نتتياهو يفشل جولة القاهرة ويتوعد باجتباح رفح رغماً عن اي اتفاق        سلطات صنعاء تعلن عن إحباط انشطة استخباراتية اجنبية        صنعاء ترفع سقف التصعبد البحري مع اسرائيل إلى البحر الأبيض        صنعاء ,, مسيرات مليونية تضامناً مع غزة      
    تحقيقات. /
شباب اليمن يرسمون مستقبل اليمن الجديد في الحوار الوطني بأصابع قديمة



 
استطلاع ـ رشيد الحداد
لم يتبقى من الثورة الشبابية سوى أطلال بائسة فأسر شهدائها تعايش الماسآة ومعاناة جرحاها المثخنة بالألم تبحث عن دواء، في حين نجحت القوى التقليدية في الساحة باحتوائها وإفراغها من مضمونها وتوظيفها كورقة ضغط يستخدمونها وقت الحاجة، فقوى الماضي المليء بالأزمات السياسية أعادت إنتاج نفسها من جديد وعادت إلى مربع الشراكة والتقاسم في تجاهل تام لحق من قادوا التغيير، حاملين أرواحهم على أكفهم من أجل يمن يتسع للجميع، ولكن لم يكونوا يعتقدون أن دماءهم ستتحول إلى حبر تخط به الأصابع القديمة مستقبلها السياسي، ولم يكن احد منهم يدرك بأن مساحة يمن مابعد الثورة ستظل دون اتساع، وأن شباب الثورة سيجدون أنفسهم في الهامش مسيرين لا مخيرين، مقصيين منفيين من قبل قوى الأمس التي تستعد اليوم لرسم مستقبل اليمن في مؤتمر الحوار، إلى التفاصيل.
ليس غريبا بأن تجد الثائرة التهامية (عطا) على الرصيف تبيع (المشاقر) لتقتات منها بعد نضال دام عاماً ونصف العام في ساحة التغيير، فالناشطة المستقلة (عطا التهامية) ليست سوى أنموذج لما آل إليه وضع الشباب المستقل الذي ثار على عهد الظلم والحرمان والتهميش والإقصاء، فأعادته القوى التقليدية والأحزاب السياسية التي قالت قبل عام للشباب المستقل: "أنتم لستم طلاب سلطة ولا مال ولا جاه، بل طلاب وطن يتسع للجميع" وهاهم يعودون إلى ذاك العهد.
وهاهي الأصابع القديمة التي أدخلت البلاد في طوفان من الأزمات السياسية تستعد لرسم ملامح مستقبل اليمن الجديد، متكئة على الشباب، أنفسهم، الذين كانوا وقوداً للثورة وباتوا أوراق للمصالح الحزبية، بعد أن نجحت تلك القوى باحتواء ثورتهم وإفراغ حماسهم الثوري وتوجيهه بما يتواءم مع مصالحها، فباسم الشباب تحكم وباسمهم ترسم مستقبلهم في مؤتمر الحوار، ولم يتبق للمستقلين منهم سوى الاسم، بعد ان تم نسخ آخرين موالين لها للاستحواذ على المقاعد الشبابية في الحور .
مستقلو جولة 20
بات البحث عن الشباب المستقلين، الذين كانوا يتخذون من جولة عشرين باتجاه شارع الرقاص بالعاصمة صنعاء مقراً لهم، مهمة صعبة ، فمن خلال نزولنا الميداني لم نجد سوى أطلال تدل على بقايا ثورة كانت هناك، فما تبقى من خيام على الحرائق المفتعلة التي التهمت عشرات الخيام التابعة للمستقلين باتت خاوية تحكي قصة (ثورة شباب) ذات الفكر التحرري ، فحسب ماعلمنا بان أنصار جيفارا وغاندي اخلوا خيامهم ولم يرفعوها وماتبقى منها ليس الا صور وشعارات ومسميات لحركات شبابية فقط، إلا أن شباب الثورة المستقلين لايزالون حاضرين في مختلف الفعاليات التي تتناسب مع قناعاتهم .
ولكن أين ذهب مستقلو الثورة في جولة عشرين وهل استقلاليتهم ستشكل صوتا مغايرا للأصوات الشبابية التي يتم برمجة وجهات نظرها وفق سياسات واتجاهات الأحزاب التي تنتمي إليها، تلك التساؤلات لم تجد إجابة نهائية بل ستجيب عليها مشاركة الشباب في الحوار الوطني سيما وان مستقلي جولة عشرين في ميدان التغيير بصنعاء ليسوا مستقلين حزبيا، بل إن صفة الاستقلالية تم إطلاقها عليهم من قبل الشباب المتحزبين الذين لم يختلفوا مع الآخرين في ميدان التغيير بصنعاء منذ اندلاع الثورة الشبابية، فمستقلو (جولة عشرين) يشكلون خليطاً من الشباب ذي الفكر التحرري الذين يتباين مع الأفكار المرسومة من قبل قوى وأحزاب سياسية ولذلك فمعظمهم اشتراكيين وناصريين يتبعون أحزابهم والقليل منهم مستقلون فكراً وانتماء، ذلك الوضع لم يكن مختلفاً عن مستقلي الثورة في محافظة تعز، ولذلك فان الصوت المستقل في مؤتمر الحوار سيكون ضعيفاً جداً وقد لا يسمعه الآخرون حتى وإن كان صائباً.
المجلس المستقل يعلن مقاطعته
المجلس الوطني المستقل لشباب الثورة أعلن رفضه المشاركة بالحوار الوطني واصفاً نسب التمثيل بالمهزلة لعدم اعترافها بالثورة الشبابية السلمية والاستخفاف الكامل بدماء شهداء الثورة وتضحياتهم من خلال عدم ذكرهم والنسبة المخزية التي منحت لهم..
وأكد رئيس المجلس الوطني المستقل للثورة محمد إسماعيل الشامي بأن الانتقال للنسب قبل تهيئة الحوار وتنفيذ النقاط العشرين والتي تمثل الحد الأدنى من مواكبة مطالب الثورة الشبابية قفزاً على الواقع، وأشار إلى أن تخصيص 40 مقعداً للشباب دون تخصيص هل المستقلون أم شباب الإصلاح، والذي سيلتف على معظم النسب في مختلف المكونات الأخرى ولن يكتفي بالنسبة الممنوحة له ومنها تلك النسبة الضئيلة للشباب,بالإضافة لشباب المشترك أو المؤتمر أو الحوثي، فعن أي شباب تتحدث فنية الحوار، مشيراً إلى أن اللجنة الفنية والأحزاب تجاهلت (شباب الثورة المستقل) الذين كانوا هم وقود الثورة الشبابية السلمية وعنوانها, ما يجعل مشاركتهم في الحوار ديكورية فقط، فحسب اعتقاده ان نتائج ومخرجات الحوار محسومة ومتفق عليها ومعدة سلفاً بين تلك القوي ومراكز النفوذ الذي سيخضع الحوار لأمزجة وأهواء ومصالح تلك القوى صاحبة اغلبية نسب التمثيل ليكون البلد رهيناً بيدها.
هناك حملة لتقمص شخصية المستقلين
عبدالله بن عامر "ناشط بالثورة" و" رئيس الملتقى العام للإعلاميين الشباب" قال: حتى اللحظة لا توجد آلية معينة لاختيار الشباب ولا أخفيكم خشيتنا من تلاعب بعض القوى السياسية بحصة الشباب من خلال الدفع بأعضائها ليقوموا بتمثيل الشباب المستقل، وهذا أمر خطير قد يدفعنا الى الوقوف أمام هذه الوسائل التي طالما استخدمتها بعض القوى الحزبية ضدنا بهدف السيطرة على الثورة والتحدث باسمها، وسأكون صريحاً معك فإن حزب الإصلاح بدأ -فعلاً- بالترويج لبعض الشباب ودعمهم إعلامياً ومادياً حتى يتحدثوا باسم المستقلين، وهم في الحقيقة أعضاء في الإصلاح، ولهذا أدعو إخواني الشباب من التكتلات المستقلة الى أن يتنبهوا الى ذلك، وأعتقد أن القوى التقليدية استطاعت -الى حد ما- تفتيت وتشتيت الشباب من خلال أساليب ممنهجة مارستها خلال الأشهر الماضية، وكل ذلك من أجل أن تصبح تلك الأحزاب هي الثورة وهي المتحدث باسمها عبر شخصيات شبابية تابعة لها .
أعتقد أن هناك ضغوطاً ستمارس على اللجنة الفنية بهدف طرح قائمة معدة مسبقاً من قبل الإصلاح تحديداً والدليل على ذلك أن ما يتعلق بالحوار مع الشباب تم إفشاله مسبقاً رغم أن ذلك من بنود المبادرة الخليجية التي ما زلنا نتحفظ عليها.
أعتقد أنه إذا نجحت الأحزاب في إقصاء الشباب سنتخذ موقفاً في حينه، ونعلن أننا لسنا طرفاً في الحوار، وبالتالي تصبح نتائجه غير ملزمة لنا لأنه حتى اللحظة لا توجد معايير واضحة لاختيار الشباب، وهنا تكمن المؤامرة على الشباب، وهي مؤامرة مستمرة منذ جمعة الكرامة وحتى اللحظة.
الأحزاب تبلغ شبابها
القيادي في الثورة الشبابية عادل عمر -الناطق باسم شباب الثورة بمحافظة إب- أكد أن شباب الثورة في محافظة إب أُبلغوا مساء الأحد باختيار مشاركين في الحوار، ويتم إبلاغهم بعدد المقاعد وعن الآلية التي ستكون لاختيار الممثلين، وحول شباب الثورة المستقل أوضح بأن هناك مشكلة ستكمن في عملية اختيار الشباب المستقل، وأضاف عادل عمر بأن شباب الثورة المنتمي للأحزاب في إب دشنوا الخطوات الأولى لعقد مؤتمر شباب محافظة إب، وسيشمل المؤتمر كافة المكونات الشبابية، كما قطعنا شوطاً بتأسيس تحالف شبابي لقوى الثورة ينضوي فيه أكثر من 90 ائتلافاً ومكوناً ثورياً من مختلف الأطياف بما فيهم المستقلون، ولكن ما زال هناك مكونات شبابية مستقلة ولكنها ليست بالحجم الذي يؤهلها لأن تكون ممثلة للمستقلين في محافظة إب.
وحول مشاركتهم في الحوار أشار عمر: بالنسبة لشباب الثورة في إب لا يمكن أن نشارك في حوار وطني والجيش لا يزال منقسماً، إضافة إلى أن الشهداء والجرحى لا تزال قضية تعويضهم خارج اهتمام الحكومة، واختتم تصريحه بالإشارة إلى ان نسبة تمثيل الشباب في مؤتمر الحوار الوطني قليلة وتعد ظلماً، خصوصا وأنهم من قادوا التغيير، كما أشار الى أن قضايا الحوار قضايا محددة مسبقا، وبالتالي فإن النقاش والتحاور الذي سيتم خلال جلسات الحوار سينتج أفكاراً ورؤى خاصة بالشباب ولا شك بأن الاتفاق بين المكونات الشبابية سيكون وارداً لعدد من القضايا ، ولا بد لمن سيشارك بالحوار ان يمتلك الرؤى والحلول للقضايا التي سيتم مناقشتها في المؤتمر عبر مجموعات العمل.
مسرحية هزلية
من جانبها استغربت الدكتورة/ نجلاء عبدالواسع -ناشطة في الثورة الشبابية في الجنوب- الحديث عن الحوار والعمل عليه والاستعجال بانعقاده بأية طريقة كانت، في الوقت الذي نلاحظ نحن كجنوبيين صمتاً رسمياً مطبقاً ومريباً تجاه التصريحات والدعوات والتحركات التحريضية الواضحة ضد الحراك الجنوبي السلمي وضدنا كجنوبيين..
واعتبرت نائبة رئيس المجلس الوطني المستقل للثورة الطريقة والآلية التي يُدار بها الحوار في ظل تجاهل الجنوبيين وشباب الثورة المستقل، ووصفته بأنه لا يعد سوى مسرحية هزلية لحوار خاص لأجنحة الحكم ومتنفذيه، كما بدا واضحاً من خلال تشكيل اللجنة الفنية للحوار، وأضافت الناخبي كممثل للحراك الجنوبي والذي لم يشارك الحراك الجنوبي السلمي ولن يشارك فيه مطلقاً الحراك وكذا الرعيني كممثل للشباب المستقل وعن تيار الإصلاح والذي لم يكن منهم أيضا لا حتى شباب الثورة المستقل.. وهو الأمر الذي عززته مخرجات تلك اللجنة من خلال نسب التمثيل للحراك الجنوبي السلمي وللقضية الجنوبية والتي تعد قضية بحجم وطن وشعب والتعامل معها وكأنها قضية هامشية وهو ما يبين بجلاء العقلية التي سيُدار بها مؤتمر الحوار والذي لا يُراد من المشاركة الجنوبية فيها سوى شرعنة مخرجاته المعدة سلفاً..
رقص سياسي
هشام هادي -رئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس الثوري- (ساحة إب) أكد بأن المجلس لم يتلق أي تواصل بخصوص التمثيل في الحوار الوطني، كون أحزاب المشترك -فعلياً- قد حسمت أمرها في وقت مبكر، ففي الربع الأول من هذا العام اتخذت قرارا بحل اللجنة التنظيمية لساحة خليج الحرية وتشكيل بديل عنها مكون شبابي جديد اسمه (التحالف الشبابي لقوى الثورة) ووظيفته الاساسية كانت رفع الساحة، وهذا تم وما شهدته إب من تداعيات بعدها هي عملية رقص سياسي باسم الثورة من قبل الأطراف المختلفة في المشترك، تبقى للتحالف المشترك الشبابي مهمة ثانية وهي تمثيل شباب الثورة في إب في عملية الحوار الوطني واتفقت كل أحزاب المشترك على أن التحالف الشبابي لها هو الممثل الشرعي لشباب الثورة وتخلو قيادة التحالف وأمانته العامة من القيادات الشبابية المستقلة، كما أن أطرافاً داخل المشترك والمؤتمر بدأت تسوق شباباً محسوبين عليها على أنهم من شباب الثورة المستقلين، ونحن كشباب ثورة في إب مازلنا متمسكين بشرعية ممثلينا بالساحة، الذين أجريت لهم انتخابات، وهم الدكتور أحمد الطاهري والمحامي جميل النزيلي -عضوا المجلس الثوري- واستغلها فرصة عبركم لأقول لمشترك إب "كفاكم عبثاً بأحلامنا".
حوار سيؤدي إلى كارثة
عثمان الصلوي - ناشط مستقل بميدان التغيير بصنعاء- أفاد بأن جميع الكتل المستقلة من الثوار تتفق على رفض الدخول والمشاركة في الحوار الوطني المزمع إقامته دون ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار.
مؤكدين أن الانجرار للحوار دون تهيئة حقيقية ستساهم في إسقاط البلاد في الهاوية في المستقبل، خصوصاً في ظل تدهور الأوضاع السياسية وبروز أزمة عدم ثقة بين شركاء حكومة الوفاق الذين يعيشون صراعاً خفياً للوصول إلى المناصب وكيفية توزيعها..
إزاحة المستقلين
بدورها عبرت الأستاذة/ رضية المتوكل -عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني "المعلقة عضويتها"- في حلقة نقاش أقامها الأسبوع الماضي ملتقى الشباب الثقافي (افهم) عبرت عن أسفها بأن تتحول من عضوة في اللجنة الفنية إلى مجرد محللة ترفض أو تقبل أنها وزميلها المذحجي اشترطت ان لا يتم (كلفتة) النسب، ولم يكن قد مضى في النقاش سوى يومين أو ثلاثة أيام، في اليوم الأول كان هناك عصف ذهني عام، ثم من بعده استطعنا ان نحدد عدة معايير وكنا نعمل في هذه المعايير ونناقشها معياراً معياراً، كان النقاش يسير بشكل جيد جداً، لم يكن هناك احتقان، ولكن حضر بن عمر وعقد اجتماعاً مع الإرياني و ياسين والعتواني والآنسي، وعقب انتهاء اجتماعهم خرجوا إلينا بعد ساعتين ليقولوا نحن قررنا أن يفوض السيد جمال بن عمر بموضوع التمثيل ويضع النسب وأن يقدم مقترحاً ليس من حق أحد أن يعترض عليه ، في الحقيقة اعترضنا، ولكن في ذلك الأمر لم يهتم أحد لوجود المعترضين، وقالت حينما أراد السياسيون أن يتخذوا القرار لوحدهم أزاحوا المستقلين جانباً واتخذوه بكل بساطة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign