المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    تحقيقات. /
شباب وناشطون للوسط شحنات السلاح تنذر بمستقبل مجهول

20/02/2013 12:48:35


 
استطلاع / رشيد الحداد
تصاعدت شحنات الموت العابر للبحار القادمة من موانئ تركيا وإيران إلى الموانئ اليمنية في الآونة الأخيرة بصورة حادة أثارت مخاوف المجتمع وأثارت تساولات المواطن اليمني البسيط ،سيما وأن تصاعد تهريب السلاح إلى بلد يمر بمنعطف سياسي خطير وهو ما عزز المخاوف من اندلاع جولات صراع قادمة قد تقف خلفها دول إقليمية.
الحكومة اليمنية اكتفت بالإعلان عن كشف عدد من شحنات الأسلحة التركية ووعدت بالتحقيق السريع فيها وبكشف من يقف وراءها ونتيجة تأخر الإعلان عن نتائج التحقيقات وحث وسائل الإعلام على عدم تجريم تركيا، وما أثار موجة من الغموض اتهام الحكومة اليمنية إيران بالوقوف وراء شحنة (جيهان) التي ألقي القبض عليها أواخر الشهر الماضي، وهو الأمر الذي دفع مجلس الأمن -أيضاً- إلى التعبير عن قلقه البالغ إزاء عمليات تهريب السلاح إلى الأراضي اليمنية.
"الوسط" استطلعت آراء عدد من الشخصيات وخرجت بالآتي:
باتت اليمن ساحة مفتوحة لتهريب السلاح بصورة مخيفة ومريبة ففي الوقت الذي يتجه اليمانيون نحو الحوار الوطني الشامل الذي سيعقد في الـ 18 من مارس القادم برعاية دولية تستقبل الموانئ اليمنية شحنات مختلفة من الأسلحة التركية والإيرانية وأسلحة مجهولة المصدر.
وفيما لا تزال عدد من الشحنات المهربة، والتي ألقت السلطات الأمنية القبض عليها وحزرتها
قضت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بحضرموت الأحد بالسجن ست سنوات لـثلاثة ألبانيين مدانين بإدخال كمية 179 طناً من المتفجرات على متن السفينة (أيوس) ملديفية الجنسية إلى المياه الإقليمية اليمنية.
وقضى منطوق الحكم بمصادرة الشحنة من المفرقعات والذخائر المتفجرة وأشرطة تخزين الذخائر لمصلحة وزارة الدفاع بمعرفة النيابة العامة إلى جانب مصادرة السفينة (أيوس)، والمستخدمة في جلب تلك الشحنة للمصلحة العامة للدولة وبمعرفة النيابة.
البداية كانت مع القاضي عبدالله قطران، والذي أشار إلى مراكز القوى العسكرية والقبلية والدينية التي استولت على الثورة ربما هي من تقف وراء تلك الأسلحة المتدفقة على اليمن بكميات هائلة سوءاً من تركيا أو من إيران، والتي ليس من مصلحتها استقرار اليمن ولا تريد الانتقال السلس للسلطة وتسعى إلى إعاقة العملية السياسية والانتقالية، وأضاف القاضى قطران ان القوى التي تحكم اليوم وتتحكم في صنع القرار متحالفة من دول في الإقليم ولديها مشاريعها الخاصة بعيداً عن المشروع الوطني الجامع، ولأن لديها مخططاً أممياً التقى مع الحليف الدولي المتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تتوهم أن لن تنفذ مشاريعها إلا إذا فخخت البلد.
وأشار إلى أن تلك القوى عمدت عبر ممثليها في حكومة الوفاق إلى تمييع التحقيقات في الصفقات التركية وعمدت الى تظليل الرأي العام وعدم كشف الحقيقة وإخفاء الأشخاص المستوردين لتلك الصفقات، ولكن عندما بث خبر الصفقة التي قيل إنها إيرانية قامت الدنيا ولم تقعد وسلطت الأضواء على هذه الصفقة وطالبوا بتدخل مجلس الأمن في التحقيقات، ولكن الحقيقة تظل غائبة أو بالأدق مغيبة.
وعزا سبب تصاعد الصفقات إلى عدم التحقيق الجدي من قبل الجهات المختصة في الداخلية والنيابة العامة وكشف الحقائق للرأي العام، وتقديم الجناة والمستوردين للمحاكمة علانية عادلة، والبيّن أن الانفلات الأمني ممنهج لإرعاب المجتمع للقبول بأي حلول، وقد طل علينا أحد أبرز تلك الوجوه، وهدد المجتمع بعدم الاستقرار إذ لم يمثلوا في الحوار.
واختتم تصريحه بالإشارة إلى أن كل طرف من أطراف العملية السياسية لم يقدم تطمينات للآخر سيما حزب الإصلاح وحلفائه، مستدلاً برفض النقاط العشرين والالتفاف عليها وتصعيد الفتاوى التكفيرية للقوى المدنية، والتي كان آخرها كتاب للصبري كفّر فيه أمين عام الاشتراكي وعدداً من الناشطين، والتاريخ يقول لنا إن اليمنيين لا يذهبون للقتال إلا بعد أن يتحاوروا.
صراع السيطرة
الكاتب الصحفي المعروف محمد الغابري أشار إلى أن تهريب السّلاح إلى اليمن كان يتم في الماضي بغطاء رسمي، وأضاف: في تقديري أن إيران والحوثيين وصالح وبعض فصائل الحراك يحاولون استغلال وتوظيف اللحظة الراهنة من ضعف الدولة اليمنية والارتباك المصاحب لانتقال السلطة وفق المبادرة الخليجية بجلب أكبر وأحدث ما يمكن من السلاح كون تلك الأطراف لا ترى مستقبلها في الحوار بل في شن الحروب والتفوق العسكري ولا ترى مستقبلها في الوحدة بل في التجزئة .
وحول التدخل الإيراني قال الغابري: إنها تتفق مع تلك القوى وترى أن بإمكانها السيطرة على يمن مقطعة الأوصال ومن ثم السيطرة على الممرات المائية من سقطرى عبر البيض إلى عدن عبر فصائل من الحراك إلى باب المندب عبر تعز وصولا إلى ميدي والبحر الأحمر إضافة إلى جوار اليمن للمملكة العربية السعودية والإمكانات التي توفرها لإيران في الإضرار بالمملكة، وتعتقد القوى المتضررة من نجاح المبادرة الخليجية أن الفرصة قد لا تتكرر لكن يبدو أن تقديراتها خاطئة فهناك قوى دولية ترى في ذلك خطرا على الأمن والسلم الدوليين وهي تدرك أن تكلفة حماية مصالحها في المنطقة ستكون باهظة التكاليف مع انهيار الدولة اليمنية في حين أنها قليلة التكلفة مع استقرار اليمن.
الصلاحي.. صراع إقليمي
الكاتب سمير الصلاحي أشار إلى أن الشحنات المقبوض عليها تشير إلى أن اليمن ومنذ عدة سنوات محطة رسمية لتجار السلاح، يخزنون فيها أسلحتهم ثم ينطلقون بها إلى هنا وهناك وكذالك يستخدمون جزءاً كبيراً منها في الداخل اليمني لعصابات مدربة تتبع مجموعة نافذين.
وأوضح بأن تصاعد إرسال الشحنات يدل على أن هناك قوى إقليمية تتصارع في الداخل اليمني ووجدت من الانفلات الأمني والأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد فرصة ثمينة لإدخال أسلحتها وتكديسها لحين الحاجة.
ويمكن القول بإيجاز: إن هذه الشحنات تتبع نافذين يمنيين تحركهم قوى إقليمية يعملون لحسابها
ومما شجع على ذلك حالة الانقسام الحاد بين أبناء الشعب اليمني، فهناك كما يعلم الجميع قوة إقليمية تدعم الحركة الحوثية وفصيل الحراك المتطرف لزيادة حالة الانفلات الأمني مما يؤدي في النهاية إلى بسط نفوذهم في البلد لاستخدامها ساعة الحاجة وما القبض على سفينة الأسلحة الإيرانية جيهان إلا دليل دامغ على ذلك.

القديمي
الناشط في الثورة الشبابية السلمية شعيب القديمي قال: نحن شباب الثورة في ميادين الحرية ندين بشدة تلك الشحنات والسفن المهربة المحملة بالموت لأبناء الشعب اليمني واسلحة ثقيلة سواء أكانت هذه الأسلحة من تركيا أو من إيران فكلها تحمل الموت وتبث الفوضى بين أبناء الشعب الواحد، وقد تكررت هذه الشحنات ولا نعرف من وراءها فنحن نطالب وزارة الداخلية بإجراء تحقيقات جادة حول هذه الاسلحة ولم ومن يقف وراءها.
كما نطالب سفارات كلا البلدين الإفصاح عمن يُهرب أسلحة الموت لأبناء الشعب اليمني من بلدانهم ومن التجار الذين يقومون ببيعها من بلدانهم إلى اليمن ومنع مثل هذه الصفقات التي تحمل هذه الأسلحة، خاصة وأن اليمن يمر بمرحلة مهمة وخطيرة جداً.
الناشط السياسي محمد عبدالودود غالب وصف شحنات الأسلحة المهربة إلى اليمن بشحنات وأدوات موت وهلاك ودمار للشعب اليمني وزعزعة أمنه واستقراره وتكبيله حتى لا يتمكن من تحقيق أي من المشاريع الوطنية الحديثة التي يتطلع إليها في بناء ذاته ودولته المؤسسية الحديثة شأنه شأن أي شعب آخر.
وأشار محمد إلى أن من يقف وراء تهريب شحنات الأسلحة المتدفقة إلى اليمن من مختلف المنافذ، والتي تقوم بها عصابات تهريب تعمل كوسيط بين الجهات المصنعة وبعض الدول التي لها أجندة سياسية واقتصادية وفكرية في اليمن وتجار الأسلحة المحليين تقف وراءها قوى وحركات وأحزاب سياسية نافذة ومؤثرة في البلاد منها القوى القبلية والحركات والجماعات المسلحة وكبار الأحزاب السياسية في البلاد التي تمتلك مليشيات مسلحة بصورة غير مباشرة ورسمية ورموز عسكرية سابقة كانت جزءاً من النظام السابق وبدأت تفقد مصالحها في ظل النظام الجديد بعد الثورة.
الانفلات الأمني
الأستاذ عبدالإله شملان لمح إلى أن تصاعد شحنات تهريب السلاح متعلق بالانفلات الأمني وعدم فرض سيطرة الدولة وانتشار الفوضى أتاحت الفرصة للمتآمرين على الوطن من تحقيق أهدافهم ومصالحهم بزعزعة السلم الاجتماعي وعدم الاستقرار.
المعاملة بالمثل
الناشط في الثورة الشبابية عادل هلال المقداد تمنى أن تكون علاقاتنا بإيران مميزة وعميقة بحكم الإخوة الإسلامية والجوار غير أن إيران، مع الأسف، تحركاتها وتوجهاتها فارسية في علاقاتها مع جيرانها تجترها من الماضي السحيق ومن حقد متراكم وشحنات كراهية لم تنته بعد عن التخريب الذي تحدثه في اليمن فسوف نكسر شوكتها فلنا نحن ايضا أدواتنا التي سوف نستخدمها قي سياق سياسة المثل.. على إيران أن تحترم نفسها وإلا سوف تهزم في سوريا والعراق واليمن وستنطوي على نفسها إقليميا وستحارب مصالحها.
الدين لله والوطن للجميع
عضو اللجنة الإشرافية في الثورة الشبابية السلمية محمد قاسم الغريبي أشار إلى أن ظاهرة تهريب السلاح إلى اليمن ظاهرة مخيفة وآفة تمسّ أمن واستقرار البلاد وتعيق مستقبل أبنائنا الشباب.
وتعيدنا عشرين عاماً للخلف وتزيد من محنة البلد، فاليمنيون ليسوا بحاجة استيراد السلاح وتهريبه إلى داخل البلاد، واعتبر الغريبي ظاهرة تهريب السلاح ليست وليدة الحاضر ولكنها مستحدثة.. مشيراً إلى أن عصر التقاتل والثأرات ولّى.. وحذّر شباب اليمن من الانجرار وراء من يسعون إلى تدمير الوطن من أجل مطامع دنيوية، وقال: اليوم اليمنيون بحاجة إلى التسلح بالعلم والسلم والسعي نحو المدنية بدلاً من السلاح ولغة الموت.
وتمنى أن يقف الشعب اليمني صفاً واحد في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد أمن البلد واستقراره وزعزعة السلم الاجتماعي والسكينة العامة ونشر الخوف والذعر في أوساط المجتمع اليمني.. مشيراً إلى أن الدين لله والوطن للجميع، وقال إن تصاعد شحنات السلاح المختلفة تحتم على اليمنيين الترفع عن الخلافات لتفويت الفرصة على تجار الحروب وقطع دابر الفتن.
وأوضح بأن الخلافات أتاحت هامشاً واسعاً للمتربصين بالوطن الى العمل على تهريب عدد كبير من شحنات السلاح المختلفة حتى أصبحت اليمن ساحة حرب مفتوحة تستقبل مئات الاطنان من مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
واختتم تصريحه بالإشارة إلى أن دولاً وظفت الانفلات الأمني والانقسام السياسي في شمال الوطن وجنوبه لضرب العملية السياسية .
تجار الأزمات يتربصون باليمن
الأستاذ فيصل الشويع قال على الرغم من أن اليمن تخوض تحديات كثيرة إلا أن تهريب الأسلحة الإيرانية أصبح أحد أبرز التحديات، وحالما تجاهل الجميع سلطة حاكمة ومعارضة هذا التحدي فإن اليمنيين سيصطلون بنار تلك الشحنات القاتلة التي مصدرها إيران أو تركيا، فتجار الأزمات -حد قول الشويع- يتربصون باليمن.. واختتم تصريحه بالقول: إن ما خفي من شحنات كان أعظم، فالشحنات التي لم تكتشف يعلمها الله.
تفاعل هزيل لا يرتقي لحجم الكارثة
الناشط في ميدان التغيير بصنعاء عثمان الصلوي وصف التفاعل من قبل الحكومة اليمنية بالهزيل ولا يرتقي لحجم الكارثة التي تترتب عليها استمرار وتدفق مثل هذه الشحنات من الأسلحة الى البلاد وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة.
وأضاف الصلوي بأن هنالك الكثير من القصور في التحرك السياسي الدبلوماسي اليمني خارجياً، كما أن هنالك ايضاً قصوراً في التحرك داخلياً، فلطالما وخلال فترة ليست بالهينة مازلنا نسمع عن الكثير من الشحنات التي يتم احتجازها من القوات والأجهزة اليمنية وبالرغم من تصريح الدولة عن مصدر هذه الشحنات وقد كان أغلبها من تركيا وإيران، ولكن إلى الآن لم تصرح الدولة عن أسماء المستوردين الفعليين لهذه الشحنات في البلاد.
فمازالت السلطات اليمنية ترفض الكشف عن نتائج التحقيقات حيال هذه الشحنات، ومن هم المستوردون لها من داخل البلاد، وما أهدافهم؟!
في حين مازالت السلطات اليمنية تكتفي فقط بالتصريح عن مصدر هذه الاسلحة والتحرك في الاتجاه الدبلوماسي الخارجي للتواصل والضغط على الدول التي أُرسلت منها هذه الشحنات، وهنا يحق لنا التساؤل: لماذا ترفض الحكومة الإفصاح عن المستوردين الحقيقيين لهذه الأسلحة في اليمن؟.. ولماذا لم تتخذ حيالهم أية خطوة جادة في القبض عليهم ومحاسبتهم ووضعهم أمام العدالة والقضاء.





جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign