نتتياهو يفشل جولة القاهرة ويتوعد باجتباح رفح رغماً عن اي اتفاق        سلطات صنعاء تعلن عن إحباط انشطة استخباراتية اجنبية        صنعاء ترفع سقف التصعبد البحري مع اسرائيل إلى البحر الأبيض        صنعاء ,, مسيرات مليونية تضامناً مع غزة      
    تحقيقات. /
فاتورة إعادة البناء والأعمار من سيدفعها؟..الحصبة مدينة أشباح وصوفان ركام يروي فاجعة لن تنسى بالتقادم

2011-11-30 17:51:33


 
تقرير ميداني/ رشيد الحداد   أكثر من علامة استفهام يضعها آلاف المواطنين ممن تعرضت منازلهم للدمار في الحصبة وصوفان وجولة الحباري وعمران وجولة مأرب وشارع مازدا وسوقي الحصبة والرشيد والأسواق الأخرى التي طمتها طامة الحصبة وحولتها إلى ركام.. تلك العلامات يضعها القابعون تحت حصار العسكر في مناطق التماس في الزبيري وهائل وكنتاكي وشارع الكهرباء وآلاف المتضررين من تجار وباعة في شارعي هائل وجمال أيضا الذين كبدتهم مواجهات النظام والمنشقين عنه أو الذين أصبحت ممتلكاتهم وأسرهم في مرمى عسكر الشيخ والرئيس فصادرت حقهم في السكن وحقهم في البقاء في مساكنهم ومحلاتهم آمنين.. تلك الحقوق الأصيلة في كافة تشريعات حقوق الإنسان سقطت على ما يبدو من مبادرة الخليج التي لم تلزم طرفي الاتفاق أو حكومة الوفاق بسرعة إعادة بناء ما دمرته الآلة العسكرية في صنعاء وضواحيها كأرحب ونهم أو تلك المباني التي دمرت فوق ساكنيها في تعز الصمود.   أسقطت حرب الحصبة في جولاتها المتعددة والتي كان آخرها أواخر أكتوبر الماضي حق قرابة 40 ألف مواطن يمني في العيش بأمان، فهجرت السكان من الأحياء ودمرت المنازل وأحرقت عشرات السيارات ومئات المحلات التجارية وأغلقت أسواقاً مركزية وحولتها إلى خراب.. تلك الحرب التي اندلعت في أواخر مايو الماضي اتسعت شمالا وجنوبا في المنطقة الشرقية للعاصمة فتعاظمت أضرارها وارتفع عدد ضحاياها من مختلف الشرائح الاجتماعية وعلى الرغم من المأساة التي حلت بأسر شردت من مساكنها بعد أن حل الدمار فيها وأسر أخرى فقدت مصادر أرزاقها إلا أن تلك المأساة لم تحظ بأولوية في مبادرة الخليج التي لم تلزم طرفي الصراع العسكري أو السياسي بسرعة إعادة البناء وتعويض متضرري تلك الحرب من ذوي الدخل المحدود أو حتى الميسورين، فملف إعادة إعمار الحصبة وضواحيها وإعادة تأهيل ما دمرته القوات التي والت النظام أو التي انشقت عنه وأعلنت ولاءها للثورة الشبابية في مناطق التماس وسط العاصمة صنعاء لا زال مغلقاً كما هو الحديث عن إعادة إعمار ما دمرته قذائف الحرس الجمهوري في تعز من منازل في عدد من الأحياء الفقيرة في مناطق متفرقة من المدينة الحالمة بالتغيير التي أسقطت الشرعية الدستورية نفسها بإسقاط الحصانة الدستورية لمساكن المواطنين في شارع الأربعين أو جبل جرة أو في الضبوعة أو وادي القاضي أو الحصب أو زيد الموشكي أو بير باشا أو حي الكوثر بقذائف الهاون والـ آر بي جي والأسلحة الثقيلة الأخرى كمدافع الهوزر وطلقات الدبابات.   فاتورة باهظة   أثناء نهب صنعاء عام 1949م من قبل القبائل الموالية للإمام أحمد حميد الدين ثأرا لاغتيال الإمام يحيى حميد الدين في سواد حزيز على يد الشهيد ناصر القردعي الذي حاصرته القبائل في جبل نقم وتم اغتياله أثناء محاولته العودة إلى منطقة مراد مأرب.. لم تتعرض صنعاء للدمار إلا أنها نهبت ولم يلحق بها الدمار أثناء حصار السبعين يوما في 67م أثناء حصار القوى الملكية للعاصمة صنعاء كما لحق بها مؤخرا فنطاق حرب السبعين تركز في ضواحي العاصمة، حيث تعرضت قرية دار سلم لدمار كبير كونها كانت مسرح حرب بين القوات الملكية والجمهورية ورغم مرور 43 عاما على حرب السبعين إلا أن دار سلم لا زال الدمار يسكنها حتى اليوم، ورغم تباين الضرر وفداحته إلا أن الدمار الذي خلفته حرب الشيخ والرئيس في الحصبة لا يقل فداحة عن ما خلفته الحروب الستة بين الحوثيين والقوات الحكومية في صعدة خلال ست سنوات، فمظاهر الدمار في ضاحية صنعاء الشمالية مهولة وإعادة تأهيل المنازل المدمرة كليا أو جزئيا أو المؤسسات الحكومية تحتاج إلى عشرات المليارات بحيث قد تفوق فاتورة إعادة البناء والإعمار فاتورة إعمار صعدة التي لم يتم سدادها حتى الآن على الرغم من توزيع 4 أقساط من التعويضات إلا أن مضي عام و5 أشهر على البدء بعملية إعادة الإعمار لم تشفع لـ150 ألف نازح في مخيمات المزرق من العودة إلى مساكنهم.   فاتورة إعمار مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي تحولت معظم منازلها إلى ركام بفعل الحرب التي تخوضها قوات حكومية وجماعة أنصار الشرعية الجهادية منذ أغسطس الماضي والتي شردت 150 ألف مواطن من زنجبار لا زالوا يسكنون ملاعب ومدارس محافظة عدن.   تلك الفواتير المفتوحة تحت بند إعادة البناء والإعمار من صعدة حتى المهرة وحضرموت التي لا يزال دمار فيضانات أواخر نوفمبر 2008م يسكن عدداً من مديرياتها ولا تزال إعادة الإعمار شبه غامضة على الرغم من تغطية العديد من الدول الخليجية والأجنبية رصيد فاتورة الإعمار عقب كارثة حضرموت، فمدن سكنية لم تقم أعمدتها حتى الآن وكان مفترض أن يتم الانتهاء من إنشائها أواخر العام الماضي كما أن مزارع لم يتم إعادة تأهيلها.   يضاف إلى تلك الفواتير التي لا زالت دون رصيد لإعادة البناء والإعمار ما دمرته الآلة العسكرية أو الفيضانات والانشقاقات الصخرية في قرية الظفير التي لم تسلم بعد إلى مستحقيها على الرغم من مرور نصف عقد من حدوثها.. كما تنتظر مئات المنازل المدمرة كليا أو جزئيا في أرحب التي تعيش حالة حرب منذ 5 أشهر وكذلك المزارع والآبار هناك، أيضا منازل في نهم دمرت ومئات المنازل في تعز لا تزال تحت الأنقاض.   فمن أين ستبدأ الحكومة القادمة مرحلة إعادة البناء والإعمار كون الفاتورة تفوق قدرات اليمن الاقتصادية لسنوات.   الوسط تزور حي صوفان   صباح الأحد زارت الوسط حي صوفان وبصعوبة استطاعت دخول مدينة صوفان التي لاتزال تعيش أجواء حرب حقيقية، فأنصار الشيخ الأحمر يتواجدون بكثافة في مداخل ومخارج  المدينة وبأعداد هائلة  وبحالة استنفار تام لأي مهمة قتالية فأيادي القبيلة لاتزال على الزناد وأيادي الدولة لاتزال على الزناد أيضاً ولم يحدث أي تغيير، قبل دخولي مدينة صوفان حاولت ان استقل سيارة أجرة فوقفت في جولة الثلاثين التي تؤدي إلى المدينة الليبية ومدينة صوفان لمدة ساعة ولم يوافق احد من أصحاب سيارات الأجرة ان يقلني إلى المدينة التي زرتها لأول مرة باعتبار الدخول إلى إليها مغامرة، فأصحاب الشيخ يتفاهمون مع الغرباء بالرصاص لا بالحديث ومن أجل الدخول إلى المدينة وتجاوز المتارس يجب التنسيق مع احدهم أو احد المسئولين عنهم لكي لايتعرض لطلقات نارية أو يتهم بالبلطجة.   حال وصولنا بوابة المدينة لاحظنا وجود متارس عملاقة في كل أزقة المدينة التي نالها من الخراب الكثير، هناك ما بين مئة بيت مدمرة كليا وجزئيا وعدد من السيارات محروقة تشكل مظاهر الخراب الذي يدل على ضراوة المعركة في صوفان، فكابلات الكهرباء في الأرض وشبكات المياه معطلة والخوف يسكن كافة أرجاء المدينة.. حاولت أن التقط عدداً من مشاهد الخراب خصوصا لمنازل المواطنين التي هجرها أهلها وتحولت إلى متارس لمسلحي القبيلة والدولة الذين حولوا حياة المدينة إلى جحيم وحول ما إذا كان هناك سكان أصليون للمدينة لازالوا يسكنونها قيل لنا ان قلة تعيش في أعلى درجات الخطر حيث أكد لنا محمد القدسي والذي يملك مطعماً بجانب سوق الرشيد أنه عاد بأسرته مجازفاً (حياة أو موت) إلا انه أكد عزوف مئات الأسر عن العودة إلى مساكنهم في أحياء صوفان والحصبة.. عند خروجي من حي صوفان إلى جانب المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي شاهدت عدداً من كمبات الكهرباء التي تعرضت للقصف على الشارع العام ومشاهد الخراب تشمل كافة المحلات التجارية التي تحولت بعضها إلى مساكن للمسلحين على الرغم من أن بعضها مقرات لشركات خاصة .    أما المحلات الاخري فقد سارع أصحابها إلى بناء أبوابها على عجل خوفا من تحويلها إلى مساكن مؤقتة أو تعرضها للنهب.   الحصبة ساحة حرب   توقفت الحرب في حي الحصبة، أحد أكبر أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، لكن الحي يبدو وكأنه فقد القدرة على استعادة ملامحه الأصلية بعد أن حولته اربع جولات من المواجهات بين القوات الحكومية وأتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد  إلى دمار كما يشير مشهد المباني والمنازل والمنشآت التي طالتها نيران القبيلة والدولة  لتحول معظمها إلى هياكل محترقة ومتهالكة بفعل عنفوان الدمار الشامل الذي تجاوز نطاقه حدود أكثر التوقعات تشاؤماً وتعدي الحصبة إلى حي الجراف وأحياء أخرى حيث اتسعت خارطة الدمار إلى صنعاء القديمة ايضا وان سجل فيها حادث عرضي.   خارطة الدمار اتسعت إلى مايزيد عن 5 كليو  مربع في الحصبة وضواحيها ولمعرفة حال الحصبة عقب انتهاء الحرب حاولنا التعرف على خارطة الخراب والدمار عن قرب:   فالطريق إلى الحصبة لازال متوترا حتى اللحظة ولازال ماتبقى من سكان الأحياء يسمعون بين الحين والآخر زخات رصاص متقطعة من هنا أو هناك، فالمرور من الحصبة لا يكون إلا حذراً بفعل الاستعدادات القتالية لطرفي الصراع هناك، فالساحة لازالت ساحة حرب، فرجال القبائل في المتارس المتواجدة في كافة أرجاء الشوارع الرئيسية والفرعية وأزقة الحارات القريبة من منزل الشيخ الأحمر ونظراً للوجود المسلح في تلك الشوارع خلت من السكان على الرغم من فتحها لمرور السيارات   وخلال جولتنا اقتربنا من جولة الساعة في تمام الساعة العاشرة والنصف صباح الأحد إلا أننا وجدنا أنفسنا وحيدين في شارع كان يكتظ بالمواطنين، حاولنا التوقف بجانب النصب التذكاري للساعة التي أطلق اسم الجولة عليها فأثار وقوفنا حفيظة  عدد من أصحاب السيارات الذين قدموا لنا النصح بصور متعددة منها (أوبه لروحك عيقنصوك).    سيول حضرموت   في الذكري الثالثة لكارثة سيول حضرموت لايزال الآلاف من أبناء وادي حضرموت يعيشون الكارثة   حتى اليوم، فالأموال التي قدمت من دول الخليج والعالم اجمع لإعادة الإعمار لم تعد بناء حضرموت.. الاسبوع الماضي في الذكري الثالثة لكارثة السيول يواجه صندوق إعادة أعمار المناطق  المتضررة في حضرموت والمهرة انتقادات حادة حول ادائة العملي خلال السنوات الماضية خصوصا تأخير العديد من المشاريع الحيوية والتي منها إنجاز مشروع مدينة خليفة السكني الذي تهالكت بنيته التحتية، أو تأهيل مجرى السيول الرئيسي لوادي حضرموت الذي لا يزال معرضاً لكارثة سيول أخرى حسب تحذيرات الخبراء  باعتباره حجر الزاوية لإعادة الإعمار.   ونتيجة لتجاهل حق السكان في إعادة إعمار ماخلفته كارثة السيول من المتوقع ان يرفع السكان المحليون دعوى قضائية ضد صندوق الإعمار نتيجة الحالة المأساوية التي يعانونها منذ إنشائه ، سيما وان خمسة آلاف نازح لا زالوا يعيشون معاناة الكارثة على الرغم من مطالبتهم الصندوق بالإسراع في إعادة الأعمار.   الاسبوع الماضي حذرت شخصية اجتماعية في مدينة تريم بوادي حضرموت من تسليم مشروع مدينة خليفة السكني قبل إنجاز البنية التحتية من قبل الصندوق لكي لا تتكرر مأساة العام 89م .   كارثة سيول حضرموت تسببت بنزح  5 آلاف متضرر من  أهالي منطقة ثبي  وعلى الرغم من قيام الصندوق بإعادة البناء في عدد من المديريات الا ان اهالي ثوبي وقعوا في منحة الإمارات التي يقول  صندوق الأعمار انه لايتدخل فيها وبحسب الاهالي فإن تأخير البناء وسوء الأوضاع المعيشية تسببت بوفاة شخص وإصابة مواطنتين  اثنتين بجلطة وأكثر من 6 حالات نفسية نتيجة لبقائهم دون مأوى و عدم إنجاز المنازل السكنية.   وبحسب مصادر محلية في تريم فان  مشروع مدينة الشيخ خليفة بن زايد السكني ، التي يقوم ببنائها مكتب (فوتوكاد) بلغت 80% في حين بلغت نسبة الانجاز 60% لمؤسسة بن مالك ، وهذه النسب تشير إلى أن المباني أصبحت على وشك الانتهاء مما يجعلك تتساءل أين البنية التحتية لهذه المدينة ؟! ، فتتفاجأ أنها صفر ولا وجود لها ، وتساءل عاقل حارة ثبي عن إمكانية أن ينجز هذا العمل الكبير ( بناء مسجد , ومدرسة , ووحدة صحية , وتجهيز المجاري والكهرباء ) في غضون 6 أشهر ؟!.   يشار الى ان التأخر في تسليم المباني للمتضررين من كارثة سيول حضرموت دفعت الصندوق الى  تغطية إيجارات منازل المتضررين وتبلغ 8 آلاف ريال فقط وهوالامر الذي شكا المواطن منه.   إعمار صعدة   في صعده لايزال آلاف المواطنين يعيشون في مخيمات اللجوء الإنساني في المزرق وكان من المتوقع ان يعودوا إلى منازلهم أواخر العام الحالي إلا ان صندوق  إعادة البناء الذي قدر ب20 مليار ريال توقف منذ مارس وعاود عمله الاسبوع قبل الماضي بتوزيع التعويضات للمواطنين.   وبحسب تقارير لجان حصر للمنازل المتضررة في مدينة صعدة القديمة فقد بلغت  779 منزلا، بالإضافة إلى 343 منزلا بمنطقة آل عقاب، فيما تجاوز إجمالي المنشآت المتضررة جراء حرب صعدة -عامة وخاصة- 17 ألف منشأة في عموم المناطق التي جرى حصرها بالمحافظة.    التلاعب في صرف المستحقات والتعويضات من قبل صندوق إعادة الاعمار أثارت انقساماً اجتماعياً في اوساط المتضررين الذين انقسموا إلى ثلاث فئات: الأولى ناقمة لعدم وصول التعويضات إليهم رغم مضي مدة زمنية يصفونها بالطويلة، فيما الفئة الثانية باشرت العمل في إعادة بناء وترميم المنازل اثر تسلمها القسط الأول، ومع ذلك لا تزال على غضبها كونها اكتشفت أن المبالغ لم تكن منصفة ولم تفِ بالغرض، والفئة الأخيرة يرى أصحابها انه وقع عليهم ظلم كبير في تقدير الأضرار التي قالوا إنها غير عادلة وشككوا في دقتها، وعليه فقد رفضوا استلام مبالغ التعويض المخصص لهم وبدأوا التعبير عن احتجاجهم بشتى السبل المتاحة.   من سيبني  الملك أم الأمير   الهائل من الدمار الذي لحق بالاقتصاد الوطني وبالبنية التحتية والمنشآت التنموية والخدمية، والممتلكات العامة والخاصة الذي لحق بأحياء الحصبة وتعز وأرحب وزنجبار في غضون  300 يوم تفوق كل التوقعات وتتعدى الممكن إلى المستحيل.. بالأمس استدعت ماخلفته حروب صعدة الستة حكومة مجور إلى التفكير باللجوء إلى خطة مارشال للبحث عن تمويل لفاتورة الإعمار واليوم أصبح الإعمار قضية معقدة اقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا.. فحسب التوقعات الأولية القريبة من فداحة الضرر تشير إلى ان اليمن بحاجة إلى 20 مليار دولار لكي يستطيع تأهيل تلك المباني والمؤسسات العامة وتعويض أصحاب المنازل وأصحاب المحلات التجارية .   لازال هناك غموض فيما يخص الدور السعودي القطري في إعادة البناء والإعمار، فتلك الدول وقفت بصورة غير مباشرة مع النظام ومع الشباب كما يرى الشارع اليمني الذي تذكر دور قطر في توقيع العديد من الاتفاقيات بين الدولة والحوثيين والتي كان آخرها زيارة أمير دولة قطر إلى اليمن العام الماضي كما أبدت قطر في الأعوام الماضية استعدادها الإسهام في إعادة بناء وإعمار صعدة إلا أن تدخلات أخرى حالت دون ذلك.   الآن وعقب اتساع خارطة الدمار وتهالك القدرات المالية للدولة في اليمن على دفع فاتورة الإعمار وتمويل إعادة البناء هل ستقف الشقيقة الكبرى التي دفعت بالتوقيع على المبادرة الخليجية إلى جانب اليمن في مرحلة إعادة الإعمار وهل ستقف قطر التي وقفت الى جانب شباب اليمن في ثورتهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى جانب حكومة المشترك  في تمويل إعادة الإعمار؟    خسائر حرب الحصبة في جولتها الأولي تتجاوز المليارات    حرب الحصبة كبدت  القطاعين الخاص والعام خسائر تتجاوز نصف مليار دولار، تلك الخسائر الكبيرة التي تعرض لها القطاعان العام والخاص والتي خلفت أضراراً بالغة في العديد من المؤسسات منها   الأضرار الجسيمة التي لحقت بمبنى شركة طيران اليمنية (السعيدة حاليا ) الذي تعرض في يونيو من العام 2001م لحريق التهم 6 ادوار من أصل 13 دوراً  ، وبلغت حينها الخسائر المباشرة 10 ملايين دولار خلافا للخسائر التي لحقت بالمبنى الذي احترق بالكامل نتيجة إصابته بقذيفة صاروخية أثناء الاشتباكات أواخر الشهر الماضي والتي حولت المبنى الزجاجي إلى ركام وفي الوقت الذي لايزال الغموض يسود الخسائر الحقيقية أشار مصدر مطلع من لجان الحصر الحكومية إلى ان المبنى الرئيسي للشركة دمر بشكل كامل  واتلف الحريق كل محتوياته والتي منها شبكة التخطيط التجاري وجدولة الرحلات، وأنظمة الحجز الآلي وخدمة العملاء والأنظمة المالية والمحاسبية..وإتلاف  كل أجهزة الكمبيوتر، يضاف إلى الأثاث والديكورات والنوافذ والتجهيزات والمعدات الفنية الخاصة  ، وبينما تشير التوقعات إلى بلوغ الخسائر المباشرة 30 مليون دولار يتوقع ارتفاع الخسائر الاولية إلى أكثر من 50 مليون دولار .   مبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ تعرض لدمار كبير أصاب المبنى وكافة المحتويات وتشير التوقعات الأولية إلى ان خسائر الوكالة قد تفوق الـ20 مليون دولار،  سيما وان هناك شبكات دمرت بالكامل حيث أتلفت شبكتي إرسال واستقبال الأخبار وشبكة الرصد الإذاعي والتلفزيوني ، وإتلاف أجهزة الكمبيوتر التي يزيد عددها عن 450 جهازاً وأكثر من 180 طابعة كلها من الأنواع الحديثة ، بالإضافة إلى إتلاف وتعطيل المولد الكهربائي والمحولات وشبكة الكهرباء وكذا إلحاق أضرار جسيمة بالمطابع ، فضلا عن هدم جدران ونوافذ مبنى الوكالة.   تكبدت المؤسسة العامة للمياه خسائر كبيرة حيث تعرض مبنى المؤسسة لضربات الهاون والأسلحة الثقيلة والتي نجم عنها إحراق مخازن المؤسسة بالكامل، حيث تم تشكيل ثلاث لجان لحصر الأضرار في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي وأوضح رئيس المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي فؤاد عبد اللطيف لوكالة الأنباء اليمنية سبأ ان الأضرار التي طالت المؤسسة نجم عنها تدمير محتويات المؤسسة بشكل كامل ابتداء من البوابة الرئيسة وحتى آخر مكتب ، إضافة إلى إتلاف أكثر من 300 جهاز كمبيوتر مع ملحقاتها وتدمير معظم أثاث المكاتب من دواليب وأبواب وخزانات وطاولات وكراسي، بالإضافة إلى إتلاف جميع مستندات المشاريع والوثائق المالية والإدارية فضلا عن تدمير مكتب الحاسب الآلي الخاص بإصدار الفوترة لفروع المؤسسة وكشوفات المرتبات الخاصة بالموظفين وإتلاف جزء من مخازن المؤسسة كأجهزة المسح والمضخات" وتشير التقديرات الأولية الحكومية إلى أن خسارة المؤسسة تقدر بعشرة ملايين دولار حسب مصدر مسؤول في لجان الحصر الحكومية .   وزارة الصناعة والتجارة هي الأخرى التي نالها من الاضرار المباشرة وغير المباشرة ما يتجاوز حجمه الملايين الى المليارات سيما وانها تعرضت لعملية نهب منظم، حيث اتلفت كافة الأجهزة الالكترونية والحاسبات الآلية التي تحتوي على الوثائق والمعلومات الأساسية الخاصة في وزارة الصناعة والتجارة وشملت الاضرار محتوياتها ومعظم وثائقها الرسمية، مبينا أن حجم الأضرار التي خلفتها الاشتباكات في مبنى الوزارة والتي قضت بشكل كامل على بنيته المؤسسية من معدات وتجهيزات فنية والكترونية بنيت على مدى سنوات طويلة وصرف عليها المليارات، بما في ذلك المشاريع التي تم تجهيزها في الوزارة بتمويل دولي من الاتحاد الأوروبي والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وهولندا ومنظمة التجارة العالمية وغيرهم من الشركاء الدوليين.. يشار إلى ان تلك المشاريع الممولة دوليا تتجاوز تكلفتها الـ100 مليون دولار.   خسائر المؤسسة العامة  للكهرباء في الجولتين الأولي والثانية من حرب الحصبة بلغت 3 مليارات ريال.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign