المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    راي الوسط /
تدخل السماء لإنقاذ البلد .. قاسم مشترك بين أحزاب المشترك

2009-11-18 13:47:29


 
كتب/المحرر السياسي حين دخلت المملكة السعودية الحرب ضد الحوثيين مع ما في تدخلها من إشكالات وقفت أحزاب المعارضة عاجزة عن إبداء موقف واضح وجلي وهو على عكس ما أبدته ضد الدولة اليمنية التي بدت أقرب لتحميلها المسئولية. حميد الأحمر وهو صاحب الصوت القوي في رمي تبعات الحرب على السلطة شحب صوته وضاع حين تعلق الأمر بالمملكة، وكذلك قبائل هنا وهناك رفعت عقيرتها احتجاجا لمطالبة الحوثيين بعدم تهديد أمن النظام السعودي وحتى أحزاب قومية وقادة فيها طالما اعتبروا المملكة عدوهم الأول خفتت أصواتهم وهي مفارقة عجيبة وعصية على الفهم، إذ كيف يصبح الوطن مجرد ورقة للمزايدة والمكايدة السياسية.  نحن هنا لا ندافع عن النظام ولا نعفيه من وصول الأمور إلى هذا النحو من التعقيد ولكن هل تبرر كراهيته تغيير القناعات وارتداء الأقنعة الزائفة أو دس الرؤوس في الرمال للهروب من إبداء مواقف تنسجم مع ما تربت عليه هذه الأحزاب من رؤى وأفكار ومبادئ. بالتأكيد ليس هناك ما يبرر للأحزاب موقفها المائع سواء من قضية الحرب في صعدة ابتداء وحتى دخول السعودية طرفا رئيسيا فيها.  كان قادة في أحزاب المشترك ومعهم علماء ضمن لجنة وساطة في الحرب الثالثة واطلعوا عن قرب على الأسباب والمبررات التي طرحها الطرفان بل ونزلوا ميدانيا إلى كل جبل وواد وانتهت اللجنة دون حتى بيان يوضح نتائج ما تم التوصل إليه وكان متفهماً أن يصمت المحسوبون على السلطة إلا أن السؤال الذي ظهر ذلك الوقت: لم بلع قادة الأحزاب ألسنتهم، إذ بدل البيان المنتظر ظهرت قصيدة وجدانية حزينة لقيادي حزبي شارك في اللجنة نشرتها صحيفة سبتمبر مبتسرة وأعادت نشرها صحيفة الوحدوي.  وكأنما الرهان على أنه من المقدور الضحك على الشعب باعتبار أن له ذاكرة مثقوبة. حرب سادسة وقبلها حروب خمسة أزهقت أرواحاً وأسالت دماء كانت تواجه ببيانات تحمل الطرفين مسئولية الحرب بجمل حمالة أوجه لا تحمل موقفا ولا تبدي رأيا والسؤال يتمحور حول ما إذا كان الذي يقوم به الحوثي هو دفاع عن النفس في ظل هذه القوة التي ظهرت موازية لإمكانية دولتين؟! وهل مخالفة الدولة وما أجمع عليه العلماء ومواطنو اليمن في مسألة تحديد اليوم الأول لرمضان وعيد الفطر مجرد ثقافة لا تخرج عن إجماع الأمة أم هي رسالة لوجود كيان يبحث عن الاعتراف به. ونزيد بالتساؤل عن إن كان شعار الموت لأمريكا وإسرائيل يستاهل كم القتلى الهائل والمشردين من الأبرياء وعن ما إذا كان التدخل الإيراني ما زال وهماً مع كل الشواهد التي ظهرت جلية في هذه الحرب مع التصريحات التي أصدرتها المرجعيات الشيعية في أكثر من دولة والدخول الرسمي لإيران مؤخرا وهو ما اقتضي معه تدخل سعودي بالمقابل جعل جزءا من اليمن ساحة حرب بالوكالة.  إضعاف الدولة لحساب أي جماعة ترفع السلاح ليس من مصلحة شعب غالبه أعزل يعاني اليوم من غياب هيبة الدولة التي تم حشرها في زاوية الحاجة لكل من يحمل سلاحاً. كان المؤمل من مجمل هذه الأحزاب وأولها حزب الإصلاح أن ينزلوا إلى المدن والقرى النائية التي ما زالت محكومة بسلطة الشيخ وترزح تحت ظلمه لتعريف أهلها بحقوقهم المدنية وتعليمهم كيف يثورون على ظلم وصل حد انتهاك أعراضهم وأموالهم، وهو ما سيكون مقدمة لتغيير النظام السياسي إذا ما ثبت عدم صلاحيته وتوافقه مع مصالح الشعب وما يصنعه شيخ الجعاشن بأبنائها سيظل وصمة عار في جبين الأحزاب المهلهلة. ومثل ذلك ما يحدث من انتهاكات للحريات واعتقالات للصحفيين التي تواجه ببيانات ومشاركة في اعتصامات إسقاط الواجب بانتظار التحرير القادم من الشمال أو الجنوب مع أن مشاريع هؤلاء لا تتفق مع رؤى الأحزاب وأدبياتها المعلنة. لو سقطت البلد فالكل سيغرق ومن يملك سترات النجاة هم أولئك الذين يملكون الطائرات والأرصدة في مصارف الخارج.. فهل ينتظر الناس مراجعة للأولويات وعدم الهروب من القضايا المتاح إصلاحها إلى تلك التي ستعطي التوافق حولها ما لم يتم البدء بحلحلة أسبابها أم أن انتظار تدخل السماء هو القاسم المشترك بين أحزاب المشترك مع أن الله لا يساعد من لا يساعد نفسه. 




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign