الزبيدي يهدد بطرد العليمي من عدن        صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية       صنعاء تدشن العام العاشر باوسع هجوم بجري وجوي ضد اهداف امريكية واسرائيلية     
    الاخبار /
الثمن المكلف الذي يدفعه سلمان ونجله للبقاء في الحكم

2017-03-26 20:52:59


 
كتب جمال عامر
لن تتمكن الإدارة الأمريكية لوحدها من إنقاذ حكم الملك سلمان ونجله الذي يتم تهيئته لخلافته، وهو أمر يرجع لطريقة إدارتهما للدولة السعودية وتعاملهما غير المكترث بالشعب السعودي، الذي تم إدخاله نفق المعاناة، وكذا التعالي على بقية أفراد الأسرة المالكة، التي زاد عددها واتسعت مصالحها وكبرت تكلفتها من الخزينة العامة، وسعى محمد بن سلمان لتقليصها ولكن لتصب في حسابه، وليس لصالح الإقتصاد الذي تهالك بدلا من أن يتعافى، وهو ماجعل أمراء عديدين يجاهرون بالنقد لنجل سلمان.
وعلى المستوى الشعبي، كان الدافع الأول لصبر السعوديين على حجم الفساد والقمع وتكميم الأفواه الذي يمارس من قبل حكامهم، هو ما يقدم لهم من مقابل يتمثل بتحمل الحكومة لنفقات الماء والكهرباء والهاتف الأرضي وتيسير سبل العيش، وكان ذلك أشبه برشوة تم سحبها منهم، وأكثر من ذلك تحميلهم تبعات إضافية لم يعهدوها في عهود سابقة، وهو ما يجعل الشعب السعودي بكامله أقرب للعبودية منه للمواطنة حتى المنتقصة منها.
فالمواطن السعودي أصبح مطالبا بدفع فواتير الخدمات المختلفة التي توفرها الدولة، في ظل تخفيض الحوافز التي كانت تقدم لموظفي الدولة، فيما صار عليه دفع الجمارك والضرائب، بمقابل رفع سعر النفط في بلد تبيع أكثر من تسعة ملايين برميل يوميا، بينما البنية التحتية تعد الأسوأ على مستوى العالم، بما فيه دول عربية لا تملك عشرة بالمائة مما تملكه المملكة. ولعل فضيحة ماسببته الأمطار في جدة ومناطق غيرها، كشفت حجم الفساد الوقح والمتغطرس الذي وصل إلى حد فرض فيه الأمراء تبرعات من التجار ورجال الأعمال لإصلاح فسادهم.
منذ أكثر من مائة عام، ومنذ أن تأسست المملكة، لم يحصل أن تم كسر تقاليد الحكم كما حصل في عهد سلمان، الذي جاء وكأنه ينتقم من سلفه الملك عبد الله، ومن كل من اشتغل معه، وفي مقدمة هؤلاء ولي عهده الأمير بندر بن عبد العزيز ، الذي أقر مجلس العائلة تعيينه كولي للعهد، وتم عزله بجرة قلم بغرض إفساح الطريق لنجله كي يتولى منصب ولي ولي العهد، الذي من خلاله استولى على أهم ممكنات الدولة الإقتصادية والسياسية والمخابراتية، متجاوزا ولي العهد نفسه، والذي تم تحييده وإقصاؤه وحصر صلاحياته في افتتاح المشاريع الأمنية.
ولعل اقتسام العالم في زيارتي سلمان للدول الآسيوية ونجله لواشنطن قد كشف مدى احتكارهما للسلطة على حساب ولي العهد، وهو ما سيخلق اصطفافا مضادا لا يمكن أن يبقى حبيس الجدران إلى الأبد، وسيخرج للعلن متى سنحت له الفرصة باعتبار أن صمت وزير وقائد الحرس الأمير متعب لا يعد دلالة رضا.منذ أكثر من مائة عام، ومنذ أن تأسست المملكة، لم يحصل أن تم كسر تقاليد الحكم كما حصل في عهد سلمان
الحرب على اليمن هي السبب الآخر والأهم الذي مثل انتكاسة للملك ونجله، بدلا من أن يكون مخرجا لهما للهروب من أزمات الداخل المتفاقمة. هذان تفردا بقرار الحرب دون أدنى معرفة أو خلفية بتعقيدات الشعب اليمني وتشعباته القبلية وتضاريس أرضه العصية على إحداث نصر دائم عليها، وقد جرب قبل ذلك العثمانيون وتحاشاها البريطانيون وتورط فيها المصريون على الرغم من نبالة مقصدهم.
الملك ونجله سلما ملف الحرب في اليمن بكامله لعدد من موظفي الإستخبارات واللجنة الخاصة ولسفيرهما المعين في اليمن، وصار هؤلاء هم نافذة التواصل وذوي الرأي الذين يتم اتخاذ القرار بناء على مشورتهم، مع أن هؤلاء ومعهم الجزء الأكبر من المسلمين بالشرعية قد أصبحوا جزءا من شبكة فساد متجذرة، وصار من مصلحتهم استمرار الحرب كي يستمر مصدر دخلهم.
الحرب القائمة والممتدة لأكثر من عامين من قبل المملكة لا تستهدف الحوثيين وصالح لوحدهم، وإنما تهدف بالإضافة إليهم إلى ضرب القبيلة اليمنية كمكون قوي وفاعل في الحروب، بعد أن لم تستطع توظيف مشائخها ورجالها في صفها في معاركها، التي لم تنجح، بفضل هؤلاء، في تحقيق نصر كانت تعتمد عليهم في تحقيقه، وهو ما كانت تعتقده مع كونه اعتقادا مبنيا على جهل وقلة دراية. ولذا، فإن هذا الفشل الذي هي سببه الرئيس، جعل من القيادة الجديدة في النظام السعودي تحمل الملك عبد الله وسلطان بن عبد العزيز مسؤوليته باعتبار ما وصفوه بانتهاجهما سياسة عقيمة تجاه القبائل اليمنية التي تم الصرف عليها لعقود، ومثل هذا الكلام قيل لعدد من المشائخ الذين لم تحتمل أنفتهم وعزتهم اليمنية الإستمرار بالتعامل مع عجرفة هؤلاء، وغادروا الرياض كأي يمني يأبى أن يذل أو تهان بلده.
كان واضحا مدى اعتزاز بن سلمان أثناء زيارته إلى واشنطن بالتقائه الرئيس الأمريكي كأول مسؤول عربي يلتقيه ترامب، وهو ما روج له الإعلام السعودي والمحسوب عليه، مع أن تعامل الإدارة الأمريكية معه كان واضحا على أنه بين زبون وتاجر، لن يحصل إلا على ما يدفع ثمنه مقدما.
ولذا، لم يشفع له هذا اللقاء بأن يتم تأجيل تحريك القضايا التي رفعها أهالي ضحايا الحادي عشر من سبتمبر ضد بلاده، عقب لقائه مع ترامب، بحسب قانون جاستا، باعتبار أن لكل موقف ثمنه الخاص.
والسؤال: إلى أي مدى يمكن أن يستمر الملك ونجله بدفع الرشاوى، ليس لأمريكا فقط، وإنما لدول عدة أصبحت ترى في المملكة البقرة الحلوب التي لا يجف حليبها




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign