الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    تحقيقات. /
العام الدراسي الجديد لم يبدأ بعد ومدارس التعليم تحولت الى متارس للجيش في العاصمة

2011-09-28 17:22:28


 
تحقيق / رشيد الحداد    من الممكن العودة إلى المدرسة ومن المستحيل إزالة التوتر السياسي السائد في أوساط  إداريها ومعلميها وطلابها أيضا إن  ذلك هو واقع العام الدراسي الجديد الذي لم يبدأ بعد ، فأكثر من شعار يدور في الساحات الشعار الأول ( لادراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس لازال دون حل أما الشعار الآخر الذي يرفعه أنصار الرئيس في المدارس فكان لادراسة ولا تدريس حتى يعود الرئيس فقد حل بعودة الرئيس الجمعة الماضية .   وعلى الرغم من الفروقات الواضحة بين الرسالة التعليمية والسياسية إلا ان خلط المكاييل حال دون حيادية المدرسة اليمنية التي تحكى أكثر من قصة وتكشف أكثر من سبب من تلك الأسباب فشل الأحزاب السياسية في تحييد المؤسسات العامة للدولة عن الصراعات السياسية فالمدرسية اليوم تحولت من منارة تحويلية تبني مستقبل اليمن الى ثكنة عسكرية يتبادل منها طرفا الصراع قذائف الآر بي جي ورصاصات الدشكا في صنعاء ،  كما إنها باتت مأوى لآلاف النازحين في عدن ومأوى لعشرات العسكر في تعز إلى التفاصيل :ــ     التعليم حق ضرورة لتطور المجتمع وتنمية قدراته العقلية وتحويله إلى عنصر فاعل في المجتمع فالمؤسسة التحويلية التي تصنع الأجيال بالعلم وتسلحه بالمعرفة باتت مخازن لسلاح الموت وثكنات عسكرية لطرفي الصراع في العاصمة صنعاء كما أنها وبسبب سقوط مدينة زنجبار بيد القاعدة في يونيو الماضي باتت مأوى لآلاف الأسر النازحة من محافظة أبين   مدارس محتلة   تشير التقارير الواردة عن وزارة التربية والتعليم ومكتبها في العاصمة إلى ان مايقارب 36 مدرسة محتلة احتلالا عسكريا من قبل القوات الحكومية وقوات الفرقة الأولى مدرع وأنصار الرئيس من المدنيين  وأنصار الشيخ الأحمر حيث تم تحويل مخازن كتب تلك المدارس إلى مخازن للسلاح وفصولها الدراسية إلى عنابر للمسلحين ومن باحاتها التي كانت تستقبل كل صباح آلاف الطلاب تدار المعركة وتتساقط قذائف الهاون و( الآر. بي. جي ) منها يقتل البشر برصاص طائش ومنها يدار الصراع الدموي إنها المدرسة في زمن اليوم الذي لاحرمات فيه لدماء الأبرياء ولا لحقهم في الحياة والتعليم   مدارس أم متارس   الوسط علمت من مصادر في مكتب التربية والتعليم في الامانة ان المدارس المحتلة او شبه المحتلة والتي تم استحداث متارس أمامها وخلفها بلغت 48مدرسة تقع في نقاط التماس للمواجهات العسكرية  منذ اندلاع حرب الحصبة بين قوات الشيخ صادق الأحمر والقوات الحكومية في بداية الثلث الأخير من مايو الماضي  واشارالمصدر إلى ان مدرستين فقط تم احتلالهما من قبل أنصار الشيخ صادق منها مدرسة فقيد الأمة  التي سميت باسم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ومدرسة الرماح التي كما أشار إلى ان هناك مدارس أخرى في نطاق مديرية الثورة محتلة من قبل قوات تتبع النظام الأمن المركزي قوات النجدة والشرطة العسكرية والحرس الجمهوري وأشار المصدر إلى ان المدارس المحتلة بالكامل في الحصبة تبلغ 13 مدرسة يقدر عدد طلابها بأكثر من 30 ألف طالب وطالبة .   أما المدارس الواقعة في نطاق إشراف منطقة معين التعليمية والتي تضم مدارس مذبح ومدارس السنينة والمدارس الواقعة في نطاق جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع  فعدد المدارس التي تحولت الى متارس بلغت 6مدارس ( الوسط ) ومن خلال نزولها الميداني إلى أكثر من مدرسة بداية العام الدراسي علمت في مديرية معين من مدير التعليم العام في المنطقة التعليمية سعيد دبوان ان عشر مدارس تم احتلال البعض منها وبناء متارس في البعض الآخر وأشار دبوان إلى ان كلا من مدرسة الأندلس ومدرسة محمد الدرة ومدرسة أسماء ومدرسة عبد الجليل نعمان  ومدرسة نسيبة لازالت محتلة بشكل كامل كما ان مدرسة السلام ومدرسة الأنصار ومدرسة القردعي ومدرسة الحسين ومدرسة سقطرى تم التمترس فيها من قبل مسلحين من كافة الأطراف عدد منها تقع في نطاق المواجهات وأخرى في مناطق محاذية   وحول المدارس التي تتواجد فيها قوات من الفرقة الأولى مدرع قال مصدر في مديرية معين التعليمية ان المدارس التي تتواجد فيها قوات من الفرقة عددها 6 مدارس وتم التخاطب بصورة غير مباشرة وأبدت الفرقة تفهما حول إخلاء المدارس بشرط تقديم ضمانات بعدم تمركز أي قوات أو عناصر مسلحة في تلك المدارس واستخدامها لمهاجمتها   وعلمت الوسط أثناء نزولها الميداني من معلمين كانوا يطلبون التحويل الى مدارس أخرى إنهم كانوا يدرسون في مدرسة شهداء الفرقة الكائنة في الفرقة الأولى مدرع بسبب المواجهات العسكرية إلا ان مصدرا في منطقة معين التعليمية أفاد بان المدرسة تقع خارج نطاق إشرافها مشيرا الى أنها مدرسة أساسية وثانوية.   خصخصة التعليم الخاص    على الرغم من رهان وزارة التربية والتعليم على الوعي الشعبي وعلى حرص الآباء على مصلحة الأبناء في إنجاح العام الدراسي الجديد بعيدا عن دوامة الصراع السياسي وتحييد المدرسة  إلا ان عناقيد الانتقام السياسية  تتقاطر في كل محافظة والتي لم تكتف بمضايقات المعلمين الرسميين المناهضين للنظام بل اتسعت إلى مضايقة أصحاب المدارس الخاصة الذين انضموا للثورة الشبابية السلمية ففي العاصمة صنعاء تم معاقبة عشرات المدارس الخاصة بسبب انضمام أصحاب تلك المدارس إلى الثورة وتوقفها عن التدريس العام الماضي على  الرغم من ان تلك المدارس خاصة وتوقفها يعني تكبدها خسائر فادحة كما ان طلابها يرفضون التدريس بأمر آبائهم إلا ان مكاتب التربية والتعليم سحبت تراخيص العمل على العشرات من المدارس الأهلية خصوصا المدارس الواقعة في نطاق مديرية السبعين تحت مبرر الحرص على مصلحة الطلاب دون ان يتقدم الآباء بشكوى إلى التربية ولكن من قبيل المماحكاة السياسية وبحسب تصريح صحفي لمدير المنطقة التعليمية في منطقة السبعين بصحيفة 26 سبتمبر  قال فيه ان المدارس  التي سحب منها تراخيص العمل إصلاحية وتمارس التعليم الحزبي وانتماء مالكيها إلى أحزاب معارضة كما قامت منطقة السبعين بمنح تراخيص عمل من الوزارة لعدد من المدارس التي ينتمي مالكوها للنظام الحاكم كبديل للمدارس التي سحبت منها التراخيص لأسباب حزبية   ذلك النهج ساد العام الماضي في المحافظات الاخرى بسبب الاستقواء بالمنصب العام لتصفية حسابات مع معارضين للنظام   تحذير ووعيد   وزارة التربية والتعليم حذرت أصحاب المدارس الأهلية من الإخلال بالعملية التعليمية خلال العام الدراسي الجديد 2011ـــ 2012م وهددت بسحب تراخيص المدارس التي لم تلتزم بالتدريس كعقاب إجرائي رادع ضد كل من تثبت مخالفتها لبرامج وخطط الوزارة   معلمون معتصمون   يبلغ عدد المعلمين الذين انضموا للثورة الشبابية السلمية في فبراير الماضي 60 % من إجمالي المعلمين العاملين في الميدان حيث يعمل أكثر من 100 ألف معلم ومعلمة فقط من أصل 250 ألف معلم منهم الموجهون ومنهم المفرغون ومنهم المعلمون الحضور في كشوفات التربية والعاملون في دول الجوار ذلك الخلل الكبير في منظومة وزارة التربية والتعليم والذي ولد فراغا كبيرا العام الماضي بسبب انضمام عشرات آلاف المعلمين إلى الثورة الشبابية السلمية عقب انضمام نقابة المعلمين اليمنيين الى الثورة   حيث ترك فراغا كبيرا حيث كادت ألاف المدارس ان تغلق أبوابها بسبب تواجد الطلاب وغياب المعلمين وهو ما فشلت وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات في تغطيته وسعت الى الاستعانة بآلاف الطلاب خريجي الثانوية العامة والجامعات المناصرين للنظام دون النظر الى التخصص ، إلا ان العام الدراسي الماضي والذي يطلق عليه عام( الدلهاف ) فشل بكل المقاييس حيث تم اختبار الطلاب الاختبار النصفي دون ان يكملوا حتى نصف المنهج كما تم اختبار الشهادة العامة دون ان يدرس الطلاب أو يكملوا نصف المقرر الدراسي بل استعانت الوزارة والإدارة العامة للاختبارات بحذف معظم المواد.    تلك الاختلالات التي لازالت حتى الآن تشير الي ان إضراب المعلمين لازال اكبر التحديات التي تواجه العام الدراسي الجديد على  تهديد وزارة التربية والتعليم العام الجاري بفصل كل معلم متغيب عن أداء رسالته التعليمية   ثوار المدارس   عشرات آلاف الطلاب الذين انضموا إلى الثورة الشبابية السلمية العام الماضي مقاطعين المدرسة في ظل بقاء النظام لازالوا عالقين في العام الماضي ولم يستقبلوا العام الجديد كونهم فقدوا عاما دراسيا البعض منهم كان يتوقع ان تماثل ثورة الشباب اليمني ثورة مصر وان فترة الثورة قد لاتطول كثيرا إلا ان الثورة طالت والعام الدراسي مر دون ان يكمل آلاف الطلاب  عامهم الدراسي ولا يزال حقهم في إتمام عامهم الدراسي قضية لم تحسم بعد على الرغم من شعور شباب الثورة في محافظة إب مثلا بها وتحل مسؤوليتهم عنها كما حدث في محافظة إب حسب المعلومات التي حصلت عليها الوسط من ان شباب الثورة في خليج الحرية تقدموا بطلب إلى المحافظ يطالبون فيه بتوجيه مكتب التربية والتعليم  بإجراء اختبار لطلاب النقل اسوة بالطلاب الذين خاضوا الاختبارات العام الماضي  إلا ان مكتب التربية رفض امر المحافظ وهو ما أثار ردة فعل غاضبة من قبل الثوار الذين سعوا إلى إغلاق مكتب التربية والمركز التعليمي كرد فعل مطالبين بتنفيذ مطلبهم الحقوقي والانتصار للطلاب الذين انضموا الى الثورة وأيدوها    ولازالت قضية عشرات آلاف الطلاب المنضمين للثورة والذين فقدوا عاما دراسيا دون حل حتى اليوم    خصم بالهبل   في ظل التوتر السياسي في البلد وإصرار عشرات آلاف المعلمين على الاعتصام في الميادين حتى سقوط النظام واشراقة يمن بلا صالح ولا نظام حكم استغل مدراء مكاتب التربية في المحافظات  ومدراء المراكز  التعليمية في المديريات انضمام  المعلمين الى الثورة من جانب سياسي ومادي ففي حين نتمنى جميعا ان تعود الأمور الى ماكانت عليه قبل الثورة الشبابية خصوصا في مجال التعليم الذي يجب ان يحيد عن الصراعات السياسية إلا ان مدراء مكاتب ومراكز التربية يتمنون بقاء الحال كما هو عليه لهبر المزيد من الخصومات الانتقامية وتصفية الحسابات مع بعض المعلمين الموالين للنظام والمؤسف ان يتم إتاحة الفرصة لمدراء المدارس الذين تحول معظمهم الى القيام بأعمال تجسس على زملائهم المعلمين ورفع تقارير البعض منها كاذبة من اجل الاستحواذ على رواتبهم بتواطؤ مسؤولي التربية في المديريات.   اقتحام    في مديرية الظهار محافظة إب  اقتحم أبناء المديرية الاسبوع الماضي مكتب التربية والتعليم بعد رفض مسؤولي التربية الاستماع الى مطالبهم بعد تنفيذهم وقفة احتجاجية واعتصاما مفتوحا أمام مبنى المحافظة والمركز التعليمي في الظهار للمطالبة بإقالة ومحاسبة مدير المركز التعليمي بمديرية الظهار نجيب الهندي بسبب الفساد المالي والإداري الذي مارسه الهندي حسب قولهم  .   وأعلن ثوار إب المجلس الأهلي للمدينة خلال الوقفة الاحتجاجية عزل مدير المركز التعليمي للمديرية نجيب الهندي من عمله في الإدارة التعليمية بسبب تسييس العملية التعليمية وعسكرة المدارس وتحويل المعلمات والمعلمين إلى مخابرات على بعضهم البعض.   وأكد المجلس الأهلي لمدينة إب عن ارتكاب الهندي لكثير من الفساد المالي الفاضح مستندين على ملفات تحوي فساد المذكور قدمها أولياء أمور الطلبة للنيابة العامة وأشار المجلس الأهلي الى ان مدير المركز التعليمي يقوم بمحاولة اخراج المدينة والمحافظة عن سلميتها من خلال رفضه لأوامر المحافظ ومدير التربية والتعليم في اختبار الطلاب.   وأكد المجلس الأهلي وثوار إب اتخاذهم قرارا حازما قضى بعزل الهندي من الإدارة التعليمية وانهم سيعينون بديلا عنه إلا ان الهندي لازال مديراً   نازحو أبين في مدارس عدن   نازحو أبين لازالوا يسكنون مدارس عدن حتى اللحظة بعد ان فشلت السلطات في إيجاد بديل لهم يأوون فيه النازحين وعلى الرغم من المساعي الحكومية لإخلاء المدارس من النازحين فيها إلا أنهم  رفضوا إخلاءها وطالبوا بعودتهم إلى منازلهم وتعويضهم عما لحق بهم أو نقلهم إلى مدينة الصالح رافضين مساعي السلطات المحلية بإخراجهم الى الملاعب ٍبحسب دعوة الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين تمهيدا لإقامة مخميات نزوح خاصة بهم وقالوا إنها غير مهيأة للسكن وإنما للعب.   ويقطن الآلاف من النازحين في قرابة 65 مدرسة أساسية وثانوية في مختلف مديريات المحافظة تم تهيئتها لتكون مراكز إيواء لهؤلاء النازحين جراء الحرب بين قوات الجيش وعناصر مسلحة تنتمي الى أنصار الشريعة .   وكان مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن قد وجه إنذارا للنازحين بمغادرة المدارس وإخلائها قبل بدء العام الدراسي بشهر إلا أن النازحين تجاهلوا هذا الإنذار وأكدوا أنهم لن يغادروا حتى وان أقيمت لهم مخيمات نزوح .   محملا المصدر الوزير احمد الكحلاني وأمين عام المجلس المحلي عبدالكريم شائف مسئولية عرقلة العملية التعليمية في محافظة عدن .. منوهين بانهم من قاموا بإدخال النازحين الى المدارس متناسين أنها تتبع وزارة التربية والتعليم ويجب اخذ الإذن من المكتب الذي يمثلها في عدن .   ومنذ بداية العام الدراسي الجديد لازالت 65 مدرسة يسكنها النازحون وبدأ العام الدراسي في المدارس التي لا يوجد فيها نازحون فيما تنتظر المدارس الأخرى حل مشكلة النازحين لبدء العام الدراسي فيها .   وتشير المصادر الى ان توجيهات صدرت من مكتب التربية والتعليم بإيقاف التدريس حتى يتم حل مشكلة النازحين .. مشيرين الى ان التوجيهات تضمنت أيضا تحضير المدرسين والمدرسات وإرجاع الطلاب حتى إشعار آخر .   الى وزير التربية   في الوقت الذي قمت بزيارة عدد من المدارس والمناطق التعليمية وجدت العديد من العبارات السياسية المرفوعة على حائط المدارس او إدارات المراكز التعليمية ومنها عبارة ( فداك يابو احمد ) وغيرها وهو مايكشف الاتجاه السياسي  لمدراء المدارس ومدراء المناطق التعليمية بجلاء مايفقد  ثقة المجتمع بالمؤسسة التعليمة فأي حيادية يمكن الحصول عليها لضمان إتمام العام الدراسي الجديد وإعادة الثقة بعشرات آلاف الآباء المؤيدين للثورة بإعادة أبنائهم الى تلك المدارس   وننوه أننا لسنا ضد حب أي احد ولكن المدرسة حق للجميع وليست حق حزب بعينه ولأشخص بعينهم ومن أراد التعبير عن حبه فهناك ميادين تتسع للجميع بعيدا عن المدرسة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign