الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    تحقيقات. /
السرطان.. مركز يتيم لا يعرف الشمس ومرضى بالآلاف بانتظار قطار الموت أو الشفاء

13/02/2013 10:28:39


 
استطلاع ـ رشيد الحداد
لا تدرك الطفلة رويدا الرداعي، البالغة من العمر العامين والنصف أن الألم الذي ينخر عينها اليمني مرض خبيث، ولم تدرك أن تحمل والديها عناء السفر وقطع مسافة كبيرة من ريف محافظة عمران إلى العاصمة صنعاء كان اضطرارياً وبحثاً عن بصيص أمل في شفاء طفلتهما الرضيعة بمركز الأورام السرطانية، فالطفلة رويدا تصارع الم السرطان ببراءة فتستعيد ابتسامتها كلما خف ألم عينها، أثناء لقائنا بها كانت رويدا تتلقى جرعتها الشهرية المعتادة، التي قررها لها أطباء المركز.. رسمت رويدا ابتسامة عريضة على شفتيها أمام عدسة كاميرا "الوسط"، دفعت أمها المكلومة إلى البكاء حزنا على ما آلت إليه صحة ابنتها.
رويدا لم تكن الطفلة الوحيدة التي تتلقى الدواء في مركز الأورام السرطانية بالعاصمة صنعاء، بل إن (محمد، وأنس، وعاهد، وخالد، ومالك( يتقاسمون مع رويدا نفس الألم، ويتهددهم نفس المصير، فهم أيضاً مصابون بأورام سرطانية متنوعة.
بمناسبة اليوم العالمي للسرطان زارت "الوسط" مركز الأورام السرطانية بالعاصمة صنعاء لتقترب من معاناة مرضى السرطان، وتنقلها للقارئ الكريم ولكل مسئول يستشعر مسؤوليته الوطنية والأخلاقية تجاه أبناء وطنه.. فإلى التفاصيل:
احتفل العالم باليوم العالمي للسرطان الموافق الرابع من فبراير الماضي، ولم يحتفل ضحاياه بأي يوم من أيام السنة، سوى القليل منهم يحتفل بالشفاء، بينما ينهي الموت معاناة المئات من مرضى السرطان في البلاد.
في مركزٍ يتيمٍ بالعاصمة صنعاء يلتقي حاملو الأورام السرطانية من مختلف أنحاء الجمهورية
فيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يتحملون برد صنعاء وحرها، يحاولون توفير كل ما يستطيعون توفيره من المال لسداد مصاريف الإقامة الطويلة في العاصمة وشراء بعض الجرعات والأدوية التي لا تتوفر في صيدلية ومخازن المركز.
فباحته الخارجية التي لا تدخلها الشمس إلا في وقت الظهيرة تحتضن المئات من الضحايا الذين ينتظرون أدوارهم بالدخول إلى أقسام الرقود الواقعة في الدور الثاني والثالث أو الدخول إلى الغرف الخاصة بحقن الجرع الكيماوية التي يقررها الأطباء، التي تكتظ بالمرضى من النساء والأطفال والشباب، وأثناء الدخول إلى العيادات الخارجية التي اُفتتحت مؤخراً تلاحظ طوابير لاحدود لها بانتظار اللقاء بالطبيب المختص.
كل شيء في المركز الوحيد الذي افتتح قبل سبع سنوات يوحي بأن ثمة مشكلتين، الأولى تتمثل في ارتفاع زوار المركز ومرتاديه لمراجعة الأطباء، وآخرين قطعوا مسافات كبيرة من ريف تلك المحافظة الشرقية أو الجنوبية أو المناطق الوسطى، أملهم الوحيد الحصول على العلاج من المركز، أما المشكلة الأخرى فتتمثل في ضيق المبنى الوحيد وشحه إمكانياته، فالمبنى لا يستوعب كل ذلك الكم الهائل من المرضي محدودي الدخل، الذين لا تسعفهم أوضاعهم الاقتصادية الانتقال إلى مستشفيات خارجية بحثاً عن دواء لداء السرطان الذي يفتك بأبناء اليمن منذ سنوات وسط اهتمام وقتي من قبل مسؤولي الدولة.
نعم يتذكرهم الأصحاء أياما معدودات كل عام، بينما ينخر الألم أجسادهم كل يوم وكل ساعة ويتهددهم الموت على مدى الليالي والأيام.
مجمع الألم المنسي
وأنت في داخل المركز الذي يجمع أنات السرطان من جميع أنحاء المحافظات اليمنية تلاحظ مدى الخطر الذي يتهدد اليمنيون، فنساء وأطفال وشباب جميعهم يتهددهم السرطان ويحذوهم الآمل بالشفاء، ورغم تذمر الكثير منهم من الروتين الإداري في المركز إلا أن هناك من يعيد
ذلك إلى الإرباك الذي يعانيه المركز بسبب ازدحام المركز بالمرضى وشدة الإقبال عليه.
"الوسط" وأثناء تواجدها في المركز زارت ما قيل إنها عيادات خارجية، وأثناء وصولنا إليها قيل لنا بأن تلك العيادات التي تتبع المستشفى الجمهوري كانت مهجورة منذ عدة سنوات، بينما تقع بجانب المركز الذي يعاني من ازدحام شديد بالمرضى منذ عدة سنوات، مما اضطر إدارات المركز إلى اعتماد كونتيرات خشبية وغرف متنقلة كعيادات خارجية ومكاتب خدمية، وحسب مصدر في المركز فإن إدارة المستشفى الجمهوري أجّرت المركز تلك العيادات الخارجية المهجورة بـ 400 ألف ريال سنوياً، ولم يتم تسليمها للمركز كون المستشفى استغنى عنها.
أنس.. (أنقذني سأموت)
خلال الزيارة لاحظنا مدى الألم ومدى الخطر الذي بات محدقاً على حياة العشرات ممن التقيناهم في الغرف الخاصة بحقن الجرع الكيماوية من مختلف الأجناس ذكوراً وإناثاً ومن مختلف الفئات العمرية.
في غرفة صغيرة يتقابل 6 أطفال مرضى بالسرطان، كل منهم يرثى للآخر حاله ببراءة.. حال دخولي غرفة الأطفال اليتيمة في مركز الأورام السرطانية التقيت ستة أطفال كان أكثرهم ألما
الطفل أنس محمد أحمد 7 سنوات، الذي ينحدر إلى مديرية وصاب (محافظة ذمار)، حاولت سؤال أنس عن حاله فكان شبه مخدر تخديراً كاملاً، لا يتحدث للآخرين بل نظرات عينيه تحدقان بالزائر، وكأنها تقول: أنقذني "سأموت".
كان إلى جانب الطفل أنس شقيقه الذي يكبره بسنوات فقط، والذي أفاد بأن شقيقه أصيب بالسرطان منذ 4 أشهر، وبعد أن تم اكتشاف إصابته تم إسعافه إلى مركز الأورام السرطانية، إلا أن ازدحام المركز حال دون الحصول على سرير حتى الأسبوع الماضي.
إلى جانب أنس كان الطفل عاهد بندر محمد غالب في السرير المقابل لسرير أنس، إلا أن عاهد، البالغ من العمر عشر سنوات، يقول لي: أنا بخير ويشير بيديه "هذك مريض مرّة".. عدت إلى عاهد لأسأله عن حاله إن شاء الله سأعود إلى المدرسة الأسبوع الجاري لأكمل السنة، قلت له في أي صف تدرس، فقال لي إنه في الصف الرابع الأساسي في مدرسة 26 سبتمبر في منطقة الريادي مديرية جبلة، وقضى في قسم الرقود بمركز الأورام السرطانية بصنعاء خمسة أيام، المركز للرقود، وسيعود لإكمال النصف الثاني من العام الدراسي.
جرعة محمد والمؤسسة
وفي ذات الغرفة وجدت الطفل محمد أحمد الشميري، البالغ من العمر 10 سنوات، الذي قضى حد قول والده العام في المركز بحثا عن دواء، وحال لقائي به كانت صحته متحسنة شيئاً ما، ولكن مخاوف والده من غدر السرطان لا تزال قائمة، حيث أفاد والد الطفل محمد بأنه قضى عاماً في المستشفيات ومركز الأورام السرطانية، عانى خلالها مرارة الحياة وعلقمها، خصوصا وأن ظروفه الاقتصادية صعبة، إلا أنه أكد بأن مركز الأورام وفر الكثير من الأدوية لابنه محمد أفضل من الغير الشميري وأثناء وجود "الوسط" أخرج ورقة من جيبه، وقال بحزن شديد: هذه جرعة كانت مقررة لمحمد لم استطع توفيرها ورفضت مؤسسة السرطان منحها عندما ذهبت إليها، واشترطت ان ادفع 230 ألف ريال مقابل أن تدفع 50 ألف ريال، خصوصاً وأن تكلفة الجرعة 280 ألفاً، وأنا لا استطيع دفع المبلغ، فتم تغيير الجرعة وصرف المركز جرعة أخرى من المتوفر لديهم.
أثناء تواجدي في المركز وجدت طفلين عادا من مستشفى السلام في القاهرة إلى صنعاء، وكانا في صحة جيدة حيث أكد والد الطفل خالد هاشم (8) سنوات، بأنه تمكن من نقل ابنه إلى القاهرة للعلاج على حسابه الخاص، وحول الأسباب قال بأن الدافع الرئيسي ازدحام مبنى مركز الأورام السرطانية بالعاصمة صنعاء كون المبنى صغيراً، والإمكانات محدودة، وأشار إلى أن عملية الحجز تتطلب على الأقل شهرين حتى يأتي دور الطفل في الحصول على الجرعة، بينما قد يحتاج مريض السرطان إلى جرع أسبوعية.
وأشار إلى أن العلاج الذي تلقاه خالد نفس العلاج الذي يمكن أن يصرف هنا في اليمن، إلا أن هناك يمكن الحصول على العلاج في وقته، وتساءل قائلاً: بالله عليكم يامسئولي هذا البلد هل هذا مركز لـ24 مليوناً من سكان الجمهورية اليمنية وهل غرفة لا تتجاوز عدد الأسرة فيها الستة تكفي لمعالجة أطفال اليمن، بينما الأمراض السرطانية تنتشر بشكل مخيف وكبير.
محمد ابن الكراب
محمد عبدالرحيم مقبل (10 سنوات).. طفل آخر مصاب بالسرطان منذ 4 أشهر، خرج قبل شهرين من الرقود الذي قضى فيه شهراً ونصف الشهر، عندما التقيته كان محمد يتهيأ للجرعة، وكان على يديه إبرة طويلة مركبة، فسألت محمد عن المنطقة التي ينتمي إليها كون السرطان في اليمن يتصاعد في مناطق معينة، خصوصاً في الأرياف فذكر لي الطفل محمد اسم القرية التي انحدر منها، وحاولت التأكد لأسأله عن مدرسته فقال إنه يدرس في الصف الخامس في مدرسة 13 يونيو الكراب السارة الواقعة في مديرية العدين.
رغم أن محمد لم يكن يعرفني إلا أنه السادس الذي يصاب بالسرطان في أقل من عامين لم يبق منهم سوى طفل واحد، ومحمد الذي سوف ينجو -بإذن الله- بينما استقبلت مقبرة القرية البقية.
كان إلى جانب محمد عبدالرحيم طفلا آخر لم يبلغ من العمر السبع سنوات، قال لي بأن اسمه مالك عبدالله أحمد، من مديرية خولان محافظة صنعاء، كان بحالة صحية سيئة.
أبناء قريتي بسطاء جدا، ولكن بات السرطان يهاجمهم بتوحش أكثر من أية قرية أخرى.
المقداد مات ولم يحصل على الدواء
قبل دخولي إلى قسم الأطفال، الذي لا يتجاوز 6 أسرّة، أعادتني الذاكرة إلى قبل 3 سنوات وقبل ان ألج إلى الغرفة توقفت للحظة متسائلاً عن بعض من سبق لي زيارتهم من الأطفال، والذي منهم الطفل المقداد، ابن السبع السنوات، الذي شاهدته يموت أمام عيني والى جانبه والدته تجهش بالبكاء، وتصرخ في وجه كل زائر "ابني يموت.. المقداد شيموت ياناس"، ثم انهارت مغشياً عليها، ذهبت حينذاك بحثاً عن أبي المقداد الذي ينحدر إلى مديرية جبلة محافظة إب ووجدته في مؤسسة دعم مرضى السرطان والمعنية بصرف الدواء حسب بطاقة صغيرة تحمل اسم المريض وعنوانه والمكان الذي يتلقى فيه العلاج، فكان كل ما يملك بحوزته من نقود 4500 ريال فقط، بينما طلبت تلك المؤسسة دفع 50 في المائة من قيمة الجرعة التي كانت حينها تبلغ 28 ألف ريال، فرفض العاملون في المؤسسة -الذين لم يكونوا مختصين بل خريجي ثانوية عامة- منحه الجرعة الدوائية لإنقاذ المقداد..
معاناة مزدوجة
رغم تذمر الكثير من أهالي المرضى من الروتين الإداري في المركز الوطني للأورام إلا أن هناك من يرى بأن ظروف مركز السرطان لا تقل عن ظروف المرضى فعبدالله عبده صالح شاب في الثلاثينيات من عمره يتردد على المركز منذ 4 سنوات حتى الآن وبسبب ضعف الإمكانات تحولت إصابة عبدالله من السرطان الليمفاوي إلى سرطان في الدم، ورغم مطالبته بتقرير للسفر للخارج على حساب الحكومة إلا أن الأطباء لم يستجيبوا لمطالبه منذ 5 أشهر تحت مبرر توقف التقارير الطبية لأسباب لا تزال غامضة، عبدالله ساءت حالته الصحية وأنهك جسده السرطان خلال تلك الأشهر منذ ان تحول السرطان من اللميفاوي إلى الدم.
وفي الاتجاه الآخر قال لنا احمد حزام الذبحاني بان ما يتوفر للمركز من خدمات يحصل عليها المريض والأدوية التي لاتتوفر يتم شراؤها من الخارج.. مشيراً إلى أن نقص الإمكانات ضاعفت معاناة المرضى ولو وفرت الدولة تلك الامكانات ربما قد تتحسن خدمات المركز بشكل كبير، فالمركز -حد قولة- يكتظ بالمرضى منذ السادسة صباحاً بشكل يومي.
نائب مدير المركز: نواجه ضغطاً شديداً وإمكاناتنا شحيحة
الدكتور منيف محمد صالح -نائب مدير المركز الوطني للأورام المدير الفني- أكد لـ"الوسط" بأن المركز يواجه مشكلة كبيرة جداً في تشخيص المريض والكشف المبكر ومعالجته، ومنذ أن تم افتتاح المركز في العام 2005م حتى الآن مازلنا نعمل بنفس الإمكانات وبنفس المبنى، فالمعتمد 200 حالة شهرياً، بينما تصل حالات المرضى التي يستقبلها المركز في بعض الأحيان 400 حالة، وأشار إلى أن الموضوع ليس موضوع دعاية، وإنما ما يعانيه المركز من ضغط شديد دليلاً على ذلك.. وأوضح الدكتور منيف بأن المركز طالب المالية برفع الحالات المعتمدة وبدلاً أن يتم دعم المركز رفعوا 100 حالة كدعم شعبي وضموها إلى الموازنة.
كما طلب المركز برفع الموازنة الخاصة بأدوية المركز للخط الأول فقط إلى أربعة مليارات ريال، إلا أن المالية لم توافق إلا على مليار و800 مليون فقط، وأفاد بأن علاج المركز يبحث عن إمكانات كافية لدواء كافٍ لمرضى السرطان والذين تستدعي حالاتهم العلاج بالخط الأول، بينما هناك مرضى تتطلب حالاتهم الانتقال من علاج الخط الأول إلى الخط الثاني، وان لم يستجب الجسم للخط الثاني يتم نقل علاجهم للخط الثالث، ولكن لم يتم التجاوب مع المركز لتوفير علاج كافٍ للخط الأول، والذي يعد من الأساسيات.
وحول وجود قصور للمركز في علاج مرضى السرطان قال الدكتور منيف محمد صالح المدير الفني للمركز الوطني للأورام السرطانية -بالعاصمة صنعاء: من الطبيعي أن يكون هناك قصور كبير في أداء مركز وحيد يعمل بإمكانات شحيحة ويواجهه مشكلة السرطان في اليمن وحيداً، دون وجود مراكز مماثلة مساندة، ودعا الجميع إلى الوقوف إلى جانب المركز ومطالب الأطباء فيه.. مشيراً إلى أن 40 سريراً فقط في المركز وجهازي إشعاع لخدمة 25 مليون نسمة.
وفي ظل تلك الإمكانات الشحيحة نحن نواجه ضغطاً شديداً من قِبَل المرضى، ونتلقى السب والشتم من المريض ورغم ذلك نبذل جهوداً كبيرة.. الأطباء في المركز يبذلون جهوداً كبيرة وفوق طاقتهم، وخدمات المركز ربما لم يحصل عليها مريض السرطان في أي مركز آخر، وأشار إلى أن خدمات المركز تقدم مجانية لكل المرضى.
وفي حديثة لـ"الوسط" أشار إلى أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بصدد إصدار قرار جمهوري يقضي بإنشاء صندوق دعم مرضى السرطان، وأشار إلى أن الصندوق يطالب به أطباء مركز الأورام السرطانية منذ خمس سنوات، والذي قد يخفف الكثير من معاناة مرضى السرطان، خصوصاً وأن المبالغ المالية التي تخصم وفق القوانين المختلفة لصالح مرضى السرطان ستورد إلى الصندوق بصورة مباشرة، خصوصاً المبالغ المالية المضافة على منتجات التبغ الوطني كالسجائر أو على المبيدات الزراعية أو على الاتصالات، والتي لم يتلق المركز الوطني للأورام السرطانية ريالاً واحداً منها، وحد قول الدكتور منيف بأن هناك أخباراً تفيد بأن تلك الأموال التي تصل المليارات موجودة لدى وزارة المالية وسيتم تحويلها للصندوق، وتمنى أن تكون صلاحيات الصرف فيه لصالح مرضى السرطان دون عراقيل ولا تعقيدات روتينية لأن مريض السرطان لا يستطيع الانتظار أحياناً أسابيع بسبب الروتين في الصرف.
وحول الرقم الحقيقي لمصابي السرطان في اليمن أكد الدكتور منيف: المركز الوطني استقبل منذ تأسيسه حتى الآن 33 ألف حالة فقط، ومن خلال حديثه نستشف بأن الرقم المعلن الأسبوع الماضي مبالغ فيه كثيراً، وربما قد يكون لغرض الدعاية الإعلامية فقط.
مستشفى للسرطان.. أين ذهب؟ً
منذ سنوات ونحن نسمع ترويجاً باسم إنشاء مستشفى للسرطان في اليمن، تارة يقال بأنه سيكون في منطقة بني مطر ويتم وضع حجر الأساس، وتارة أخرى يقال بأن مؤسسة السرطان تعتزم إنشاء مدينة طبية كبيرة في مديرية المعلا محافظة عدن.
حاولنا معرفة صحة ذلك من أطباء في المركز الوطني للأورام السرطانية، فلاحظنا بأن المؤسسة العامة للسرطان تعمل بصورة منفردة، ولا تستشير أحداً، حتى أعضاء مجلسها العلمي المكوّن من عدد من الأطباء الذين لم يُستشاروا على الرغم من أنهم أهل الاختصاص.
فالدكتور منيف أحد مستشاري المؤسسة أشار إلى أن إنشاء مستشفى ضخم ليس الحل الأنسب، ومكان يفترض إنشاء مراكز مماثلة لمركز الأورام السرطانية في خمس محافظات كخطوة اولى ومهمة لكي يتم تسهيل العلاج على مريض السرطان من جانب وتخفيف الضغط على مركز الأورام الحالي، ومن جانب سوف تستطيع الدولة دعم تلك المراكز فيما قد تجد صعوبة في دعم مستشفى كبير حالياً.
إلى هلال والعنسي
قبل أن نختتم فقرات استطلاعنا نود أن نطرح بين يدي السيد أمين العاصمة عبدالقادر هلال والدكتور أحمد العنسي -وزير الصحة- الوضع الحالي لمرضى السرطان ومركز الأورام السرطانية، الذي يستدعي زيارة الأمين والوزير للمركز دون موعد مسبق، لمعايشة وضع المرضى والمركز، الذي لن نستطيع وصفه في صفحات، والعمل على تمكين المركز من الحصول على المبنى الخلفي التابع للأشغال دون أي عراقيل، وإلغاء اتفاقية تأجير العيادات الخارجية، التي فرضها المستشفى الجمهوري على المركز، والنظر إلى قضايا المرضى والمركز عن قرب.
وخلال زيارتي تساءلت عن زيارة أي مسؤول حكومي -الأسبوع الماضي- بمناسبة اليوم العالمي للسرطان، فقيل لي بأن لا أحد زار المركز أو اطلع على أوضاع المرضى واحتياجاتهم، وما حدث من حفل الاسبوع الماضي كان بعيداً عن أنات المرضى، وعن احتياجاتهم، وماقيل من تصريحات لم تأت من قبل مختصين بل من قِبَل أناس آخرين.
رسالة لتجار الموت
وللتجار المستوردين والمنتحيين المحليين مستوردي المبيدات الزراعية وشركات الاتصالات ومزارعي القات نقول اتقوا الله في أرواح ابناء اليمن فكل ريال تكسبونه من منتجات مغشوشة ومنتهية أو مقتربة على الانتهاء سوف يحاسبهم الله عليه.
بالإضافة الى الهيئة العامة للمواصفات التي قالت إنها منعت (شراب روجين) المسرطن، الذي يتهدد عشرات الآلاف من أطفال اليمن.. وعليكم أن تنزلوا إلى أقرب بقالة في أية حارة بالعاصمة لمعرفة الكميات الهائلة من ذلك الشراب المسرطن.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign