعي لقرية منظر جنوب الحديدة والرفع للرئيس بذات الشأن وناقش الاجتماع، كما أقر المجلس تشكيل لجنة لمعالجة قضية قرية المنظر والجميشة، والتي اطلعت على الخارطة الجوية والهندسية لحرم المطار، وحجم الأضرار التي تعرضت لها منازل المواطنين في قرية المنظر المنكوبة ، وأوصت اللجنة بإيقاف بناء الجدار العازل على القرية حتى الانتهاء من التحقيق.
مطالب بلجنة معالجة الأراضي
وفي سياق متصل طالبت ندوة القضية التهامية التي عقدت امس الأول الاثنين بصنعاء بتشكيل لجنة لمعالجة أراضي الحديدة التي تناهبها النافذون في المحافظة مماثلة للجنة التي شكلت لمعالجة ملف الأراضي في المحافظات الجنوبية .
احد ضحايا ابناء الحديد على ايدي القوات الارتيرية 