نتتياهو يفشل جولة القاهرة ويتوعد باجتباح رفح رغماً عن اي اتفاق        سلطات صنعاء تعلن عن إحباط انشطة استخباراتية اجنبية        صنعاء ترفع سقف التصعبد البحري مع اسرائيل إلى البحر الأبيض        صنعاء ,, مسيرات مليونية تضامناً مع غزة      
    تحقيقات. /
صنعاء تعيش بين زئير االثوار الشباب نهاراً وازيز البنادق وهدير المدافع ليلاً

2011-10-19 14:22:47


 
تقرير ميداني - رشــيد الحداد   تجاوز شباب الثورة خط التماس في مسيرة التحدي التي جالت الزبيري الشارع الرئيسي الذي كان محظورا عليهم المرور فيه، ولكن كسر طوق الزبيري الواقع منذ أسابيع في حدود تماس المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للنظام والمنشقة عنه والموالية للثورة،  إلا ان إعلان الشباب عن عزمهم اختراق حاجز الزبيري والمرور عبر جولة عصر والقاع الذي سبق أن قدموا فيه مايزيد عن 36 شهيدا وأكثر من 200 مصاب بتاريخ 18ـــ 21سبتمبر الماضي قدموا 17 شهيدا و188 جريحا في مسيرة التحدي الجديدة التي اشترط فيها الشباب الخروج بمسيرتهم دون عسكر وسط تحذيرات النظام .. الوسط شهدت مسيرة الزبيري واعدت التقرير الميداني التالي إلى التفاصيل :ــ     في إطار التصعيد الثوري الذي دعت إلية اللجنة التنظيمية الأربعاء الماضي وكررت الدعوة للخروج بمسيرة مليونية تجتاز نقاط التماس في شارع الزبيري الجمعة الماضية انطلقت مسيرة  التحدي التي شارك فيها عشرات الآلاف من الشباب الساعة العاشرة صباح السبت من ميدان التغيير باتجاه شارع الرقاص وشارع الستين باتجاه جولة عصر وهم يهتفون ( الله اكبر حرية ) وفيما سارت المسيرة دون اعتراض من قبل قوات الأمن المركزي التي تراجعت إلى أمام مشروع النظافة وتم إخفاء المدرعات في حوش مستشفى ابن سيناء وأوكلت المهمة لفرق مكافحة الشغب التي فقدت السيطرة على المسيرة حيث صمد الشباب وواصلوا مسيرتهم باتجاه شارع الزبيري من اتجاه عصر إلا أن البلاطجة كانوا بانتظارهم لضرب المسيرة من الأمام من قبل مسلحين موالين لصالح  بالرصاص الحي مما أدي إلى سقوط أربعة من الشباب بالرصاص الحي  والمباشر بالرأس من مخيمات أنصار صالح الواقعة  خلف وزارة الخارجية التي كان يتواجد بها قرابة 200 مسلح، مما استدعى تدخل الفرقة للرد عليهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة كما تم تبادل إطلاق النار بين قناصة كانوا يعتلون عمائر الأوقاف في عصر وبنايات مقابلة لوزارة الخارجية كان يتمركز فيها المسلحون الذي لاذوا بالفرار حيث لاذ بالفرار مسلحو الحيمة الذين يتواجدون في الأرضية الواقعة بجانب مستشفي ابن سيناء إلى عصر واختفى المسلحون الذين باشروا المسيرة بإطلاق النار وقتل عدد منهم، وفي الوقت الذي واصلت المسيرة طريقها باتجاه الزبيري دون اعتراض الحرس الجمهوري  تعرض آلاف الشباب لضرب نار كثيف قبالة جولة عصر ومن أمام  مبني مجلس النواب الجديد ومن أمام وزارة الخارجية ومن سطح الوزارة ومن الدور الثالث كما تم إطلاق النار على الشباب من الأحياء الواقعة أمام كلية الطيران والدفاع الجوي وفي نفس الوقت تدخلت قوات مكافحة الشغب التابعة للأمن المركزي في جولة عصر وألقت بقنابل مسيلة للدموع على المسيرة كما استخدمت خراطيم المياه إلا أن قوات الأمن المركزي التي كانت متمركزة في جولة عصر تراجعت إلى جوار مشروع النظافة مما أدى إلى تراجع آلاف الشباب إلى شارع الستين وعادوا من شارع عشرين ، وواصلت مسيرة الزبيري تقدمها ووصلت دون خسائر إضافية   شهداء مسيرة التحدي   حسب الإحصائيات النهائية التي حصلت عليها الوسط من المستشفي الميداني بلغ عدد الشهداء 10 شهداء حيث سقط كل من محمد حزام البعداني وعبد العزيز الجوفي وناجي محسن ويحي ألصلاحي وصدام الشرجبي ومهنا القباطي وعبد الجليل الفقيه وخالد السجاني وعبد الرحمن الشامي، وبلغ عدد الجرحى بالرصاص الحي 78جريحا كما بلغ إجمالي عدد المصابين بمسيلات الدموع 188شابا   أما مسيرة يوم الأحد فوصل عدد الشهداء فيها إلى ستة شهداء من الشباب ، وأشار الدكتور طارق نعمان كبير الجراحين في مستشفي التغيير بصنعاء إلى أن الجرحى بلغ عددهم 76 جريحا منهم 15 جريحا أصيبوا بالرصاص ألحى والمباشر وإصابتهم خطرة   معركة الفرقة والبلاطجة   السبت والأحد كانا داميين في العاصمة صنعاء حيث سقط فيهما قرابة 50 قتيلا منهم 35 من أنصار الشيخ صادق الأحمر الذين خاضوا معارك ضارية مع قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة العسكرية وقوات شرطة النجدة  و12 من شباب الثورة السلمية و3 من أفراد الفرقة الأولى مدرع وقتيل من قوات الأمن المركزي سقط في جولة عصر، كما دارت مواجهات بين قوات الفرقة والمسلحين الموالين للنظام في عصر إلا ان المواجهات الدامية بين من يطلقون عليهم بالبلاطجة والفرقة احتدمت الأحد حيث هاجم المسلحون الموالون لصالح قوات الفرقة في أكثر من مكان واستخدم المسلحون أسلوب القنص والفر وهو ما نجم عنه مقتل وجرح العشرات من عناصر الفرقة، المستشفي الميداني أكد الأحد عن استقبال 7 قتلي من عناصر الفرقة الأولى مدرع، كما أعلنت الفرقة  عن مقتل 10 أشخاص من أفراده يومي السبت والأحد، وقال بيان صادر عن الجيش المؤيد للثورة الأحد ان الشهداء استشهدوا أثناء أدائهم للواجب في حماية المعتصمين السلميين في ساحة الاعتصام عن طريق القنص الغادر والقصف المدفعي والصاروخي على مواقع الفرقة من قبل الحرس والأمن وبلاطجة النظام   هدف المسيرة   فيما اعتبر المراقبون الإعلان عن مسيرة التحدي من قبل اللجنة التنظيمية بمثابة إعلان عن الزحف باتجاه السبعين واتساع نطاق الثورة إلى شوارع وأحياء جديدة اعتبرت اللجنة التنظيمية للثورة مسيرة الزبيري أنها تندرج في إطار برنامج التصعيد الثوري وهدفها المرور من شارع الزبيري باعتبار شارع الشهيد محمد محمود الزبيري وهدفها إرسال رسالة للنظام بان الثوار قادرون على تحويل العاصمة برمتها الى ميدان التغيير وأوضح عدد من الشباب الذين التقتهم الوسط بان المسيرات ستتواصل حتي يتحقق الهدف ويرحل النظام مطالبين مجلس الأمن بعدم منح الرئيس صالح أي حصانات ومؤكدين ان قرارات مجلس الأمن لن تنفذ وإنما سينفذ قرار الشعب الذي استمع لصالح 33 عاما وكان يجب علية ان يصغي له ويتنحى عن السلطة دون إراقة دماء ان كان يحمل غصن زيتون .   الا ان د.فتحي العزب رئيس إعلامية الإصلاح ومرشح الرئاسة السابق اكد في محاضرة له في ميدان التغيير بالقول ( غدا سنمر من الزراعة والقاع وبعده سنمر من حده وبعده سنمر من أمام الرئاسة ولا يمكن لأحد ان يحدد لنا من أين نمر فالأرض أرض اليمنيين ولليمنيين الحق في ان يسيروا في اي مكان من بلادهم.)   اتهامات متبادلة   في الوقت الذي اتهم شباب الثورة قوات الأمن المركزي باختطاف عشرات المصابين والزج بهم في سجون النظام ونزع اعترافات بالقوة منهم للتلفزيون اليمني تتهم الفرقة الأولى مدرع بالسعي لقتل الشباب من اجل إثارة الشارع اليمني ضد نظام صالح وقتل ما يزيد عن 10 شاب في مسيرة التحدي، نفى مصدر مسؤول في وزارة الداخلية  مقتل عشرة أشخاص من المتظاهرين بالعاصمة صنعاء السبت, وقال إن هذه المعلومات "ادعاءات كاذبة لغرض التضليل والتزييف على الرأي العام المحلي والعالمي."    كما اتهم الحزب الحاكم عبر  الموقع الرسمي التابع له الفرقة الأولى مدرع بالسعي لتجهيز عناصر بلباس مدني "والزج بهم في مظاهرة (السبت) لاقتحام عددا من المصالح الحكومية ومهاجمة مقار أمنية ومواقع عسكرية."   وكانت وزارة الدفاع قد اتهمت الإخوان المسلمين بالسعي للتخريب وقتل المعتصمين من خلال دس عناصر معارضة منكره بملابس عسكرية خاصة بمنتسبي الأمن المركزي، وحذرت من قيام تلك العناصر "باستهداف المتظاهرين وقنصهم من أسطح المباني بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والجرحى لتأنيب الشارع والرأي العام المحلي والدولي وتصوير ذلك بأن منتسبي الأمن المركزي هم من يقومون بقنص المتظاهرين." ذلك الاتهام قوبل باستهجان شديد من قبل الشباب واعتبرت اللجنة التنظيمية تحذيرات وزارة الدفاع  دليل على  ترتيبها لمجزرة جديدة قد تقوم بها ضد أبناء الشعب اليمني.   من جانبه أعلن مصدر في وزارة الداخلية عن قيام عناصر مندسة في صفوف المتظاهرين، بقتل أحد جنود الأمن وجرح عشرة آخرين وإعطاب ثلاث عربات تابعة لمكافحة الشغب.   ووصف المصدر ألامني التصعيد الثوري خطوة تصعيديه غير مسئولة هدفها  تأزيم الموقف عسكريا ونشر الفوضى والقيام بأعمال التخريب والعنف والقتل والاعتداء على المواطنين الآمنين وأفراد الأمن والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة وزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الذعر في العاصمة صنعاء وقالت ان الخارجين عن الشرعية قاموا بتسيير مظاهرات غير مرخص لها في عدد من شوارع أمانة العاصمة.   انتقادات    مسيرة التحدي التي جالت خطوط التماس تعرضت للعديد من الانتقادات وعدم الرضي من البعض حيث  دعا القيادي في الثورة اليمنية خالد الآنسي أحزاب المشترك إلى عدم المتاجرة بدماء الشباب، وقال عبر قناة الجزيرة معلقا على المظاهرة التي خرجت اليوم ( أتحفظ على هذه المظاهرة وأدعو المشترك إلى عدم المتاجرة بدماء الشباب ، ولا تجعلوا الثورة ورقة سياسية ، وما يقوم به المشتركـ لا يقل أخلاقيا عن ما يرتكبه النظام.   حنش يعيش انتفاضة أكتوبر الناصرية   في مسيرة الأحد كان محمد صالح حنش 55 عاما  من ألأوائل الذين جالوا القاع والزبيري وكنتاكي مرورا بجولة عصر إلا أن حنش الذي كان يحمل صورة الشهيد عمر احمد سيف احد شهداء ابرز شهداء انتفاضة 15 أكتوبر 78م وبينما كنا نرافق حنش كان يحي الذكري الـ 33لانتفاضة أكتوبر الناصرية التي كادت ان تعصف بصالح ونظامه بطريقته الخاصة، حيث أشار حنش إلى أن الشهيد عيسى محمد سيف كان سبق ثورة الشباب السلمية بـ 33 عام بثورة سلمية، إلا ان نظام صالح اغتاله مع زملائه المدنيين والعسكريين ولم يكتف بذلك بل تم اختطاف جثامينهم وإخفائها ولازالوا بلا قبور حتى اليوم ومنهم الشهيد عيسى محمد سيف ـــ وعبد السلام مقبل وسالم السقاف وعلي الردفاني ومحمد محسن الحجاجي ومحمد ابراهيم احمد وناصر اليافعى وحسين عبد الباري وعبد الكريم المحويتى وعلي السنباني واحمد سيف الشرجبي.   بالإضافة إلى الشهداء العسكريين الرائد عبد الله ألرازقي والرائد محسن فلاح. والرائد قاسم منصرــ والرائد احمد مطير والرائد حسين حنصر والنقيب عبدالعزيز رسام والنقيب محمد الفليحي والنقيب مهيوب العريفي والنقيب مانع التام والملازم عبد الواسع الأشعري.   دراجات ثائرة.. على خطوط النار   لم تعد الدراجة النارية تلك الوسيلة قليلة النفع كثيرة الضرر ولم تعد الدراجات النارية منبوذة من قبل المجتمع لكثرة حوادثها التي ينجم عنها 100 قتيل شهريا بالإضافة إلى مئات المصابين الذين يضاعفون أرقام المعاقين حركيا أو جزئيا في بلد المليون و1500 ألف معاق بل أثبتت وسيلة النقل الصغيرة الحجم أنها قادرة على إنقاذ عشرات البشر بقدر قدرتها على التسبب بقتلهم أو إعاقتهم فالدراجات التي استبد بأصحابها النظام على مدى السنوات الماضية تارة يصادرها وأخرى يفرض عليها الحظر وثالثة يشترط دفع عشرات الآلاف كجمارك مقابل حصول أصحابها على الرضا المشروط بالمرور من الشوارع نهارا فقط تحولت إلى دراجات ثائرة لا يهاب أصحابها الموت فيخترقون حواجز الخطر في المسيرات الشبابية ويتولون مهمة إنقاذ مئات الشباب كما حدث في مسيرة التحدي يومي السبت والأحد الماضي بصنعاء حيث انتشلت الدراجات النارية ما يزيد عن 100 مصاب وجريح من جولة عصر والزبيري والقاع بعد أن فشلت سيارات الإسعاف في المهمة بل كانت تتلقى الحالات الحرجة من قبل الدراجات التي تمارس عملية الكر حتى تصل قلب الاشتباكات بين الشباب والأمن المركزي وتنتشل المصابين جراء الاختناق بالغازات السامة أو الجرحى جراء الرصاص الحي الذي أمطر على الشباب من مخيم المسلحين الموالين للنظام خلف وزارة الخارجية وفي منطقة القاع وجولة كنتاكي، وعلى الرغم من الإجراءات التي تتخذ على أصحاب الدراجات النارية في منافذ الدخول إلى ميدان التغيير من قبل الفرقة الأولى مدرع التي تعيق مرور أصحاب الدراجات تارة وتمنع دخولها أخرى إلا أن "ثوار المترات" حازوا على شكر وتقدير شباب الثورة ومن منصة التغيير بصنعاء أعلنت اللجنة التنظيمية شكرها وتقديرها للدور الذي قام به المئات من ثوار الدراجات النارية في إنقاذ مئات الشباب من الموت ومن الخطف.   ثوار المترات اعتبروا دورهم إنسانيا ووطنيا من جانب ورد الكيل للنظام الذي حرمهم من مصادر رزقهم لسنوات وأعدم آلاف الدراجات النارية عبر مصادرتها وقصها بمقص حديدي إلى نصفين وتحويل الدراجة النارية إلى خردة دون أدنى اعتبار لحق أصحابها في العمل وحق أطفالهم بالحصول على كسرة خبز يومية من إيرادات الدراجة النارية.   "الوسط" التقت عبدالرحمن الوصابي صاحب دراجة نارية شارك في نقل مصابين من جولة عصر ظهر السبت لمعرفة ما إذا كان دور الدراجات النارية منظما، فأشار إلى أن معظم أصحاب الدراجات النارية مؤيدون للثورة والبعض منهم يتواجدون في المخيمات إلا أن أصحاب الدراجات النارية ليس لديهم كيان ثوري موحد رغم دورهم في كافة المسيرات.    وأفاد الوصابي أن دور الدراجات النارية لا يقتصر على إسعاف المصابين فقط بل وحمايتهم في أحيان كثيرة من دخول دراجات نارية تتبع البلاطجة وممارسة عملية خطف المصابين إلى أماكن مجهولة أو إلى السجون.    واختتم حديثه بالقول إن هناك عشرات الحالات تم استخدام مترات مجهولة لخطفها، أما طارق الخامري صاحب دراجة شارك السبت بإسعاف عدد من الشباب فأشار إلى أن حالات كثيرة لا تستطيع سيارات الإسعاف القيام بدورها بسهولة بسبب كثافة المتظاهرين كما أن هناك حالات إسعاف حرجة يتم نقلها عبر سيارات الإسعاف والطواقم الطبية وهناك حالات إصابة لا تحظى بالاهتمام الكافي كونها غير حرجة مثل الإصابات الطفيفة وحالات الاختناق التي يتم نقلها عبر الدراجات النارية التي قال إنها خفيفة وصغيرة تستطيع اختراق الصفوف وانتشال المصابين وإسعافهم إلى المستشفى الميداني مشيرا إلى أن هناك عددا من أصحاب الدراجات النارية الثائرة سقطوا ما بين شهيد وجريح على مدى الأشهر الماضية وهم يقومون بدورهم الإنساني مؤكدا سقوط شهيد أثناء قيامه بإسعاف أحد المصابين وتم بيع دراجته النارية بالمزاد العلني بمليون ريال لصالح أسرته.   معارك وهمية في ليل صنعاء   أدرك من يقف في موقع الهجوم والدفاع في شارع الزبيري وهائل والتي تعد من مناطق التماس بين القوات الموالية لصالح وأخرى منشقة عن نظامه وموالية لشباب الثورة أنهم ضحايا صراع كما تشير المعارك الليلية الوهمية التي يتبادل فيها الطرفان إطلاق مئات بل آلاف الرصاص بمختلف الأسلحة جوا فيضيئون سماء صنعاء الحالك بالظلام.    المعارك الوهمية التي بدأت تطرح أكثر من علامة استفهام حول حق آلاف الأسر بالأمان وحق عشرات العمائر المرتفعة التي تطالها الرصاص ليلا لتضع على واجهاتها ونوافذها آثارها.   تلك المعارك لا يعتبرونها خرقا لإطلاق النار بل هناك من يعتبرها رسائل إدراك يجب أن يدركها المدركون فالحجرة لم تعد من القاع والدم من رأس العسكري فكثير من الناس يتساءلون لماذا يتم الزج بأناس أبرياء في معارك ضارية في قلب العاصمة، لماذا لم يقتصر الصراع على من باتوا أمراء حروب سيما وأنهم ينتمون لمؤسسة عسكرية ويتقاتلون برصاص وجدت لحماية الشعب وحماية أراضيه لا لقتل الشعب بالشعب وتدمير الوطن بمؤسسته الدفاعية؟.       عزيزة أول شهيدة في الثورة   لم تكن مشاركة المرأة في الثورة منذ بدايتها بتنظيم مسيرات وحضور فعاليات الثورة المختلفة بل بالدماء أيضا فالمرأة في الـ 15 من أكتوبر شاركت بمسيرة التحدي حيث  شاركت عشرات النسوة، البعض منهن استطعن التقدم نحو الزبيري في بداية المسيرة وأخريات فشلن في اللحاق بالمسيرة لكن كان لهن نصيب من القمع حيث سجل أول إصابة لإحدى المشاركات في مسيرة التحدي السبت الماضي بجولة عصر بحالة إغماء وتم إسعافها فور سقوطها إلى الأرض  ألا ان لقب أول شهيدة في الثورة الشبابية كان من نصيب محافظة تعز التي قدمت المئات من الشهداء وآلاف الجرحى، قدمت أول شهيدة السبت الماضي حيث لقيت  المشاركة بمسيرة السبت التي جالت عددا من شوارع تعز "عزيزة عثمان عبده 51عاما" مصرعها برصاص قناص بمؤخرة الرأس أدى إلى استشهادها على الفور .   عزيزة تواصل ثورتها بعد موتها   مقتل عزيزة أثار حفيظة نساء الثورة في محافظة تعز وفي العاصمة صنعاء حيث  نظمت آلاف اليمنيات صباح الاثنتين مظاهرة حاشدة انطلقت من ميدان التغيير مرورا بشارع الرباط ومن الستين حتى أمام مبني وزارة الخارجية حيث نددن بقتل عزيزة عبده عثمان أثناء مشاركتها في مسيرة في محافظة تعز الأحد  لتكون بذلك أول شهيدة تسقط في الثورة منذ بداية انطلاقها قبل نحو تسعة أشهر.   وفي محافظة تعز خرجت مظاهرة نسائية حاشدة أطلق عليها (مسيرة النخوة) انطلقت من ساحة الحرية بالمدينة مرورا بعدة شوارع وصولاً إلى المكان الذي استشهدت فيه عزيزة.   من هي عزيزة ؟   عزيزة المهاجري فتاة يتيمة استشهدت أثناء مشاركتها بتظاهرة سلمية انطلقت من ساحة الحرية مرورا بعدة شوارع بمدينه تعز واستشهدت في وادي المدام، وبحسب مصادر مؤكدة من شباب الثورة فان عزيزة استشهدت بعد ان مرت المسيرة من منطقة  وادي المدام  حيث كانت عزيزة مع النساء والأطفال في مؤخرة المسيرة فيما الرجال يتقدمون المسيرة  وقبل ان تعود المسيرة من ذات المكان أقدم عناصر مسلحة على إطلاق النار تجاه المسيرة مما أضطر بالشباب إلى الانسحاب غير أن عزيزة تقدمت إلى الأمام وهي تصرخ بكل صوتها مخاطبة مطلقي النار بقولها : (يا ناس حرام عليكم , هؤلاء شباب وأطفال ليش تطلقوا النار عليهم , ايش ذنبهم , حرام عليكم حرا) لم تكمل عبارتها حتى اخترقت رصاصة الغدر جمجمتها من الخلف لتنفذ من مقدمة رأسها دون سبق إنذار لتحلق عزيزة بركب الشهداء الذين سبقوها وبوالديها اللذان فارقتهما وهي طفلة لتعيش حياتها يتيمة الأبوين.   عزيزة يبلغ عمرها الحقيقي 36 عاما وغير متزوجة وتعيش مع خالها الذي تكفل بتربيتها في منزل متواضع جوار فرزة صنعاء, ولم يحدث يوما أن تخلفت عن أي مسيرة سواء كانت صغيرة أم كبيرة منذ انطلاقة ثورة شباب كما يؤكدن ذلك زميلاتها، كما كانت من أشد النساء حرصا على تأدية صلاة العشاء والترويح في شهر رمضان المبارك بساحة الحرية.   عزيزة كانت من ضمن خمس نساء تقدمن المسيرة التي اجتازت الحاجز الأمني في أول تظاهرة تمر من أمام مستشفى الثورة المدجج بجميع أنواع لأسحله التي يمتلكها الحرس الجمهوري المرابط بذات المكان, كما كانت من ضمن المسيرة التي اجتازت مدرعات السلطة في تظاهرة حوض الأشراف بتاريخ 19/9/2011 وسقط فيها ثلاثة شهداء وعشرات الجرحى.   عزيزة كانت واحدة من النساء اللاتي تم رشهن بخراطيم المياه في تظاهرة أمام مدرسة الشعب مما أدى إلى إصابتها وسقوط خمارها وهو المشهد الذي عرض في بعض القنوات الفضائية وعندما نقلت إلى مستشفى الروضة رفضت الإفصاح عن اسمها أو التصوير أمام عدسات الإعلام وهي تقول : نحن خرجنا لإسقاط نظام وليس لتصوير أو شهرة.   يذكر أن عزيزة أول شهيدة في ميادين الحرية بتعز وثالث فتاة تسقط بتعز حيث استشهدتا قبلها أسماء محمد أحمد سعيد 25 عاما وجارتها الطفلة نجوى مقبل قائد علوان 10 سنوات إثر القصف الذي استهدف المدينة بتاريخ 22/7/2011م.   تصويب المضادات     أعلن في ميدان التغيير عن تعرض مسيرة الأحد التي جالت القاع والزبيري وكنتاكي وجولة عصر عن تعرضها للضرب بمضادات الطيران، وعلى الرغم من استخدام أسلحة متوسطة مثل الرشاش كما تدل إصابة احد الشهداء الذي تعرض لعدد من الرصاص بالشق الأيسر من الوجه وكان المشهد مأساويا، إلا أن الحديث عن تعرض مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف من الشباب سلميا للضرب مباشرة  بمضادات الطيران  يحتاج لإعادة النظر كون مضاد الطيران من الأسلحة الفتاكة التي لو استخدمت لضرب الشباب لقتلت آلاف في لحظة، فالدفعة الواحدة من مضادات الطيران تبلغ من 25 إلي 250 طلقة، ومدى الطلقة 4كيلو في الهواء لذلك لو استخدمت لكانت المجزرة كارثية.   ليلة العنف   في ليلة هي الأعنف منذ يونيو الماضي تشهدها العاصمة صنعاء نقل المركز الإعلامي للثورة في ميدان التغيير عن مصدر عسكري في قيادة الفرقة الأولى مدرع يؤكد للمركز الإعلامي بأن ميلشيات الحرس العائلي قد حاولت اقتحام الساحة اليوم عدة مرات من جهات:    الزراعة، كنتاكي، الستين، جولة سبأ، إلا أن الاشتباكات دارت في حي الزراعة وبنك الدم والقاع بين قوات الفرقة وقوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري.   وأفاد عدد من الشباب أن ساحة التغيير تعرضت للقصف مساء الاثنين حيث سقطت قذائف داخل باحة مبنى البريد داخل سور جامعة صنعاء الملاصق للمستشفى الميداني، وأدى سقوط القذائف بالقرب من منصة الساحة إلى إصابة "5" معتصمين بجروح مختلفة.   وأفادت مصادر ميدانية بأن قذيفة أخرى استهدفت مبنى جامعة العلوم والتكنولوجيا للبنات وأخرى سقطت على منزل يقع جوار فندق أيجل شمال ساحة التغيير بصنعاء، وأن "3" قذائف سقطت على مبنى الجامعة القديمة في محيط ساحة التغيير فيما "3" قذائف أخرى سقطت جوار سيتي مارت بالقادسية، وعقب ذلك ردد العشرات من شباب الثورة في ميدان التغيير  الزامل الشعبي التالي :    بلِّغوا قحطان والشيخ صادق.. واللواء محسن وكل القيادة    شعبنا جاهز لحمل البنادق.. في سبيل الله ما أحلى الشهادة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign