صنعاء تنقذ اربع هجمات بحرية ضد بوارج امريكية وسفناً اسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي        إعلان بريطاني عن تعرض سفينة لمطاردة قبالة المهرة       أمبري البريطانية تعترف بفشل التحالف الامريكي في حماية الملاحة الاسرائيلية       امريكا تقر بصعوبة المعركة في خليج عدن ,, وتتحدث عن اشتباك بحري واسع      
    جدل وأصداء /
د.الحكيمي:الرئيس وقيادة التغيير

2011-03-09 13:51:05


 
كتب/ أ.د.سيف سلام الحكيمي في البداية دعونا نتفق على أن التغيير سنة من سنن الكون، من نظام الخلية البسيط إلى النظام الكوني المتناهي في الدقة والتعقيد، وهي ضرورة طبيعية وحتمية تفرضها الحاجة المنطقية الدائمة والمتجددة للتكيف والاستجابة للمعطيات المتجددة التي تفرضها بيئة النظام الداخلية والخارجية. ويكون التغيير في حياة الشعوب إيجابياً كلما كان محكوماً بمنطق صحيح ويستخدم أدوات التغيير المناسبة التي تحقق الغاية المنشودة من التغيير وبأقل كلفة ممكنة. من هذا المفهوم المبسط للتغيير ليسمح لي القارئ الكريم أن نعرج سوياً على دعوات التغيير في وطننا الغالي اليمن والتي جاءت كامتداد لدعوات التغيير التي قامت في الآونة الأخيرة  ونجحت في البلدان التي توافرت فيها مبررات ومقومات النجاح (تونس ومصر) .  لا يستطيع أحد أن ينكر أن هنالك العديد من الاختلالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومظاهر الفساد التي أصبحت تعيق مسيرة التنمية في البلاد، وهي توفر أرضية خصبة للمناداة بضرورة الوقوف بكل قوة وحزم لإصلاح تلك الاختلالات من خلال التغيير المنطقي والمنظم لكل الأسباب التي أدت إلى ظهور تلك الاختلالات، والتي أصبح يشكو منها الكبير قبل الصغير، حتى رئيس الدولة قد سمعناه في أكثر من مناسبة يشخص تلك الاختلالات ويدعو لوضع المعالجات المناسبة لها في ضوء معطيات الواقع الاقتصادي والثقافي والتركيبة القبلية المعقدة التي قد تفرض على العاقل والحصيف منا أن يختار من الحلول والمعالجات البديل الأنسب وليس البديل الأسوأ ، وذلك لعدم توافر شروط الحل الأمثل. فمن ينادي اليوم بتغيير النظام ويقرن ذلك بضرورة تغيير الأخ الرئيس كوسيلة لتجاوز كل تلك الاختلالات التي نوهنا إليها سابقاً ،عليناً أن نوضح له الحل الأنسب والذي من الممكن أن يحقق نتائج إيجابية في طريق التغيير الإيجابي الذي ينشده كل الناس وبأقل كلفة.  فلو تناولنا السيناريو الأول الذي ينادي بتغيير النظام مقروناً برحيل الرئيس في الوقت الراهن من خلال النزول إلى الشارع والاستمرار في تصعيد الاحتجاجات. هل يمكن تحقيق التغيير المنشود في ظل الواقع الذي نعرفه (من تركيبة قبلية معقدة وانتشار الأسلحة وفتن في شمال وجنوب الوطن ناهيك عن تقاطع التآمرات الخارجية والداخلية على البلاد) من دون أن تسفك دماء الناس بين معارض ومؤيد، ناهيك عن تدمير كل ما حققناه من منجزات خلال الخمسين سنة الماضية وبقروض لم نسدد الكثير منها بعد.  أرجو أن لا يعتقد البعض أن ما أطرحه فيه تخويف أو إضعاف لهمم الشباب الذي يحلم بغد أفضل، وإنما هو نداء الواجب والانتصار لليمن أولاً من خلال الدعوة لتجنيب الحاضر والمستقبل لدمار شامل، ولنا فيما يجري في ليبيا عبرة، علماً بأن الفارق بيننا وبين ليبيا أن لدينا الأخ الرئيس على عبدالله صالح الذي يمتاز بالحكمة والتسامح وهما خصلتان يعول عليهما كثير في الخروج من الأزمة التي تعيشها بلادنا.  أما السيناريو الثاني الذي أجدني ميالاً له يتمثل في تمكين الأخ الرئيس من قيادة التغيير بمشاركة كل القوى الفاعلة في المجتمع، وذلك للأسباب الآتية:-  1- المبادرة التي تقدم بها الأخ الرئيس مؤخراً في الاجتماع الموسع لنواب الشعب والشورى، والتي لو تضافرت جهود الجميع في السلطة والمعارضة لكان فيها المدخل الحقيقي لحلحلة الأزمة وتوفير الأرضية المناسبة للتغيير.  2- لديه القدرة على التعامل مع لوبي الفساد ورموزه ، فهو الأعرف بنقاط القوة والضعف لديهم ومازال يمسك بكل الخيوط للتعامل معهم وتحييدهم تدريجياً من مفاصل السلطة الرئيسية ومراكز اتخاذ القرار.  3- يتفق السواد الأعظم من الناس ويتردد على مسامعنا كل يوم أن المشكلة تكمن في البطانة ولوبي الفساد حول الرئيس الذي تمكن من التسلل لمفاصل الدولة حيث تم ذلك من خلال قيام البعض ممن وثق بهم الرئيس بالدفع بنماذج من المسئولين في مختلف قطاعات الدولة المدنية والعسكرية لها مشاريع خاصة تغلبها على المصلحة العليا للوطن.  4- قدرة الأخ الرئيس على التواصل والتأثير على زعماء القبائل والشخصيات الاعتبارية في السلطة والمعارضة .  5- كثير من رموز المعارضة في الداخل والخارج مازالت تربطها علاقة طيبة بالأخ الرئيس على المستوى الشخصي.  أعتقد أنه لو توافرت النوايا الحسنة من الجميع في السلطة والمعارضة، من الممكن أن يقود الأخ الرئيس البلاد إلى التغيير الذي ننشده جميعاً وبأقل كلفة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign