ائد آيزنهاور: هجمات الحوثيين تحاصرنا في البحر الاحمر       مقتل مغترب يمني في أمريكا         إسرائيل تسرق آثار يمنية        العملة الوطنية تواصل الانهيار في مدينة عدن رغم ارتفاع العرض      
    خارج الحدود /
عناوين نضال اليمنيين

2010-01-13 17:30:51


 
  كتب/احمد صالح الفقيه فيما يتعلق بالتحرير اقتصرت عناوين نضال اليمنيين من الثلاثينات حتى السبعينات على التحرر من الاستبداد في الشمال ومن الاستعمار في الجنوب، فمنذ الثلاثينات وحتى الستينات من القرن الماضي كانت عناوين النضال التي تبلورت على يد حزب الأحرار بتشكيلاته المختلفة، والتي قصرت -بحكم وجودها في عدن- أهدافها على الشطر الشمالي، عناوين إصلاحية تجلت في أهداف الجمعية اليمنية الكبرى التي تأسست في الرابع من يناير 1946 كامتداد لحزب الأحرار الدستوري وكان بيان الجمعية قد حدد الأهداف التالية:  - السيادة الشعبية والحكم الشوروي للأمة اليمنية على أساس فصل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية  - الحرية المطلقة في حدود الشريعة الإسلامية  - النظام لجميع الدوائر الحكومية  - العدالة الاجتماعية بين الطبقات  - الأمن والسلام في المال والسلاح وفي الجنوب تشكل المؤتمر الوطني عام 1956 من الجبهة الوطنية المتحدة ورابطة أبناء الجنوب لمعارضة الحكم الذاتي الذي تبنته الجمعية العدنية ودعوا إلى مؤتمر يكون هدفه:  - تحقيق قيام دولة مستقلة  - قيام حكم شعبي ديمقراطي وفي عام عام 1959 تشكل التجمع القومي من الاتحاد الشعبي ومن المؤتمر العمالي والجمعيات والأندية والشخصيات الوطنية والشخصيات الحزبية من البعث وحركة القوميين العرب وأعلن هذا التجمع:  - إيمانه بالقومية العربية  - النضال من اجل تحرير فلسطين  - تحقيق المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي. في العام 1962 حدد تنظيم الضباط الأحرار في الشطر الشمالي أهدافه بالأهداف الستة المعروفة والتي ينص البند الأول فيها على تحرير الوطن تحريراً كاملا من الاستبداد والاستعمار وإقامة حكم ديمقراطي عادل.  أما في الجنوب ففد تبلورت أهداف فصائل التحرير المسلحة 1966 على الأهداف التالية:  - إلغاء الاتحاد الفيدرالي ودستوره وأجهزته  - إلغاء دستور عدن وأجهزته وكذا دساتير وأجهزة كل منطقة في الجنوب.  - عزل كل السلاطين ولأمراء وإلغاء مناصبهم وما يتعلق بها من سلطات  - حرمان حكام الولايات وأبنائهم وأفراد أسرهم الذين سبق لهم الحكم بأي صورة من حق الترشيح والانتخاب والتمثيل حتى لا يؤثروا في الانتخابات  - إلغاء المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمتها بريطانيا مع الحكام السابقين  - تصفية كل القواعد العسكرية تصفية كاملة وإلغاء كل صلاحيات السلطة البريطانية  ومن الواضح أن القوى السياسية اليمنية لم تضع هدفا واضحا لدحر الاحتلال السعودي للأراضي اليمنية الذي تم عام 1934 . ومع ذلك فقد أخذت السعودية في العمل على الهيمنة على اليمن ونجحت في ذلك تماما عام 1978 بتنصيب رأس النظام الحالي على سدة الحكم على البلاد فتغيرت عناوين النضال اليمني لتضم التحرر من الهيمنة السعودية وهو ما سنراه في هذا العرض. فبعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 أخذت السعودية تعمل على الهيمنة على اليمن مستخدمة سلاحي الدين والمال، واقبل الوهابيون المتمسلفون كالجراد الجائع إلى البترودولار، مدعين العمل على هداية يمن الإيمان إلى الإسلام السعودي، وهم في الحقيقة كانوا يخفون تحت مسوح الرهبان قرون شيطاني الطمع والعمالة، ويعملون على نصرة الأطماع السعودية في الأراضي اليمنية وهو ما تحقق لهم في معاهدة الحدود في العام 2000.  وقد قاوم اليمنيون النفوذ السعودي في الشمال والعدوان العسكري السعودي في الجنوب الذي أدى إلى اقتطاع مناطق الوديعة وشرورة من الجنوب وقد تبلورت أهداف المقاومة ضد السعودية بقيام الحركة التصحيحية 13 يونيو 73 بقيادة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وبعد لقائه في منطقة قعطبة مع الرئيس الشهيد سالم ربيع على في فبراير 1973 تشكلت الجبهة الوطنية الديمقراطية من الحزب الديمقراطي والاتحاد الشعبي الديمقراطي والسبتمبريين والمقاومين الثوريين وكانت الأهداف الستة قد تصدرها في بيان عام 1977:  صيانة البلاد واستقلالها الوطني وذلك بتصفية كافة مظاهر وأشكال نفوذ قوى الاستعمار والإمبريالية وإنهاء تدخل ونفوذ الرجعية السعودية واستكمال السيادة على جميع الأراضي اليمنية  قيام حكم وطني ديمقراطي بوضع دستور ديمقراطي للبلاد وانتخاب مجلس للشعب انتخابا حرا مباشرا يتولى السلطة التشريعية وتنبثق عنه حكومة ديمقراطية. إنهاء سيطرة واستغلال كبار الإقطاعيين والمحتكرين والعملاء ومكافحة الرشوة والفساد الإداري. وفي الجنوب وبعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه على يد الغشمي وبتدبير من الملحق العسكري السعودي جرى توحيد الأحزاب المناضلة في الشمال في حزب الوحدة الشعبية ضمن عملية بناء الحزب الاشتراكي وذلك في 5 مارس 1978 في عدن وقد تصدر برنامج الحزب الذي صدر آنذاك الهدف التالي: النضال من اجل قيام سلطة ديمقراطية متحررة من النفوذ الرجعي السعودي والامبريالي لتحقيق طموح شعبنا في الحرية والديمقراطية والوحدة بمضمونها الاجتماعي التقدمي الديمقراطي. النضال من أجل دحر الغزو السعودي للأراضي اليمنية وصد إقامة القواعد الأجنبية وصيانة السيادة الوطنية.  وبعد وصول الرئيس علي عبدالله صالح إلى الحكم برضا سعودي صعدت القوى الوطنية أعمالها المسلحة ضد النظام وهي تدرك  أن نضالها موجه ضد الهيمنة السعودية على اليمن.  وعندما أدرك الرئيس على عبدالله صالح صعوبة الاستجابة للمطالب السعودية وجد المخرج في التحالف مع صدام حسين ووقع في النهاية اتفاقا مع الفصائل المقاتلة في الجبهة الوطنية نص في صدارته على ما يلي:  تعزيز وصيانة السيادة الوطنية والاستقلال الوطنيين وانتهاج سياسة متحررة تقوم على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل و القضاء على جميع مظاهر التدخل الخارجي:  والوطن الذي لن يتحقق له الاستقلال والسيادة والتنمية إلا بالقضاء على النفوذ السعودي، وتحجيم القوى التي تعمل لأجله سواء كانت دينية أو قبلية  أو مدنية أو عسكرية. فالسعودية ترى في تخلف اليمن وعرقلة أي امكانية لتقدمه السبيل الأمثل للحفاظ على ما نهبته من الأراضي اليمنية . وها هم  السلفيون بتوجهاتهم ومسمياتهم المتعددة  يعملون على تحويل اليمنيين إلى المذهب الوهابي باعتبار ذلك ضمانة لبقاء الهيمنة السعودية على الأراضي اليمنية بل على كامل مقدرات اليمن. لن تقوم لليمن قائمة إلا إذا تبنت القوى الشعبية والوطنية السياسية فيه أجندة تركز على ما يشبه الأهداف التالية: - صيانة البلاد واستقلالها الوطني وذلك بتصفية كافة مظاهر وأشكال نفوذ قوى الاستعمار والإمبريالية وإنهاء تدخل ونفوذ الرجعية السعودية واستكمال السيادة على جميع الأراضي اليمنية  - قيام حكم وطني ديمقراطي بوضع دستور ديمقراطي للبلاد وانتخاب مجلس للشعب انتخابا حرا مباشرا يتولى السلطة التشريعية وتنبثق عنه حكومة ديمقراطية. - إنهاء سيطرة واستغلال كبار الإقطاعيين والمحتكرين والعملاء ومكافحة الرشوة والفساد الإداري. - تغيير النظام ودستوره وأجهزته  - استعادة دستور دولة الوحدة.  - عزل كل من عملوا في وظائف سياسية في ظل الهيمنة السعودية والأجنبية منفذين أجنداتها. - حرمانهم وأبنائهم وأفراد أسرهم الذين سبق لهم المشاركة في الحكم بأي صورة من حق الترشيح والانتخاب والتمثيل حتى لا يؤثروا في الانتخابات.  - إلغاء المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمها الحكام السابقون لعدم شرعية تمثيلهم للبلاد، حيت المعاهدات الموقعة والمتعلقة بالحدود إنما تمت نتيجة اتفاقيات أجراها الجيران مع أنفسهم. اعتقد انه بدون مواقف جذرية من القضية الأساسية للوطن الرازح تحت وطأة الهيمنة الأجنبية وممارساتها التي أوصلته إلى ما هو عليه اليوم، وهي تحريره واستعادة سيادته واستقلاله وحقوقه، فان أطروحات المعارضة وأي قوى أخرى إنما هي عبث ولعب بتاريخ الوطن ومستقبله وحقوق شعبه ولن تحقق هذه القوى أي شيء تحت وطأة الهيمنة الأجنبية واتباعها ومخططاتها.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign