الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    ثقافة وفكر /
الحياة تخسر إنسانا ومبدعا بعظمة ساراماغوبعد حياة حافلة بالأحداث والتطورات والجدل

2010-06-23 09:01:11


 
توقفت الجمعة الماضية في جزر الكناري بأسبانيا بعيدا عن موطنه الأصلي المنفي عنه قسرا حياة الأديب والروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو أحد الخصوم المشهورين لـ"البابوات" وسلطة "الفاتيكان" الدينية و"الكنيسة" والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش معلناً بوفاته انطفاء شمعة إنسانية تميزت بقدرتها على تبديد الظلام واستفادة المضطهدين قبل غيرهم من نورها.  ووسط موجة حزن عارمة بكى البرتغاليون رحيل بطل جائزة نوبل للآداب 1988م دمعا غزيرا كواحد من أعظم كتاب القرن العشرين وأشرفهم بمواقفه الثابتة وانتصاره للضعفاء والحرية وكفاحه الطويل ضد الإجرام والذي أزعج إسرائيل كثيرا وحملها على رثائه بعبارات الكراهية والحقد.  مات ساراماغو بعد صراع طويل مع مرض اللوكيميا (سرطان الدم) الذي قاومه بشراسة في منفاه تاركا وراءه تاريخا خالدا وحبا جماهيريا عالميا عصياً على الموت. وكان قبل وفاته أثار من جديد غضب الكاثوليك ضده في نوفمبر 2009م بروايته "قابيل" التي نشرها كآخر أعماله الرائعة والتي جسد فيها الشر في التوراة واصفا إياه بأنه كائن بشري ليس أسوأ أو أفضل من الآخرين.  وبدأ حياته صانعا للأقفال ثم صحافيا ومترجما قبل أن يكرّس حياته ووقته للكتابة الأدبية.أصدر نحو عشرين كتابا ويعتبره النقاد واحدا من أهم الكتّاب في البرتغال بفضل رواياته المتعدّدة الأصوات والتي تستعيد التاريخ البرتغالي بتهكم دقيق قريب من الأسلوب الذي اعتمده الفرنسي فولتير. أصدر أول رواية له بعنوان"أرض الخطيئة" عام 1947. وتوقف عن الكتابة ما يقرب العشرين عاما ليعود بديوانه الشعري الأول" قصائد محتملة "عام 1966. من أعماله يمكن أن نذكر: "وجيز الرسم والخط "1976" و" ليفنتادو دوتشار"" 1980" و" الاله الاكتع ""1982" و "سنة موت ريكاردوس ""1984" و"الطوف الجريء""1986" و" قصة حصار لشبونة""1989" و"العمى""1995" و"كل الأسماء""2002" و"الانجيل بحسب يسوع المسيح""1992" و"سنة موت ريكاردو ريس""1999". انضم إلى الحزب الشيوعي البرتغالي عام 1959. وكان ساراماغو قد لجأ إلى أرخبيل الكاناري الأسباني برفقة زوجته الثانية الصحافية بيلار دل ريو، وذلك بعد جدل حاد أثاره في الأوساط الكاثوليكية في البرتغال في العام 1992 بسبب كتابه "الإنجيل بحسب يسوع المسيح" أدخله في صراع مع سلطات بلده البرتغال. واشتهر في حياته بتبنيه قضايا عدة خصوصا القضية الفلسطينية.  ويشتهر ساراماغو برواياته ذات الحبكات الرائعة التي تعكس حقائق بشأن أحوال الإنسان. وأثار الأديب الراحل، الذي كان ناشطا شيوعيا منذ عام 1969، الجدل في بعض الأحيان بآرائه السياسية، كاتهامه إسرائيل بتحويل الأراضي الفلسطينية إلى معسكر اعتقال أو اقتراحه بدمج البرتغال وأسبانيا لتصبحا دولة واحدة تحمل اسم «أيبيريا».




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign