نتتياهو يفشل جولة القاهرة ويتوعد باجتباح رفح رغماً عن اي اتفاق        سلطات صنعاء تعلن عن إحباط انشطة استخباراتية اجنبية        صنعاء ترفع سقف التصعبد البحري مع اسرائيل إلى البحر الأبيض        صنعاء ,, مسيرات مليونية تضامناً مع غزة      
    تحقيقات. /
ثورة اليمن.. أصوات البنادق تعلوا على أصوات الشباب

2011-10-12 17:27:28


 
تحقيق /رشيد الحداد    ما إن تهدأ الأوضاع في شوارع هائل والزبيري والزراعة والكهرباء حتى تعود الاشتباكات المسلحة بين القوات الحكومية والقوات المنشقة عن النظام مجددا وما ان يتم إزالة مترس عسكري حتى يعود الى الواجهة من جديد، وما ان ترفع نقطة تفتيش نصبها احد الأطراف حتى تعود مجددا لتفتعل اختناقات السير في النهار وتتسبب بقطع الحي أو الشارع المتواجدة فيه عن العالم الخارجي منذ غروب الشمس حتى  بزوغ شمس يوم جديد وما ان تهدأ الأوضاع في الشوارع العامة وتستأنف الحركة العامة تقطع الخطوط العامة وتغلق الشوارع وتفرض لغة العسكر على كل اللغات فلا صوت يعلو فوق صوت الرصاص ولاحق يعلو فوق حق القوة حتى وان كانت على حساب آلاف البشر.   في تمام الساعة العاشرة من صباح الاثنين انسحبت الفرقة الأولى مدرع من عدد من المواقع العسكرية ورفعت العديد من النقاط العسكرية في جولة مذبح وشارع الستين كما خلت جولة عشرين من المظاهر المسلحة ورفعت المتارس من جولة 16 إلا ان الانسحاب المفاجئ لم  يشر الى ان العد التنازلي للتهدئة قد بدأ فعلا بل كان تكتيكا كما يبدو.. فلم نكد نستكمل زيارتنا الاستطلاعية لمواقع التوتر الا وعادت الاشتباكات مرة أخرى بين قوات الفرقة والأمن المركزي كما عاودت الفر ق الانتشار في كافة المواقع التي انسحبت منها وكأن الامر مجرد تكتيك فقط لا بشارة انفر اج للتوتر العسكري في العاصمة، فالشوارع القريبة من النسق الامامى من اتجاه شارع الزبيري خلت فيها المظاهر المسلحة صباح الاثنين وعادت ظهرا كما عاد تواجد الفرقة في نقاط التفتيش من جولة مذبح حتى هائل ومناطق أخرى التي سبق ان خلت من العسكر في الصباح    كان الوضع غريبا ومريبا في الوقت نفسه، فالمشاهد التي لاحظناها في الصباح تغييرت بالكامل في بضع ساعات فقط، فالانفراج المفاجئ اعقبة توتر مفاجئ كاد ان يقصم ظهر الهدنة الهشة التي لم توقف زئير البنادق ولم توقف رصاص القناصة الطائشة فأكثر من مواجهة تجددت منذ ظهر الاثنين، فأثناء الليل يلعلع الرصاص في أجواء تلك الأحياء ويتبادل الأمن المركزي والفرقة اطلاق النار وبحسب مصدر مطلع فإن تجدد المواجهات في شارع هائل مساء الاثنين أدى إلى اصابة ثلاثة افراد من قوات الفرقة الأولى مدرع واتهمت الفرقة مسلحين موالين للنظام بالاعتداء بعد منتصف ليل الاثنين على مواقع للفرقة الأولى مدرع في كل من كنتاكي ـ "جولة النصر" ـ والقبة الخضراء وشارع هائل بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون وأوضحت المصادر أن ذلك الاعتداء يعد الاعتداء الثالث في أقل من 24 ساعة، حيث سبق وأن قامت قوات الحرس عند الساعة الواحدة والنصف ظهراً بمهاجمة تلك المواقع وحدثت اشتباكات ليتدخل بعد ذلك اللواء/ غالب القمش ـ رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي لوقف تلك الاشتباكات، وما هي إلا ساعات لتجدد قوات الحرس اعتداءاتها ومهاجمتها لمواقع الفرقة في المناطق ذاتها عند الساعة السابعة والنصف من مساء أول أمس الاثنين، مما اضطر جنود الفرقة للرد على تلك الاعتداءات وأشارت المصادر إلى أن لجنة التهدئة قامت بتدخل وأوقفت الاشتباكات.   الوسط ومن خلال نزولها الميداني إلى شارع هائل ومناطق التماس علمت من مصادر محلية ان  قوات الفرقة الاولى مدرع  تقدمت بأكثر من اتجاه في الاحياء السكنية التى كانت تتواجد فيها قوات الأمن المركزي عقب انسحابها وأشار المصدر إلى ان الفرقة تقدمت مايزيد عن 700 متر في مدخل شارع هائل من اتجاه الزبيري واستحوذت على عشرات المتارس التي كان يتواجد بها الأمن المركزي ، وطبقا لأهالى المنطقة فان الأمن المركزي انسحب في اليومين الأخيرين وحلت الفرقة مكان تواجده السابق في عدد من الإحياء ، ويرى مراقبون الانسحابات الثنائية أنها ليست سوى انسحابات تكتيكية حيث يسعى كل طر ف لتحقيق تقدم على الأرض دون خسائر عن طريق التمويه، حيث تتواجد القوات الموالية للنظام والمنشقة عنه الموالية للثورة الشبابية في شارع الكهرباء الجامعة القديمة من اتجاه القاع بكثافة بل وباستعداد قتالي ينذر بانفجار وشيك.   وفي الوقت الذي نجحت اللجنة الأمنية بتهدئة الأوضاع العسكرية في العاصمة صنعاء لم تنجح في إقناع طرفي الصراع العسكري بالعودة الي ثكناتهما العسكرية القديمة، ففي الوقت الذي شهدت مناطق الصراع العسكري تقارباً في إزالة سبعة متارس في جولة كنتاكي في الزبيري وأخلت الجولة من المسلحين إلا ان الهدوء كما يبدو سبق العاصفة.   حسب ماتشير إليه المستجدات على ساحة شارع هائل والزبيري والأحياء السكنية التي تحولت إلى مسرح عمليات عسكرية بين قوات النظام والقوات المنشقة الموالية للثورة، فقوات صالح أعادت مطلع الأسبوع الجاري بناء المتارس في محيط ساحة التغيير بصنعاء بعد يومين من انسحابها، حيث عاودت قوات الأمن المركزي مزودة بآليات ومدرعات تمركزها في شارع الزراعة وقرب مبنى إذاعة صنعاء وبجوار مبنى بنك الدم بعد يومين من انسحابها.   الذين وجدوا أنفسهم في سجن كبير يتجاوز الحي السكني إلى الشارع العام الذي تستوطنه الثكنات العسكرية ويجول فيه العسكر دون غيرهم حتى وان كانوا من أهل الحي القريب أو اقرب مقربيهم، فالدخول والخروج إليه بات محدوداً وبوساطة في غالب الأوقات ومن نجا من  الرصاص الطائش بالأمس بات اليوم تحت رحمتها وفي أي لحظة قد يتحول  من كائن حي إلى  صريع اللحظة ، معاناة تتجاوز كل المعايير مياه وكهرباء ورصاص وموت على  أبواب الأحياء السكنية التي سكنتها المدافع والمدرعات واستباح حرمتها الرماة الجدد الذين يطلقون النار ويقتلون ويسجل الحادث ضد مجهول، فالأطراف المتصارعة تلقي باللوم على بعضها ويبقي القتيل بلا قاتل وكأن الرصاص قذفتها طيور أبابيل وليس أصابع بشرية.. بتلك البدايات نسرد حكاية صراع العسكر في عاصمة يتجاوز عدد سكانها المليونين ونصف إنسان معظمهم يعيشون تحت خط الفقر ويفتقرون لأبسط الخدمات الأساسية التى لايستطيع الإنسان العيش بدونها  إلا ان معاناة البسطاء التى تصاعدت منذ تصاعد أعمال العنف في العاصمة تجاهلها العسكر وتجاوزوا حدود الآخرين وأحقيتهم بالحياة الآمنة والمستقرة   مقتل عدد من الأطفال على قارعة شارع هائل وجولة 16 في الشارع ذاته  في الاسبوع الماضي أثار استياء مئات آلاف اليمنيين بل ودفع عشرات الأسر  التي تعيش في الأحياء السكنية المستلبة منها سكينتها التي تحولت الى أهداف قتالية للقوات المؤيدة والمعارضة وشكلت دافعاً آخر للأسر الأخرى التي لم تجد سبيلا غير البقاء في منازلها حتى وان كان الموت يتربص بحقها في الحياة إلا أنها حظرت الخروج على الأطفال إلى الشارع ومنعت كل مظاهر اللعب في الشارع كون اللعبة باتت بأيدي الكبار وأدواتها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بعد مرور أربعة أيام من الهدوء في هائل والزبيري وجولة الكهرباء قمنا بزيارة المنطقة لمعرفة المتغيرات الايجابية في المنطقة إلا ان المشهد لم يتغير كثيرا باستثناء تراجع بعض المتارس والمتمرسين فيها إلى أماكن مخفية بدلا من الوقوف في واجهة الشارع  ووسط توجس وخوف من رصاصة طائشة شقينا طريقنا ابتداء من خلف وزارة النفط التي يتواجد في أزقتها الأمن المركزي بكثافة بأسلحة خفيفة ومتوسطة فقط دون وجود أسلحة ثقيلة أو مدرعات كما لوحظ الاثنين الماضي وباتجاه جولة الكهرباء كانت الشوارع خالية من السكان وكأنها مهجورة، فكل المحلات التجارية مغلقة ابتداء من مقوات شارع هائل حتى جولة وشارع الكهرباء باستثناء بقالة واحدة فاتحة أبوابها ويصلها الزبائن من الخلف بطريقة المغامرة للتزود بالاحتياجات الغذائية الهامة، كما ان جولة كنتاكى التي بدت خالية تماما من أي تواجد عسكري خلافا للأسبوع الماضي إلا ان الجولة لازالت مغلقة والمرور منها خط احمر كما ان دخولها لأي طرف محظور وفي الشارع المتفرع من أمام المؤسسة العامة للطرق  شارع الكهرباء الذي بدا كشارع مهجور إلا من عشرات العسكر يتواجدون في أزقته ويحتمون بمتارس عملاقة لم يسبق ان شاهدت مثلها فتلك المتارس المتواجدة بجانب الكهرباء وأمام مقوات الجامعة القديمة سابقا مرتفعة على الأرض بعدة أمتار وبينما كنا أمام كهرباء الجامعة لاحظنا تواجداً طفيفاً لموظفي الكهرباء إلا ان الدمار الذي شهده الشارع من جانب مبنى الكهرباء يقل في شارع الكهرباء فهنجر وورشة كهرباء الجامعة القديمة التي تمد العاصمة بـ 20 ميجاوات وتعمل بالديزل لاتزال تعمل كما ان لا أضرار طالتها جراء الاشتباكات المسلحة وما لوحظ ان المباني التى بجانب ورشة الكهرباء ومبنى توليد الكهرباء لم تصب بأي أضرار فادحة وإنما طفيفة إلا أن الوضع في المنطقة متوتر بين الفرقة والأمن المركزي الذي يقابل الفرقة من اتجاه شارع التوفيق الذي يربط المستشفي الجمهوري بجولة الكهرباء كما ان الأمن المركزي يتواجد على بعد 400 متر من اتجاه الشارع المؤدي إلى القاع، حيث تنصب نقطة عسكرية عليها صورة للرئيس صالح وبيده القرآن الكريم ومكتوب عليها نحتكم لكتاب الله وهي الصورة التي استخدمت مؤخرا بكثافة من قبل أنصار صالح ومن جانب المستشفي الجمهوري باتجاه الزبيري عادت الحركة المرورية ولم تعد الحركة التجارية في المنطقة، حيث لاتزال المحلات التجارية والمكاتب الخدمية وشركات الصرافة والبنوك مغلقة ولا تزال الحركة العامة في الشارع بأدنى مستوياتها بسبب المخاوف من تجدد الاشتباكات المسلحة على الرغم من خلو المظاهر المسلحة من شارع الزبيري باتجاه كنتاكى إلا ان هناك مجاميع مسلحة من قوات الأمن المركزي في الاتجاه الآخر المقابل لتواجد الفرقة في شارع التوفيق.    عسكرة الشوارع   اتساع خارطة الصراع في العاصمة صنعاء باتت تهدد حياة نصف السكان، فعسكرة الشوارع التهمت ثلث شوارع العاصمة صنعاء فالوضع الميداني في العاصمة ينذر بكارثة إنسانية في حالة ما انفجرت الأوضاع عسكريا من قبل كافة أطراف الصراع العسكرية والقبلية، فبينما يعسكر الأمن المركزي في شارع الشرطة وشارع السفارة السعودية والمالية والجزائر وبغداد وشارع الستين من اتجاه فج عطان وجولة عصر وشارع الزبيري بجانب وزارة الشباب والرياضة وخلف الوزارة والأحياء الخلفية للهيئة العامة للمواصفات والمقايس وفي شارع التوفيق وشارع الزراعة وبجانب بنك الدم وفي القاع وبجانب أمانة العاصمة تتمركز الفرقة في شارع الستين وجولة مذبح وشارع الثلاثين والشوارع الممتدة من جولة مذبح حتى جولة عمران وعلى حدود التماس في هائل والشوارع الفرعية الواقعة في نطاق شارع هائل وكذلك الشوارع الفرعية الواقعة في نطاق شوارع الجامعة القديمة    تتمركز قوات النجدة في شارع الحصبة باتجاه جولة الساعة وفي الأحياء القريبة من وزارة الداخلية وتتمركز قوات الشرطة العسكرية في جولة النصر وشارع مأرب وشارع الصياح  وكافة الأحياء القريبة من سعوان والواقعة في نطاق المواجهات المسلحة النشطة بين قوات النظام  والمسلحين الموالين للشيخ صادق الأحمر الذين يتواجدون بكثافة في شوارع التلفزيون وشارع الحصبة وشارع مجلس الشورى وجولة الحباري.   وفي السياق ذاته تتواجد مجاميع مسلحة من أنصار الشيخ بن عزيز المؤيد للنظام والتي خاضت معركة ضارية مع أنصار الشيخ الأحمر قبل أسبوعيين في حي النهضة ومدينة صوفان، بسبب قيام حراسة منزل الشيخ بن عزيز بمنع حراسة منزل الشيخ حمير الأحمر في مدينة صوفان من استحداث متاريس حول منزله، ما أدى إلى نشوب اشتباكات مسلحة، بين الطرفين، سرعان ما توسعت إلى منطقة الحصبة وحي النهظة، والأستاد الرياضي، بالقرب من مبنى التلفزيون اليمني، عقب قيام قوات الحرس الجمهوري المساندة للشيخ بن عزيز بقصف منزل الشيخ حمير الأحمر، وتوسع قصفها فيما بعد إلى منطقة الحصبة وحي النهضة يضاف الى ذلك تواجد مسلحين في شارع الوحدة في حدة والشوارع المحيطة بمنازل أولاد الأحمر في حدة.   وفي ذات الاتجاه يعسكر العديد من كبار المشائخ والمسؤولين في عدد من الشوارع والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء ومعظم الشوارع السالفة الذكر يتم إغلاقها مساء ويمنع الدخول او الخروج منها.   حضر التجوال   في سياق زيارتنا الميدانية لمواقع التوتر في العاصمة صنعاء شكا مواطنون من تعرضهم لمضايقات العسكر في هائل، حيث عبر عدد من المواطنين عن سخطهم من الممارسات التي يقوم بها أفراد من الفرقة الأولى مدرع في المناطق التي يتمركزون فيها وخصوصا في الأحياء السكنية  وبحسب مواطنين يسكنون في الأحياء السكنية القريبة من شارع هائل والتي قالوا إنها كانت مواقع للأمن المركزي وانسحب منها وحلت الفرقة محلها خلال الأيام الماضية إلا ان قوات الفرقة تفرض حظر التجوال ليلا عنهم بل تمنع الدخول إلى تلك الأحياء بعد الساعة العاشرة ليلاً وفي السياق ذاته تغلق قوات الشرطة العسكرية عددا من الشوارع الواقعة في قطاعها والقريبة من نطاق المواجهات في الحصبة وتمنع المواطنين من الخروج أو الدخول إليها وهو الأمر لذي يتسبب بمعاناة آلاف المواطنين يوميا والأمر والأدهى من ذلك قيام القوات المتمركزة من الجانبين بإطلاق النار للهواء ليلا لإقلاق السكنية العامة ولغرض التخويف، حيث تدور معارك وهمية في الأحياء القريبة من الحصبة وأحياء شارع هائل من فينة إلى الأخرى وخصوصا أثناء الليل الذي تتبادل فيه القوات المتمركزة في تماس المواجهات الرسائل بالرصاص فقط وان هدأت الأوضاع قليلا يتولى المسلحون الموالون للنظام المهمة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign