صحيفة امريكية ,, بايدن يدمر امريكا بانحيازة لإسرائيل        صنعاء تواصل عملياتها العسكرية ضد السفن العسكرية والتجارية المرتبطة باسرائيل        البنك المركزي اليمني بصنعاء يفي بوعده ,, ألية استبدال العملة تبدا مهامها في في الراهده وعفار       فلسطين ... مجزرة النصيرات جريمة جديدة للاحتلال ضحايها اكثر من 600 قتيل وجريح      
    كتابات /
الإخوة قادة الشقيقة الكبرى.. لازال هناك متسع من الوقت

31/10/2013 13:12:13


 
سعيد صالح ابوحربه
 تسارعت وتيرة التشاؤمات بشان مصير السياسة الخارجية السعودية في المحيط العربي والإقليمي بدرجة رئيسية ,وارتفع النقاش في اليمن , وخاصة بعد التصريحات النارية للأمير تركي الفيصل التي أشار فيها إلى غياب سيطرت الدولة اليمنية على ترابها وانتشار القاعدة في القبائل اليمنية.في المقالة هذه أود أن أساهم بما أعتقد أنه يساعد الإخوة الأشقاء في السعودية على تقليل المخاطر التي بدا واضحا من أن الأمير لم يكن يلمح اليها فحسب ولكنه أعلن عن وقوعها وهذا لأول مرة يعبر مسؤول سعودي بهذا المستوى عن خيبة الأمل في السياسة الأمريكية والإعلان صراحة عن مخاوف كبيرة أخرى يتوقع حدوثها. من البداية نرى أهمية أن يدرك القادة السعوديين أن هناك لازال متسع قليل من الوقت لتدارك مخاطر كبيرة بالفعل ستواجههم في حديقتهم الخلفية وأحد أهم مناطق أمنهم القومي وهي اليمن كنتيجة لأسباب كثيرة لابد اولا للوصول إلى التقليل بأكبر قدر من المخاطر واحتمال النجاح في تأمين هذه المنطقة والجبهة التي يستشعرون الخطر منها الاعتراف أن من الأسباب الرئيسية لما وصلت إليه اليمن, إنما هي سياستهم أنفسهم والتي مع الأسف غاب خلال كل مراحلها, أي بعد تنموي في أي مجال وغاب عنها أي بعد تكاملي مفترض بل وربما بهت الجانب الإنساني فيها.
إن رفض إدراك هذا يعني في هذه الحالة استمرار السياسات السابقة ووقوع المحذور حتما بالنظر إلى بروز قوى إقليمية أخرى ستستفيد من أخطاء المملكة.
ومن دون الخوض في التفاصيل فإن الأمر يبدو جليا حيث لا يوجد أي أثر إيجابي على حياة الشعب اليمني بسبب من اتخاذ المملكة علاقات مع مراكز قوى لن نقول عنها تأدبا إلا أن كل تفكيرها مصالحها الشخصية فقط ودون أي اعتبار لما يتوق اليه الفرد اليمني حتى في اضيق حدود الاكتفاء فما بالكم والشعب اليمني منذ خمسين عاما يرفع شعارات وطموحات لم يستطع تحقيق شيء منها لعل بلاده" اليمن " في الحقيقة إن وجد الرجال الأوفياء والدول الشقيقة الصادقة القادرة بامكانياتها وثروتها البشرية على وضع مكانة لائقة له بين الشعوب والأمم.
إن على الإخوة السعوديين ان يدركوا بأنهم إن تعرضوا للخذلان من الولايات المتحدة كما يعلنوها صراحة اليوم فإن هناك نخبا يمنية كثيرة وفئات واسعة من الشعب اليمني ومنذ زمن طويل كانوا يعبرون صراحة وفي وسائل الاعلام عن خيبة أملهم من المملكة حتى أن الأمر قد بلغ بتفسيربعض هذه النخب وقطاعات واسعة من الشعب للسياسات السعودية بأنها تآمرية ومدمرة لليمن ,وهنا لا يمكن أن تكون معرفة مثل ذلك بعيدة عن علم أصحاب القرار في المملكة الا أن تكون أجهزة مخابراتهم خائنة للاسرة الحاكمة .
نعم ,في هذا الظرف العصيب نستطيع ايضاً ان نقول للاشقاء إنه لازال هناك متسع من الوقت وان كان قصيرا,وذلك لتصحيح خطأ تاريخي , ان كان هناك بالفعل قرارا بمراجعة حقيقية من لدن صناع القرار في المملكة لمجمل سياساتهم الخارجية وذلك لتلافي ما يمكن أن تصاب به المملكة جراء عوامل كثيرة من الواضح أن من بينها مؤامرت ضد المملكة تكون أخطاؤهم هي السبب الرئيسي في نجاح هذه المؤامرات, على الأقل باليمن , بالإضافة إلى مترتبات القرار الأمريكي المفاجىء بل والصاعق للمملكة , بإفساح المجال لأول مرة منذ عام 1990م لكل من روسيا وإيران للعب أدوار في ترتيب أوضاع المنطقة.
ان تعاملا جديداً يضع في الاعتبار ماذكر أعلاه ,ان لم يمنع المخاطر جميعها فإن من شانه التقليل وبشكل كبير من المخاطر المحدقة بالمملكة نفسها والمنطقة عموماً.
إننا نرى أن الخطوات الهامة التالية المفترض الاسراع القيام بها تجاه الأوضاع المتدهورة في اليمن من شانها أن تحدث الصدمة المرجوة التي ستمتد تاثيراتها الايجابية على أكثر من صعيد من ناحية! وتخلق حالة من التفاؤل والرضا والأمل لدى قطاعات واسعة من النخب وقطاعات الشعب اليمني بكامله من ناحية أخرى, وهو الأمر الذي لابد وأن يلخبط الكثير من حسابات الاعداء الذين رسموا كل سياساتهم بناء على جذر رأوه ثابتا بصورة دائمة في السياسة السعودية تجاه اليمن مع الاسف.
فهل يعمل اخوتنا السعوديين على القيام بالتالي والذي اليوم تكون فوائده متناصفة تقريبا إن لم تكن تميل الأكثرية لصالح دولتهم ونظام حكمهم :-

1) توحيد الرؤى داخل مركز أو مراكزالقرار في الأسرة تجاه المواقف من اليمن وإنهاء تبادل الادوار وا لمواقف المتعددة.

2) القيام بمبادرة حقيقية ومعلنه من السعودية تتضمن دعوة كل الأطراف, نعم كل الأطراف الفاعلة في الساحة من أحزاب + الحراك+ الحوثيين ورسم خارطة طريق حقيقية لمرحلة انتقالية يمنية تقف الملكة هذه المرة بصدق مع الغالبية والقوى الحداثية بكل إخلاص وأمانة والجام أبواقها السابقة التي كانت دائما ما تقف ضد ارادة الشعب اليمني الذي ينشد النماء والتطور الطبيعي.
3 ) ترك الأمر لغالبية النخب لتقرر شكل الدولة وعدم الانزعاج من أي شكل أو من اعتماد التنوع المذهبي أو الثقافي أو الفني ولعلها هي قد اعتمدت بعض من ذلك في بلادها.
4) الإعلان عن مشروع (مارشال خليجي حقيقي) ترصد له المليارات الحقيقية لإعادة تأهيل المنظومة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية لليمن تحت إشراف هيئة مشتركه تشرع مباشرة في تنفيذ الكثير من الخطط المكدسة.
4) الإعلان من قبل المملكة ثم التنفيذ العملي بوقوف المملكة إلى جانب اليمن بكل امكانياتها لمحاربة كل اشكال الإرهاب والتخريب والثارات وتطبيق النظام والقانون.
5) اتخاذ قرار ينفذ من حينه باعتماد سياسات خاصة تجاه المغتربين اليمنيين كافة.
ليس مثل ذلك حلما ابدا. وإنه التصرف والعمل الطبيعي من دولة تحمي خلفيتها وتدافع عن نفسها وأكثر من ذلك فإن كل الامكانيات حتى اليوم لازالت لدى الشقيقة الكبرى أكان التاثير في كل القوى المتصارعة والقدرة على إلزامها بأكثر من وسيلة كما هو التاثير على دول الخليج باعتماد سياسة دعم واضحة وقوية تذهب إلى اماكنها الصحيحة والجميع يتذكر التجربة الرائدة لدولة الكويت الشقيقة قبل حرب الخليج الثانية.
واذا ما قال أحد إن المسائل الخاصة بالعلاقات الخارجية مترابطة ومتداخلة مع كل الدول بل ومترابطة مع السياسة الداخلية فإنه وإن كان صحيحاً فذلك أمر يخص المملكة حيث نحن هنا نتكلم عن اليمن وبافتراض أن المملكة بالفعل قد استيقظت من سبات عميق جراء ركونها واعتمادها على سياسات واشنطن.
إن المملكة بحاجة إلى إعادة دراسة بعض المسلمات وفي تقديري الشخصي واللهم لاعتب بعد ذلك من أن الضرورة تقتضي إعادة دراسة خلقيات السياسة الإيرانية بشكل جدي، ونحن هنا لانقول الانصياع لها أو السكون أو الاستسلام لها لكننا نعرف أن المملكة قد مارست تاييد ماكان قد رسم ونفذ من سياسا ت الاقصاء والاستبعاد لأي دور لهذه الدولة القوية والعريقة والتاريخية (ايران)
من قبل الغرب خلال العقدين الماضيين وهو الأمر الذي من شان أي منصف أن يبرر للايرانيين أي ازعاج او إرباك لسياسات الدول التي أصرت على التعامل معها وفقا لذلك.
وفي تقديري ان من الحماقة ان كانت الولايات المتحدة,بعظمتها قد أدركت ولانقول قد ركعت خطأها وعدم مقدرتها على تجاوز الدور الإيراني, نعم من الحماقة أن تضل تسعى المملكة اعتماد السياسات الأمريكية حتى بعد التخلي عنها ويفترض بالمملكة امتلاك الجرأة والشجاعة الدبلوماسية للخوض في نقاشات مباشرة مع إيران لأننا نعتقد بأن الهم الاول لإيران إنما هو عدم تجاوزها وتجاهلها وبالتالي فإن من المحتمل أن تلتقي الدولتان المسلمتان الجارتان والنفطيتان على أكثر من قضية مشتركة إن تعاملت الحكومة السعودية مع مصالح شعوب المنطقة كاملة وتخلت بالفعل عن الاستجابة للإيعازات ولن نقول الإملاءات الأمريكية المضرة بمصالح المنطقة.
كما أن عملا من هذا النوع إن كان هناك مخططون استراتيجيون في المملكة من شأنه أن يعيد الهيبة للملكة لدى الأمريكيين أنفسهم والأوربيين كافة وسترفع من أسلوب التعامل المحترم معها من قبلهم مرغمين لأن كل الغطرسة والسخرية إنما تأتي تجاه بلداننا عند أن يدخلوها بين الحين والآخر في صراعات ما أنزل بها من سلطان.
في الأخير أنوه إلى أن كاتب السطور هذه له بعض الكتابات السابقة عن العلاقات مع السعودية وكلها في الحقيقة تمنيات ولكن خلفيتها الحرص على المملكة بقدر ما كانت حلما أن تنتقل الأوضاع بشعبي من الأزمات إلى الاستقرار والنماء والتطور.
آخر ماكتب في اثناء الثورة أو الأزمة (ولكل يأخذ الاسم الذي يعجبه ) مقالتان نشرت أيضاً في الوسط الأول بعد التوقيع على المبادرة الخليجية في المملكة وقد قلت بصريح العبارة إن مساعدات المملكة هذه المرة يجب أن تتجه إلى الشعب بدل القوى المشيخية والمتنفذة أما المقال الثاني فإنه قد كان ما استشعرته من موقف سلبي من دول الخليج والسعودية تجاه مسار التسوية باليمن وقد عنونته أيضاً بـ ( مراوغة إن لم تكن مؤامرة من دول الخليج تجاه أوضاع اليمن).
سعيد صالح ابوحربه
اديس ابابا
27/اكتوبر 2013م




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign