الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    الاخبار /
دلالات التوقيت في تصريحات العسيري حول عرض مصر المشاركة في الحرب على اليمن دلالات وأبعاد الهدف بالتزامن مع تغير الخطاب الامريكي وزيارة وزير دفاعها للشرق الأوسط

2017-04-23 20:12:55


 
كتب جمال عامر
لا تعدو التصريحات السعودية المتكررة عن استقطابها لدول عربية وإسلامية تخوض معها الحرب على اليمن سوى دلالة على المستنقع الذي انغمست فيه ولم تعد قادرة على الخروج منه دون تحمل نتائجه على مستوى الداخل السعودي الذي أثرت عليه هذه الحرب، وعلى مستوى الإقليم والخارج الذي أفقدت السعودية فيه مكانتها وتمثيلها للمنطقة.
وحديث مستشار وزير الدفاع السعودي، اللواء أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات «التحالف» لقناة «العربية»، حول عرض الرئيس السيسي من 30 إلى 40 ألف جندي للمشاركة في تحرير اليمن يأتي في هذا السياق. وهو ليس الأول مثلما لن يكون الأخير، إذ تم الإعلان عن مشاركة باكستانية ومغربية ودول أخرى أفريقية، وثبت أنها ليست أكثر من جزء من حرب إعلامية ونفسية.
إلا أن تصريحات العسيري حول عرض مصر تبدو مختلفة هذه المرة من حيث التوقيت وإن لم يكن جديداً، باعتبارها جاءت عقب حلحلة في الأزمة السياسية المصرية السعودية التي وصلت حد الإحتقان، ولم يكن رفض مشاركة مصر في الحرب البرية في اليمن بعيدة عنها.
وبالنظر إلى استغلال التوقيت، فقد اعتقد الجانب السعودي أن المصالحة بين الرياض والقاهرة، المتمثلة بلقاء الرئيس المصري للملك السعودي على هامش القمة العربية المنعقدة في البحر الميت في مارس الماضي، فرصة يجب اهتبالها لإحراج الرئيس السيسي قبل زيارته المتوقعة للرياض بناء على دعوة الملك سلمان.
كما عد التصريح بالونة اختبار لرد فعل مصر، وبالذات بعد كلمة السيسي التي ألقاها في قمة الدول العربية حول انتقاده لتدخل إيران في المنطقة وإن لم يذكرها بالإسم، وهو ما جعل النظام السعودي يبالغ برفع سقف توقعاته بدفع مصر، وإن بالإحراج، لتكون لاعباً على الأرض، في حرب كان النظام قد رفض خوضها مستفيداً من عبر التاريخ القريب، ومنطلقاً من مسؤولية الدور القومي الذي يحمله.
وفي هذا السياق، لا يبدو أن المسؤولين السعوديين يستفيدون من إخفاقاتهم السياسية في ما له علاقة بكيفية التعامل مع الدول التي فشلوا في الاحتفاظ بعلاقات دائمة معها مبنية على الاحترام المتبادل، وظنوا خطأً أن المال وحده كفيل بلي أذرع الأنظمة كيما تخضع لإرادتهم، وهو ماجربوه مع مصر ولم يجنوا سوى الخسران المبين.
الاستعلاء وقلة الخبرة السياسية هي التي توقع النظام السعودي في مطبات سياسية، وتقدمه كنظام مرتبك بدون رؤى، وهو مابدا عليه مستشار وزير الدفاع الذي كذب نفسه بنفسه بخصوص العرض المصري، مدعياً أنه كان يتحدث عن عرض له علاقة بتشكيل القوة العربية المشتركة خلال مناقشات في الجامعة العربية، هذا على الرغم من تحاشي النظام المصري الرد عبر مصدر رئاسي أو مسؤول مكتفياً بنفي غير رسمي عن مصدر مطلع نقلته «بوابة الشروق».
ويبدو أن الرئاسة المصرية قد اكتفت بنفي السيسي لادعاءات مشابهة متزامنة مع بداية الحرب، حيث نفى في شهر أبريل من العام 2015 أمام طلاب الكلية الحربية، ما قال إنها شائعات تحدثت عن إرسال مصر قوات برية مصرية للحرب في اليمن، وأكد أن «الشعب المصري سيكون أول من يعلم بذلك رسمياً إذا قررت مصر اتخاذ خطوة كهذه».
ومثل هذا النفي جدده مصدر رئاسي آنذاك، مؤكداً أن هذا الخبر عار عن الصحة، وأن مشاركة مصر في قوات «التحالف العربي» تقتصر فقط على وحدات من قواتها البحرية والجوية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الدستور يلزم الدولة في حالة المشاركة بجنود مصريين في مهمة قتالية بالخارج بموافقة مجلس الدفاع الوطني ومجلس الوزراء وموافقة مجلس النواب. وهو ماسرى على مشاركة القوات البحرية التي وافق عليها مجلس الدفاع الوطني ويجدد موافقته على تمديدها.
إلا أنه، ومع كل ما سبق من معوقات قانونية وموضوعية تحول دون التدخل البري للقوات المصرية في حرب مجربة باليمن، يحاول النظام السعودي القفز عليها، ويستمر بالضغط على مصر لإنقاذه من شرك الحرب التي أوقع نفسه فيها، مستفيداً هذه المرة من ارتفاع حدة السخط الأمريكي إزاء سياسة ايران وتدخلها في المنطقة العربية، وبموازاة زيارة وزير دفاعها إلى دول في الشرق الأوسط، ومنها السعودية ومصر وإسرائيل، والتي لم تخل من نقاش حول الحرب في اليمن، وبالذات محاولات السعودية البحث عن شركاء في معاركها المتوقعة للسيطرة على الحديدة تحت ذريعة حماية باب المندب.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign