صنعاء تنهي الجدل الدائر حول شحنات المبيدات الزراعية        واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة للكيان        المدمرة الالمانية الحريية " هيسن "تغادرالبحر الأحمر بعد تعرضها لاكثر من هجوم        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين      
    تحقيقات. /
الجوع يلاحق طلاب اليمن في عدد من دول العالم والملحقيات تستعين بالخصم والشرطة

30/01/2013 07:51:17


 
تقرير - رشيد الحداد
بات الجوع يطارد اليمنيين أينما وجدوا في الداخل أو في الخارج، فذلك الشر المستطير يؤرق حياة الجميع والفرق بين الجوع الوطني داخل الوطن في محافظات حجة أو الحديدة أو صعدة أو أبين وبين الجوع الصامت في أحياء صنعاء العشوائية وأحياء الفقراء في المدن الرئيسية وبين الجوع اليمني العابر للقارات كبير، ففي حين ترصد المنظمات الدولية الجوعى المحليين وتطلق نداءاتها الاستغاثة للعالم لتزويد أكثر من 10 ملايين فقير بالغذاء الذي يستقر في الأسواق المحلية بكميات تجارية قبل أن يستقر في أحشاء فقراء هذا البلد، يتضور أبناء اليمن المتميزون الجوع ليلاً ونهاراً في مختلف دول العالم، فهاهو الجوع يدفع آلاف الطلاب اليمنيين في مغرب الوطن العربي أو في شرقه، فأصوات الجوعى تتصاعد من برلين إلى موسكو إلى كوالا لامبور ومن الجزائر إلى القاهرة وأخيراً في الرياض .
إلا أن تلك ألأصوات المفجوعة من الجوع لا تثير اهتمامات كبار مسئولي الدولة، وأن إثارتها لا تتجاوز الزيادات عن 100 دولار، مأساة طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الجامعات الأجنبية حدودها تجاوز حدود المشكلة بل حدود الكرة الأرضية .
فشل تعزيز الدعم المالي لطلاب اليمن الدارسين في الجامعات الأجنبية بمائة دولار في إبعاد شبح الجوع عن الآلاف من الطلاب المبتعثين لدراسة تخصصات نوعية من قبل الحكومة اليمنية السابقة أو اللاحقة، فجحود وكفر الجوع دفع بطلاب اليمن في الخارج الى الخروج عن صمتهم.
روسيا جوع وشرطة وثلج
تدريجياً تصاعدت معاناة طلاب اليمن في الخارج من دولة إلى أخرى لتلف سفارات وملحقيات العالم، فطلاب اليمن في روسيا خرجوا الى الساحة الحمراء يطلبون عدالة السماء في حقهم في العيش الكريم بعد أن أغلقت السفارة أبوابها في وجوههم واستدعت الشرطة الروسية لحمايتها من اقتحام محتمل قد يقوم به متشددون يمنيون في روسيا وليس طلاباً يمنيين وجدت السفارة والسفير من أجل رعايتهم والحفاظ على مصالحهم لا لممارسة القمع بالوكالة في أقصى الشرق.
يقول طلاب اليمن في الجامعات الروسية: إنهم اتفقوا في اجتماع رسمي بين قيادة الرابطة والقائم بأعمال السفارة السفير/ حسن محمد الراعي وطاقم السفارة في موسكو على صرف المستحقات المالية الجمعة وحال حضور الطلاب من مختلف مناطق روسيا فوجئوا بتحول السفارة الى ثكنة عسكرية من قبل الشرطة العسكرية وبعد قضاء ست ساعات تحت حر الشمس بانتظار الحل تم إنذارهم من قبل القوات الروسية بأنه إذا لم يغادروا بعد الساعة الرابعة عصرا سيتم اعتقالهم، فغادر الجميع متوجها إلى الساحة الحمراء لاستكمال الوقفة الاحتجاجية حتى الساعة الثامنة مساء، وقضى الطلاب 11 ساعة تحت البرد القارس في درجة حرارة تجاوزت الـ 17 تحت الصفر، والتي تسببت بتعرض العديد منهم إلى وعكات صحية بسبب طول الانتظار في البرد القارس، وكذلك أخذ القوات الروسية أسماء وبيانات بعض الطلاب وتصويرهم، تلك الممارسات دفعت الى إعلان الطلاب الدارسين في روسيا اعتصاماً مفتوحاً في موسكو وبقية المدن الروسية للمطالبة بحقوقهم بأسرع وقت ممكن ومحاسبة الملحقية والمسئولين عن استقدام الشرطة والجيش الروسي الى السفارة لقمعهم
وناشدت قيادة رابطة الطلبة اليمنيين في موسكو رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني والمنظمات الحقوقية والمدنية إلى تحمل مسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف مثل هكذا ممارسات غير سوية ومحاسبة مرتكبيها.
الجوع في برلين
المعاناة القاسم المشترك بين برلين وموسكو، فطلاب اليمن في المانيا ليس افضل حالا من موسكو حيث نفذ الطلاب اليمنيون في ألمانيا اعتصاما مفتوحا داخل مبنى السفارة بالعاصمة برلين بمساندة زملائهم من مختلف الجامعات الألمانية، وذلك للمطالبة بإيقاف ما وصفوها بـ(تعسفات الملحقية الثقافية في حقهم)، والمطالبة بضرورة إعادة هيكلة الملحقية الثقافية، وتفعيل دورها الإيجابي .
وطالب الدارسون رفع المنح المالية، التي قالوا في بيان صادر عنهم، أنها لا توفر الحد الأدنى للمعيشة في ألمانيا وقدروها بـ740 يورو شهرياً، وباعتماد منح مالية للطلاب المستحقين الذين يدرسون في الجامعات الألمانية بدون مساعدات مالية، مشددين على ضرورة اعتماد الرسوم الدراسية لطلاب اليمن في ألمانيا ومساواتهم ببقية طلاب اليمن الدارسين في الدول الأخرى .
ماليزيا ثورة مستمرة
في الوقت الذي ارسلت الوزارة مستحقات الربع الأول من العام الجاري الى الملحقيات في الخارج ناشد طلاب اليمن المعتصمون في مبنى سفارة اليمن بماليزيا منذ اسبوعين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واللجنة الوزارية المكلفة باستقصاء أوضاع الطلاب المبتعثين في الخارج وسرعة اعتماد الزيادة المطلوبة للطلاب بواقع 200%، وذلك طبقا للحد الأدنى للمعيشة في ماليزيا، والذي أوضحه الطلاب في كشف بيان تفصيلي تلقت الصحيفة نسخة منه.
ووفقا للبيان فإن المساعدة المالية لطالب الدراسات العليا (بكالوريوس) تبلغ نحو 1017) دولار أي مايعادل 3029 رينجيت ماليزي بينما يحتاج الطالب لما يعادل 9090 رينجيت كلفة الحد الادنى لثلاث وجبات يوميا وقيمة الايجار الشهري للسكن كحد أدنى وكذا كلفة فواتير الكهرباء والماء والانترنت، بالإضافة الى قيمة المواصلات بواقع عجز يصل نسبة 200% عن سقف المساعدة المالية الحالية .
فيما ذكر الجدول البياني أن طالب الدراسات العليا وبمعزل عن حساب تكاليف اسرته يتقاضى مساعدة مالية كل 3 أشهر بواقع 1560 دولاراً وهذا المبلغ يعادل 4633 رينجيت بينما الحد الادنى للمستوى المعيشي لطالب الدراسات العليا يحتاج ما يعادل 12,275 رينجيت، وهذا الحد الادنى المعيشي يفوق ضعفي المساعدة الحالية ..
وذكر البيان أنه استنادا الى هذه الأرقام فإن الربع المالي المرسل من قبل الحكومة للمبتعث في ماليزيا لا يبقى في حسابه مدة شهر واحد أو حتى يفي حد النصف من المتطلبات، الأمر الذي يضطر الطالب الى تناول وجبة واحدة يوميا وتستمر هذه العادة أحيانا مدة شهرين متتاليين، وهو ما يضع الطالب في ظروف حرجة تؤثر على صحة الطالب ومعنويته ومستواه الدراسي في الوقت الذي لا يملك فيه الطالب التأمين الصحي المناسب.
ويعتصم الطلاب في مبنى السفارة اليمنية بماليزيا منذ اسبوعين تقريبا وما يزالون في اعتصامهم للمطالبة بزيادة المستحقات المالية المعتمدة لهم من قبل التعليم العالي وبعض الجهات الحكومية المانحة كالجامعات اليمنية وبعض الوزارات في الوقت الذي لم تحرك فيه الحكومة ساكنا باستثناء تشكيل لجنة وزارية لاستقصاء أوضاع الطلاب في الخارج لم تجتمع هذه اللجنة حتى اجتماعا واحدا الى اليوم الأمر الذي رفع من عزيمة الطلاب للاستمرار في اعتصامهم حتى الاستجابة لمطالبهم.
ويقدر عدد الطلاب الدارسين بماليزيا بنحو 5 آلاف طالب وطالبة.. 3 آلاف منهم تقريبا مبتعثون من قبل التعليم العالي والجامعات اليمنية.
مصر.. إغلاق السفارة مع سبق الإصرار
الطلاب اليمنيون الدارسون في الجامعات المصرية عبروا عن غضبهم من الحكومة اليمنية بإغلاق السفارة في القاهرة وتحويل ساحتها الى ميدان حرية جديد الأحد، في إطار تصعيدهم السلمي المستمر منذ الأحد الماضي، مدشنين بداية أسبوعهم الثاني للاعتصام.
واستهجن بيان الطلاب المعتصمين الذي ألقاه د. مروان العودي المنسق العام للاعتصام الموقف المتخاذل ومماطلة الحكومة واللجنة الوزارية المشكّلة لدراسة أوضاع الطلاب، والتي مر 12 يوماً على تشكيلها ولم تقم بعملها كما يجب، ونوه البيان إلى اللجنة لم تجتمع سوى مرة واحدة منذ تشكيلها، واصفاً ذلك باللامبالاة واللامسوؤلية التي تنتهجها، وبأنها وسيلة لتمييع القضايا الحقوقية الطلابية والتلاعب بمشاعرهم وعواطفهم.
وهدد المعتصمين في بيانهم بأنه إن لم يتم النظر الى مطالبهم وتقديم الحلول العاجلة فإنهم سيقومون بالتصعيد من احتجاجهم وتعطيل العمل في السفارة والملحقية الثقافية بشكل دائم.
ويطالب الطلاب اليمنيون في جمهورية مصر العربية بزيادة المخصص المالي (الربع) بنسبة لا تقل عن 100% مما يساعد على مواكبة الغلاء العالمي والمحلي, عودة المبلغ السنوي المخصص للكتب وبأثر رجعي للسنوات الماضية.
وبتخفيض تذاكر طيران سنوية على الخطوط الجوية اليمنية بنسبة 50% وتسليم المخصص المالي (الربع) في وقته المحدد بداية الشهر الاول من كل ثلاثة أشهر بالإضافة الى إنشاء حسابات بنكية لكي يتم صرف المخصصات المالية (الأرباع) من خلالها, وإنشاء نظام التأمين الصحي للطلاب والباحثين اليمنيين في جمهورية مصر العربية.
الجزائر مطالب الرحيل تتجدد
معاناة طلاب اليمن في الجزائر هي الأكثر إيلاما بامتياز، فعدد من الطلبة دُمِّر مستقبلهم العلمي والنفسي بسبب تعنت الملحق الثقافي وتركيز اهتمامه على استقطاع المنح والتربح غير المشروع من منح الطلبة بكيفية أو بأخرى، كما أن هنالك الكثير ممن حرموا من استكمال دراستهم في الجامعات الجزائرية بناء على تعنت الملحق الثقافي وإصراره على ترحيلهم أو قطع منحهم المالية والعلمية ومنعهم من الحصول على مقاعدهم أو الاستهتار بمتابعتهم وتسوية أوضاعهم العالقة.
ورغم تنظيم الطلاب فعاليات احتجاجية وإثباتهم قضايا فساد ضد الملحق الا ان الملحق يمارس انتهاكاته بدون ادنى اكتراث، كونه مدعوماً.. في أواخر ديسمبر الماضي تجددت احتجاجات طلاب اليمن في الجزائر للمطالبة بتغيير الملحق الثقافي، إلا أن الاحتجاجات الطلابية لطلاب اليمن في الخارج توسعت الى المغرب ولبنان ومصر وروسيا والهند وألمانيا وماليزيا والسعودية، مع بطء الحكومة في تلبية مطالب المحتجين على خلفية تأخر المنح المالية عن مواعيدها وعدم كفايتها مقارنة بغلاء المعيشة وارتفاع رسوم الدراسة، حيث يتقاضى الطالب في ماليزيا مثلا 320 دولارا شهريا وفي ألمانيا 580 دولارا، في حين أن الحد الأدنى من وجهة نظر الطلاب هو 500 دولار للدول العربية و700 دولار للدول الأخرى.
المغرب .. المساواة في الظلم
في منتصف الشهر الجاري التحق طلاب اليمن في المغرب بإخوانهم الطلاب في دول أخرى ضمن ثورة الطلاب في الخارج، التي بدأت تتوسع رقعتها للمطالبة برفع المستحقات المالية وإنهاء عهد المماطلة والتسويف وقطع المنح.
وطالبت اللجنة التحضيرية للاتحاد العام لطلاب اليمن في المغرب برفع المساعدات المالية، مع العلم بأن الحكومة المغربية كانت تعطي الطلاب اليمنيين 100 دولار شهريا، وقد تم إيقافها في الوقت الحاضر.
وكانت الدراسة في المغرب مجاناً ولكن الآن يطلب من كل طالب جديد دفع 100 دولار مقابل تسليم رخصة التسجيل في الجامعات الحكومية, مع العلم بأن أغلب الطلاب الباحثين في المجالات العلمية لم يحصلوا على النتائج المعملية والصحيحة إلا إذا تم عمل تجاربهم في المعاهد والجامعات والمعامل الخاصة وبمبالغ زهيدة لا يستطيع الطالب دفعها.
كما طالبت باعتماد بدل كتب للطلاب المبتعثين على نفقة وزارة التعليم العالي ومساواتهم بطلاب الجامعات مع زيادة الاعتماد, واعتماد التأمين الصحي لجميع الطلاب وعائلاتهم، وذلك من اجل غرس روح حب التعليم والتعلم لدى جميع الطلاب الباحثين.
ودعت اللجنة إلى سرعة إرسال المساعدات المالية لطلاب الاستمرارية، والتي صدرت بهم قرارات من وزارة التعليم العالي، وتم انتظامهم في الجامعات في بلد الدراسة.
تهديد بإغلاق سفارة الرياض
مطلع الاسبوع الجاري هدد العشرات من طلاب اليمن المبتعثين إلى الجامعات السعودية بإغلاق سفارة اليمن في الرياض اذا لم تتجاوب الحكومة لمطالبهم وسرعة اعتماد المنح المالية باعتبارهم طلاباً جدداً.
وأضاف المصدر: أن الطلاب حتى الآن لم يحصلوا على اي اعتماد مالي كونهم حديثي التخرج من الثانوية العامة وتم ابتعاثهم الى الدراسة في الجامعات السعودية ،وبدون توضيح اسباب عدم اعتماد المنح الخاصة بهم.
وقال عدد من الطلاب: إن ذلك الحرمان يأتي بدون أي قرار وزاري أو حكومي أو رئاسي ينص شكلا أو تفصيلا على عدم اعتماد المنح المالية ضمن منح التبادل الثقافي التي حصل عليها الطلاب وفقاً لمعدلاتهم في الثانوية العامة.
وكان قد التقى طلاب ممثلون عن زملائهم بالملحق الثقافي في السفارة اليمنية في الرياض عبدالله العولقي، الذي أكد مشروعية مطالبهم وحصولهم على المنح المالية.
وبحسب ما أكده الطلاب أن الملحق حرر مذكرة الى وزارة التعليم العالي في اليمن للمطالبة بمستحقاتهم، حيث قام بتحرير مذكرة شرح فيها مطالب الطلاب بمستحقاتهم ومنحهم المالية وإرسالها إلى وزارة التعليم العالي ورئاسة الوزراء ومكتب رئيس الجمهورية.
مطالب بإعادة النظر بالابتعاث
من برلين ناشد أكاديميون يمنيون في برلين رئيس الجمهورية رفع معاناة الطلاب المبتعثين في الخارج ووجه تسعة أكاديميين يمنيين في برلين رسالة الى رئيس الجمهورية طالبوه فيها بـ"اعتماد مخصصات مالية واقعية تتناسب مع احتياجات طلابنا في الخارج وتعينهم على أداء مهامهم بنجاح ليساهموا في بناء مداميك الدولة اليمنية الحديثة".
وقالت الرسالة: "نرى أنه قد حان الوقت لإعادة النظر في استراتيجية برنامج الابتعاث والآلية المتبعة في تنفيذها،بحيث يتم تأهيل الطلاب بشكل جيد؛ونحن على استعداد للمساهمة الفعالة في إنجاح هذه الجهود".
وقال أكاديميون يمنيون عاملون في بعض الجامعات ومراكز البحوث الأوروبية والأمريكية والكندية واليمنية في مجالات الطب والهندسة والعلوم والتكنولوجيا والإدارة والتعليم "لقد قمنا مؤخراً باستقراء آراء عدد من الطلاب اليمنيين المبتعثين إلى عدد من الدول،خاصة تلك التي يوجد بها عدد كبير منهم،وقد آلمنا الوضع العام الذي يعيشه الطلاب اليمنيون في غربتهم وعدم قدرتهم على التكيف في بيئات جديدة عليهم، وذلك لعدم تأهيلهم قبل وصولهم إلى هذه الدول، مما كان له الأثر السلبي في مختلف جوانب حياتهم،وقد كان أكثر ما آلمنا،المعاناة التي يعيشونها جراء شحة مواردهم المادية، فالمنحة المالية التي يستلمونها لا تكفيهم لتغطية احتياجاتهم الأساسية مما ينعكس سلباً على تحصيلهم العلمي، وينسف كل الأهداف التي ابتعثوا لأجلها، إضافة إلى أنهم لا يستلمون المنح في موعدها وقد وصل الحال إلى تسرب الكثير منهم من الجامعات التي يدرسون فيها والانخراط في أمور قد تقودهم إلى ما لا يحمد عقباه".
الكرة في ملعب الوجيه
وزارة التعليم العالي رمت بالكرة إلى ملعب الحكومة مطلع الشهر الجاري، وأشارت فيما يتعلق بالزيادات المالية للطلاب اليمنيين في الخارج أنها وجهت مذكرة لوزارة المالية منتصف شهر نوفمبر الماضي، طلبت فيها اعتماد مائة دولار زيادة شهرية لكافة الطلاب المبتعثين في الخارج في موازنة العام 2013م، موضحة أنها أوردت المبررات الضرورية والمنصفة التي تقتضي هذه الزيادة التي ستكون هدية الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لشباب وطلاب اليمن وتقديرا منه لدورهم الرائد في الداخل والخارج في عملية التغيير وصنع المستقبل المنشود.
ولفتت الوزارة إلى أنها ما تزال تسعى لدى الحكومة وتبذل كافة الجهود لاعتماد الزيادة المطلوبة وإقرارها في موازنة 2013م، باعتبار ذلك خارج نطاق إمكاناتها، ويتطلب موافقة مجلس الوزراء واعتمادها من وزارة المالية.. وقالت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إنها حريصة على حل المشاكل والصعوبات التي تعترض الطلاب الدارسين، في الخارج ومعالجتها أولاً بأول.
وذكرت الوزارة في بيان صحفي: "أنها تتفهم الأوضاع المعيشية الصعبة، التي يعاني منها الطلاب المبتعثون نظراً لقلة المساعدة المالية مقارنة بغلاء المعيشة وتكاليفها الكبيرة والتطورات التي حدثت منذ الأزمة المالية العالمية مقابل عدم اعتماد أية زيادة في المنح المالية للطلاب منذ آخر زيادة بمبلغ مائة دولار شهريا اعتمدت مطلع العام 2007م".
أكثر من مليار ريال
بفعل تصاعد الاحتجاجات الطلابية في الخارج أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن البنك المركزي اليمني الأسبوع الماضي بدأ بتحويل المبالغ المالية للربع الأول 2013م، وأكدت بأن كشوفات الصرف للمستحقات أرسلت منتصف يناير الجاري إلى مختلف الملحقيات والسفارات.
وأوضحت الوزارة أن عدد الطلاب المستفيدين من صرف المساعدة المالية للربع الأول من العام 2013م بلغ ستة آلاف ومائة وتسعة وثلاثين طالبا وطالبة، يدرسون في (41) دولة شقيقة وصديقة دراسات جامعية وماجستير ودكتوراه - بمبلغ 8 ملايين و151 ألف دولار، بما يعادل واحد مليار وسبعمائة وأربعة وأربعين مليون وثلاثمائة وستة وسبعين ألفاً وتسعمائة وخمسة عشر ريالاً.
ولفتت الوزارة إلى أنها سبق وأن حولت منتصف ديسمبر الماضي الرسوم الدراسية لجميع الطلاب المعتمدين للعام 2012 - 2013م لعدد (2893) طالباً وطالبة بتكلفة إجمالية بلغت واحد مليار وثمان مائة وسبعة وثمانين مليوناً وأربعمائة وسبعين ألف ريال.
يشار إلى أن إحصائية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يبلغ عدد الطلاب المبتعثين في الخارج 9300 طالب وطالبة موفدين من 30 جهة حكومية، منهم 6139 طالباً وطالبة من الوزارة نفسها، في حين يبلغ إجمالي ما يصرف على الابتعاث الخارجي سنويا 15 مليار ريال، منها قرابة 11 مليارا في موازنة وزارة التعليم العالي.
دراسة عملية الابتعاث لاتزال بدائية وركيكة وعشوائية
أكدت دراسة أكاديمية تحليلية حديثة أن نظام الابتعاث الدراسي في اليمن لم يحظ بالدراسة الكافية أو تسليط الضوء عليه منذ نشأته، وأن عملية الابتعاث لاتزال بدائية وركيكة وعشوائية تتخللها العديد من المساوئ والاختلالات.
واعتبرت الدراسة -التي أعدها ستة من طلاب الدراسات العليا في كل من (جامعة هايديلبيرج المانيا - جامعة ملتيميديا ماليزيا - الجامعة المالاوية ماليزيا - جامعة القاهرة مصر - الجامعة الأردنية الأردن - جامعة الهندسة والتكنولوجيا لاهور باكستان) - أن غياب الخطط الاستراتيجية والأهداف, ضعف الكادر الوظيفي في قطاع البعثات التابع لوزارة التعليم العالي, شحة المنحة المالية المقدمة للطالب المبتعث, والفساد المالي والاداري في الوزارات والمؤسسات التعليمية, وعدم الالتزام بالقرارات الوزارية أو الاتفاقيات الدولية وغياب التوجيه والإرشاد, عدم وضوح وشفافية نظام الترشيح للحصول على منحة دراسية, وعدم توفر الدورات التدريبية القصيرة للخريجين, وغياب التنسيق بين وزارة التعليم العالي وباقي الوزارات أو جهات الاختصاص - تعد ابرز المساوئ والاختلالات التي يشهدها نظام الابتعاث الدراسي الحالي في اليمن.
واكدت الدراسة -التي أشرف على عملية إعدادها البروفيسور هلال الأشول، الأستاذ المشارك في علوم الحياة في المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا، الأمين العام لجمعية "تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي" - أن المشاكل التي يواجهها الطلاب اليمنيون المبتعثون للدراسة في الخارج تتمثل في: "تضييع المبتعث لسنة كاملة بعد مرحلة الثانوية (قبل الجامعة) دون الاستفادة منها, وعدم الالتزام بالوقت المناسب لعملية الابتعاث مما يؤدي إلى تأخر سفر الطالب وتأخره عن الدراسة, وابتعاث بعض الطلاب بقرار ابتعاث دون تعزيز مالي, انعدام التنسيق المسبق مع جامعات محددة، وبالتالي يقع اختيار الجامعة والتخصص على عاتق الطالب دون دعم وتوجيه من وزارة التعليم العالي أو الملحقية الثقافية، مما يؤدي إلى اختيار خاطئ للتخصص أو الجامعة, وتأخر حصول الطالب على تأشيرة الدخول إلى بلد الدراسة, وابتعاث الطلاب في أوقات عشوائية دون مراعاة مواعيد التقديم أو التسجيل لدى الجامعات في البلد المستضيف, وعدم توفر مقعد دراسي للطالب في الجامعة بسبب غياب التنسيق المسبق، الأمر الذي يجبر الطالب على تغيير الجامعة أو التخصص, وعدم مراعاة متطلبات التسجيل في الجامعة (لغة إنجليزية أو لغة الدولة المستضيفة)، وكذا عدم التهيئة الأكاديمية للتخصص المراد دراسته، في ظل غياب التوجيه والإرشاد, وعدم تحديد معايير للنظر في طلبات الطلاب الدارسين على حسابهم في الخارج والراغبين للحصول على منحة من وزارة التعليم العالي، فتارة يتم قبول مثل تلك الحالات وتارة أخرى يتم رفضها, وعدم اعتراف بعض الدول المستضيفة ببعض الجامعات اليمنية، الأمر الذي يؤدي إلى رفض ملفات طلاب الدراسات العليا المبتعثين عبر وزارة التعليم العالي أو عبر جامعاتهم، وبحجة أن هذه الدول لا تقبل إلا الجامعات المسجلة أسماؤها في منظمة اليونيسكو, وسوء الأوضاع الأمنية التي تعيشها بعض الدول المستضيفة، الأمر الذي يؤزم الحالة النفسية للطالب، ويحد من حركته في اكتساب العلم والمعرفة، ويشعره بأنه مبتعث إلى ساحة حرب وليس ساحة علم".




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign