المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران        اعتراف امريكي بريطاني بنجاح الهجمات اليمنية البحرية والجوية        صنعاء ,, انفجار اسطوانة غاز يتسبب باندلاع حريق هائل في سوق شعبي     
    مقابلات /
مدير السجن المركزي بصنعاء:قضايا المعسرين معقدة والسحن المركزي وقصور القضاء ضاعف معاناتهم

2011-08-18 18:46:12


 
أكد العقيد / مطهر على ناجي الشعيبي مدير عام السجن المركزي بصنعاء ان الأوضاع السياسية التى تمر بها البلد انعكست سلبا على مجمل الحياة  منها السحن المركزي بصنعاء وقضايا السجناء عموما والسجناء المعسرين الذين أصبح ملفهم هذا العام شبه مغلق، وقال الشعيبي في لقاء مع الوسط ان عدد السجناء المعسرين في السجن المركزي بصنعاء 321 سجيناً من اجمالي 220 سجيناً البعض منهم يعانون من امراض مزمنة وآخرون قضاياهم بأمس الحاجة لتحرك الجهات القضائية التي قال انها لم تتحرك هذا العام بالشكل الذي يجب، كما ان النيابة لم تتحرك على مستوى عال وحول تعامل إدارة السجن الذي يقع في منطقة قريبة من الحصبة أكد تعامل إدارة السجن بضبط النفس مؤكداً ان العاملين في السجن والسجناء انفسهم وابناء الأحياء المجاورة للسجن حالوا دون تكرار سيناريو هروب السجناء في تونس.. إلى تفاصيل المقابلة:    حوار: رشيد الحداد   * كل عام يستبشر المعسرون خيرا بفك عسرهم من قبل الدولة أو من قبل فاعلي خير مامدى الاهتمام الرسمي والغير رسمي الذي يقوم به فاعلو الخير هذا العام ؟   - هذا العام ملف المعسرين مغلق بسبب الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلد لذلك لايوجد أي اهتمام ملموس على مستوى اللجان الأساسية التي تباشر عملها في زيارة السجون  وتفقد اوضاع السجناء وعلى رأس تلك اللجان  اللجنة العليا للنظر في قضايا السجناء في السجون قضايا المعسرين والقضايا الاخرى ويمكن القول ان هناك تحركات على مستوى رؤساء نيابات يزورون السجن  من فترة الى أخرى أو لجان حقوق إنسان ويمكن القول ان هذا العام هو العام الوحيد منذ ان مسكت إدارة السجن قبل عشر سنوات ليس فيه تحرك ملموس لإطلاق سراح المعسرين.   * كم عدد المعسرين هذا العام  ؟   - عدد نزلاء السجن المركزي بصنعاء 2200 سجيناً كان يأتي رمضان ويتم إطلاق سراح 300 الى 400 سجين ويتراجع عدد السجناء الى 1800 سجين في منتصف رمضان وحول عدد المعسرين يوجد  321 معسراً عليهم مبالغ مالية البعض منهم عليه مبالغ كبيرة جدا مثل الحميضة صاحب معرض القادسية وشخص آخر اسمه الحطامي وهذا تم اخذ منزله وكل مايملك من أصول وقضيته كانت بحاجة الى تسوية  وشخص ثالث عبيد  باقيس وآخرون والبعض منهم ديات وكانت تحل الكثير منها خلال رمضان من قبل رئيس الجمهورية وبعض المعسرين علي ذمة اروش والبعض منهم عليهم مبالغ بسيطة ويتم معالجتها خلال رمضان أو في أشهر العام الأخرى بشكل مستمر  من خلال اقساط أو خصم من راتب المعسر إذا كان موظفاً وفيما يتعلق بقضايا المرور فيتم حلها من قبل فاعل خير سنويا لايحب الكشف عن اسمه وقام هذا العام بإخراج معسرين على ذمة حوادث مرورية.   * تعد قضايا الإعسار في اليمن من القضايا المعقدة والكثير منها تتعثر أمام المحاكم والنيابات ويظل السجين المعسر في السجن اسير الحق الخاص؟   - نعم قضايا المعسرين معقدة من زمان وعندما تم تعيين قاضي إعسار للنظر في قضايا المعسرين في السجن حلت الكثير من قضايا المعسرين ولكن فؤجئنا بعد فترة بتحويل القاضي وإنهاء الفكرة.   * هل تعتقد ان هناك قصوراً من قبل المحاكم والنيابات في هذا الجانب خصوصا العام الحالي ؟   - نعم القصور يكمن في حل الخلافات بين الدائن والمدين أولا، فالنيابات والمحاكم يفترض ان تقوم بحل  الإشكالية الممثلة بالعلاقة بين المعسر وصاحب الحق الخاص فيفترض ان تقوم بتسويات بينهما ونحن لدينا قضاة كثر ولكن منذ بداية الأزمة عاد الكثير من القضاه الى البيوت والغريب في الأمر إذا كان القضاء مش عمله فمن المسؤول عن قضايا المعسرين ، اما النيابات يمكن القول إنهم شغالون بنسبة 50%.   * مامدي التنسيق بينكم وبين النائب العام الجديد ؟   - للأسف نقولها بكل جد كنا نأمل بالنائب العام الجديد ولكن لم يشرفنا في السجن ولم نلمس أي تفاعل مع قضايا السجناء.. حتي على مستوى تلفونه لا يرد علينا.   * هناك العديد من فاعلي الخير يواجهون صعوبات في النيابات أثناء سعيهم لإطلاق سراح سجناء معسرين وسداد ماعليهم من ديون ؟   - الصعوبات الإدارية واردة أمام فاعلي الخير ويجب على النيابات تسهيل المهمة أمامهم حتى لايجدوا أنفسهم في متاهات وصعوبات قد  تحول بين فاعل الخير وفعل الخير ولذلك نتمني ان يكون التفاعل من النيابات المعنية مناسباً بحيث يتم تسهيل الافراجات بسرعة وسهولة ويسر، ويفترض ان تتحرك النيابات  مع السجناء في كل قضاياهم.   وفي الجانب الإداري يمكن القول ان الإجراءات الإدارية في كل مفاصل الدولة صفر.   * الكثير من السجناء يظل رهن الضمانات في السجن.. أليس كذلك ؟   - الضمانات إجراءات شكلية وبالفعل تتسبب في تأخير المعسر لسنوات   * هل هناك سجينات معسرات في السجن ؟   - نعم هناك سجينات معسرات ولدينا سبع سجينات على ذمة قضايا ديات وسرقات ونصب واحتيال وإصدار شيك بدون رصيد وتم الرفع بهن بناء على طلب احد فاعلي الخير وسيتم إطلاق سراحهن في حال سداد ماعليهن من حقوق خاصة للآخرين، والسجينات المعسرات دائما يتم إطلاق سراحهن.   * السجناء المعسرون ينقسمون الى معسرين على خلفية قضايا خاصة وآخرين على خلفية قضايا عامة (مال عام) كم عدد السجناء المعسرين على خلفية مال عام ؟   - نعم هناك سجناء معسرون على خلفية قضايا خاصة بالمال العام ولكنهم قليلون، على سبيل المثال سجين واحد عليه مايقارب  5 ملايين وله لدى الجهة التي تسببت في سجنه عشرة ملايين.   * باعتبارك مديراً للسجن المركزي بصنعاء الذي يعد احد اكبر السجون اليمنية هل أنت مقتنع بسجن المعسر وهل ترى انه حل للمشكلة أم العكس ؟   - برأيي ان سجن المعسر ليس حلاً لأي مشكلة بل العكس هو مشكلة في حد ذاته ولكن نحن إدارة سجن ننفذ ما يأتي من القضاء ولا نناقض احكامه وأمرهم قاطع علينا ولكن أملي في النيابة ان يأخذوا بعض الاعتبارات أكان من الجانب الاجتماعي لحبس المعسر او من الجانب المالي او من الجانب النفسي هذا من جانب وهناك قضايا يجب ان يتم إعادة النظر فيها كالقضايا الوهمية.    * يعني أن هناك من يفتعل قضية ليعيش في السجن ؟   - نعم هناك من يدفع لبعض المحامين لافتعال قضية من اجل الهروب من أخرى فمثلا لدينا سجين أثيوبي كان مطلوباً من قبل الانتربول الدولي وبدل ما يسلمونه للانتربول تم رفع قضية عليه وهو الآن في السجن منذ خمس سنين لأنه معلق في القضاء اليمني بسبب رفع قضية عليه في المحكمة التجارية وتم حبسه ولذلك المحكمة التجارية ترى ان عليه قضية والانتربول يقول في حالة إطلاق سراحه  سيهرب ولذلك على المحكمة التجارية ان تحسم أمره وإطلاق سراحه وتسليمه للانتربول الذي كان يفترض ان يستلمه منذ خمس سنوات.   * وهل القضايا الوهمية مقتصرة على الأجانب ؟   - نعم في أجانب يأتون الى اليمن ويبلغون عنهم الانتربول الدولي ويلجأون الى للقضايا الوهمية لكي لا يتم ترحيلهم الى الخارج لذلك هناك العديد ممن يشعرون أنهم سيرحلون عبر الانتربول الدولي يلجأون الى مثل هذه الممارسات وعند التنبه لمثل هذا الأمر يقول القاضي القضاء مستقل، عليهم الانتباه لمثل هذا الأمر   * بما أنكم إصلاحية هل هناك بعض الإجراءات تتناقض مع مهامكم ومهام النيابة مثلا ؟   - نعم نحن إصلاحية يدخل عندنا الكثير من السجناء ويتم إصلاح سلوكهم، فهناك ناس يدخلون بجرائم جسيمة وتعدلت سلوكياتهم فيحق لنا ان نقترح الإفراج عنهم نظراً لحسن السيرة والسلوك، وهذا حقنا كإصلاحية ولكن عندنا تعميم له أكثر من عشر سنوات يمنع إدارة السجن من اقتراح الإفراج عن سجين وهذا التعميم محدد بالسجناء على ذمة قضايا جزائية متخصصة  ولذلك هناك ناس قضو 13 عاماً من أصل 15 عاماً وأصبح سلوكهم ممتازاً ويستحقون إطلاق سراحهم والاكتفاء بالمدة التي قضوها بالسجن لحسن سلوكهم وسيرتهم، فبعض أولئك السجناء حفظوا القرآن كاملاً خلال فترة السجن ولذلك لايهددون المجتمع فهم صالحون وعلى الرغم من ذلك لايسمح لنا بإطلاق سراحهم.   * بما ان السجن يقع في منطقة قريبة جدا من الحصبة التي دارت فيها معارك عنيفة هل كان هناك تأثير على أمن السجن المركزي ؟   - لأزمة الحصبة وضع  خاص والعاملون في السجن بذلوا جهوداً للحفاظ على السجناء حتى لايتكرر سيناريو تونس ومصر.   * ولكن حدثت هناك اضطرابات داخل السجن المركزي في مارس الماضي ؟   - طبيعي جدا ان يحدث اضطراب في السجن في ظل مايدور في البيئة الخارجية   وفي مارس الماضي حدث شغب في السجن وسقط فيه 5 قتلى وأصيبت عشرات في تلك المحنة ووقفت  قيادة وزارة الداخلية  والنيابة العامة والقضاء مع إدارة السجن باستمرار كما كان لبعض السجناء دور عقلاني في عملية التهدئة ولاننسى دور أفراد وضباط السجن في إعادة الأمن والسكينة.   * كيف تعاملتم مع الاضطرابات التي دارت في الحصبة  ؟   - تعاملنا بضبط النفس ونقلنا للآخرين فكرة ان مهمتنا لاتتجاوز حماية السجناء والحفاظ عليهم وليس المناكفات، كما أننا عززنا الإجراءات الأمنية من جانب احترازي وكان للمواطنين المجاورين للسجن دور فعال في الحفاظ على أمن السجن وكذلك في مداخل السجن.   * اتهمت إدارة السجن بتسهيل خروج سجناء للعمل مع الحزب الحاكم في المظاهرات ماصحة تلك الأنباء ؟   - كتبوا عنا أننا أخرجنا سجناء!! هل يعقل أن نخرج سجناء ثم نعيدهم إلى السجن لنفترض انه حصل مثل هذا الشيء فيتم إخراجهم قبل المحاكمة ماذا سأقول للمحكمة.. أرجو ان لا يتم إدخال قضايا السجون في المماحكات السياسية.. أنا لدي 800 محكوم بالإعدام ولدي 400 محكوم بقضايا تقطع ونهب ومخدرات مثل هذه القضايا يجب ان تكون مستقلة لا تتدخل بأي أعمال وممارسات سياسية وأنا كمدير للسجن لو كنت حصلت على امر من هذا القبيل لايشرفني ان أكون مديراً للسجن.   * هل تستبعد تكرار سيناريو تونس ومصر فيما يتعلق بهروب آلاف السجناء من السجون ؟   - نحن في اليمن وضعنا خاص وخطير لو حدث عندنا لا سمح الله ماحدث في مصر وخرج المساجين ستحدث كارثة، لدينا مشاكل ثأر ومشاكل معقدة.   * كم معدل الإنفاق اليومي للسجين في السجن المركزي ؟   - الإنفاق اليومي للسجين من 300 ريال الى 350 ريالاً والبعض من السجناء يتم معالجتهم بمبالغ مالية كبيرة.   * كلمة اخيرة ؟   - أتمني علي فاعلي الخير ان يتفاعلوا كما شهدناهم في الاعوام السابقة في هذا العام مع قضايا السجناء المعسرين ونحن مستعدون تقديم كافة التسهيلات من جانبنا.. واشكر الوسط على زيارتها للسجن في هذا العام الذي يمكن القول انه عام الأزمة وأقول للإخوة الصحفيين من( يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ) وهذا هو شعارنا بالعمل.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign