صحيفة امريكية ,, بايدن يدمر امريكا بانحيازة لإسرائيل        صنعاء تواصل عملياتها العسكرية ضد السفن العسكرية والتجارية المرتبطة باسرائيل        البنك المركزي اليمني بصنعاء يفي بوعده ,, ألية استبدال العملة تبدا مهامها في في الراهده وعفار       فلسطين ... مجزرة النصيرات جريمة جديدة للاحتلال ضحايها اكثر من 600 قتيل وجريح      
    جدل وأصداء /
النظام الحاكم بين فكي أسد (الحراك+الحوثيين) من سيخسر أولاً

2009-07-15 17:40:46


 
بداية أخي القارئ أحب أن أقول لك إنني لست ألأول في طرق هكذا موضوع لأن موضوعاً مثل هذا من المؤكد أنه قد حاول غيري أن يدرسه أو يقدمه للقراء ولكن بوجهة نظر أخرى وبعقلية مختلفة تماماً أو أقل ما أقول في كل ما كتب بهذا الجانب أنه جاء بشكل آخر لا يحمل نفس المضمون الذي أصبو إليه أو نفس الطرح الذي أطرحه، فأصاب واحد أو اثنان أو قلة وأخطأ الآخر وخاصة بعض الكتّاب الذين جعلوا حول أنفسهم حجاباً (أي بين الذي يقدمونه للقراء في آرائهم المصنوعة وبين إرادتهم المنعدمة أصلاً، فهم لا يقدمون فكرة أو حلاً حقيقياً) فأوهموا أنفسهم بكونهم لا يضاهيهم أحد وأنهم من أصحاب الأقلام التي تقدم الحقائق المطلقة للقراء، وقد ساعد مثل تلك الأقلام أنها خُدعت ببعض الردود عليها من قبل بعض البسطاء فبدأت تحول بساطتها هي وأقوالها المكررة وأسلوبها الممل المكرر إلى هجمة  ضد الآخرين بدون أي معنى أو لمجرد إشباع فراغ في عقول مثل أولئك الكتّاب وسأضرب لك أخي القارئ مثالاً علي ما يقدمه ذاك الفصيل المتحذلق من الكتاب، فعندما يتكلم عن الحراك مثلا لا ينفك في كل ما يقوله بأنهم قرويون مناطقيون ويكرر ذلك دائما في مقالاته المكررة المملة لماذا؟ لأنه وجد من يرد عليه على تلك المقالات ويذكر اسمه فأعجبه ذلك فقط وهو على وجه الحقيقة لا شيء، مغرور بفراغ لا غير. وحتى أدخل في لب الموضوع (النظام الحاكم بين فكي أسد -الحراك + الحوثيين-من سيخسر أولاً) أحب أن أوضح للمتابع للمشهد والحدث القائم في اليمن أن هذه الدراسة المتواضعة المختصرة ليست بالضرورة تعبر عن جهة معينة أو حزب أو جماعة بل تعبر عن رأي صاحبها فقط  والمراد منها تقديم دراسة ينتفع بها القارئ وحسب وحتى أحصر الموضوع في نقاط محدودة ولا أخرجه إلى التشتيت والاستطرادات سأتكلم عنه من ثلاث زوايا مباشرة(السلطة-الحراك- الحوثيين) حيث أقارن بين وبين، قوةً وأيدلوجية وإستراتجية ثم نرى نقاط الاتفاق والاختلاف ثم نتكلم عن المعركة القادمة ومن سينتصر باختصار. الزاوية الأولى: النظام الحاكم أيدلوجيته وإستراتجيته في الحرب الحالية والقادمة إلى ماذا تستند؟ أولاً أيدلوجيته: نستطيع أن نقول إن النظام الحاكم(المؤتمر الشعبي العام) يعتمد ظاهرا في أيدلوجيته ثورة سبتمبر على أساس أنه الوريث الوحيد لها ومن خلال مبادئه الستة تمسك النظام الحاكم (الحزب) بوحدة القومية العربية والتنمية والديمقراطية والتسامح والوسطية، وأنه لا حرية بدون ديمقراطية ولا ديمقراطية بدون حماية ولا حماية بدون تطبيق سلطة القانون -وهنا لا تعليق-. ثانياً: إستراتجية النظام الحاكم ونعني إستراتجيته في الحرب الحالية والقادمة إلى ماذا تستند؟(1)- تستند إستراتيجية النظام الحاكم في حربه الحالية والقادمة للقضاء على الثورتين في الجنوب والشمال إلى خيار القوة أولاً؛ ولهذا نحن رأينا خلال الأيام الماضية العروض العسكرية بكل أنواعها على شاشة الفضائية اليمنية، وعليه نستطيع أن نجزم أن هذا كل ما جاء على لسان أغلب رموز السلطة من الرمز الأكبر إلى الرمز الأصغر. (2)-: يعتمد النظام الحاكم في حربه على استدراج رجال الدين للوقوف بجانبه من خلال إلقاء الندوات والمحاضرات والفتاوى والخطب المنبرية. (3)ً: يعتمد النظام الحاكم في حربه على زرع الفتن بين القبائل والناس والجماعات وإرسال التهم للمخالفين وشراء الذمم حتى يستطيع أن يدخل من خلال تلك الثغرات إلى أوساط تلك الجماعة أو إفشال تلك الثورة.(4)-: يعتمد النظام الحاكم في حربه على التكتيم الإعلامي من خلال منع الصحف وضرب الإعلاميين ومنع دخول الإعلام الخارجي إلى أماكن المظاهرات أو النزاعات حتى يستطيع التصرف بحرية أكثر عند ضرب تلك التجمعات والجماعات، كما هو مشاهد. الزاوية الثانية: الحراك السلمي في الجنوب أيدلوجيته وإستراتجيته في الحرب الحالية والقادمة إلى ماذا تستند؟ أولاً أيدلوجيته: نستطيع أن نحصر فكرته العامة بالخروج على الظلم والاستبداد والإقصاء والذي جسد بحق تقرير المصير أو المطالبة بفك الارتباط؛ لأنه مكوّن من كل أطياف الشعب وليس حزباً واحدا أو مذهباً بعينه أو منظمة حقوقية ولهذا لا نستطيع أن نحصر أفكاره باتجاهٍ بعينه فقط. ثانياً: إستراتجية الحراك السلمي في الجنوب في الحرب الحالية والقادمة إلى ماذا تستند؟ (1)-تستند إستراتيجية الحراك السلمي في الجنوب إلى المطالبة بحق تقرير المصير بالنضال السلمي كخيار رئيس حتى هذه الساعة. وقد جُسد ذلك بكثرة الخروج إلى الشارع والدعوة إلى المظاهرات اليومية التي قد تتحول مستقبلا إلى اعتصامات جماعية يومية أو عصيان مدني كبير. (2)-: يعتمد الحراك السلمي على رموزه بالخارج كثيراً في إظهار قضيتهم أمام المحافل الدولية والتنظيمات العالمية والجمعيات المدنية وجمعيات حقوق الإنسان كخيار آخر، وهي الجبهة التي إذا استطاع أن يكسبها الحراكيون فإنه لا محالة سيجلب للحراك(القضية الجنوبية) نقلة نوعية كبيرة نحو حق تقرير المصير ، وبناء دولة مستقلة في الجنوب. الزاوية الثالثة: الحوثيون في صعدة، أيدلوجيتهم وإستراتجيتهم في الحرب الحالية والقادمة إلى ماذا تستند؟ أولاً أيدلوجيتهم: لا شك أن توجههم توجه ديني صرف وفكرهم لا يخرج عن المذهب الزيدي المعتدل المتقارب مع المذاهب الأربعة أو لا يخرج فكرهم عنها مذهبياً(المذاهب الأربعة)، وفي الاعتقاد لا يخرج المذهب الزيدي عن المفهوم العام للسنة النبوية، فأبناء المذهب الزيدي يدينون بما يدين به المعتزلة في الأصول الخمسة غير أن جمهور الزيدية خالفوا المعتزلة في الأصل الرابع حيث استبدلوا المنزلة بين منزلتين بمسألة الإمامة، وبهذا لا يخرجون عن المفهوم العام للسنة كذلك ولما كانوا يشايعون أهل البيت -عليهم السلام- صاروا من هذا الوجه شيعة والحوثيون لا يخرجون عن ما ذكرت أبداً، وقد اتهم أصحاب الحوثي بأنهم جعفرية (من شيعة إيران) غير أن هذا أريد منه التحريض ضدهم وعليهم وهم براء مما وقع عليهم من هذه التهم. ثانياً: إستراتجيتهم في الحرب الحالية والقادمة إلى ماذا تستند؟ اعتمد أنصار الحوثي سابقاً المواجهة المستميتة التي أرهقت جيش النظام وأرهقت الأتباع من أنصار الحوثي وهو ما سبب أو كان سبباً في مقتل حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى التي انتهت بحسب إعلان النظام الحاكم في العاشر من سبتمبر 2004 بعد ذلك اتخذ السيد بدرالدين الحوثي وابنه عبدالملك أسلوبا آخر وإستراتيجية أخرى في القتال هي إستراتيجية وضع الكمائن والكر والفر، حيث مكنهم هذا الأسلوب في القتال من إطالة أمد المعركة وإدخال النظام الحاكم في شرك الحروب المتكررة المرهقة والمكلفة. ومن هنا نجد أن نقاط الاتفاق أيدلوجياً فقط منعدمة أصلاً شكلاً ومضموناً بين كلًّ من الأطراف الثلاثة واستراتجياً نجد النظام الحاكم يعتمد على التفوق العسكري والحراك يعتمد على إرادة الجماهير والحوثيون يعتمدون على إطالة أمد الحرب، وهو ما يجعلنا نقول باختلاف إستراتيجية الأطراف الثلاثة في الحرب.. من ناحية التكتيك ومن ناحية الهدف يتفق الحوثيون مع الحراكيين عليه(الهدف) لا محالة وهو القضاء على النظام الحاكم وإن اختلفوا في التوجه والمقاصد المستقبلية، هذا يقيم دولة هنا وهذا يقيم دولة هناك، وهذا ما يجعل النظام الحاكم -كما أسلفنا- بين فكي أسد في هذه الحرب وهو ما سيجعل الحرب القادمة إذا ما درسناها من وجهات نظر مختلفة حرباً تعتمد أساليب كثيرة وأساليب متجددة لا تحصر قد يكون بقاؤها واستمرارها لفترة أطول هو البداية لدخول أطراف أخرى في ساحة النزاع مستقبلا. وعلى ضوء ما تقدم نستطيع أن نحدد أو نرسم الطرف الخاسر أو المنتصر بسهولة ويسر؛ لأننا قد لخصنا حجم قوى النزاع وأهدافها من خلال الدراسة السابقة لكل طرف على حدة ومن خلالها استطعنا أن نحصر حجم قوة الأطراف المتنازعة فجعلنا الحزب الحاكم طرفاً والحراك والحوثيين طرفاً آخر منطقياً فقلنا النظام الحاكم بين فكي أسد -الحراك + الحوثيين- لماذا؟ لأن الوقت لا يجري بصالح النظام الحاكم (وهذا طبيعي للذي عنده خبرة في مثل هذه الحروب أو للمتابع لها، فكلما طال أمد المعركة بدأ المهاجم يتعب وتنهك قواه ويخسر، يعني يخسر أكثر سياسياً واقتصاديا ومعنوياً، بالمقابل يقوى الطرف الآخر لأنه لا يحافظ على ما يخسره في يده ولا يملك إلا جهده فقط) وخاصة أن النظام الحاكم لم يذهب إلى الحلول الحقيقية التي ممكن أن تساعده داخلياً وإقليميا ودولياً وهذا ما سنراه في المستقبل القريب، أما خلال هذه الأيام أو الشهور أو هذا العام فالنظام ما زال يبحث عن المخارج التي تعود عليها أو استعملها سابقاً، يعني بالمختصر المفيد إستراتجيته القديمة، القضاء على خصومه بخيار: القوة+ التهديدات+الوعود+ استخدام الدين+ زرع الفتن+ إرسال التهم للمخالفين+شراء الذمم+  التكتيم الإعلامي(حجب الحدث)، وهذا كله على وجه الحقيقة لم يعد يؤثر في واقع الحال ولن يؤثر كثيراً في الطرف الآخر، ولكننا إذا ما درسنا هذه الخيارات عند النظام الحاكم سنجدها الخيارات المتاحة له لا غير لأنه قد جعل على أهدافه الظاهرة سياجاً من الزيف والخداع والتكرار حتى فُضِحَ  وأصبح مكشوفاً. ثم إذا ما درسنا حجم قوة النظام من خلال قوة ضغط الطرف الآخر يعطينا حقيقةً أخرى ألا وهي حجم وقوة الطرف الآخر(الحراك+االحوثيين) أمام تهديدات النظام الحاكم ومن خلال الفترة التي صمد فيها الحراك بنضاله السلمي وإخراج تلك الجماهير العريضة إلى الشارع ومن خلال خمسة حروب قام بها الحوثيون يتبين لنا مدى قوة الطرفين الحراك+الحوثيين ومدى ضعف النظام مستقبلاً، وخاصة إذا نسق الحوثيون مع الحراك والعكس جبهات القتال مستقبلاً فإن ذلك لا شك سيجعل النظام الحاكم حقيقة بين فكي أسد وهو ما سيجعلنا نجزم أن النظام الحاكم في اليمن بدأ أو في بداية عدٍّ تنازلي، يعني في أيامه الأخيرة لا محالة وهنا أقول إن من يخسر أولاً هو النظام غير أنني لا أجزم في حقيقةٍ عدميةٍ يحتمل فيها خيارٌ آخر، وعندما نقول يخسر أولاً فنحن نعني المعركة المشاهدة وإلا قد خسر النظام الحاكم سابقاً عام(94) يوم أقصى أصحاب الحق والشراكة من موقعهم وجردهم من شرعيتهم ثم ألبسهم ثوبا كان من العدل أن يلبسه هو يوم تفرد بمركزيته وأنانيته على حساب أبناء الجنوب، وحقوقهم وممتلكاتهم بسيف الظلم والإقصاء الذي أوصل الوضع إلى ما وصل إليه اليوم. وحتى اترك المتابع أمام خاتمة تقوي ما ذكرت آنفاً سأذكر له هذه المعلومة ليعلم صدق وقوة هذه الدراسة المختصرة وبما أننا قد تكلمنا سابقاً عن حروب العصابات وتركنا فرضية تحول جزء من الحراك إليها وفرضية التنسيق بينه وبين(...) فإنني سأنقل للمتابع الطابع الخاص لمثل تلك الحروب، حيث تخلو غالبا من المواجهات التقليدية؛ لأنها تكون بين جيوش نظامية وعصابات (جماعات) وهو ما يسبب الخلل بتوازن المعركة بين الفريقين المتحاربين، فالثاني يعتمد أسلوب الكر والفر والاختفاء والمباغتة كما حدث في فيتنام وأفغانستان حيث كان الهدف فيها إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف المهاجم النظامي، لهدف ثانٍ، الأول تحرير فيتنام الجنوبية من الأمريكان و الثاني تحرير أفغانستان من السوفيت، بينما كان الهدف للجيوش النظامية هو القضاء على الميليشيات ثم إقامة نظام آخر في المناطق التي يتم تطهيرها منهم، عادة ما يكون موالٍ للجيش النظامي لهدفٍ آخر الأول (الأمريكان) كان هدفهم القضاء على المد الشيوعي والثاني (السوفيت) كان هدفهم توسيع الإمبراطورية السوفيتية وهذا يسمى الهدف من تلك الحرب.الوجه الآخر: الدعم.. اعتمد المقاتلون الأفغان ضد الروس على الأهالي من خلال مدهم بالمعلومات والطعام والإمدادات فكانوا يعتمدون على القرى في تحديد موقع القوات السوفيتية،والاستطلاع،والاختباء والتخفي وجلب الغذاء والمال وكذلك حدث في فيتنام. الوجه الثالث: الاستنزاف وهو ما يهدف إلى توصيل رسالة للطرف الآخر بأن الحرب معه فاشلة وغير مجدية نفعاً وهذا يحصل من جانبي النزاع ينتصر فيه عادة الطرف الذي لا يحدد موقعه أو المليشيات التي تلتزم حرب العصابات، كما حدث بفيتنام وأفغانستان ثم تتحول تلك العصابات إلى جيش نظامي قوي كما حدث كذلك في فيتنام وأفغانستان، حيث تحولت حرب فيتنام في النهاية إلى حرب نظامية يوم  قرر جاب قائد جيش فيتنام خوض حرب نظامية ضد الأمريكان حصل معها خسائر فادحة للجيش الأمريكي أدت إلى غضب الشعب الأمريكي ومن ثم الانسحاب،وكذا حدث في أفغانستان.       د.علي جارالله اليافعي




جميع الحقوق محفوظه لدى صحيفة الوسط 2016 

التصيميم والدعم الفني(773779585) AjaxDesign