الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    مقابلات /
مسدوس : لو انتصرت الثورة ستكون أخطرسياسيا على الجنوب من السلطة وما تم طرحه في لقاء القاهرة وبركسل اجتهادات شخصية

2011-08-03 19:17:11


 
يعد هذا اللقاء مع  الدكتور محمد حيدرة مسدوس هو الثاني لصحيفة الوسط بعد سنوات من لقاء سابق لم تكن بعد قد وصلت القضايا الوطنية إلى مثل هذا التعقيد التقينا الدكتور لمناقشة مستجدات لها علاقة بتقرير مصير الجنوب في ضل ثورة الشباب والمطالبة بإسقاط النظام وانعكاس ذلك على الساحة اليمنية شمالا وجنوبا   وبالذات مع تنامي الصراع مع القاعدة وسقوط بعض المحافضات والتشضي الحاصل في جسم الحراك الجنوبي الذي يحاول ضيفنا لملمة شتاته من خلال التحضير لمجلس وطني جنوبي ،   وقبل أن ندخل في لب الحوار سألناه عن قرائته للوضع الحالي بمكوناته المختلفة وأجاب   حاوره/جمال عامر   - أولا أود أن أشكر صحيفة "الوسط" التي أثبتت أنها أصبحت صوت الشعب وقد أصبحت الرئة التي يتنفس بها المظلومين في التعبير عن رأيهم وعما يدور في البلد.  وبالنسبة لسؤالكم في الحقيقة لو أن القوى السياسية في السلطة والمعارضة يقرأ الواقع كما هو لا أعتقد أن الأمور كانت ستصل إلى ما وصلت إليه ولكن للأسف أن القوى السياسية سواء في السلطة أو في المعارضة يقرأون فقط ما في رؤوسهم وليس ما في الواقع وأذكر قبل عشر سنوات كنا قلنا للإخوان في السلطة والمعارضة أن حرب قد حصلت وتركت آثار سلبية على الناس وعلى الوحدة وأن الحل هو إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة ودعونا للجلوس من أجل الحوار ودراسة الآثار السلبية للحرب ومعالجتها وكذا الآثار السلبية للحرب على الوحدة ونصححها ولكن للأسف لم يكونوا يقرأون الواقع وأصروا على ما هي أوهام في رؤوسهم حتى وصل الوضع إلى ما وصل إليه وطبعا كان هذا الحل ممكنا في ذلك الوقت لأن الأرض في الجنوب كانت ما زالت ملك للدولة بموجب نظام الجنوب السابق وكانت المؤسسات الجنوبية بما فيها القطاع العام قائما وكان ممكن معالجتها ولكن بسبب استيلاء نظام الشمال على كل ذلك عطل الأمر ووصل الحال إلى ما هو عليه الآن وهو ما يراه البعضمن أن الوحدة صارت معطلة وأن الحل هو العودة إلى ما قبلها والبعض الآخر يرى حلول أخرى وهذا المسئول عنه حرب 94 والمسئولين عنه معروفين والمعارضة أيضا أ دخلت نفسها كطرف وشريك حين قبلت بالنتيجة وسكتت عن الخطأ بل وأكثر من هذا أن المعارضة كانت تتصدى لفكرة إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة قبل السلطة بما فيه للأسف إخواننا في الحزب الاشتراكي المنحدرين من الشمال.  وبسبب هذا الوضع ظهر الحراك الجنوبي وأذكر أنه وقبل ثورة الشباب دعا المشترك إلى هبة شعبية ولم يستجب لها أحد وعمل عدة اعتصامات أمام مجلس النواب ولم يستجب لها أحد وجاءت ثورة تونس ومصر وقلدها الشباب في اليمن واستطاع اللقاء المشترك أن يركب الموجة ويقود ثورة الشباب ومع ظهورها وبالذات المسيرات الكبرى التي حصلت في المحافظات الشمالية أخذت الضوء من الحراك الجنوبي وتحولت الأنظار إلى ثورة الشباب وبعض الإخوان في الثورة ومن اللقاء المشترك دعوا إلى وحدة الجهود الحراك مع الثورة ضد النظام والتقينا ببعض الإخوة الشماليين في القاهرة وقلنا لهم ليس عندنا مانع من توحيد الجهود ولكن ما هو الأساس:  *هل نقصد اللقاء الذي دعا اليه حميد الأحمر.  - لا .. بعده.  * من كانوا بالضبط.  أسماء معارضة ربما لا يريد أصحابها أن تظهر حتى لا تؤثر عليهم أمنيا. ولكن أنا كنت موجود معهم.  * متى كان ذلك؟    - شهر ديسمبر من العام الماضي وأذكر أني سألتهم على أي أساس ستوحد الجهود وأجابوا على أساس إسقاط النظام وحين سألناهم ماذا بعد قالوا ستوجد دولة نظام وقانون والعدل والمساواة وقلنا لهم أن هذا ليس الأساس وأنه سيوجد من خلال الإجابة على تساؤل هل أنتم معترفون بأن اليمن يمنين وأن الوحدة اعلنت بين دولتين كوحدة سياسية وليست وطنية وأن الدولتين تنازلتا عن دستورهما وأن الحرب ألغت ما هو جنوبي و أبقت ما هو شمالي وعطلت مسار الوحدة. فإذا أنتم معترفون بذلك يمكن أن نتفاهم ، وأجابوا بأن اليمن واحد وقلنا لهم إذا سلمنا بهذا المنطق فإن ذلك يعني عدم وجود قضية جنوبية اصلا ، بينما أنتم والسلطة والعالم معترفون بأن هناك قضية جنوبية وان الخلاف بيننا هو حول نوعية القضية وآلية حلها ، أنتم تقولون أنها حقوقية ونحن نقول إنها سياسية وأنتم تقولون إن آلية الحل عبر السلطة والمعارضة ونحن نقول إن الحل هو في حوار بين الشمال والجنوب ولم نتوصل إلى اتفاق معهم.  * هل كان هناك ممثلون للجنوب في هذا اللقاء.؟  - نعم كان أهم قيادات الخارج موجودين.  * يؤخذ عليك يا دكتور أنك في أحاديثك عن الشمال والجنوب تسعى إلى تأصيل النسب حتى لمن ولدوا في الجنوب ولقادة دولة كانوا طوال عمرهم ضمن نسيج الدولة الجنوبي فقط لأن لهم جذور شمالية؟  - هذا هو تفسير الناس لكن الحقيقة هي أن هناك وحدة بين يمن شمالي ويمن جنوبي كلاهما كان معترف بالآخر ونحن نقول من هو مع القضية الجنوبية بغض النظر عن انحداره من أين هو منا ومن هو ضدها ليس منا سواء كان من الشمال أو الجنوب هذه مسألة بديهية وهوما نطرحه و ما حاولنا إقناع إخواننا في الحزب الاشتراكي به منذ ما بعد الحرب إلى ان جاءت ثورة الشباب.  * ولكن تصنيفك هذا يطال حتى ممن ولدوا في الجنوب أو كانوا ضمن قياداته وعاشوا جل عمرهم هناك؟    - التصنيف من خلال الموقف وليس من خلال المنطقة التي يأتي منها الإنسان وكثير ممن اصولهم من مناطق شمالية موجودين ضمن الحراك في عدن وهذا الكلام ليس موجود عندنا ولم يكن موجود من زمان وعبدالفتاح إسماعيل ينحدر من الشمال ولكن قبلناه ولم يكن عندنا حساسية أن يكون رئيسنا في الجنوب بل أنا شخصيا في كل صراعات الجنوب كنت مع عبدالفتاح إلى أن وصلت صنعاء والجميع يعرف ذلك .    * إذا ما الذي استجد؟  - الذي استجد هو موقفهم من قضية الجنوب بعد حرب 94 وأنا صُدمت ولم أكن أتوقع أن إخواننا الشماليين في الحزب يفكرون في المشاركة بالانتخابات بعد الحرب ، لاننا خرجنا من حرب هدمت الوحدة وشردت أبناء الجنوب ومع ذلك فكر هؤلاء بالتطبيع مع السلطة والدخول في الانتخابات.  * ولكن كان هناك احتكام لرأي الأغلبية داخل الحزب؟  - كان هناك رأيا شطريا وليس سياسيا و نحن في اليمن أو حتى في العرب نفهم الديمقراطية غلط باعتبارها بين الأكثرية والأقلية العددية وهذا المصطلح جاء به البيض أثناء الأزمة بينه و علي عبدالله صالح ، ولو اعتبرنا أن الأغلبية عددية فإن بكيل هم أكثر من حاشد إلى يوم الدين وأيضا فإن المناطق التي فيها أكثرية سكانية ستحكم إلى ما لا نهاية ، فالديمقراطية تعني الأغلبية والأقلية السياسية المتحركة و ليست الثابته .  * تتحدث يا دكتور عن القضية الجنوبية مع أن الواقع يحكي أن الحراك وهو الحامل لها ما زال منقسم على نفسه ومضطرب ومختلف فهل تعتقد أن الحراك وهذا وضعه يمكن أن يؤسس لدولة قادمة أم لصراع جنوبي جنوبي قادم؟    - أذكر أني قلت لو كان الحزب الاشتراكي تبنى قضية الجنوب بعد الحرب ولم يترك فراغا لقوى سياسية أخرى لكان هو قاد الحراك الجنوبي كله لأنه حراكا شعبيا ، و لكن الحزب لم يتبن القضية الجنوبية ولم يتخل عنها وأوجد الفراغ السياسي في الجنوب و ظهر الحراك بدون قيادة سياسية تديره وترشده إلى الأهداف التي يطالب بها . وطبيعي أن أي حركة جماهيريه من هذا النوع تتحرك من ذاتها ولذاتها أن تحدث فيها تباينات من هذا النوع ، ولكنها في الأخير ستستقر على ولادة قيادة سياسية لها وهو ما نسعى إليه الآن ، وأنا متأكد أنه سيتحقق ونحن الآن في الجنوب نحاول إيجاد إطار يجمع كل أطراف الحراك و كل الجنوبيين في الأحزاب والموظفين مع السلطة والسلاطين والمشائخ ، لأن قضيتنا ليست قضية سلطة ولكنها قضية وطن وقضية الوطن تهم الجميع.  *ولكن هل يمكن أن تلتقي هذه الأطراف معا مثلا طارق الفضلي توجهه ديني ودعوته لإعادة السلطنة مع تيار مدني مثل حيدر العطاس وآخرين كل واحد يرى أنه صاحب الرؤية الأحق بما فيها الدعوة لإعادة الجنوب اليمني.  -  إذا احتكمنا للعقل والمنطق فكل شيء ممكن؟  * هذا افتراض.  - ليس افتراضا ، فهناك أربع نقاط لا يمكن أن يختلف الجنوبيين عليها ، و هي : أن الحرب أسقطت الوحدة ، و انه من حق شعب الجنوب أن يرفض هذا الوضع و يقرر مصيره بنفسه ، و ان النضال السلمي هو المقبول دوليا ، و ان هذا النضال مسئولية كل الجنوبيين .  *ولكن تيار (حسم) يرى  تحرير الجنوب بواسطة الحرب؟  - هذا كان سابقا وجرب وكنا رافضين لمثل هذا الأسلوب من البداية وجربوا وبعدها اقتنعوا برئينا أن هذا الأسلوب غلط وأن العصر هو عصر النضال اسلمي وأن العالم لن يتفهم إلا النضال السلمي.  وأكمل لك النقطة الرابعة إذا كان الجنوبيون متفقون أن الحرب أسقطت الوحدة ومتفقين أن من حق الجنوب رفض هذا الوضع ومتفقين أن النضال هو النضال السلمي إذا لن يختلف أحد من الجنوبيين أن هذامهمة الكل من السلاطين إلى الأحزاب والفقراء والأغنياء ولهذا فإن هذه الأربع النقاط هي التي أجمع عليها الشعب الجنوبي كله.  * هذه النقاط الأربع هل وافق البيض والعطاس وعلي ناصر عليها؟    - نعم طرحت على الكل في الداخل وفي الخارج ولا أحد ضدها.  * هل وافقوا عليها فرق بين أن يكون ضدها وبين أن يتبنوها ويعتبروها برنامج عمل؟  - طبعا الناس حين يطرحوا آراءهم للنقاش مع رفاقهم في القضية نفسها التي يسعون إلى تحقيقها هناك أناس عندهم ملاحظات يجب أن نحترمها ونأخذها بعين الاعتبار ولا يمكن أن نعطي رأي ونجبر الآخر على أخذه بالحرف الواحد .  * نفهم أن عاد المراحل طوال في توحيد الجنوبيين   - لا أستطيع أن أقول لك وقت طويل أو وقت قصير هذا يعتمد على الظروف وأنا أشعر أن الجنوبيين اليوم هم أقرب إلى بعضهم من قبل شهر ويمكن أن يكونوا بعد أشهر أقرب إلى بعضهم من اليوم لأن الحياة تقنعهم بضرورة توحدهم وعلينا أن نلعب دور التنوير.  * دكتور لكن مع أن هذه النقاط موجودة إلا أن الخلاف ما زال موجودا بين كل المكونات الجنوبية البيض دعا لإسقاط المحافظات الجنوبية الفضلي يقاتل من أجل دولة إسلامية فصائل في الحراك ما زال كل منها يدعو لاحتجاجات منفصلة عن الآخر ولذا فإن ما ذكرته يمكن اعتباره أقرب إلى التنظير من كونه واقعا ومن وجهة نظري أن الواقع أكثر تعقيدا من مجرد اعتماد نظريات لحله؟  - لا أعلم إن كان دعا البيض لإسقاط المحافظات وإن كان دعا لذلك فأعتقد أنه يقصد إسقاطها بالنضال السلمي وبالنسبة للفضلي أنا اتصلت به حينما كنت في عدن قبل شهر وأكد لي أن لا علاقة له بما يجري في زنجبار وأن هذا هو تيار جديد يسمون أنفسهم أنصار الشريعة وأنه يعتبر نفسه جزء من الحراك وجزء من النضال السلمي وحتى الآن لا يوجد دليل من أن الفضلي يمارس العنف وما يقال مجرد تصنيفات وتسريبات من الأجهزة الأمنية أو من غيرها.  * أعلم أنك كنت في القاهرة بداية الشهر وأنكبذلت جهد في مسألة تقريب وجهات النظر بين  مؤتمر بروكسل بقيادة البيض والذي يتبنى الانفصال وبين لقاء القاهرة الذي دعا للفيدرالية بقيادة علي ناصر والعطاس؟   - في الحقيقة أن ماحصل هو بعض الاجتهادات التي جآفي لقاء القاهرة وهو تصور لوضع حل واجتهاد في بروكسل وهو تصور ايضا للحل وحينما تواصلنا مع الإخوان عبر الهواتف قلنا إن هذه ستظل اجتهادات شخصية لأصحابها إلا أن يصادق عليها شعب الجنوب من خلال الاستفتاء سواء ما طرح في بروكسل أو في لقاء القاهرة وستظل آراء شخصية لمن طرحها ولن تمتلك شرعية إلا بمصادقة الشعب الجنوبي عليها .  كما انه ليس من الحكمة ان نحاور أنفسنا ونطرح حلول ، بينما الطرف الآخر في القضية هارب من الحوار ، والاجتهادات يحصل فيها الخطأ والصواب وليس عيبا لو راجعنا أنفسنا و حددنا ما هو إيجابي وتطويره . وقد اتفقنا على عقد مؤتمر وطني ، و تكليف علي ناصر و العطاس يكونا لجنة تواصل هي خطوة إيجابية يمكن أن تتطور لتكون نواة للجنة تحضيرية . اما ورقة الحل التي طرحوها لم تكن موفقة وراجعناهم فيها وقلنا لهم إن هذا يعتبر رأي شخصي لهم ، بحيث يجب أن لا نتجاوز الشعب ، وقلت في صنعاء لإخواننا في المعارضة بأننا لسنا ضد أي حل اذا ما ربط بأستفتاء شعب الجنوب عليه .  * ولكن هل اقتنع علي ناصر والعطاس بما طرحت؟  - نحن اتفقنا على أن أي حل نصل إليه مع إخواننا المنحدرين من الشمال سواء في السلطة أو المعارضة يكون مشروطا باستفتاء شعب الجنوب عليه ، ونحن سنقبل بالنتيجة سواء اختار الشعب وحدة اندماجية أو فيدرالية أو عودة دولته وتقرير مصيره .  * كنت في تصريحك للوسط الأسبوع الماضي تحدثت عن تشكيل لجنة أو مكون لتمثيل الجنوب ألا يعد ذلك سحب لتمثيل الجنوب من الحزب الاشتراكي وهل تعتقد أنه من الممكن حدوث توافق على من سيمثل الجنوب؟  - أولا الحزب الاشتراكي تخلى عن تمثيله للجنوب بعد حرب 94. وتوجد لدي محاضر للدلالة على ذلك باعتباره ممثل لليمن كاملة ولهذا ترك فراغا سياسيا في الجنوب ملأه غيره، وما يخص التكتل الجديد فقد ظهرت تكتلات جديدة : الحراك الجنوبي ، منظمات الأحزاب في الجنوب ، وتكتل أبناء الجنوب في صنعاء ، وحين يتفق الجميع على النقاط الأربع التي تحدثنا عنها نكون قد اتفقنا على الهدف وتبقى المسألة التنظيمية والتي تتمثل في إيجاد شكل سياسي يجمع الكل.  * ولكن أنت ما زلت في الحزب الاشتراكي اليمني وقيادي فيه باعتبارك عضوا بالمكتب السياسي ومع ذلك تستبعده من التمثيل مع أنه الشريك الذي وقع على الوحدة ألا يبدو ذلك غريبا؟    - هو من أبعد نفسه عن تمثيل الجنوب بقوله إنه يمثل اليمن كلها.    * نعم قد يكون ذلك طبيعيا بعد أن وقع كشريك في الوحدة وبالتالي صار يمثل اليمن كلها ؟  - ولكن الحرب ألغت شرعية هذا العمل ومن يعتقد أن في شرعية لم بعد حرب 94 وما قام به الحزب مع المؤتمر الشعبي أو ما قامت به القيادة الشمالية و القيادة الجنوبية ، فهو على خطأ ،لأنه بعد الحرب لم تعد هناك أي شرعية لما قام به الشماليين مع الجنوبيين ولا شرعية لما قام به الحزب الاشتراكي مع المؤتمر الشعبي العام ،  لان الوضع القائم بعد الحرب ، هو قائم على نتائج الحرب وليس على اتفاقية الوحدة ودستورها . حيث تم استبدال الدستور بعد الحرب ومعه كل القوانين التي تم الاتفاق عليها . فهناك اتفاقيات لتوحيد  الجيش والإدارة والقضاء والمنهج الدراسي تم اسقاطها وتم تعميم كل ماهو شمالي، وكما قال الدكتور ياسين سعيد نعمان وأنا معجب بهذه الفكرة "إنه ما دام وصنعاء استعادت دولة الجمهورية العربية اليمنية في حرب 94 فمن حق الجنوب أن يستعيد دولته".    * إذاً بما أن ياسين سعيد نعمان هو أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني وقال هذا فأنه يمثل رأي الحزب وهناك توافق في هذه القضية فعلام تجاوزه؟  - نعم في هذه الفكرة أنا متفق معه ومعجب بها وأتمنى من الدكتور أن يتمسك بها ويمارسها لأنها فكرته. ومسألة التمثيل الآن ليس لدينا حساسية من أي طرف جنوبي يمكن أن يأتي بحل للقضية الجنوبية بشرط أن يتم استفتاء شعب الجنوب عليه ، وليس لدينا أي مانع في ذلك سواء الجنوبيين في الحزب الاشتراكي أو السلاطين أو أي طرف بما فيهم الجنوبيون الذين في السلطة.  * هل هناك حوار مع الجنوبيين الذين في السلطة؟   - نحن متفقون معهم على النقاط الأربع.    * بما فيهم عبدربه منصور؟    - لا تسألني عن الأسماء ولكن أؤكد لك بانه  لا يوجد جنوبي يستطيع ان يرفض النقاط الأربع. *بمن فيهم من هم داخل السلطة؟  -نعم إجمالا وحتى الشماليين لا يستطيعون أن يدحضوها بمن فيهم الرئيس علي عبدالله صالح وبالذات النقطتين الأوليتين.    *أسألك سؤالا ولك الحق بالتحفظ عليه وهو إن كنت مؤخرا قد حملت رسالة من نائب الرئيس إلى قيادة المعارضة في الخارج حول التكتل الجديد؟    -لا لم أحمل رسالة من أحد وأنا أكبر من أن أحمل رسالة ، أنا أحمل أفكاري التي عرضتها على قادة الحراك في عدن قبل أن أعرضها على قادة المعارضة في الخارج وأجمعنا عليها ممثلة في النقاط الأربع حيث قاربنا الآراء عليها واتفقنا على التفكير بعقد مؤتمر وطني جنوبي يجمع الكل.  *دكتور طالما وأنت تعتقد أن الحزب الاشتراكي لم يعد ممثلا للجنوب ما الذي يرغمك على البقاء كقيادي فيه خاصة مع توصيفك بالمنظر للحراك؟  -أنا لست منظرا أنا إنسان بسيط أجبرتني الحياة أن افكر بقضية وطني وأقرأ واقعها وأترجمها للناس وهذا كان واجب علي. أما مسألة الجمع أنا قلت في تصريح للوسط الأسبوع الماضي إن القضية الجنوبية قضية وطنية وليست حزبية أو قضية  سلطة ولكنها قضية تخص كل الجنوبيين في الأحزاب أو داخل السلطة أو في أي مكان ، ودعينا إلى إطار يجمع الكل وبعد حلها بالتأكيد سيكون هناك من يكونون ميالين للأغنياء وآخرين للفقراء وسيكون هولاء أحزاب وعلينا أن ندرك حقيقة أتمنى أن يدركها الكل وهي ان مطالب الشمال تختلف جذريا ومبدئيا عن مطلب الجنوب ، مطلب اللقاء المشترك وثورة الشباب والحوثيين وكل المعارضين للرئيس في الشمال هو إسقاط النظام ، لكن الجنوبيين يطالبون بوطن.   *ليس جميعهم يا دكتور وبعد الثورة صار هناك في الجنوب تيارا واسعا يطالب بإسقاط النظام؟  - بدون شك الإخوان الذين يطالبون بإسقاط النظام باعتبار أن ذلك يسهل الطريق لحل القضية الجنوبية ورأيي الشخصي أنه إذا ما انتصرت الثورة في الشمال على النظام فإنها لن تكون أخطر من نظام علي صالح عسكريا وأمنيا على الجنوب ولكنها ستكون أخطر منه سياسيا على الجنوب بمعنى أن النظام يسعى إلى دفن القضية الجنوبية بالقوة بداء بحرب 94 ، والمعارضة تسعى إلى دفنها بالسياسة بدأ من حرب 94 ، وبهذا إذا ما سقط النظام وجاء نظام جديد علينا أن نكون يقظين من الخطورة السياسية للنظام القادم.  *لكن ألست معي ان هناك متغير في الجنوب وبالذات في تواجد الإصلاح القوي في المحافظات الجنوبية ونعرف موقفهم المبدئي من مسألة الوحدة ولذا هل تعتقد أن الإصلاحيين الجنوبيين يمكن أن ينخرطوا في دعوتك المتمثلة بتشكيل الكيان الجنوبي؟    -حتما وأذكر انه وقبل ظهور الحراك وحينما كنا ما زلنا ننادي بإزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة جلست أنا والدكتور ياسين نعمان في بيته بناء على طلبي وتكلمنا عن الجنوب وقال  ياسين "نحن لا نستطيع أن ندعي تمثيل الجنوب كحزب اشتراكي لأن الإصلاحيين موجودين في الجنوب والمؤتمريين والناصريين والبعثيين وغيرهم موجودين ونحن حينما نجلس مع الإصلاح يحرجونا حين نتكلم بالقضية الجنوبية ويقولون نحن موجودون أكثر منكم في الجنوب وأنتم لستم ممثلين للجنوب بمفردكم ، و قلت له يقول لهم نحن موافقين نحتكم لمنظماتكم في الجنوب وقابلين بالنتيجة ، فإن قالوا موافقون على إزالة آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة فاقبلوا وإن قالوا بالضد قبلنا . وبعد ذلك  ساروا في مشاريع أخرى حول الانتخابات وضيعوا الوقت إلى أن ظهر الحراك لهذا أقول لك إن أي جنوبي سواء في السلطة أو في الإصلاح أو أحزاب المعارضة مهما كان متجاهل القضية الجنوبية حتما سيعود إليها.  * إذا ما دام الأمر كذلك كيف تقيم علاقة الحزب الاشتراكي بالإصلاح فيما يخص الجنوب؟  - مثل هذه العلاقة أول من تبناها الشهيد جار الله عمر رحمه الله وكانت لهذه العلاقة أهداف محددة كان الإصلاحيون بحاجة إلى علاقة مع الاشتراكي لكي يحسنوا وجه الإصلاح لدى الأمريكان وكان الاشتراكي بحاجة إلى علاقة مع الإصلاح لكي يحسن وجهه مع الحركات الإسلامية التي تتهمه بالاشتراكية وحاول جار الله ان يجنب الاشتراكي شرهم ولكنهم قتلوه. وكان الإصلاح والاشتراكي ومعهم السلطة بحاجة إلى هذا التكتل لدفن القضية الجنوبيةلأن الحزب كان سابقا يمثل الجنوب وأن يبقى منفردا بعد حرب 94 يجعله حتما يتبنى قضية الجنوب ولكن وجوده في تكتل سياسي فإن قضيته ستكون من قضية هذا التكتل .  *ولكن هل تحققت هذه الأهداف؟    -الآن وفيما يبدو فإن الثلاثة الأهداف لم تعد واردة لأن الإصلاح قد ربط خطوطه مع الأمريكان سواء كانوا صادقين مع بعض أم لم يكونوا صادقين المهم أن تواصلا قد حدث ولم يعد بحاجة إلى الاشتراكي ليتوسط لهم عند الأمريكان.  والاشتراكي يشعر أنه قد تجاوز خطر الإسلاميين وأن العلاقة قد أدت وضيفتها بالنسبة إليه وكذلك الإصلاح فيما يخص الأمريكان.  أما الهدف الثالث المتمثل في دفن القضية الجنوبية فقد أثبتت الأيام لهم أن هذا التكتل لن يدفنها لأنها قضية شعب وأن الفراغ الذي تركه الاشتراكي ملأه غيره، وبالتالي فلم يعد شيء يجمعهم سوى مسألة إسقاط النظام. وبعد إسقاطه لا نعرف ما سيكون عليه المستقبل ولكن لا أعتقد أنهم سيكونون على وئام بعد إسقاط النظام ربما جزء من الإصلاح يستمر في علاقة جيدة مع الاشتراكي والجزء الآخر لن يستمر وقد يؤدي هذا إلى خلافات داخل الإصلاح نفسه.  *دكتور في مسألة إسقاط النظام أصبح هناك تكتل آخر يتمثل في قيادة عسكرية يمثلها علي محسن وقبيلة تقف على رأسها أولاد الشيخ عبدالله وكذا الحوثيين وهم الآن يجرون الجميع بما فيهم جزء من شباب الثورة فهل يمكن اعتبار ذلك منطقيا وبالذات من علي محسن الأحمر الحليف السابق للنظام؟  - قبل الإجابة على السؤال أود أن أطرح مؤاخذة على ثورة الشباب في المحافظات الشمالية وهو الشعارات التي يرددونها لا شمال ولا جنوب وهم ما زالوا شباب خارج السلطة فكيف لو كانوا داخلها وهل يفهمون  أن معنى هذا الشعار هو نكران للوحدة . هذه ملاحظة بشكل عام على ثورة الشباب وبالنسبة لعلي محسن كل شيء وارد في الحياة ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثلا كان ضد الإسلام وقاتل المسلمين وعندما اقتنع نصر الإسلام كل شيء جائز.    *ولكن هذا يمكن أن يحصل في العقيدة لا السياسة؟  -  لعل الله هدى علي محسن تجاه قضية الجنوب وقد يكون عمل سياسي تكتيكي لا نعرف ولكن الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.  ولكن قبل هذا دعني أقول لك أن العالم أصبح قرية وأن القوى الخارجية موجودة في الساحة اليمنية بقوة ولها تأثير في التحالفات و الاختلافات وأذكر أنه  قبل  سبع سنوات تحدثنا حول قضية الشرق الأوسط الجديد عندما جآ بوش الإبن للسلطة وطرح الفكرة. وقلنا إنه إذا كان الأمريكان والأوربيين متفقين في الشرق الأوسط فإن كل الأمور ستسير بسلام وان كانوا مختلفين فإنها ستكون حرب أهلية في كل قطر يختلفون فيه، وتقريبا أن الأمور تسير بهذا الاتجاه ، اختلفوا في العراق فحصل ما حصل ولا أحد يصدق بأن المقاومين والمجاهدين في العراق صناع أنفسهم ، فهؤلاء صنعتهم قوى كبرى تتعارض مصالحها مع المصالح الأمريكية وهكذا في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن، وهذا العامل يجب أن نأخذه بعين الاعتبار.  *ولكن كيف تفسر تواجد القاعدة في الجنوب بكل هذه القوة؟   -تقديري الشخصي أن هناك خلافات بين الدول الكبرى حول الجنوب لأن المصالح الدولية هي في الجنوب التي منها ممر الملاحة الدولية وفيها ثروات محتملة وموقع جغرافي مهم ،والشمال بعيد عن الملاحة والتجارة الدولية ولو كانت منطقة الشمال تفيد أو تضر الاقتصاد العالمي لكانت احتلتها بريطانيا حينما احتلت عدن.   *هل تقصد أن هناك صراع دولي لإعادة السيطرة على الجنوب وإن بالنفوذ؟    -لو نقرأ تاريخ الاستعمار يمكن أن نفهم الوضع الحالي . في السابق كان الاستعمار الأوروبي هو المسيطر على الكرة الارضية بما فيها الأمريكان وما دفعهم لمثل هذا الاستعمار ليس الجانب الأيدلوجي وإنما الجانب الاقتصادي ، اي حصلت عندهم طفرة صناعية كبرى لم تستوعبها أسواقهم ، يخرجوا ليبحثوا عن أسواق لمنتوجاتهم الصناعية والزراعية وتقاسموا العالم جغرافيا وكان النصيب الأكبر لبريطانيا وفرنسا. وبعد فترة من الزمن درس الاقتصاديون فكرة توفير كلفة النقل من بلد المنشأ إلى بلدان الأسواق الاستهلاكية . و اقروا إنشاء مصانع في هذه البلدان حيث توفر مواد الخام و الأيادي العاملة الرخيصة ،فاعتبر ذلك في علم الاجتماع إعادة تقسيم العالم اقتصاديا بدلا من تقسيمه جغرافيا من خلال تصدير الرأسمال بدلا من تصدير السلعة ،وجاء من نصيب بريطانيا الكهرباء في المغرب العربي وهو محتل مع فرنسا ، وجاء من نصيب فرنسا تمويل البواخر بالوقود من عدن وهي محتلة مع بريطانيا.وحين نهضت امريكا لم تجد موطئ قدم لها بعد أن وجدت أن العالم بيد الأوروبيين ما عدا صنعاء وجاء الأمريكان إلى الإمام وطرحوا له فكرة استخراج الثروات من الأرض ومن أنهم ليسوا مستعمرين مثل الأوروبيين وإنما باحثين عن ثروات. ورد عليهم الإمام أنه يعرف أن البلد ما زالت بكر ولكنه غير مستعجل عليها حتى يوجد لها أيادي يمنية، وتركوه والتقطهم الملك عبدالعزيز وأخرجوا له البترول ثم بدأوا بتبني حركات التحرير لإخراج المستعمر الأوروبي ليحلوا محله .وبعد الحرب العالمية الثانية جاء الروس ليركبوا الموجة وأخرجوا الاستعمار الأوروبي من المنطقة وتحول الصراع من صراع اقتصادي إلى صراع ايديلوجي واستمر إلى  ان سقط جدار برلين وسقطت معه الاشتراكية وعاد العالم إلى النقطة التي توقف عندها وهي تقاسم العالم اقتصاديا، ولكن الان بين الأوروبيين والأمريكيين.  *ولكن كيف أوجد الصراع الدولي القاعدة في الجنوب؟  -القاعدة استغلت التناقضات ، ثورة الشباب وصراعها مع السلطة والمشترك واستغلوا الفرصة وكثفوا من نشاطهم، والقاعده نفسها مخترقة بعضها مع النظام وبعضها لها علاقات بأجهزة دول كبرى وأخرين يتبعون بن لادن وجماعته وهم ليس موحدين كقادة ولكن كأفراد موحدين باعتبارهم في سبيل الله  . *بخصوص حضرموت التي يبدو أنها تسعى نحو أن تكون دولة أو على الأقل إقليم له وضع خاص وهذا اتضح من خلال بلورة الاتفاق الحضرمي الأخير أليس هناك خشية من أن يتشظى الجنوب؟   -أولا دعني أبدأ من الفكرة التي قرأتها للدكتور ياسين سعيد نعمان حين قال إن عمر السلطنات في الجنوب 250 عاما وعمر دولة الجنوب الموحدة 23 سنة وبالتالي لو عاد الجنوب إلى وضعه ما قبل 90 فإن الهويات السابقة ستطغى على هوية الجنوب الموحدة . و لكن الدكتور لم يدرك بان  العصر الراهن هو عصر مصالح ، في السابق لم يكن الناس يدركون بان المحرك للأحداث هي المصالح الاقتصادية ، ولهذا كانوا يعتقدون أن الصراعات هي صراعات ايدلوجية أو مناطقية ، الآن أدركها الناس وأصبح الكل يدرك أن المصالح الاقتصادية هي التي تحدد مسار الناس، ولو عاد الجنوب إلى ما قبل عام 90م فإنه لن يعود إلى السلطنات،لان كل  سلطنة لا تستطيع أن تعيش بمعزل عن السلطنات المجاورة،لا اقتصاديا ولا اجتماعيا ولا اتفاقيا وستجد نفسها محتاجة إلى السلطنات المجاورة ، وهذا يسقط الفكرة التي تقول إن الجنوب سيعود الى  سلطنات، لأن المصالح تفرض على كل سلطنة أن ترتبط بالأخرى. ثم انني لم  أسمع من أي شخص في الجنوب بما فيهم أبناء السلاطين مثل هذا الطرح، وبالتالي مسألة انفصال حضرموت أو أنها ستشكل دولة هذا أمر غير وارد ، لأنها لا توجد لها مصلحة في ذلك.  *ولكن حضرموت لها مقومات دولة بالإضافة إلى خصوصيتها وقبل ذلك ربما رغبة المملكة السعودية في ذلك.  -الخصوصية يمكن معالجتها إداريا لا سياسيا لأن المصلحة الاقتصادية هي التي تحكم السياسة، اي ان  مسألة المزاج والعادات يحلها النظام الإداري. وربما الأجهزة الأمنية تسرب أو تقول لا أحد من الحضارم يقول مثل هذا الكلام في الإعلام لكي يوجد نوع من التشويش على المزاج العام من أن حضرموت ستنفصل ، وأنا لا أعطي لمثل هذا الكلام أي نوع من الاهتمام وعلى الجنوبيين ألا يعطوه أي اهتمام لأن مصلحة حضرموت تتطلب بقاءها مع الجنوب ككل.  *ولكن فيما لو ضعفت الدولة المركزية فإن سقوط محافظات أمر محتمل مثلما حدث في اليمن وغيرها.  - أفعال الناس محكومة بالمصلحة العامة ويمكن لمجموعة أن تفعل شيء غلط ولكن هذا الفعل لن يستمر والمصلحة العامة للناس تقتضي أن يكونوا معا.  *يا دكتور أليس الأسلم بدلا من البحث عن كيانات تمثل الجنوب أن يتم ذلك من خلال الحزب الاشتراكي اليمني باعتباره الممثل والحامل السياسي لمحافظات الجنوب وبحيث تخرج أي مبادرة لها علاقة بالجنوب من خلاله؟  - أقول ما قاله علي عبدالله صالح فاتهم القطار وفوتوا هم هذه الفرصة. والجنوبيون في الحزب الاشتراكي سيكون مثلهم مثل الجنوبيين في المؤتمر الشعبي العام والإصلاح أو أي حزب آخر.   *إذا لماذا اصرارك على البقاء في الحزب؟  -دعني أعبر لك قصة كنت قد ذكرتها في الصحافه ،  كان الرئيس يعمل أجهزة تصنت على اجتماعات المكتب السياسي وكان يصل إليهم ما يدور في الاجتماع وكان الرئيس معجب بآرائي ، لأن أعضاء المكتب السياسي كانوا مصرين أن الاغتيالات والأحداث الأمنية وضرب بيوت الجنوبيين في صنعاء كان وراءه أجهزة السلطة وكنت أرفض هذا الكلام في المكتب السياسي لأنه لم يكن يخطر في بالي أن مسئولين عن بلد يخربون أمنها حتى ولو كانوا مجانين.  واستدعاني الرئيس وطلب مني الانضمام إلى المؤتمر وتعييني عضوا في اللجنة العامة. وقلت له حينها أنه لو كان الحزب الاشتراكي اليمني انتهى كله وبقي واحد فقط سيكون أنا وقال لي إلى هذا الحد فأجبته نعم وحين سألني عن السبب أخبرته لأن تاريخنا وشبابنا وإيجابياتنا وسلبياتنا فيه ، ولهذا لا يمكن أن أكون ضيفا على أي حزب آخر. ولهذا أقول لك نعم لا زلت عضوا في المكتب السياسي وقلت إن الإطار القادم سيضم كل الجنوبيين بصرف النظر عن انتمائهم السياسي أو انحداراتهم الطبقية.   *هل من المعقول أن الحزب الاشتراكي الذي كان يمثل الجنوب يتحول إلى كيان ولماذا إذا اصرارك على البقاء في قيادته ؟  -قلت لك هو الذي اختار هذا الطريق لنفسه وأصبح في هذا المستوى وبقائ فيه لأننا نريد فقط أن يبقى صوت داخل الحزب الاشتراكي يطرح القضية الجنوبية.   *تقصد صوتك؟   -أنا أو غيري ولكننا غير مقتنعين بنهج الاشتراكي ولا بطرحه ولكننا نريد أصوات داخل الحزب نقول إن هذا غلط وتتبنى القضية الجنوبية.  *أنت تقول إن هناك أصوات داخل الحزب لماذا إذا لا توجهوا سياسة الحزب بالنهج الذي يريده أبناء الجنوب ولكن من داخل الحزب؟  -حاولنا 15 عاما ولي قصة طويلة مع قيادات الحزب في جلسات اللجنة المركزية والمكتب السياسي وفي جلسات خاصة  مع الأمين العام السابق للحزب (مقبل) ومع الأمين العام (ياسين) الوقت غير مناسب لاستعراضها.  *معنى هذا أن رأيك يمثل الأقلية وليس الأغلبية؟  -نعم في قيادة الحزب ولكن في الشارع كان أقوى ولهذا نحن الآن نتبنى قضية الجنوب وهي مفتوحة للجميع وأعطيك مثلا كان الدكتور الخبجي ومثله صلاح الشنفرة وما زالا عضوا لجنة مركزية وأثناء الانتخابات رغم رفض تيار إصلاح مسار الوحدة لها إلا أن الأغلبية فرضتها علينا ودخلا هذان للانتخابات وفازا وحين أصبحا في المجلس واكتشفوا العبث بالقضية الجنوبية تركوا مجلس النواب والتحقوا بالحراك وهم الآن النجوم البارزة فيه.   *ما الذي يمنع انعقاد المؤتمر العام للحزب ومناقشته كل ذلك في إطاره؟  -هذا متروك للأمين العام ولكن واقعيا غير ممكن.   *لماذا؟ -لأن البعض في السجون وآخرين مشردين والوضع الأمني والأوضاع كلها لا تساعد في انعقاده أقصد أن المؤتمر العام للحزب يمكن أن يبلور رأيا موحدا وجامعا في مسألة الجنوب وما يحفظ للحزب مكانته وتمثيل الجنوب وهو حقه  لو تبنى النقاط الأربع يمكن والمسئولية التاريخية على الحزب أكثر من غيره.  *باعتباره ممثلا للجنوب؟   -لا ولكن سيكون موجود مثله مثل الآخرين.   *هل أنت متفائل بنجاح تكوين هذا الإطار للجنوب وهل سيكون ممكنا؟  - نعم لأنه لا يوجد طريق للجنوبيين غير هذا.   *ولكن هل بدأتم التحرك فعلا وهل يوجد سقف لانعقاد هذه اللجنة التحضيرية؟  -إن شاء الله سيتم ذلك خلال رمضان أو بعده والجهود تبذل لتوحيد الناس على النقاط الأربع ويبقى الجانب التنظيمي وهو ليس مشكلة والذي عندهم استعداد ليكونوا في الهيئات العليا ليس هناك مانع وممكن أن تكون موسعة لتشمل الجميع والسعي الآن هو التحضير لمؤتمر وطني ويمكن أن يكون خلال رمضان او بعده ، وهو يعتمد على الظروف والمفاجآت إذ يمكن أن تفاجأنا قضايا على مستوى الشمال والجنوب لم تكن في الحسبان .  مثل مادعا إليه مجلس الأمن من عقد مائة مستديرة يلتقي فيها الجميع هل انت متحمس لها ؟  سمعت أن ممثل الأمين العام للامم المتحدة قد طرح فكرة الحوار الوطني الشامل الذي يضم الجميع بدون استثناء وأنا أشعر ان مشاركتنا في هذا الحوار غير مفيده، لأن مثل هذا الحوار سيعالج قضية إسقاط النظام وهو مطلب الحوثيين وثورة الشباب واللقاء في المشترك في المحافظات الشمالية أما بالنسبة للجنوب فإن هذا المطلب يمكن ان يسهل حل المشكلة ويمكن أن يعقدها نظرا لعدم اعتراف هذه الأطراف ومعها السلطة بالقضية الجنوبية كما نتصورها نحن ،وإنما يرونها قضية حقوقية أو إعادة الشراكة في السلطة.و الحقيقه انه حتى لو تم تسليم السلطة كلها للجنوبيين بما فيها رئاسة الدولة والحكومة ورئاسة مجلس النواب فإنها لن تكون هناك مصلحة للجنوبيين ما لم يكونوا مالكين لثروتهم وأرضهم.  *اللقاء المشترك اقر تشكيل المجلس الوطني ويسعى لمشاركة الحراك الجنوبي ومعارضة الخارج هل هذا ممكنا؟   -شخصيا أرى أنه يستحيل على السلطة وعلى المعارضة بأطرافها الثلاثة المشترك – الحوثيين- ثورة الشباب أن يذهبوا للحوار بدون الحراك الجنوبي وإذا ذهبوا فليذهبوا وشخصيا أريدهم أن يذهبوا ليرتبوا أمورهم ويحلوا مشكلة الشمال وبعدها لنا ولهم حديث حول قضية الجنوب. البعض من الجنوبيين يعتقدون أن إصلاح الأوضاع في الشمال يجعل الشمال يتحد على الجنوب. وأنا لست مع هذا لأن من مصلحتنا أن يحل الشماليين مشاكلهم ويكونوا واحد ونحن واحد ، لأن ذلك سيوضح القضية الجنوبية ويساعد على حلها . اما خلط الأوراق فيجعل القضية الجنوبية غير واضحة.  * أين المشكلة في أن يكون هناك تكتل يعترف بالقضية الجنوبية أو في سلطة جديدة تنظر إلى قضايا الجنوب باعتبارها قضايا وطنية وتحلها خاصة إذا ما كانت ستناقش كل المسائل التي شوهت وجه الوحدة فلماذا التمترس خلف ما يعقد الوصول إلى الحل؟  - لو أن ثورة الشباب واللقاء المشترك يسلموا بهذا لكان كلامك صحيح، لكن المشترك والشباب يرفعون شعار لا شمال ولا جنوب ، و هذا يعني بانهم ينكرون الوحده ، و لا يعترفون  بأنها قضية هوية. وأنا أقول بوضوح لو أننا كلنا ، اي جماعة الخارج و جماعة الداخل و قادة الحراك ذهبنا كما تريد السلطة في صنعاء أو كما تريد المعارضة لبقيت المشكلة قائمة ولجاءت قوى أخرى وأجيال قادمة تتبناها ، يعني أن وجودنا مع المعارضة أو حتى مع السلطة لا يحل مشكلة الجنوب إذا لم تحل عبر حوار ندي بين الشمال والجنوب، كما أعلنت بحوار ندي بين الشمال الجنوب، والحوار الآن لا بد أن يكون نديا بين شمال وجنوب ، اما بدون هذا يبقى ضياع للوقت.  *ولكن الآن المشترك يتكلمون بوضوح عن قضية جنوبية ويمكن أن يتم بلورة ذلك وتناقش مع الأطراف ويمكن أن يثبت ما يتم الاتفاق عليه من خلال الدستور القادم؟    -كيف يمكن تثبيتها و هو لا يوجد فارق بين موقف ثورة الشباب واللقاء المشترك من القضية الجنوبية و بين موقف السلطه بل يكاد يكون موقفهم واحد.  *ولكن هناك ثورة شباب في الجنوب أيضا؟  -ولكنهم يطرحون شيئا آخر وثورة الشباب في الجنوب أرسلوا وفدا قبل شهرين وتحاوروا مع توكل كرمان ومع مجموعة من القيادات واختلفوا حول قضية الجنوب وحين جاءوني كانوا مصدومين رغم أنها كانت لديهم معنويات عالية من أنهم سيوحدوا الشعار في الجنوب وفي الشمال ، ولكن بعد حوارهم في الساحة قالوا لي إن الناس ليس حاسبين لنا حساب ولا لقضيتنا ولم يجدوا أي استجابة وقد أحبطوا وقالوا لي إذا كان الشباب هذا موقفهم وهم في الشارع فكيف سيكون موقفهم وهم في السلطة.  *هل يتوافق الحراك مع بقية الأحزاب في الجنوب حول رؤيتهم للقضية الجنوبية؟  -حول قضية الجنوب نعم.   *بما فيها الدعوة للانفصال؟   -أقدر أقول لك إن الكل مجمع على النقاط الأربع سواء الجنوبيين في الإصلاح أو في غيره.  ولكن الجنوبيين في الإصلاح عندهم انضباط حزبي والتزام لقيادتهم أكثر من غيرهم، وقيادة الإصلاح يريدون السلطة و لا غيرها ،  ولا أعتقد أنهم يقبلوا بالديمقراطية اذا ما وصلوا الى السلطه .  *كيف تقيم مستقبل الأحزاب؟  -كل الأحزاب القائمة لا يوجد مبرر موضوعي لوجودها ، وبالتالي لا مستقبل لها،و إنما قيادتها تستخدمها لإصلاح العمل السياسي والحصول على بعض المصالح الخاصة بالأشخاص أو بالأحزاب، لكن لا يوجد مبرر موضوعي لوجودها.. مثلا الحزب الاشتراكي يدعي أنه يمثل الوطن ومثله الإصلاح والمؤتمر وبقية الأحزاب ، إذا طالما وكلهم يمثلون الوطن إذا لماذا تعددوا ولماذا لا يكونوا واحد. الحزبية تعني انحياز فئة معينة في المجتمع على حساب فئة أخرى في المجتمع نفسه والحزب الاشتراكي اليوم لا يستطيع أن يقول إنه حزب العمال والفلاحين كما كان وكذا حزب المؤتمر الشعبي لا يستطيع أن يقول إنه حزب الأغنياء وهكذا بقية الأحزاب.  *إذا ما هو البديل للأحزاب؟  -ستأتي من  ثورة الشباب والحراك في الجنوب ومنظمات المجتمع المدني ومنها ستولد أحزاب المستقبل.  *ولكن حتى ثورة الشباب ليست بعيدة عن الأحزاب وتأثيرها وهي التي تفاوض باسمهم؟  -هذا صحيح ولكن هذا تحصيل حاصل لأن الأمور في اليمن اتجهت نحو العنف وحين يكون الإنسان أمام شرين يختار أهونهما وأهون الشرين هو الحوار عبر المعارضة. وأفضل لثورة الشباب أن لا تكون ضد الحوار ولا تكون معه ، بمعنى أن الحوار يجب أن يستمر حتى يجنب ثورة الشباب الصدام ، لأن الحوار هو البديل للحل الأسوأ. ولذا فإن جاءت نتائج الحوار كما تريدها ثورة الشباب أيدت، وإن جاءت بما لا تريده فهي ما زالت في الميدان و غير ملزمه بالنتائج .  *وعما إن كانت هناك رسائل تود توجيهها من خلال الوسط؟   أطلب من إخواننا في المحافظات الشمالية سواء في السلطة أو المعارضة أو في ثورة الشباب أن يسلموا بالقضية الجنوبية وأن يسلموا بأن اليمن يمنين وليس يمن واحد وأن الجنوب ملك لأهله وليس لغيره وأن نتعاون جميعا إلى إخراج البلد إلى بر الأمان. وأقول للسلطة واللقاء المشترك أن الطريق السليم والآمن هو بالتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة هاشمي إن أمكن ، لان السادة لهم هيبة روحية ورجال حكم ولا يوجد عندهم تعصب قبلي أو مناطقي ولذا يجب أن يكون هاشمي ديمقراطي ليبرالي وليس هاشمي عقائدي يرفضه الآخرين.  *وماذا عن مصير الرئيس الحالي لأن العقدة الآن هي بقاء الرئيس من عدمه؟  -عمليا الرئيس صار له 33 عاما في الحكم وطاقته الجسمانية والذهنية لم تعد تساعده على الحكم و العالم لن يقبل ببقاءه ووضعه الصحي بعد الحادثة لم يعد يسمح له، هذا من الناحية العملية أما من الناحية الشكلية فلا يجب أن تكون هذه عقبة لتهديم المعبد كله . هذه الشكلية لا يجب أن تكون عقبة تعطل كل شيء ولهذا أنصحهم بأن يبدأوا بتشكيل حكومة تقوم بإصلاح الوضع وتدخل في حوار مع الجنوبيين لحل قضية الجنوب وعلى ضوئها يتم ترتيب الأمور ونخرج البلاد إلى بر الأمان وهذا هو الطريق الأسلم.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign