صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        صنعاء تشهد مسيرات مليونية داعمة لفلسطين        المبعوث الاممي يدعو لعدم ربط الحل السياسي في اليمن بقضايا اخرى        تعثر خطة الرد الاسرائيلي على ايران      
    الاخبار /
قراءة في جلسة مجلس الأمن حول اليمن واختزال الصراع في ضهران الجنوب

2017-01-28 21:23:55


 
جمال عامر
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة استماع جديدة مساء الخميس، حول تطور الصراع في اليمن، ليستمع لتقرير مكرر ومطاط وغير محدد من قبل المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، الذي لم يحمل جديداً أو يقدم مفيداً يقود إلى محددات واضحة تحمل مؤشرات يمكن أن تقود إلى حلول ممكنة.
ولد الشيخ استمر في تيهه في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن، والقدر الواضح فيها تمثل بالجزئية التي قدم فيها مبرر ضرورة استمرار مهمته الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة ليلتئموا في جولة جديدة من المشاورات، وهذا على الرغم من تأكيده على وجود مخاوف وتحفظات من قبلها، مكتفياً بتحميلهم الضمني مسؤولية إبقاء الصراع مشتعلاً، ولكن دون أن يطالب مجلس الأمن بتحرك فاعل وملزم، وهو ما عكسه موقف مجلس الأمن المائع الذي عبر عنه رئيس دورته الحالية، أولوف سكوغ، في تصريحات للصحافيين، واكتفى بمناشدة أطراف النزاع تجديد التزامها بوقف الهجمات المسلحة والانضمام بشكل بناء إلى لجنة تعمل على تنسيق وتهدئة الوضع والسماح بإتاحة وصول سريع آمن للمساعدات الإنسانية وبدخول الصحافيين مختلف المناطق المنكوبة في اليمن للوقوف على الأوضاع فيها.
تأكيد رئيس المجلس بخصوص لجنة التهدئة هو ما شدد عليه ولد الشيخ في إحاطته مع ما فيه من اختزال مخل بكون الحل في موافقة وفد صنعاء على إرسال ممثلين لحضور ورشة عمل في العاصمة الأردنية، باعتبار ما قاله من أن فريق العمل في مكتبه قد أتم "كل الترتيبات الخاصة للاجتماع التحضيري والذي يشمل ورشة عمل مدتها خمسة أيام يحضرها ممثلون من طرفي النزاع حتى يخرجوا بخطة عملية مشتركة تضمن تقوية وقف الأعمال القتالية وعدم تعرضه لأي خرق من أي طرف"،
ومثل هذا التسطيح لا يحمل دلالة جدية لوقف الحرب لعلم المبعوث الأممي أن مسألة وقفها هو قرار سياسي سعودي في المقام الأول، كما أنه أشبه بمن يضع العربة قبل الحصان.
يستميت هادي وحكومته على تبني رغبة النظام السعودي بإحياء لجنة التهدئة والتنسيق لتعقد اجتماعاتها في ظهران الجنوب بالمملكة، وهو طلب قديم جديد يهدف إلى جعلها وسيطاً بدلاً من كونها طرفاً في الحرب على اليمن، وقبل ذلك فيه حل لمشكلتها الخاصة المتمثلة بعمليات استنزاف جيشها على الحدود وفي المواقع والقرى التي احتلها الجيش والمقاتلون الحوثيون في قطاعات حرض وعسير ونجران، والتي لم تتمكن من إخراجهم منها.
حتى اليوم لا زال الحديث يجري حول أعراض الصراع في اليمن، وليس في جوهره ومسبباته، وهو ما يحول دون الوصول إلى حلول منطقية وواقعية، وساهم في هذا القدر من الإرباك تضارب المصالح الخليجية واختلاف أهدافها المتوخاة من إيصال اليمن إلى هذا الحال من الدمار وعدم الاستقرار، ويضاف إليه عدم جدية المجتمع الدولي وانتهازيته بهذا الخصوص.
إلا أن الأسوأ يتمثل في تعدي الشرعية بحربها على خصومها في الميدان إلى التنكيل بالشعب بكامله، وهو ما تبدى في صفاقة مندوب هادي في الأمم المتحدة، خالد اليماني، حين طالب في كلمته بمجلس الأمن بالاستمرار بإغلاق مطار صنعاء لاعتبار ما قال إنه بات ضمن منطقة المواجهات، وهو ما يمنع من تشغيله، وزاد بالتهديد من أن الحكومة لن تكون قادرة على تقديم ضمانات بسلامة الملاحة الجوية، وهو رد على طلب ولد الشيخ بإعادة فتحه، ومع ذلك أغفلته تصريحات رئيس المجلس.
مستقبل اليمن يمكن أن يكون أشد قتامة وأكثر سوءاً لما يحصل اليوم في مدينة تعز من احتراب يقوده أمراء حرب كل منهم يسيطر على منطقة في هذه المدينة الصغيرة التي طالما كانت مدنية ومسالمة وخالية من السلاح، فيما "داعش" و"القاعدة" يزدادان تغولاً، منذرين باقتتال سيدمر ما تبقى.




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign