الصحافة البريطانية تكشف عن مضمون عروض امريكية مغرية لصنعاء        كهرباء عدن ....ماساة الصيف المتكرره تحت جنح الفشل والفساد الحكومي        غروندبرغ : نعمل على إطلاق الاسرى وتحسين القطاع الاقتصادي والمالي         مركز بحري دولي يحذر من سلاح يمني جديد      
    تحقيقات. /
عزيمة الشباب.. ومكر الذئاب ..تشكيل (المجلس الانتقالي) مطلب ثوري تعيقه الاحزاب

2011-06-22 14:20:08


 
تحقيق/محمد غالب غزوان  قالت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها في الأسبوع المنصرم إن صالح كان حليفا متقلبا للولايات المتحدة، رغم قيامها بتدريب وتمويل قوات الأمن وأضافت أن من سيعقبه لا يبدو أفضل حالا منه، حيث أن شباب الثورة ينقصهم التنظيم ويبدو أن معظم قادة الجيش وزعماء القبائل من الإسلاميين المتهمين بالتواصل مع القاعدة موضحة أن أفضل السياسات المتاحة هي التي تسعى لها الإدارة الأمريكية التي تحث على قبول اتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجي مما يمنح صالح وعائلته الحصانة في مقابل التخلي عن السلطة وإقامة انتخابات رئاسية جديدة. ومن خلال تقرير الواشنطن بوست يتضح أن الثورة الشبابية في اليمن يصعب عليها أن تحاسب الرئيس وعائلته ليس بسبب أن الأمريكان والخليجيين يشفقون على صالح وعائلته وإنما لأن هناك عوائل كثيرة وقيادات برزت في ثورة الشباب متورطة بالفساد والنهب الذي نهش الجسد اليمني وفتح السجلات، يعني صعوبة إغلاقها إضافة إلى المعارضة المتمثلة باللقاء المشترك والتي يبرز حزب الإصلاح فيها وهو من يسيطر عليها يعتبر نسخة سياسية عقلا وتفكيرا وإدارة لنظام صالح بدليل أن السفير الأمريكي حاول يوم الأربعاء المنصرم انتزاع التزام من حزب الإصلاح بإجراء انتخابات بعد 60 يوما كشرط لإعلان تنحي الرئيس ولكن الإصلاح رفض الالتزام بذلك لأنه يريد أن يشارك في حكومة هو من يرأسها ويستمر فيها فترة كافية ليقوم بالسيطرة على العديد من مفاصلها وإمكانياتها ويضمن الحصول على الأغلبية المريحة بنفس أسلوب نظام صالح وهذا يعني أيضا تقاسم ثروات الجنوب والسيطرة على الجيش ثم سيقرر موعد الانتخابات ولهذا أفضل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتمديد للنائب ويعني هذا التمديد للبرلمان أيضا.. فكل همهم الوصول للسلطة والعمل بأوراق خاصة بهم فمثلا تم التنسيق لما تسمى المنسقية العليا التي تدعي أنها تمثل شباب الثورة وهي تتبع الإصلاح للقاء بنائب الرئيس وطرحت عليه فكرة تشكيل مجلس انتقالي ولم يتم التجاوب معها لذا فقد أصبح الآن من مصلحة شباب الثورة الدعوة والإعداد لانتخابات رئاسية خلال ستين يوما وعلى الإصلاح الملتحق بثورة الشباب أن يخضع لرغبة الشباب ويلتزم بذلك ويا حبذا لو يطالب الشباب بأن يكون منصب رئاسة الحكومة لشخصية مستقلة مناضلة ينتخبها الشباب من الساحة لتولي رئاسة الحكومة فالذئاب التي سبق لها وأن نهبت واتخمت على حساب الوطن تريد أن تتطهر من رجسها وتتحول إلى قديس في وقت واحد وهذا مستحيل. فليكن شباب الثورة لهم بالمرصاد وإلى ملف هذا الأسبوع.  إصرار الشباب   وصلت خسائر الاقتصاد اليمني إلى خمسة مليارات دولار ولكن الشباب يرون أن تلك الخسائر لا تساوي شيئا أمام ما يصبون إليه بثورتهم التي زلزلت النظام فإنهم عندما ينظرون إلى ما فوقهم يجدون لصوصاً متخمين بأموال استقطعت من لقمة عيشهم شيدت بها قصور فخمة واقتنيت بها سيارات فارهة وشركات ومؤسسات خاصة بمن كانوا يحكمون سواء عسكريين أو مدنيين وشيوخ وآخرين معارضين نالهم من بذخ النهب ما يخرس ألسنتهم. فزاد إصرار الشباب على إنجاح ثورتهم مهما واجهت من الخبثاء الذين يتربصون بالثورة.   الانتقال بالسلطة   مطلب تشكيل مجلس انتقالي هاجس لصيق بتفكير الشباب الثوار ومطلب ملح ومن خلال التقاء الصحيفة بالعديد من الشباب الثوار اتضح للصحيفة أن مطلبهم هو انتقال السلطة بشكل رسمي لنائب الرئيس وتشكيل مجلس انتقالي والعودة إلى دستور دولة الوحدة الذي صدر عام 90م والعمل على تطعيمه بمواد تنقله إلى تشريع الدولة المدنية وإجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوما ثم يتم الإعداد للانتخابات البرلمانية وبالتالي تشكيل الحكومة المنتخبة وأبدى الشباب استغرابهم من تلكؤ حزب الإصلاح أمام السفير الأمريكي في عدم الالتزام بإجراء انتخابات رئاسية خلال ستين يوما واعتبروا أن تلكؤ الإصلاح وراءه تكتيكات شبيهة بتكتيكات النظام الذي يسعون لإسقاطه وقالوا إن حزب الإصلاح التحق بالثورة كمناصر لها ولكن عمل بجدية من أجل ابتلاعها ونهبها بحكم أنه يحمل نفس أخلاقيات النظام الذي كان الإصلاح شريكاً له في الحكم وحتى حين تم استبعاده من الشراكة بشكل رسمي استمر شريكاً من بعيد لبعيد وحظي بالعديد من الامتيازات لعناصره، امتيازات لم يحظ بها أي حزب معارض غيره ولهذا يناور ويحاور ويلف ويدور بنفس أسلوب النظام وأبدى الشباب للصحيفة مخاوفهم من تصعيد نخبة إلى الحكم تحمل نفس العقلية التي كان النظام يتبعها في المجال السياسي والاقتصادي فيتم تكرار نفس المأساة التي كان يعيشها الإنسان اليمني، فالمهم أن لا يسرق اليمنيون مرة أخرى وأن لا تنتهك كرامتهم ولهذا يجب أن يتم الدفع برموز وطنية وليست سارقة وأضاف الشباب الثوار الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم أنهم يستغربون من موقف العديد من قيادات اللقاء المشترك عن أسلوب التزوير الذي تم عرضه على الناس حيث قام حزب الإصلاح مستخدما نفوذه بدفع ما تسمى المنسقية العليا إلى اللقاء بنائب الرئيس على أنها تمثل الشباب الثوار رغم أن تلك المنسقية تتبع حزب الإصلاح وهي عبارة عن حركة خالصة من حركات حزب الإصلاح ولا تمثل الشباب ويتم فرضها على الشباب الثوار بقوة وبمساندة الفرقة الأولى مدرع الجناح العسكري لحزب الإصلاح وهناك عشرات المنسقيات الشبابية يتم محاربتها بينما قيادات اللقاء المشترك تتواطأ مع هذه الممارسات المقيتة حتى أن سكرتارية منظمة طلاب الحزب الاشتراكي بعثوا رسالة شديدة اللهجة لقيادات حزبهم لكشف كل الحوارات التي تدار من خلف الكواليس والضغوط التي تمارس ضدهم مؤكدين على استمرار نضالهم لإنجاح ثورتهم وأضاف الشباب الثوار أن حزب الإصلاح والجناح العسكري التابع له سيتحولون إلى خازوق للثورة وسوف ينحرفون بها إلى واد سحيق لأن رغبتهم في تولي زمام السلطة أمر مرفوض تماما خاصة في الجنوب وفي شمال الشمال ومدن يمنية هامة كون تاريخه في تلك المقاطعات الجغرافية غير ناصع البياض وعليه أن يدرك ذلك وأن يسعى كشريك وليس كقائد مع الأحزاب المنضوية في تكتلهم وكذلك مع الثورة التي التحقوا بها ولم تلتحق بهم.   المطلب الشعبي   تشكيل مجلس انتقالي يدير شئون البلاد أصبح مطلب شعبي عام ففي محافظة الحديدة هتف عشرات الآلاف من الشباب المحتشدين في حديقة الشعب عقب صلاة الجمعة برحيل بقايا النظام وسرعة تشكيل مجلس انتقالي وأكد شباب الحديدة على أن ثوار تهامة سيواصلون نضالاتهم حتى إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية مؤكدين على عدم اعترافهم بأي مبادرات أو حوارات وفي محافظة ذمار خرج عشرات الآلاف في مسيرات ضخمة تجوب المدينة وهي تهتف بسرعة تشكيل مجلس انتقالي واستكمال أهداف الثورة ونقل الحكم إلى الشرعية الثورية وفي محافظة الضالع جابت مسيرات ضخمة عقب صلاة الجمعة شوارع المدينة مطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وجدد متظاهرو الضالع على سلمية ثورتهم والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وفي مديرية عتق عاصمة محافظة شبوة خرج الآلاف من المتظاهرين عقب صلاة الجمعة بمخيم ائتلاف الثورة وهتفوا بشرعية الثورة والمجلس الانتقالي وطالب خطيب الجمعة في عتق من الرئيس بالإنابة عبد ربه منصور هادي الانضمام لثورة الشباب وفي محافظة إب شيعت مجاميع غفيرة عقب صلاة الجمعة الشهيد بشير الدبعي أحد ضحايا الهجوم على ساحة الحرية بمحافظة تعز في المحرقة الشهيرة وبعد الصلاة على الجثمان وأثناء التشييع هتف المشيعون بشعارات منددة بالنظام وبدول الخليج داعين إلى سرعة تشكيل مجلس انتقالي وفي محافظة لحج طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ووضع برنامج للمرحلة الانتقالية وتكليف شخصية وطنية متوافق عليها لتشكيل المجلس الانتقالي الذي سيتولى المهام التنفيذية لإدارة شئون البلاد وفي محافظة البيضاء وكذلك مدينة رداع هتف المتظاهرون عقب صلاة الجمعة بضرورة تشكيل مجلس انتقالي ثوري وكذلك في محافظة حجة وباقي مديرياتها هتف المتظاهرون بضرورة تشكيل مجلس انتقالي فهاجس الهتاف بتشكيل المجلس الانتقالي أصبح نداء يتعالى في كل المحافظات ومطلب كافة ساحات الاعتصامات في عموم المحافظات.   المطلب العشوائي   لم تقتصر عملية المطالبة بالمجلس الانتقالي على الهتافات والمظاهرات في يوم الجمعة فقط بل أصبح هذا المطلب هاجساً يومياً ومسئولية على شباب الثورة خاصة في العاصمة صنعاء والمدن الكبيرة التي تشكل ثقلاً وأهمية مثل محافظات عدن وتعز والحديدة وإب وغيرها، ففي العاصمة صنعاء حصلت العديد من المصادمات وتعرض العديد من الشباب للاعتداء من الفرقة الأولى مدرع بقيادة ضابط فيد حرب 94 عسكر زعيل في الأسبوع المنصرم ولكن همة الشباب لم تتوقف عن المطالبة وزاد إصرارهم على ذلك المطلب الذي أصبح مطلباً شعبياً وأخذ الشباب الثوار يشعرون أن هناك مؤامرة على ثورتهم من قبل أحزاب اللقاء المشترك وقائد الفرقة الأولى علي محسن من خلال العراقيل التي يضعها هؤلاء على برامجهم التصعيدية.   ففي العاصمة صنعاء خرج عصر يوم السبت آلاف من الشباب الثوار في مسيرة تجوب ساحة التغيير في صنعاء انطلقت من قرب المنصة متجهة نحو الجامعة القديمة وقد تم تنظيم المسيرة من قبل اتحادات وائتلافات ومكونات في الساحة مجمعة على سرعة تشكيل مجلس انتقالي وقد هتفت أثناء المسيرة مطالبة بتشكيل المجلس وكذلك كانت تندد بالسيطرة والهيمنة التي تفرضها الفرقة الأولى مدرع على الثوار وكذلك أحزاب اللقاء المشترك وكذلك كان من ضمن الهتافات تحريض الشباب على الانضمام والنهوض إلى ما يدعون إليه وعدم الركون على حوارات السياسيين وكانت أعداد المشاركين في المسيرة كبيرة جدا وحضور كبير للعنصر النسائي وعندما وصلت المسيرة إلى الجولة التي تقع جوار المركز الإيراني والتي أطلق الثوار عليها جولة الشهداء والتي تم فيها عرض صور كافة الشهداء الثوار توقفت المسيرة وأخذ المشاركون يقرأون الفاتحة على أرواح الشهداء بصوت مرتفع من أجل تحفيز الشباب الآخرين الذين هم رهن الخيام يمضغون القات كي يتذكروا الشهداء وينضمون إلى المسيرة وبعد توقف استمر لمدة خمس دقائق واصلت المسيرة سيرها باتجاه الجامعة القديمة وهي تواصل الهتاف المطالب بتشكيل مجلس انتقالي.   وكذلك خرجت مسيرة مماثلة في محافظة تعز في نفس اليوم السبت مطالبة بتشكيل مجلس الانتقالي.   وقد عبر العديد من الشباب المشاركين في تلك المسيرات عن استيائهم من عملية التهميش التي يتم معاملتهم بها من قبل السياسيين الذين يستثمرون ثورتهم لعقد الصفقات ويضعون العراقيل امامهم حتى يفشلوا كل تحركاتهم التصعيدية كي يفرضوا عليهم المبادرة الخليجية حسب تعبيرهم، مؤكدين على أن تلك المبادرة لا تعنيهم وأن محاكمة ومحاسبة كل من تورطوا في سفك دماء أبناء اليمن وشاركوا في نهب اليمن وفرطوا في سيادة اليمن يجب محاكمتهم ومحاسبتهم وأن لا يتولوا مناصب حكومية في الدولة المدنية الجديدة.   تنظيرات للكفاح المسلح   لم يقتصر مطلب تشكيل المجلس الانتقالي على المظاهرات والمطالبة بتشكيله بل هناك العديد من الائتلافات الشبابية بدأت تعمل فعلا لتشكيل مجلس انتقالي، ففي ساحة التغيير قامت العديد من الائتلافات بترشيح مندوبين لها لعقد اجتماع لعملية إجراء انتخابات بإشراف القضاة لانتخاب مجلس أمناء يقوم بتشكيل مجلس انتقالي في العاصمة صنعاء وحتى الآن يتم تأجيل عملية الانتخاب بينما قدم التحالف المدني للثورة الشبابية مسودة لمشروع المجلس الوطني الانتقالي أوضحت المسودة في فقرتها السابعة آلية اختيار أعضاء المجلس وهو ما فندته الفقرة التالية:   1-يتم عقد مؤتمر تأسيسي موسع لكل محافظة على حدة يشمل الكيانات التالية من أبناء المحافظة مع مراعاة عقد المؤتمر في مدينة آمنة وتقع تحت سيطرة الثوار (أ) ثلاثة ممثلين عن شباب الثورة المستقلين الذين برزوا أثناء الثورة (ب) ثلاثة ممثلين عن احزاب اللقاء المشترك (ج) ثلاثة ممثلين من المحافظات الجنوبية (د) ثلاثة ممثلين عن الحوثيين (هـ) ثلاثة ممثلين عن كتلة المستقيلين عن المؤتمر الشعبي العام (و) ثلاثة من مشايخ ووجهاء كل محافظة إضافة إلى ستة أعضاء بغض النظر عن محافظاتهم وعلى النحو التالي: (1) عضوان من معارضة الخارج ممن يتمتعون بالكفاءة والخبرة بالمجال القانوني والحقوقي وأوضحت المسودة أن يتخذ المجلس مدينة تحدد لاحقا تكون مقرا له إلى حين توفر الظروف الملائمة لانتقاله إلى صنعاء وعلى أن يمارس المجلس مهامه في المناطق التي سقطت بالكامل في أيدي الثوار وأن تبقى أسماء أعضاء المجلس سرية في المحافظات التي لا تخضع لسيطرة الثوار حفاظا على حياة أقاربهم.. هذه النقاط هي جزئية من مسودة التحالف المدني والذي تؤيده العديد من الحركات الشبابية كمشروع قابل للتعديل في بنوده وكمطلب ينادون لتحقيقه كذلك المنسقية العليا التابعة لحزب الإصلاح أعلنت في مؤتمر صحفي عن مطلبها بتشكيل المجلس والتقت بالفريق عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال رئيس الجمهورية والذي أوضح لهم أنه متفرغ للوضع الاقتصادي والأمني في البلاد ولن يقوم بتكوين مجلس مثل هذا.   أحزاب اللقاء المشترك لم تحدد موقفها صراحة ولكنها تعلم أن الثوار الشباب في حالة فراغ ثوري وأصبحت أجندتهم الثورية أشبه بالفارغة بعد أن قطعت عليهم سبل التصعيد الثوري وتم إيهامهم بنصر مزيف.   التصعيد توقفت عملية التصعيد الثوري والدعوة إلى العصيان المدني واستقطاب المواطنين وقطاعات الشعب للانضمام للثورة وتأييدها بعد عملية محاولة اغتيال الرئيس وتحولت الساحات إلى أماكن للبهجة والفرح وبانتظار انتقال السلطة وتم ذلك بتكتيك أشبه بالاتفاق بين قيادات نافذة تتحكم بمسار الثورة وبين المتبقين ممن يقبضون على السلطة وبمجرد أن وافق الرئيس على السفر إلى السعودية لتلقي العلاج انسحبت العديد من الآليات العسكرية من الشوارع ومن ذلك الآليات والقوة العسكرية التي كانت ترابط في جولة كنتاكي والتي تعتبر السد المنيع الأول لإيقاف أي مسيرة ثورية تتوجه إلى القصر ولكن بكل اطمئنان تم سحب هذه القوة وكأن هناك عهداً قطع على عدم تحرك الثوار الشباب من الساحة المخصصة لاعتصامهم ونشطت دبلوماسية المشائخ ممثلة بأبناء الأحمر وكذلك نشاط قائد الفرقة علي محسن وكأن الثورة السلمية للشباب فشلت وجاء الرحيل عن طريق التفجير الذي استهدف المسجد الرئاسي رغم أن المتوقع كان أن تتضاعف عملية التصعيد الثوري للشباب سلمية وخاصة بعد أن برأهم الرئيس من محاولة اغتياله هو وباقي المسئولين ولكن ما حصل كان غير متوقع من الثورة السلمية التي تخدرت مع نشوة الخبر الذي أدى إلى رحيل الرئيس للعلاج واعتبروه انتقالاً للسلطة ثم جاءت انتفاضتهم بمطلب تشكيل مجلس انتقالي لا يمكن له أن ينجز شيئاً في ظل وجود سلطة حتى وإن كانت متهالكة إلا إذا كانت هناك نية لإفراغ الثورة من سلميتها ونقلها إلى كفاح مسلح لن تكون عواقبه مرضية.   تعبئة وعسكرة   وأخذت بوادر التعبئة تظهر في سطح الأحداث عند بعض المراقبين للأوضاع حيث علمت الصحيفة أن عملية تدريب للشباب تتم كل يوم بعد صلاة الفجر في حوش الجامعة الجديدة وتحركت الصحيفة إلى الجامعة بعد صلاة فجر يوم الخميس إلى ساحة التغيير وقبل الوصول إلى سور الجامعة سمعنا هتاف الشباب وهم يتدربون ومع هذا اعتبرنا أن العملية ممارسة للرياضة لبعض الشباب المهتمين بالرياضة وعند الاقتراب من بوابة الجامعة شاهدنا مجموعتين من الشباب يؤدون تدريبات اللياقة البدنية العسكرية وكان أسلوب التدريب واضحاً ولم نجد جواباً لماذا يتم التدريب لشباب في ثورة سلمية أذهلت العالم، البعض أفاد أنهم مجندون جدد للفرقة الأولى مدرع وآخرون قالوا إنهم يتبعون اللجنة النظامية أو ما يسميها الشباب اللجنة الأمنية التي تخصصت في قمعهم وفي نفس ذلك اليوم علمنا أن هناك خيمة خاصة لاستقبال العائدين للعمل العسكري والذين ينشقون من المعسكرات تم صرف مبالغ مالية لهم لا تزيد عن عشرين ألف ريال وطلب منهم الحضور كل صباح حتى انتهاء وقت الدوام كنوع من الالتزام بانشقاقهم من معسكراتهم، مثل هذه الممارسات والاتجاهات تخيف وتقلق الثوار المثقفين والذين يفضلون نجاح الثورة عن طريق النضال السلمي وبصورة مدنية حتى لا تتحول الثورة إلى ثورة عسكرية مسلحة تقلب موازين نضال الشباب وتمنح الشرعية للحاكم في ضرب الثوار السلميين وحتى لا تصبح الدولة الجديدة دولة تصفية الحسابات وتعاني من نفس المرض العضال الذي أنتج أزمة القضية الجنوبية.   تعدد الطرق في ثورة بدون خارطة طريق     الشباب الثوار يرون أن الهدف الرئيس لثورتهم هو إسقاط النظام وأن النظام من وجهة نظرهم قد سقط بعد العملية التي استهدفت مسجد النهدين الرئاسي وأن بقاءهم في الساحات تحول إلى عبث واستهلاك للوقت الذي يلحق أضراراً كبيرة بالمواطنين وبدون أن تكون خطوات واضحة للفترة المقبلة فتصبح ثورتهم مجرد ثورة انتظار إلى ما سوف تسفر إليه الأمور ولهذا اتخذوا قرارهم في تشكيل مجلس انتقالي ينقل السلطة من النظام الذي سقط حسب رأيهم إلى شرعية الثورة التي يجب أن تتولى إدارة البلاد من أجل تشكيل الحكومة الانتقالية وتعديل الدستور وإجراء الانتخابات ووضع مداميك البناء والاستقرار بينما بعض المراقبين يرون أن الشباب يعيشون حالة فراغ ثورية وأن خارطة الطريق غير واضحة بالنسبة لهم ويعيشون أيضا أزمة ثقة بالأحزاب السياسية التي انضمت إليهم فتعددت الطرق والرؤى لهم ولكن الناتج الأكبر لتلك الرؤى كان مطلب تشكيل مجلس وطني انتقالي فإلى الآراء التي حصلت عليها الصحيفة من بعض الناشطين السياسيين حول تشكيل المجلس الانتقالي.   فجر كاذب   الأستاذ عبدالباري طاهر نقيب الصحفيين الأسبق والناشط السياسي ومن أوائل الداعمين للثورة قال: الشباب عندهم اجتهادات فيها نوع من الاستباق وتمني الفرحة قبل الفرحة وأوضح في تصريحه الذي أدلى به للصحيفة: عبدربه هادي الذي يجب أن يتسلم السلطة بموجب الدستور لم يستلم عمله كرئيس حتى الآن فالسلطة ما زالت بأيدي القوى العسكرية المتمثلة بأقارب الرئيس فتكوين مجلس انتقالي ماذا ستكون الفائدة منه في ظل عدم القدرة على انتقال السلطة إليه فالشباب يجب عليهم مواصلة ثورتهم السلمية حتى يتم إسقاط النظام بالكامل وبعد ذلك يمكن لهم التفكير في المجلس الانتقالي فلا يتم البناء قبل استكمال الهدم وعليهم أن يعوا أن هناك ضغطاً أمريكياً وأوربياً سيعيق طريقهم وأضاف طاهر: لقد تحدثنا مع الشباب ومع توكل كرمان وقلنا لهم إن الشعور بأن الثورة قد أنجزت ما عليها يعتبر فجراً كاذباً وأن المجلس الانتقالي في ليبيا ما زال يقاتل حتى الآن وأن تشكيل مجلس انتقالي في اليمن سيكون مجلساً لا يستطيع أن يحل أي مشاكل وسيجد نفسه مداناً ومن يستعجل الشيء يحرم منه.. وقال طاهر: من يطلبون مجلساً انتقالياً من عبدربه أو من أحزاب اللقاء المشترك تقول لهم أنهما لا يستطيعان أن يأتيا لهم بمجلس فالجزء العسكري ما زال قائما وعلى الثوار أن يتنبهوا لما يدور ويحصل في زنجبار وتعز والحديدة التي أصبحت منكوبة ولا يبحثوا عن حل سحري، عليهم مواصلة التصعيد لإسقاط بقايا النظام.. وأوضح طاهر انه حذر الكثير من الشباب من أن يقعوا في وهم الانتصار لأن وهم الانتصار أشر من الهزيمة ففي اليوم الذي كان الثوار الشباب يحتفلون بصنعاء بعد حادث انفجار الرئاسة كانت محافظة تعز تذبح عليهم أن يدافعوا عن زنجبار ولحج وتعز والحديدة والحفاظ على الخيار السلمي الديمقراطي لأن هناك العديد من القوى والتيارات السياسية والمذهبية والعسكرية لا تريد للثورة أن تنتصر بالخيار السلمي الديمقراطي.   عبدربه لم يمارس سلطاته   المحامي الحقوقي برمان أيد كل ما طرح الأستاذ عبدالباري طاهر وقال كيف يتم إنشاء مجلس انتقالي في ظل سلطة قائمة فرغم أن هذه السلطة قد أيقنت أنها لا تستطيع أن تواصل الحكم وتستمر وأن ليس أمامها سوى الرحيل وأوضح برمان في تصريحه لـ"الوسط" أن السلطة تعيش حالة ضعف ولم تعد قادرة على الاستمرار جراء التدهور الذي تعاني منه البلاد في كافة الجوانب فقد توفي أربعة أطفال كانوا رهن الحضانة في المستشفى بسبب انقطاع الكهرباء ومات آخرون في قسم الغسيل الكلوي في محافظة الحديدة ومات أشخاص آخرون بسبب عدم توفر الأكسجين في مدينة معبر، فالوضع الذي تعاني منه البلاد يجبر السلطة على الرحيل وأضاف برمان ان الشباب أخذوا ينادون من كل مكان بضرورة تشكيل مجلس انتقالي وتناسوا شيئاً مهماً هو أن عبدربه القائم بأعمال الرئيس لم يستلم مهام عمله حتى الآن فتكوين مجلس انتقالي يعني تحمل مسئولية البلاد بكافة دوائرها ووزاراتها ومحافظاتها، فمن أين سيوفر المجلس رواتب الموظفين، فالمجلس الانتقالي الليبي له مبرراته فلم يتم تشكيله إلا بعد سقوط العديد من المدن النفطية بأيادي الثوار وحصل على دعم دولي ما يقدر بـ88 مليون دولار تكاليف الحرب يوميا ومع هذا هناك حتى الآن خمسة عشر ألف شهيد وأضاف برمان أن على الشباب أن يواصلوا ثورتهم، فالنظام يعيش مرحلة حرجة وما تبقى هو مجرد ركام لنظام يجب إسقاطه أولا ومن ثم تشكيل المجلس الانتقالي وإذا كان الشباب يسعون لتشكيل مجلس انتقالي فليكن عبارة عن استعداد لما بعد سقوط النظام أما الاستباق يعد نوعا من الانتحار.   وضعنا أحسن من ليبيا   المحامي خالد الآنسي أحد أوائل الثوار والمتبني لمشروع إنشاء مجلس انتقالي قال إن هذا المجلس سيقوم بدور البرلمان المؤقت وإقرار حكومة تكنوقراط موضحا في سياق تصريحه للوسط أن الوضع الذي نعيشه ليست أزمة سياسية وإنما ثورة وأن الحال اليمني أفضل من ليبيا فالسلطة غير موجودة في المعسكرات والأجهزة الأمنية ولا توجد مكونات سياسية وإذا كان المجلس الانتقالي في ليبيا حصل على الدعم فعند تكوين مجلسنا في اليمن سنطالب بالاعتراف والدعم واستبعد الآنسي أن تكون هناك مواجهات مسلحة، موضحا أن العوائق المفروض أن تقوم الأحزاب بإزالتها، فالأحزاب السياسية التي التحقت بالثورة يجب أن يكون لها دور وإلا على الثوار رفض هذه الأحزاب، وأضاف الآنسي ان النظام قد سقط ويجب تكوين مجلس وطني انتقالي هذا هو مطلبنا ورؤيتنا أن يحقق المجلس الشراكة لكل اليمنيين من خلال أعضاء يحظون باحترام وقبول واسع وقال حاجتنا لمجلس انتقالي واحد أما المحافظات فبالإمكان أن تدار عبر لجان شعبية أما التصعيد وطلب تكوين المجلس من عبدربه منصور غير مجد فالمفترض أن الثورة هي من تنتج هذه الهيئات وهي من تحمل هذا المطلب وتساءل الآنسي ما هو الحل والإطار البديل المبادرة الخليجية التي تريد أن تحول الثورة إلى أزمة سياسية أو التصعيد بدون هدف؟ فإن الهدف الموجود هو المجلس الذي سنسير إلى تشكيله فقوى الأحزاب يفترض عليها قانونيا وسياسيا وأخلاقيا أن تقوم بتكوين المجلس لأنها القوى السياسية التي تمثل البلد ولكنها اكتفت بإجراء المشاورات والتصعيد بدون هدف وهذه هي المشكلة وأضاف الآنسي أن التصعيد في خروج المسيرات إلى الستين والعودة ليس له هدف مؤكدا أنه لا بد من أن يكون هناك شيء نضغط عليه أما أن نستهلك طاقات الناس في مسيرات تنفيسية فهذا لا يخدم الثورة ولا ينجزها.   خط الثورة المستقيم   الأستاذ عبدالجليل البركاني ناشر صحفي وناشط ثوري من ائتلاف المرابطين قال: نحن في تحالف المرابطين من أجل الحرية والعدالة نرى أنه قد حان الوقت لتشكيل مجلس انتقالي يجسد شرعية الثورة لتحقيق باقي أهدافها التي نرى أنه يجري الآن العمل على وأدها من خلال التمهل والاستبصار غير الواقعي الذي تمارسه قوى المعارضة والذي لا يكرس سوى آلية نقل السلطة وفق شرعية دستورية لا أساس لها بالمطلق بعد أن نفتها تماما الشرعية الثورية التي تجسدها ساحات وميادين الحرية والتغيير في عموم الوطن والتي نصت عليها المبادرة الخليجية التي لم يكن لها من هدف سوى قتل الثورة وتحويلها إلى أزمة مع النظام.. ثم إن من يؤيدون انتقال السلطة ربما يجهلون أن عجز الطاغية بسبب اعتلال صحته لا يجيز له نقل السلطة كما أن نقلها يمنع عنه وعن بقايا نظامه المحاسبة والمحاكمة.. هذا من جانب أما الجانب الآخر فيتمثل في أن تشكيل المجلس الانتقالي سيغير قواعد اللعبة على مستوى الداخل والخارج لصالح الثورة ففي الداخل سينتزع السلطة من بقايا النظام بفعل الضغط الذي سيمثله الالتفاف الجماهيري حوله وسيشكل ضغطا على القوى الدولية والإقليمية التي تحاول أن تطيل في عمر بقايا النظام وسيعريها إن هي أعلنت موقفها المعارض له وعليه فإننا نؤكد أن المجلس الانتقالي سيؤكد انتهاء المرحلة الأولى من النضال السلمي وانتهاء أي شرعية للنظام وبالتالي سيقطع الطريق على عودة النظام بأي شكل من الأشكال والأهم الذي يجب أن نؤكد عليه هو أن يشكل المجلس من شخصيات وطنية وشباب واستبعاد أي رموز من النظام السابق مدنية أو عسكرية.   أخيرا أنبه أنه على كل القوى السياسية المؤيدة للثورة أن تسير في خط الثورة المستقيم وأن تبتعد عن السير في تلك الخطوط المتعرجة التي اعتادت عليها إبان حكم الطاغية والقائمة على المهادنة كون الثورة شيء والحوارات شيء آخر.   السعودية اللاعب الأساسي   يرى العديد من الخبراء والمحللين أن الدور السعودي في اليمن هو الأساس والضمانة لنقل السلطة بما تملكه من شبكة علاقات قوية داخل البلد كما أنها تخشى اندلاع حرب أهلية وتسرب مشكلات الثورة في اليمن إلى المملكة وقال تقرير لوكالة أنباء (رويترز) السبت إن صالح خرج من حسابات السعودية بعد رفضه التوقيع على ثلاث مبادرات في اللحظات الأخيرة وهو ما أدى إلى اندلاع قتال استمر أسبوعين عقب فشله في التوقيع على المبادرة الأخيرة.   ونقل تقرير عن الخبيرة الأمريكية وأستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية في القاهرة (شيلاكاربيكو) فيما يتعلق بالسعودية فقط أغلقت ملف علي عبدالله صالح وحتى لو عاد إلى اليمن، لا ندري إن كان هذا سيعد كافيا لكن السعودية فقدت ثقتها به.   ورغم أن السعودية تملك شبكة علاقات قوية وأتباعاً لها في اليمن تضم قادة قبائل وسياسيين وضباطا بالجيش إلا أن كثرة أعداد هؤلاء وتشتتهم لا يصنع منهم خليفة محتملا للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وهو أحد تحديات الدور السعودي.   أيضا يعد الانزلاق إلى حرب أهلية تحديا آخر لهذا الدور وخشية من هذا الانزلاق أرسلت المملكة شحنة من ثلاثة ملايين برميل نفط لمعالجة أزمة نقص الوقود الحادة في اليمن كما بدأت المملكة في الاتصال بكل الأطراف ومن بينهم الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد الذي أعلن أنه ملتزم بهدنة وقف القتال في اليمن فقط احتراما لخادم الحرمين الشريفين.   وعن الدور الأمريكي في اليمن قال التقرير إن أمريكا تكتفي بنشر طائرات بدون طيار لاستهداف تنظيم القاعدة تاركة أمر نقل السلطة للدور السعودي، وتقول المحللة الأمريكية (شيلاكاربيكو) لا أعتقد أن للولايات المتحدة سياسة في اليمن، نحن نساند الدور السعودي وكل ما يقومون به في اليمن أمر جيد والأمر الآخر أننا نتفق جميعا على أننا لا نريد تنظيم القاعدة.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign